"الأسعار صعبة أوى.. هنشترى إزاى بالأسعار دى هدوم شتوى لـ 3 أطفال وأنا وزوجي”.. هكذا تحدثت إحدى السيدات أمام أحد محلات الملابس المنتشرة فى شارع خالد بن الوليد، فى محافظة الإسكندرية، بعد أن قامت بجولة لمعرفة موديلات ملابس موسم الشتاء الذى بدأ بحلول شهر نوفمبر الحالى.
وخلال العامين الماضيين، حلت على أسعار ملابس الشتاء زيادات كبيرة، امتدت لمواقع التواصل الاجتماعى، لتكون بمثابة “بوستات فكاهية بين مستخدمى منصة فيس بوك”، كان الأبرز منها “ بزعل أوى لما بلاقى مرتبى مكتوب على جاكت”، فى إشارة إلى أن سعر “ المعطف يعادل مرتب شهر كامل من العمل”.
وتوقع عدد من التجار وأصحاب محلات الملابس الجاهزة بمحافظة “ الثغر” تراجع مبيعات موسم الشتاء الحالى بين 20 إلى %50 بسبب زيادة الأسعار الناتجة عن ارتفاع المكونات الأساسية بالتصنيع، فضلا عن تراجع قيمة الجنيه، وتفضيل الأسر توفير الأساسيات التى لا يمكن الاستغناء عنها فى المنازل، ثم النظر للأقل الأهمية.
وتسارعت وتيرة التضخم، على نحو طفيف فى أكتوبر إلى %26.5، على أساس سنوى، مقارنةً مع %26.4 فى سبتمبر، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة الأحد الماضى.
وعزا الجهاز تسارع التضخم للشهر الثالث على التوالى إلى زيادة أسعار الخضراوات %39، والحبوب والخبز %36.7، واللحوم والدواجن %19.7، على أساس سنوى.
ورفعت الحكومة خلال الأشهر القليلة الماضية، أسعار البنزين والسولار وتذاكر القطارات ومترو الأنفاق، وهو ما تبعته زيادات أسعار كثير من السلع والخدمات الأخرى، كما زادت نهاية مايو الماضى، سعر رغيف الخبز المدعم %300، فى خطوة هى الأولى منذ أكثر من 3 عقود، كما رفعت قيمة دعم الخبز والسلع التموينية فى موازنتها للسنة المالية الحالية بنحو %5 إلى 134.2 مليار جنيه.
بداية، قال أشرف جويا رئيس مجلس إدارة لجنة الملابس الجاهزة فى الغرفة التجارية بالإسكندرية إن الموسم الشتوى هذا العام لا يشهد نشاطا كبيرا فى حركة البيع، مقدرا نسب التراجع فى المبيعات بنحو %50 مقارنة مع العام السابق حتى الآن.
وأضاف أن هناك أسبابا كثيرة لهذا التراجع فى مقدمتها زيادة مصروفات المواطنين والمستهلكين بشكل كبير مما أدى إلى تراجع أهمية الملابس كسلعة فى سلم أولويات العديد من العملاء، علاوة على ارتفاع أسعار المنتجات بنسبة تصل إلى %20 مقارنة مع العام الماضى.
وأشار “جويا” إلى أن إنتاجية المصانع شهدت تراجعا خلال الموسم الشتوى الحالى، خوفا من عدم القدرة على تسويق المنتجات وبيعها فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية التى تشهد زيادة أسعار مكونات ارتفاع تكاليف التشغيل والتى تنعكس على المنتج النهائى.
ولفت إلى أنه رغم أن هناك تراجعا فى إنتاج المصانع للموسم الشتوى هذا العام فإن كميات البضائع المتاحة فى الأسواق ليست قليلة، مرجعا ذلك إلى أن هناك كميات من البضائع لم يتم بيعها الموسم الماضى وبالتالى سيتم عرضها هذا العام.
من جانبه، قال عبد الحكيم فتحى عبد الحكيم عضو مجلس إدارة لجنة الملابس الجاهزة فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، إن حركة البيع خلال الموسم الشتوى هذا العام لا تتعدى حتى الآن %20 من المبيعات الطبيعية وهى تعتبر بداية الموسم.
وأشار “عبد الحكيم” إلى أنه بعد انخفاض درجة حرارة الجو وهطول الأمطار يبدأ العديد من المواطنين فى التوجه إلى الملابس الشتوية الثقيلة،إما المتاحة لديهم أو عبر شرائها وبعد ذلك تبدأ السوق فى تحسس حركة البيع ونشاطها فى تلك الفترة.
وأضاف أنه يمكن استثناء قطاعات بسيطة من المنتجات مثل قطاع الحريمى والأطفال والتى قد تكون خارج هذه القاعدة فى بعض الأحيان، حيث إن هناك رواجا لملابس الأطفال بغض النظر عن هذه الاعتبارات الأخرى.
وقدر “عبد الحكيم” الزيادة فى الأسعار هذا العام فى ملابس المنتجات الشتوى بنحو %30 مقارنة مع العام الماضى، وقد ترتفع فى بعض المنتجات عن هذه النسبة لتصل إلى نحو %60.
وأرجع هذه الزيادات إلى ارتفاع التكلفة والأعباء على المصانع وأسعار الكهرباء والوقود والنقل وكذلك زيادة أسعار العمالة والأسعار فى السوق مما أدى إلى صعود كبير فى أسعار السلع الأخرى.
وأشار إلى تراجع الإنتاج فى ملابس الموسم الشتوى عن مستويات العام الماضى بنسبة تتراوح من 10 - %20، بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع، وتوقع انخفاض حركة المبيعات.
