يسعى قطاع التعليم بمؤسسة «مصر الخير» إلى الانفتاح على التعاون مع الهيئات والجامعات والمراكز البحثية العالمية لخدمة قضايا التنمية فى مصر، إضافة إلى تعميق العلاقات مع الشركاء الدوليين للمؤسسة وعلى رأسهم كلية تكنولوجيا المعلومات ببكين، إضافة إلى الجامعات والمعاهد الإيطالية التى سبق التعاون معها.
ويدرس حاليا مع جامعات حكومية فى الصين، وإندونيسيا، وروسيا، وماليزيا، تأسيس كيان جديد على غرار الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية.
كما تسعى المؤسسة إلى التعاون مع الجامعات العالمية والدولية فى توفير منح دراسية للطلاب المصريين الواعدين وبخاصة فى المجالات المتعلقة بالذكاء الاصطناعى، والطاقات المتجددة، والتسويق الإلكترونى، وهى التخصصات التى تحتاجها سوق العمل المحلية والدولية.
جاء ذلك خلال حوار لـ «المال» مع دكتور صابر حسن، رئيس قطاع التعليم فى مؤسسة «مصر الخير»، استعرض خلاله نشأة القطاع، والمجالات الأساسية التى يعمل فيها، وإستراتيجيته ومحاورها الرئيسية.
حزمة مشروعات مع جهات دولية
بداية، استعرض «حسن» المشروعات الجارى تنفيذها بالتعاون بين قطاع التعليم، والجهات الدولية، وتلك الجارى التفاوض بشأنها، مشيرا إلى أنه منبينها مشروع «تقليل الفقد الغذائيوتعزيز سلاسل القيمة»، بتمويل من مؤسسة «سيتى المجتمعية» والذى من المقرر البدء فيتنفيذه ديسمبر المقبل، لمدة عامين.
وأوضح أن بداية المشروعستكون فى محافظتى الأقصر، وأسوان، فى العام الأول، ثم الفيوم فى العام الثاني، ويستهدف بشكل أساسى تصدير المحاصيل الزراعية المجففة،مشيرا إلى أنه سيتم خلال المرحلة الأولى تصدير الطماطم المجففة بطاقة 100 طن خلال السنة الأولى، وسيتم إضافة محاصيل أخرى فيما بعد منها البلح، والملوخية.
ويستهدفالمشروعتمكين السيدات ماليا فى المحافظات المستهدفة، موضحا أن «مصرالخير»تعاقدت مع جمعيات أهلية فى محافظتى أسوان، والأقصر، هى التى تقوم بتنفيذ المشروعات على النطاق المحلي، وأنه جارالاتفاق مع 3 شركات لتصدير المحاصيل الزراعية المجففة، والدول المستهدفة بالتصدير بالمرحلة الأولى بالسوق الأوروبية.
وقال إن العائد المحقق من العملية التصديرية سيتم توزيعه بين الجمعيات، والسيدات العاملات فى المشروع، وتنمية المشروع نفسه وتوفير المواد الخاصة به.
وألمح إلى أن هناك مشروعا آخرلتدشين مركزين للتميز تحت الإنشاء حاليا، بتمويل من صندوق الإنماء الألمانى حيث تم الانتهاء من دراسة الجدوى، واختيار المواقع، والتصميمات، وحاليا فى مرحلة الترسية على الشركات التى ستنفذ المشروع. ولفت إلى أن المركزين سيكون أحدهما فى أسوان، والآخر فى المنيا، ويجرى حاليا التخطيط لإنشاء مركز ثالث.
ومراكز التميز عبارة عن مركز خبرة فى تخصصات محددة، لمتابعة مدارس التعليم الفني، تضم أحدث الأجهزة، يتم من خلالها تدريب الطلاب، والمعلمين.
وأوضح أن المشروع شراكة بين مؤسسة «مصر الخير»، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة الأبنية التعليمية، وصندوق الإنماء الألماني، حيث يتمثل دور المؤسسة فى ترسية العطاءات، والإشراف والإدارة الفنية، وذكر أن المشروع سيستمر حتى نهاية 2026، وقد يتم عمل مرحلة ثانية له.
وذكر أن هناك مشروعا آخر ممول من الاتحاد الأوروبى يستهدف تحسين البيئة التعليمية فى 35 من مدارس المصرية التى تضم الطلاب الوافدينفى مصر من خلال (التطوير، والتأثيث، وتدريب المعلمين)، فى طور الحصول على الموافقات اللازمة.
وقال إن هناك مشروعا آخر لتمكين السيدات من خلال ريادة الأعمال «إيراسموس» لتمكين السيدات، وتدريبهم حرفيا، ويضم 7 شركاء، يمثل الجانب المصرى فيه مؤسسة «مصر الخير»، وجامعة عين شمس، وشركة محلية، ويتلخص دورهم فى دراسة احتياجات المشروع، والإغلاق، فيما يمثل الجانب الأجنبى إحدى الجامعات السويدية، ومؤسسة يونانية، ودولة أخرى، وينتهى هذا المشروع نهاية 2026.
وأشار أيضا إلى أنه جار التفاوض مع «الإيسسكو» ووزارة التربية والتعليم لتدريب معلمات مدارس التعليم المجتمعى للحصول على الرخصة الدولية فى التعليم، لبناء قدراتهم.
ولفت إلى أنه يجرى حاليا التفاوض مع الجامعات الحكومية فى الصين، وإندونيسيا، وروسيا، وماليزيا، لدراسة تأسيس كيان جديد على غرار الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية، تضم تخصصات تعليمية جديدة كليا على السوق المصرية، والتفاوض على منح جديدة فى تخصصات غير موجودة فى مصر وتحتاجها سوق العمل، مثال الذكاء الاصطناعي، والتسويق الإلكتروني، وتدريب مدرسى التعليم الفني، وأعضاء هيئة التدريس للتعليم الفني.
وأفاد بأن كلية بكين لتكنولوجيا المعلومات هى الشريك الإستراتيجى لقطاع التعليم لمصر الخير، وذلك من خلال اتفاقية تم توقيعها عام 2013، لافتا إلى أن هناك وفدين من الصين سيزوران «مصر الخير» مطلع العام المقبل، لبحث سبل التعاون، مرجحا أن تسفر هذه الزيارات عن مجموعة من المنح الدراسية.
إستراتيجية القطاع
وانتقل «حسن» إلى استعرض نشأة «مصر الخير»، والمجالات التى تعمل فيها، وأهدافها الرئيسية، ومدى توافقها مع أهداف الدولة، لافتا إلى أن المؤسسة أنشئت عام 2007، كمؤسسة مجتمع مدنى تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي، وتعمل فى 5 مجالات أساسية هى التكافل الاجتماعي، والتعليم، والصحة، والبحث العلمي، ومناحى الحياة.
وأشار إلى أن «التعليم» يأتى قبل أى شيء، ويعد أحد أهم القطاعات داخل المؤسسة بناء على رؤيتها ورسالتها التى تركز على بناء الإنسان، وباعتباره الوسيلة والأداة لبناء هذا الإنسان.
وشرح «حسن» المراحل التى مر بها قطاع التعليم فى المؤسسة منذ توليه عام 2019، حيث تم تحديد محورين أساسيين للعمل عليهم، هما الإتاحة التعليمية، والتعليم الفني، مستعرضا جميع تفاصليهما.
الإتاحة التعليمية
ويشمل هذا المحور الحضانات، ومدارس التعليم المجتمعي، ومدارس التعليم العام، والمنح الدراسية، ويتم من خلاله توفير فرص تعليم عالية الجودة لكل من هم فى سن التعليم الإلزامي، والثاني؛ يتعلق بدعم التعليم الفني، وكلا الهدفين يتوافق معإستراتيجيةمصر 2030، وتوجهات الدولة المصرية.
وأوضح أن «مصر الخير» بدأت أيضا العمل على مرحلة ما قبل التعليم المدرسي، من خلال الحضانات عبر التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى للأطفال من عمر يوم إلى 4 سنوات، ونجحنا بالفعل فى إنشاء 559 حضانة توفر بيئة تربوية جاذبة، فى محافظات مختلفة منهم 104 فى محافظات شمال سيناء، وبورسعيد، وهناك حضانات جديدة سيتم افتتاحها الفترة المقبلة.
وأرجع اهتمام «مصر الخير» بمرحلة الطفولة إلى أهميتها، نظرا لأنها نواة تكوين شخصية الطفل، واستعداده القوى للتعليم.
ولفت إلى أن «مصر الخير» تنفذ حاليا مشروعا رائدا للتعليم المجتمعي، يمنح كل من تسرب من التعليم، ولم يستطع التعليم فى صغره لأسباب اجتماعية أو اقتصادية فرصة للتعليم، بهدف سد منابع الأمية من مصدرها، موضحا أن هناك 27 ألف طالب مسجل فى مدارس التعليم المجتمعي.
ونفى «حسن» حدوث أى حالات تسرب من مدارس التعليم المجتمعي، لافتا إلى أن هناك دعما تعليميا كاملا لأولياء الأمور، والطلبة بمدارس التعليم المجتمعى تحد من عمليات التسرب، ويوجد تعامل خاص للطلبة أصحاب الحالات الخاصة مثل صعوبات التعلم، فضلا عن تطبيق أساليب تعليمية جاذبة للأطفال، بجانب وجود لجنة مجتمعية بكل مدرسة تحول دون تسرب الأطفال.
وأكد أن المدارس المجتمعية تلقى كل الرعاية والدعم من وزارة التربية والتعليم، خاصة وأن «مصر الخير» تسعى فى كل أنشطتها لتنفيذ إستراتيجية الدولة.
وكشف أنه يجرى حاليا العمل على إنشاءمشروع مماثل للأطفال فى المناطق النائية والمحرومة، التى يصلح معها هذا النموذج التعليمى التى تتسم بالبعد، وضعف الكثافة السكانية، والأوضاع الاقتصادية، مثل أسوان، والوادى الجديدـ سيناء، مطروح، كما تقوم أيضا بإنشاء فصول للتعليم الإعدادى فى هذه المدارس، ويخضع للإشراف من وزارة التربية والتعليم، والهيئات المعنية.
وأفاد بأن المؤسسة استطاعت خلال السنوات العشر الأخيرة افتتاح وإدارة وتشغيل 1087 مدرسة، توفر أكثر من 33 ألف فرصة تعليم من عمر 6 سنوات إلى 18 عاما.
وحصلت «مصر الخير» أيضا عام 2018 على جائزة اليونسكو عن مشروع لتعليم الفتيات، يضم حوالى ستة آلاف طالب أكثر من %62 منهم فتيات»، وفقا لـ «حسن».
وكشف أن «مصر الخير» أيضا قامت ببناء أكثر من 230 مدرسة للتعليم الأساسي، فى 20 محافظة، خلال السنوات الماضية توفر أكثر من 120 ألف فرصة تعليم لأبناء هذه المحافظات.
وأكد أن «مصر الخير» تعمل بالتعاون مع جميع الهيئات، والجهات الحكومية المعنية بالعملية التعليمية، ومن بينها الأبنية التعليمية، ووزارة التربية والتعليم، وجميع الجامعات الحكومية، فضلا عن برامج تدريبية تستهدف المعلمين كافة.
وكشف أنه سيتم فى يناير المقبل افتتاح مدرسة التربية الخاصة فى كوم أمبو لذوى الهمم لتبدأ العمل مطلع «التيرم الثاني» من العام الدراسى الحالي، بتمويل من البنك الأهلى المصري، وتخدم أكبر مركز فى محافظة أسوان من حيث الكثافة السكانية، حيث تستوعب 400 طالب، كما تيسر على أولياء الأمور.
واستعرض «حسن» دور «مصر الخير» فى تطوير المدارس القائمة، أو إنشاء مدارس جديدة، وذلك من خلال عملية البناء بالكامل، والتأثيث، وتدريب المعلمين، أو القيام بعمليات الدمج لمدارس ذوى الهمم عبر إدخال غرف التعليم الحسي، مؤكدا على دعم «مصر الخير» القوى لذوى الهمم.
وأشار إلى أن قطاع التعليم فى «مصر الخير» يوفر أيضا المنح الدراسية، والتى تعد المحور الرابع لملف إتاحة التعليم، واستطاعت المؤسسة توفير أكثر من ثلاثة آلاف منحة دراسية منذ عام 2017، داخليا، وخارجيا بينهم 660 طالبا يدرسون فى إيطاليا، و189 فى الصين، و23 فى فرنسا.
واستعرض الشروط الواجب توافرها فى الطلبة للحصول على المنحة وهى التفوق مع عدم المقدرة المادية، أو الطالب الذى تعثر خلال المرحلة التعليمية وفقط مصدر الدخل المتاح له، مثل وفاة الوالد.
المحور الثاني.. التعليم الفني
ولفت إلى أن المحور الثانى الذى يعمل عليه قطاع التعليم فى «مصر الخير» هو ملف التعليم الفني، والذى تدعم من خلاله توجهات الدولة فى نشر التكنولوجيا التطبيقية، وهو ما يتم تطبيقه من خلال مدرسة «مصر الخير- أمريكانا» المتخصصة فى مجال إدارة وتشغيل المطاعم.
وأوضح أن المؤسسة انتهت أيضا الفترة الماضية من الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية، بالشراكة مع جامعة قناة السويس، بموجب اتفاق ثلاثى برعاية «مصر الخير»، ومشاركة جامعة قناة السويس، وكلية بكين لتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف أن دور «مصر الخير» انتهى والذى يتضمن عمليات الإنشاء والتأثيث، ودعم مراقبة الجودة لمدة 4 سنوات بالتعاون مع كلية بكين لتكنولوجيا المعلومات.
وكشف أن قطاع التعليم فى «مصر الخير» ينسق حاليا مع عدة جهات لإنشاء مدرسة جديدة للتكنولوجيا التطبيقية.
ولفت إلى أنه يجرى حاليا التفاوض مع الجامعات الحكومية فى الصين، وإندونيسيا، وروسيا، وماليزيا، بشأن تأسيس كيان جديد على غرار الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية، يضم تخصصات تعليمية جديدة كليا على السوق المصرية، والتفاوض على منح جديدة فى تخصصات غير موجودة فى مصر وتحتاجها سوق العمل، مثل الذكاء الاصطناعي، والتسويق الإلكتروني، وتدريب مدرسى التعليم الفني، وأعضاء هيئة التدريس للتعليم الفني.
وأفاد بأن كلية بكين لتكنولوجيا المعلومات هى الشريك الإستراتيجى لقطاع التعليم لمصر الخير، من خلال اتفاقية تم توقيعها عام 2013، لافتا إلى أن هناك وفدين من الصين سوف يزوران «مصر الخير» مطلع العام المقبل، لبحث سبل التعاون، مرجحا أن تسفر هذه الزيارات عن مجموعة من المنح الدراسية.
التدريب من أجل التشغيل
وذكر أن «مصر الخير» تولى ملف التدريب من أجل التشغيل اهتماما قويا، ويشمل تدريبات على الوظائف المهنية والحرفية، والزراعية، والخدمية، والفندقية، موضحا أنه تم توفير 4000 فرصة تدريب وتشغيل فى هذه القطاعات، خلال 10 سنوات، وهو رقم ليس بقليل.
وأشار إلى أنه تم استحداث ملفات مهمة فى هذا القطاع منها التدريب لشغل وظيفة جليس مسن، ونفذنا مع وزارة التضامن مشروع «فرصة».
وقال إن هناك قطاعات أساسية فى «مصر الخير» هى التعليم، التكافل، البحث العلمي، الصحة، ويدعمها قطاعا التكامل، والجمعيات من خلال تحقيق التكامل فيما بينهم، مؤكدا أن قطاع التعليم يحظى بأعلى مخصصات إنفاق فى المؤسسة، بعد قطاع مناحى الحياة،لإيمان «مصر الخير» بأهمية التعليم فى بناء الإنسان.كوم..
مشروع للكبار للقضاء على الأمية وآخر للأطفال فى المناطق النائية
مفاوضات مع «الإيسسيكو» لحصول مُعلمات «التعليم المجتمعي» على الرخصة الدولية
إنشاء وتشغيل 559 حضانة بالتعاون مع «التضامن»
توفير أكثر من 3000 منحة دراسية منذ 2017
إتاحة 4000 فرصة تدريب فى 4 قطاعات مهنية
تدشين 1087مدرسة خلال 10 سنوات
معدلات التسرب بـ «المجتمعي» «صفر»
