معن البسطامى فى ضيافة CEO Level Podcast.. الرئيس التنفيذي لعمليات «بـى إتـش إم كابيتال» يكشف أسرار النجاح ومحاور الخطة المستقبلية

Ad

يواصل بودكاست “CEO Level Podcast” انطلاقته القوية فى موسمه الرابع، الذى بدأ فى منتصف أكتوبر 2024، إذ استضافت الحلقة الأولى الدكتور أحمد هيكل، مؤسس ورئيس شركة القلعة للاستثمارات المالية، الذى كشف عن كواليس مثيرة ومهمة فى عالم الاستثمار.

أما فى الإطلالة الثانية، تجاوزت الحدود الوطنية فى حوار خاص حول البورصة الأردنية مع مازن الوظائفي، الرئيس التنفيذى لبورصة عمان، بينما فى الحلقة الثالثة، تم الكشف عن تفاصيل مثيرة مع المهندس حمدى رشاد، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث”.

أما الحلقة الرابعة، والتى أصبحت متاحة الآن للجمهور على قناةALMAL TVعبر يوتيوب ومنصات البودكاست المختلفة، انطلقت إلى أسواق المال فى رحلة بدأت من الأردن، وامتدت إلى الإمارات.

وذلك فى حوار شيق أداره الإعلامى حازم شريف، مقدم البودكاست ورئيس تحرير جريدة المال، مع معن البسطامي، الرئيس التنفيذى للعمليات فى شركة “بى إتش إم كابيتال للخدمات المالية”.

وخلال الحلقة، سرد “البسطامي” تجربته كمدقق مالى خلال الأزمة المالية العالمية فى عام 2008، وكيف أثرت تلك التجربة بشكل كبير على رؤيته لسوق المال، ثم انتقل للحديث عن تجربته فى عالم الوساطة المالية، إذ لعب دورًا محوريًا فى نمو شركة “بى إتش إم كابيتال”.

وتأسست “بى إتش إم كابيتال للخدمات المالية” فى مارس 2006، وتعد من الشركات البارزة فى أسواق المال الإماراتية، إذ تعمل فى قطاع الخدمات المالية، وتركز على توفير حلول مالية متنوعة، مع اهتمام خاص بالخدمات المصرفية الاستثمارية والوساطة المالية، فضلًا عن دورها الكبير فى تحسين آلية موفر السيولة.

وتتضمن الحلقة الجديدة منPodcastCEO Level تفاصيل رحلة “معن البسطامي” المهنية، وكيف تمكنت الشركة من قيادة ثورة فى سوق المال الإماراتي، وأوضح الفرق بين “صانع السوق” و”موفر السيولة”، وكيف ساهمت هذه الأدوار فى تعزيز سيولة الأسهم فى الإمارات، كما تحدث عن دور التكنولوجيا الحديثة، مثل نظام “هورايزن”، فى تطوير صناعة السوق.

وخلال حواره مع حازم شريف، كشف “البسطامي” عن خطط طموحة لتوسيع أعمال بى إتش إم كابيتال إلى أسواق جديدة، خاصة السوق المصرية. وأكد أهمية الاستقرار الاقتصادى فى مصر، ووجود فرص استثمارية واعدة.

كما قدم مجموعة من النصائح القيمة لرواد الأعمال والمستثمرين، خاصة فيما يتعلق باندماج الشركات وإدارة المحافظ، وأكد أهمية اختيار الشركاء المناسبين واتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة.

«انترناشيونال سيكيورتيز» التابعة لـ «ADQ» تسيطر على السمسرة فى «سوق أبوظبى»

ويسرد ضيف CEO Level كواليس المنافسة بين شركتى “إى إف جى - هيرمس” و”بى إتش إم كابيتال” فى قطاع الوساطة بسوق دبى للأوراق المالية، ويُسلط الضوء على الأسباب التى تجعل شركة “انترناشيونال سيكيورتيز”، التابعة لـ “أبوظبى القابضة”، تتفرد بصدارة المشهد فى هذا القطاع.

وإلى نص الحوار المتاح للجمهور علىALMAL TVبموقع اليوتيوب ومنصات البودكاست:

● حازم شريف:أرحب بكم فى حلقة جديدة من حلقاتCEO Level podcastللموسم الرابع، ضيف اليوم يعمل فى مجال سوق المال، والبورصات، أرحب بالأستاذمعن البسطامى الرئيس التنفيذى للعمليات فى شركة بى إتش إم كابيتال للخدمات الماليةبالإمارات العربية المتحدة.

معن البسطامى:أهلًا وسهلًا.

● حازم شريف:البداية الكلاسيكية لتعريف الضيف على جمهورCEO Level.. “مَن هو معن البسطامى؟ من أين تخرجت؟ وكيف تطورت مسيرتك المهنية والدراسية؟!

معن البسطامى:وصلت الإمارات وكنت طفلًا بعمر 13 عامًا.

● حازم شريف:هل أتيت من الأردن؟

معن البسطامى:نعم صحيح، وفى الإمارات تتوافر ميزة كبيرة وهى التنوعالثقافيالكبير. إذ كنت أدرس فى صف يحتوى على جميع الجنسيات العربية تقريبًا، وساهم ذلك فى بناء جزء من شخصيتي، إذ أنت كأردني، تجد بداخلك عرقًا مصريًّا وسوريًّا، وهكذا.

بعد ذلك، درست فى جامعة الشارقة، وتخرجت بتخصص المحاسبة، بينما الثانوى كان إدارة نظم المعلومات(MIS)وهذالأننى أردت تحسين مهاراتى فى هذا المجال.

● حازم شريف:دخلت الجامعة فى أى عام؟

معن البسطامى:2001 وخلال دراستى كان لدى دكتور مصرى “مجدى قبيل”، وذات يومفى السنة النهائيةتغيبت عن امتحان مادة البرمجة، فسألني عن سبب غيابي. قلت له: “كان عندى مقابلة مع شركة عالمية فى مجال المحاسبة، وهي”KPMG”.

فقال لى: “ممتاز. إذا تم قبولك بالشركة، سأمنحك فرصة لإعادة الامتحان، وبعد حوالى أسبوعين، أخبرونى أن لدى مقابلة أخرى، وأنى قد نجحت فى الأولى.

وقد عملت فى «KPMG» مباشرة بعد التخرج، بوظيفة مدقق حسابات متخصص فى المجال المالي، ويضمالبنوك وشركات الاستثمار،وأيضًا المصارف الإسلامية، وقمت بدراسةCPAوهى اختصار لـCertified Public Accountant“محاسب قانونى مرخص”.

كانت مرحلة صعبة؛ لأن عمرى كان بين 22 و27 عامًا، وهو عمر الانبساط والتفاعل مع الشباب، ولكن تقريبًا انعدم الانبساط فى حياتى خلال تلك الفترة، إذ إننى كنت أعمل لساعات متأخرة دائمًا.

● حازم شريف “ضاحكًا”:شعرت بالوحدة؟

معن البسطامى: لا، فقط كنت مرهقًا، وبينما كان يخرج الناس من أجل الإجازات والسفر، كنت وقتها فى أمريكا أُمتحن الامتحان الأخير للـCPA، وفى آخر سنة عمل لى في “KPMG” حدثت الأزمة المالية العالمية 2009/2008.

الإمارات تتصدر الأسواق العربية والمملكة العربية السعودية وصيفة ومصر ثالثة فى ترتيب «معن»

وشاهدت انهيار السوق، وكانهناك بعض الأشخاص الذين تركوا عملهم، وشركات أعلنت إفلاسها. كانت تجربة صادمة، وعندما عدت إلى الإمارات، ودققت على شركات استثمارية، رأيت انهيار المستثمرين.

وعلى الرغم من أن الأزمة كانت فى أكتوبر 2008 وهو بالصدفة شهر الترقيات فى الشركات، وحدث تجميد أغلبها بسبب الأزمة، لكن تمت ترقيتى لأنهم أدركوا مدى احتياجى الشخصى لهذه الترقية التى كان يتوقف عليها مصير زواجى من عدمه، وكان حينها هناك 72 شخصًا آخرين مؤهلين للترقية، ولكن أنا وشخص آخر فقط حصلنا على الترقية.

● حازم شريف:وماذا بعد ذلك؟

معن البسطامى:انتقلت من مجال التدقيق إلى العمل فى شركات الوساطة المالية، بدأت فى شركة الرمز كابيتال كمدير رقابة، وبنيت قسمًا من الصفر.

ثم انتقلت فى 2017 إلى شركة بى إتش إس “شركة بيت الوساطة”، وبدأت رحلة جديدة من إعادة الهيكلة والتوسع، إذ قمنا بشراء %77 من شركة “الصفوة مباشر”.

نحضر فى المراكز الـ 3 الأولى بقطاع الوساطة فى «دبى» وننافس «إى إف جى» على الصدارة

● حازم شريف:ما الفرق بين “الصفوة” وبين “بى إتش إس”؟

معن البسطامى:تعد “بى إتش إس” شركة وساطةLLC“ذات مسؤولية محدودة”، بينما “الصفوة مباشر” هى شركة مساهمة خاصة فى مجال الوساطة، ومدرجة فى سوق دبى المالي.

وكان لابد من الحصول على العديد من الرخص من هيئة الأوراق المالية والسلع، مثل رخصة إدارة المحافظ، وكان أحد شروطها أن تكون الشركة مساهمة، ولصعوبة تحويل “بى إتش إس” إلى كيان مساهم تم شراء الصفوة مباشر.

● حازم شريف:ما وظيفتك خلال تلك الفترة فى “بى إتش إس”؟

معن البسطامى:كنت الرئيس التنفيذى للعملياتCOO، و”الصفوة” كانت اندماجًا بين شركتين، وكانت تعانى من الخسارة منذ 3 سنوات قبل الاستحواذ عليها.

وكنت واحدًا ضمن فريق كبير من بينه، عبد الهادى السعدى المدير التنفيذى للشركة، وحاتم العتبانى المدير الإقليمى للوساطة، إلى جانب رؤساء آخرين عملوا على نجاح هذه التجربة.

وقمنا بتحويل اسم شركة الصفوة مباشرإلى”BHمباشر”، ومباشر شركة معروفة فى الإمارات، بسبب نشاطها فى التداول الإلكتروني.

● حازم شريف:هل هيمباشر التى تعمل فى مصر؟

معن البسطامى:نعم، بالفعل.

● حازم شريف:ما علاقتها بشركة الصفوة؟

معن البسطامى:“مباشر” كانت تملك الذراع الإماراتية الذى كان مندمجًا مع شركة الصفوة، ونحن اشترينا منهم هذه الذراع.

● حازم شريف:هل تم شراءالعلامة التجارية؟

معن البسطامى:نعم، تم شراء العلامة التجارية، وكان هناك اتفاق للاحتفاظ بها لمدة عام ونصف ثم تم تغيير الاسم إلى“BHM Capital”، والى الآن نستخدم نظام شركة “مباشر” بينما تقوم الأخيرة بالتداول بكل الأسواق من خلالنا، إذ نقدم خدماتنا فى 22 سوقًا حول العالم.

فى 2019، أجرينا تغييرات كبيرة على الشركة، أولًا على مستوى الموظفين.إذ لمسنا حالة من الرعب لديهم فى بداية فترة الاندماج.

حازم شريف “ضاحكًا”:قد عاشوا لحظات الاندماج وقبله استحواذ؟ بمعنى آخر أُدخلوا “فى الخلاط” كما يقولون فى مصر.

معن البسطامى: بالظبط كانوا فى قلب الخلاط، وقلنا لهم: “هدفنا هو التوسع، وأكدنا لهم أن الموظفين الأكفاء سيستمرون”، وقد تعاملنا بأسلوب عادل.

● حازم شريف:ماذا عن نصيحتك فى كيفية التعامل مع الموظفين للشركات التى تدخل فى عملية اندماج مماثلة؟

معن البسطامى:أولًا، اختر الأفضل مهنيًا، وليس الأقرب عاطفيًا. ثانيًا، أعط وقتًا كافيًا من أجل تقييم الموظفين، ثالثًا، تأكد أن مَن يغادر الشركة يكون راضيًا.

● حازم شريف: ماذا عن استراتيجية عملكم بعد الاستحواذ؟

معن البسطامى:أوضحنا للجميع أن الشركة لن تبقى شركة وساطة تقليدية، بل نهدف لأن تكون مؤسسة مالية متكاملة.

وعقب 5 سنوات بات لدينا جميع المنتجات المرتبطة بالاستثمار حوالى 25 منتجًا ماليًا، مقسمين إلى أربعة أعمدة رئيسية: “الوساطة، صناعة السوق، إدارة الاستثمارات، وخدمات السيولة”.

«الماركت ميكر» ساهم فى تعزيز سيولة الأسهم فى السوق الإماراتية

● حازم شريف:حدثنى عن “صناعة السوق”؟

معن البسطامى:صناعةالسوق تشمل “الماركت ميكير” و”توفير السيولة”، والأول يعمل بأموال الشركة لتحقيق الربح من التداول بالترتيب مع السوق، ولذلك الأهم فى هذا المنتج هو تحقيق الربح.

أما موفر السيولة، فيعمل بأموال الشركة المقيدة المساهمة لتحريك أسهمها وخلق سيولة عليها، إذ إنه كلما أردت الشراء وجدت البيع والعكس بالعكس، والسيولة تعد من أساسيات خلق بيئة مناسبة للاستثمار، أى أن يصبح السهم جاذبًا للاستثمار.

الشركة الأكبر فى مجال «موفر السيولة» بفارق كبير عن المنافسين

● حازم شريف:هل من الممكن أن تكون ماركت ميكر وموفر سيولة على نفس السهم؟

معن البسطامى: ممنوع، وذلك لأن الهدف مختلف بين الأداتين، الماركت ميكر يهدف للربح، بينما موفر السيولة يهدف لدعم السهم للمساهمين، وإذا جمع بينهماقد تتضارب الأهداف.

● حازم شريف:كيف أستطيع تقييم كل من “الماركت ميكر” و “موفر السيولة” والتمييز بينهما؟

معن البسطامى: ليس هناك شركة توظف “ماركت ميكر”، ولكن أنا أستطيع أن أصنع اتفاقية مع السوق المالية (البورصة)، وأخبره أنى سوف أكون “صانع سوق” على سهم محدد،مثل شركة إعمار.

فى هذه الحالة، شركة إعمار لا تعرف شيئًا عني، ولم أتفق معها على أى شيء، الاتفاق يتم مع السوق مباشرة، وأخبره كشركة مرخصة لصناعة السوق، تضع طلبات وعروض على مستويات معينة، وليكن عددها 5 على سبيل المثال، بأسعار معينة، على أن يكون البعد السعرى يساوى 0.01 تقريبًا، حتى لا يكون هناك بعد كبير بين البيع والشراء.

و”الماركت ميكر” مرخص من السوق، ويعمل بناءً على اتفاقية مع السوق، بحيث يضع عروضًا وطلبات بشكل دائم، إذ التزم بنسبة 60 - %70 من الوقت، فى المقابل، السوق يُكافئه بإعادة كل العمولات التى دفعها، لذلك صانع السوق ليس بحاجة إلى وسيط؛ لأن التعامل بينه وبين السوق مباشر، فلا يدفع عمولات للوسطاء، وإذا التزم بالاتفاقية وقدم دورًا مفيدًا، فإن السوق يقدّر جهوده.

● حازم شريف:متى يعجز صانع السوق عن تأدية وظيفته كما أشرت فى الـ %30 الباقية؟!

معن البسطامى:إذا كان الطلب كبيرًا جدًا على سهم معين، فإن صانع السوق لا يحتاج إلى وضع طلبات إضافية، والعكس صحيح إذا كانت هناك عروض كثيرة جدًا، لأن وظيفة صانع السوق ليست دعم الأسعار، بل إنه يوفر عروضًا وطلبات لتحويل السوق إلى بيئة ديناميكية، مما يضمن وجود سيولة فى أى لحظة.

والهدف الأساسى لصانع السوق هو تحقيق الربح من خلال شراء الأسهم بسعر معين وبيعها بسعر أعلى بفارق بسيط، مع تكرار هذه العمليات لتحقيق الربح، لكن هل صانع السوق مُجبَر على الشراء أو البيع فى ظروف صعبة؟ بالتأكيد لا.

● حازم شريف:ما الفارق بين صانع السوقوصندوق الاستثمار؟

معن البسطامى:الصندوق أو المستثمر العادى ليس مجبرًا على البيع أو الشراء، بينما صانع السوق لديه التزام بتوفير السيولة لذا فهو مضطر للبيع والشراء.

بينما موفر السيولة، يعمل نفس الوظيفة لكن بطريقة أخرى، إذ يقوم بإبرام اتفاقية مع الشركة المساهمة، وهذه الاتفاقية تذهب للسوق للموافقة، وحينها لا يحصل على حافز من السوق، وليس لديه أى محفزات إلا من الشركة المصدرة، المصدرة للأسهم، إذ تقدم له رسومًا شهرية.

● حازم شريف:كيف يتم تقييم موفرى السيولة؟

معن البسطامى:نقوم بعمل تحليل محدد للشركة الراغبة فى توفير السيولة على أسهمها، وبناءً على ذلك نحدد المبلغ المطلوب ضخه لتوفير تداولات بنسب متفق عليها سلفًا.

● حازم شريف:تعنى أنك تقوم بإعداد متوسط محدد على السهم، نظير القيمة التى سوف نحصل عليها من خلال الشركة، ويتم قياس ذلك؟

معن البسطامى:بالظبط،وهناك عدة الشركات انضمت مؤخًرا لمؤشرات عالمية مثلS&PوMSCI، كونها وفرت اشتراطات السيولة الخاصة بها، وهناك كيانات ممتازة ولكن لا يتم الاستثمار بهالعدم توافر سبل الخروج (القدرة على البيع).

واسمح لى أن أوضح أن أحد معايير ضم الأسهم أو الشركات إلى المؤشرات العالمية يتعلق بمدى سيولة السهم، وهى القدرة على البيع والشراء بسهولة.

وقد حققت أسهم “مصرف عجمان” و”جلف ناف”، نجاحًا كبيرًا فى معدلات السيولة، لذا تم إدراجها فى المؤشرات.

● حازم شريف:أنت كصانع سوق، كم سهمًا تغطى فى السوق الإماراتية؟

معن البسطامى:نحن صناع سوق على 100 سهم فى الإمارات وخارجها كحد أدنى، أما كموفر سيولة (Liquidity Provider)، فنحن نغطى نحو 15 سهمًا، جميعها فى الإمارات.

● حازم شريف:كيف يتم التوسع خارج السوق الإماراتية؟ هل من خلال الاستحواذات أم عبر الوكالات؟

معن البسطامى: التوسع يتم عبر الوكالات وليس لدينا شركات وساطة خارج الإمارات، لكننا نقدم خدمات الاستثمار الخارجى لعملائنا داخل الإمارات، مثل الاستثمار فى ناسداك.

وتشغيل شركة وساطة يتطلب تكاليف عالية جدًا، من الحصول على التراخيص من الهيئات والأسواق، إلى تأسيس روابط الاتصال بين الأنظمة الخاصة بالشركة وبين السوق، لذلك فى بعض الحالات، لا يكون تدشين شركة جديدة أمرًا منطقيًا.

● حازم شريف:بعد أن تحدثنا عن الوساطة وصناعة السوق، النشاط الثالث الذى تطرّقنا إليه هو إدارة الاستثمار، هل يمكن توضيح طبيعة هذا النشاط؟

معن البسطامى:بالتأكيد، إدارة الاستثمار تشمل إدارة الصناديق والمحافظ، فى إدارة المحافظ، عادةً يأتى العميل ويقول: “تفضل، لدى عشرة ملايين درهم، أو خمسة ملايين درهم” وغالبًا ما يكون الحد الأدنى هو 5 مليون درهم، وذلك لأنه إذا كان العميل يتعامل معى كمدير استثمار ويريد استثمار مبلغ صغير مثل مئة أو مئتى ألف درهم، فإن التكلفة عليه ستكون مرتفعة جدًا بسبب الرسوم الإدارية. لذا، الأفضل فى هذه الحالة أن يتجه للصناديق الاستثمارية، حيث يتم توزيع التكلفة على عدد كبير من المستثمرين، مما يجعل العملية أكثر كفاءة.

● حازم شريف:وماذا عن مجال إدارة الصناديق؟

معن البسطامى:نحن مرخصون لإنشاء الصناديق وإدارتها، وترويجها، والإدارة المحاسبية المرتبطة بها، إذ نقدم جميع الخدمات المتعلقة فى “بى إتش إم كابيتال”.

● حازم شريف:إذًا إدارة الاستثمار تنقسم إلى جزأين: إدارة الصناديق وإدارة المحافظ، فما النشاط الرابع؟

معن البسطامى:النشاط الرابع هوالاستشارات(Advisory)هذا المجال يشمل تقديم النصائح للمستثمرين حول محافظهم فى سوق المال.

● حازم شريف:ما الفرق بين الاستشارات وإدارة المحافظ؟

معن البسطامى:الفرق يكمن فى اتخاذ القرار، فى إدارة المحافظ، نحن نتخذ القرارات الاستثمارية نيابة عن العميل بناءً على إطار عمل أو مبادئ يتم الاتفاق عليها مسبقًا، مثلًا قد يطلب العميل التركيز على أسهم متوافقة مع الشريعة، أو استبعاد قطاع معين، بينما فى الاستشارات، نعطى العميل النصيحة فقط، ويظل القرار النهائى بيده.

هناك استشارات تسمىasset allocationوأخرىللشركات التى تريد التحوّل إلى شركات مساهمة عامة أو الإدراج فى السوق المالية، نساعدهم فى إجراء التعديلات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف، سواء من خلال تحسين الأداء المالى أو إدخال شريك استراتيجي.

على سبيل المثال، عملنا مع شركة “برجيل” المتخصصة فى المستشفيات بالإمارات، وشركة “بريسايت” فى مجال الذكاء الاصطناعي، كما تعاملنا مع كيانات أخرى، بعضها أكمل عملية الإدراج، والبعض الآخر لم يكمل.

قد يأتى أحدهم ويطلب مساعدته فى شراء شركة مدرجة أو البحث عن شركاء يرغبون فى بيع حصصهم، هذه العمليات عادة ما تكون معقدة، وتستغرق وقتًا قد يصل إلى سنتين، وهذا النوع من الاستشارات (Advisory) موجود ويُصنّف تحت بند الاستحواذ (M&A Advisory) فالاستشارات موجودة، وهناك أحيانًا أشياء أخرى تتعلق بالإنشاء.

● حازم شريف:كم يبلغ رأسمالBHM Capitalالحالى؟

معن البسطامى:إجمالى حقوق الملكية للشركة(Total Equity of the Company)حوالى 250 مليون درهم.

● حازم شريف:ما ترتيب “بى إتش إم كابيتال” فى أسواق المال بالإمارات؟!

معن البسطامى:فى سوق دبي، نحن دائمًا فى المراكز الثلاثة الأولى (Top 3)، وعادةً رقم 2 خلف شركةEFG Hermesالمتصدرة للمشهد فى قطاع الوساطة بسوق دبي، وبفضل توسّعنا فى العمل مع المؤسسات استطعنا تجاوز شركة “أرقام”.

ونحن دائمًا ضمن المراكز الخمسة الأولى(Top 5)، وعادةً رقم 3 أو 4 فى سوق أبو ظبي، الذى تحتل الصدارة به شركةInternational Securities، وهى تابعة لمجموعة كبيرة وهيADQ، إذ تنفذ كل العمليات بين شركاتها التابعة.

● حازم شريف: كيف تصف حجم حصتك السوقية وموقعك فى صناعة السوق؟

معن البسطامى: دائمًا، كصانع سوق رقم واحد، صناع السوق فى الإمارات 5 فقط، وهم:BHM Capital، الرمز كابيتال، أرقام للأوراق المالية، وشركة QMMفى سوق أبوظبي، وشركةX-Cube.

● حازم شريف: ماذا عنLiquidity Providing“ توفير السيولة”؟!

معن البسطامى:Liquidity Providingنحن الأكبر على الإطلاق.

● حازم شريف: هذه مهنتكم؟

معن البسطامى: نعم، رئيس قسمmarket makingلدينا هو رجل إنجليزى “جالين”، وهو الذى أسس هذا الفرع فى الإمارات عام 2013، وقمنا باستقدام نظام عالمي، وهو فرنسى يسمى “هورايزن”، والذى يُعد أحد أشهر الأنظمة المالية فى العالم، تقريبًا كل صناع السوق فى الإمارات، أربعة من خمسة على الأقل، يستخدمون نفس النظام.

ونحن أول من جلب هذا النظام إلى الإمارات، يمكن القول إننا السباقون فى هذا المجال مقارنة بكل المنافسين،مع احترامى الكامل لرؤساء السوق الآخرين، فأنا أكن لهم الاحترام الشخصي، وقد عملت مع الكثير منهم، وبعضهم كان موظفًا لدي.

ولكن “جالين” هو شخص ذو خبرة عريقة، تفوق على الجميع، كان يتداول منذ أيام “الطبشور” فى سوق لندن.

● حازم شريف: ما المنتجات الأكثر ربحية؟ وكيف يمكن ترتيبها من حيث الربحية؟

معن البسطامى: دائمًا الاستشارات أعلى هامش.

● حازم شريف: أنا أتحدث عن الوساطة.

معن البسطامى: أعلى هامش ربحية فى قطاع الوساطة هو المارجن.

● حازم شريف: كم النسبة تقريبًا؟

معن البسطامى: الهامش يختلف بحسب كفاءة كل شركة، لأنه فى النهاية يعتمد على عدة عوامل، مثل: تكلفة الاقتراض، ومدى الاستثمار فى هذا النشاط، ويصل تقريبًا إلى %4، وهو الفرق بين تكلفة اقتراض مع الفائدة المالية فى التداول.

● حازم شريف: كيف تُصنف نفسك بين منافسيك فى مجال الطروحات الأولية؟

معن البسطامى: لا نعد من الكبار فى ذلك المجال، فى ظل سيطرة البنوك على معظم الاكتتابات، ومن اللاعبين الكبار التى تشارك دائمًا فى هذا المجال “الإمارات دبى الوطني” و” أبوظبى الأول” (FAB) بجانب شركات عالمية، وتاريخنا يضم فقط 4 صفقات استثمارية.

● حازم شريف: إذًا، كيف يمكننا حل هذه المشكلة؟ أنت كقائد، تخبر الموظفين بأنك تطمح إلى أن تكون بنكًا استثماريًّا شاملًا، وأن أحد أهم الأنشطة التى تبرز قوة البنك هى الطروحات الأولية.

معن البسطامى: بدأنا فى أكتوبر 2022، ولا يمكننا مقارنة أنفسنا ببنوك عملاقة ذات تاريخ طويل مثل “مورغان ستانلي”.

● حازم شريف: وماذا عن المقارنة مع “إى أف جي”؟!

معن البسطامى: كم عمر “إى أف جي” فى هذا المجال؟

● حازم شريف: تصل خبرتها إلى ما يزيد عن 20 أو 30 سنة.

معن البسطامى: لذلك لا أستطيع مقارنة نفسى بهم، وفى مجال الوساطة، تحديدًا، نحن من بين الأقوى فى الإمارات والشرق الأوسط، ولدينا قاعدة عملاء قوية للغاية، وفى مجال إدارة الاستثمارات، سجلنا نموًا ملحوظًا خلال العامين الأخيرين.

الـ Smart onboarding System أحدث ثورة فى عالم التداول الإماراتي

وفى أبريل 2022، أحدثنا ثورة فى الوساطة عبر تقديم نظام “Smart onboarding system”، الذى يسمح للمستثمر بفتح حسابه عبر الإنترنت بالكامل، سابقًا، كانت العملية تتطلب توقيع العميل على 73 صفحة ورقية ونعمل على هذه الخطوات لمدة أربع أيام.

حاليًا، هناك حوالى 4 أو 5 شركات فى الإمارات تعمل فى هذا المجال، ولكننا كنا الأوائل فى بدء هذه الخدمة، وقمنا بتحديث النظام مرتين، والثالث فى الطريق، واليوم، نحن الأعلى فى الإمارات على الإطلاق من حيث عدد الحسابات التى تُفتح شهريًا وأعلى من البنوك.

انتقلنا إلى مرحلة الـ Smart IPO  أو الاكتتابات الذكية

● حازم شريف: كم متوسط عدد الحسابات التى تفتح شهريًا؟!

معن البسطامى: قبل النظام الجديد كان حوالى 150 حسابًا شهريًّا، أما اليوم فنفتح آلاف الحسابات، إذ يصل العدد إلى3 – 4 آلاف حساب شهريًا، هذا التقدم الكبير فتح لنا مجالات جديدة مثل الاكتتاب الذكى (Smart IPO)،إذا كنت ترغب فى الاشتراك فى الاكتتاب.

فى النظام التقليدي، كان المستثمر يذهب إلى البنك لتوقيع الاستمارة وإيداع الأموال، ولكن الآن أصبح كل شيء يتم إلكترونيًا عبر الموقع الإلكترونى يجد المستثمر شعار الشركة التى تطرح أسهمها بالسوق، ويقوم باستكمال الإجراءات وإدخال البيانات المطلوبة للاكتتاب، وهذا النظام كان مناسبًا للغاية، وتحديدًا فى الفترات الزمنية القصيرة للاكتتاب.

نسجل أعلى معدل لفتح حسابات للعملاء فى السوق بنحو 3 – 4 آلاف شهريًا

وهناك بنوك فى الإمارات حصلت على تراخيص وساطة، لكنها لم تنشئ شركات بل قامت بالربط مع نظام “بى تش ام كابيتال” بحيث أصبح تدفق العملاء من تلك البنوك يتم عبر نظامنا، كما أن هناك شركات استثمارية كبيرة من داخل الإمارات وخارجها تعمل معنا وتنسق معنا لتيسير استثمارات عملائها فى الأسواق الإماراتية من خلالنا.

● حازم شريف:ما الاتجاه القادم؟ هل ستواصل التركيز على التوسع فى المنتجات المتاحة للوساطة أو ربما تفكر فى خيارات أخرى مثل الاستحواذ على شركة أو بنك كبير؟!

معن البسطامى: فى الواقع، آخر خطواتنا كانت فى يناير 2024، إذ أطلقنا قسمًا جديدًا متخصصًا فى التداول بالسندات والصكوك، ولم يكن متاحًا لدى معظم شركات الوساطة فى الإمارات.

● حازم شريف: لكن هناك وجود لتداول نشط فى أسواق دبى وأبوظبى على السندات والصكوك.

معن البسطامى: بالفعل، أما الخطوة الكبيرة التى نعمل عليها حاليًا فهى التوسع الخارجي، إذ نعمل على تنفيذ خطط توسعية وتعاونات فى دول أخرى.

ونرى أن اليوم إذا دخلت “بى إتش إم كابيتال” على السوق المصرية بمفردها “هتتاكل” لأن لديك أولاد بلدك على علم بالسوق وأبعاده ومخاطره، ولدينا خطط توسعية خارج الإمارات من بينها السوق المصرية،إذ سنتوسع عن طريق التعاون مع أشخاص وشركات قائمة، وتحتاج ويحتاجون إلى خدماتنا.

كما أن عملية الاستحواذ المرتقبة التى تتم من قبل “بى إتش إم كابيتال” على إحدى الكيانات القابضة ستضيف بُعدًا استراتيجيًا جديدًا للشركة وقوة معينة، من خلال بناء علاقات جديدة.

● حازم شريف: القابضة التى تنوى “بى إتش إم كابيتال” الاستحواذ عليها ستتيح لها الدخول فى استثمارات مباشرة، وقد تفتح أبوابًا فى مجالات أخرى غير الأسواق المالية.

معن البسطامى: %100 بالفعل.

● حازم شريف: هل هذا وارد فى مصر؟

معن البسطامى: وارد جدًا، وقد سيحدث قريبًا.

فى 2015 .. استثمرنا 5 ملايين جنيه فى مصر واحتجنا 7 أشهر لاستعادتها

والاستثمار فى مصر دائمًا ضمن خطط “بى إتش إم كابيتال”، والشعب المصرى واضح وسهل التعامل معه، لكن المشكلة الرئيسية أمامنا كشركة مالية كانت تتعلق بتقلبات سعر الدولار، وقمنا فى 2015 باستثمار حوالى 4-3 ملايين دولار، وقد واجهنا صعوبات فى استعادة هذا المبلغ بسبب القيود التى كانت موجودة على تحويل العملات الأجنبية، وكان علينا الانتظار حوالى 7 - 8 أشهر لاستعادة الأموال.

واليوم، أصبح هناك مرونة أكبر مع اختفاء السوق الموازية لسعر الصرف، وبات الأمر مشجعًا للاستثمار فى مصر.

استقرار سعر الصرف بالقاهرة سيساهم فى تدفق الاستثمارات الأجنبية

وتعد الاستثمارات الإماراتية الكبيرة فى مصر، خصوصًا فى السياحة والعقارات دليلًا على البيئة الاستثمارية المناسبة على سبيل المثال، الحضور القوى للسيد محمد العبار فى الساحل الشمالى جعل اسمه علامة بارزة، وأثبت نجاحه بشكل ملحوظ.

هذا النجاح يعزز من جاذبية السوق المصرية، ويشجع مستثمرين آخرين، سواء من الدول العربية أو الأجنبية، على الدخول.

● حازم شريف: هل هناك فرص محددة فى مصر تحدثنا عنها؟

معن البسطامى: لا أستطيع؛ لأنها فى مرحلة التجهيز، ولكن هناك تعاون، وهناك نية دائمًا للدخول للسوق المصرية، كان هناك فقط مشكلة تذبذب العملة.

الشركات تتوجه نحو محتوى «البودكاست» لأنها  وسيلة تسويقية لا غنى عنها

● حازم شريف: لدى سؤال خارج السياق قليلًا، بما أنك «زميل» فى مجال البودكاست التى أطلقته “بى إتش إم كابيتال”، لماذا تتجه الشركات فى الآونة الأخيرة لإنتاج محتوى مثل البودكاست؟

معن البسطامى: هناك أكثر من سبب، أولًا، كانت السوق الإماراتية فى السابق شبه منغلقة على نفسها وعلى الأسواق المجاورة فقط فى عام 2005، عندما كان يتم طرح الاكتتابات، كان معظم المستثمرين من دول الخليج مثل الإمارات والسعودية والكويت، لكن لم يكن هناك استثمار خارجى كبير من دول بعيدة مثل أيرلندا، اليوم، أصبح العالم منفتحًا للغاية على بعضه، وازداد عدد المستثمرين الأفراد الراغبين فى استكشاف فرص استثمارية متنوعة، لذلك، إذا لم تعمل على توجيه استراتيجيتك التسويقية بشكل فعال، فإن منافسين آخرين سيحصلون على العملاء المحتملين.

ثانيًا، توسعBHMوزيادة تنوع منتجاتنا يتطلب وجود تسويق فعال، لسنوات، كان الناس ينظرون إلى “الصفوة مباشر” على أنها شركة وساطة مالية فقط، ولكن الآن أكثر من 30 - %35 من أعمالنا تأتى من خارج هذا النطاق.

و”البودكاست” أصبح وسيلة توعوية وتعليمية بحتة، المنتجات التى نقدمها لا يمكن شرحها بشكل كافٍ على منصات التواصل الاجتماعى مثل إنستجرام؛ قد يكون من الممكن تقديم محتوى بسيط، ولكن لا يمكن تقديم تفاصيل متعمقة.

لذلك، أنا شخصيًا اخترت أن أكون مضيف البودكاست، لأنه لا يوجد من هو أكثر دراية بتفاصيل الأسئلة التى يجب طرحها، ونسعى للظهور المنتظم، سواء عبر البودكاست شهريًا، أو عبر منشورات إنستجرام ولينكد إن أسبوعيًا، فالناس يجب أن تراك كى تظل فى دائرة الاهتمام.

النجاح فى البودكاست يتطلب استخراج المعلومات من الضيوف، وهو تحدٍ كبير مع رؤساء الأقسام الذين لم يعتادوا الحديث أمام ميكروفون، لذلك، الشطارة تكمن فى تقديمهم بطريقة جيدة، واستخراج الأفكار منهم.

خلاصةً الموضوع من لا يسير مع التيار يفوته، نحن نحاول وهناك منافسون آخرون يحاولون بطرق مختلفة، فهناك أحد المنافسين يضع “billboard” فى أحد أكبر الشوارع فى دبي.

● حازم شريف: لدى وجهة نظر فى هذا الموضوع،فى الفترة الأخيرة لاحظت أن المنافسين لم يعودوا يقتصرون على وسائل الإعلام التقليدية فقط، بل باتت الشركات موجودة بقوة فى مجال صناعة المحتوى، سواء كانت كيانات عقارية أو خدمات مالية، هذا الأمر غير خريطة التنافس بشكل كبير، وجعلها أكثر تعقيدًا، ولكن هذا التحول مهم للغاية.

نعود الى مجال الاستثمار، ما الأسواق العربية التى تراها واعدة الآن، ومناسبة للاستثمار من قبل المتعاملين؟!

معن البسطامى: بالطبع، ما سأقوله ليس نصيحة استثمارية، لأن لكل مستثمر ظروفه الخاصة، ولكل سوق تغيراتها، لكن، من لم يرَ الفرص فى سوق الإمارات فهو يفوته الكثير، كذلك السوق السعودية التى تعد من أقوى الأسواق بفضل قوة هيئاتها التنظيمية وخبرة المستثمرين، ونظيرتها المصرية، التى تمتلك إمكانيات كبيرة.

والسوق العمانية أيضًا لفتت انتباهى أحيانًا، فهو هادئ ومستقر إلى حد كبير، وعُمان دولة تتمتع بطبيعة مميزة تتيح لها فرصًا مختلفة، ألاحظ بعض التغييرات الإيجابية، حتى إنهم بدأوا فى تطبيق نظام “صانع السوق” ويبدون جديّة فى ذلك، مما يشير إلى وجود إمكانيات وفرص جيدة فى هذا السوق.

● حازم شريف: إذا كانت محفظتى بها مليون درهم، وأريدك أن توزع لى استثماراتى بأوزان مختلفة على الأسواق التى تحدثت عنها، كيف ستوزعها؟!

معن البسطامى: التوزيع ليس على الأسواق، ولكن يتم على أساس ماهية المستثمر وأهدافه، والاستراتيجية تختلف بناء على السن، فمثلًا من فى العشرينيات يختلف تمامًا عن نظيره فى الستينيات من خلال درجة المخاطرة.

● حازم شريف:كيف توزع تلك المحفظة فى الأسواق طبقًا لشاب سيضع أغلبأمواله فى الأسهم؟!

معن البسطامى:يجب أن تُقسّم الاستثمارات على المدى الطويل، المدى المتوسط، والمدى القصير، بناءً على ملف المخاطرة الخاص بك.

إذا كنت تميل إلى درجة مخاطر مرتفعة فالأفضل أن يكون جزء أكبر فى المدى القصير، لتحقيق عوائد سريعة، أما إذا كنت تبحث عن استثمار آمن على المدى الطويل، فمن الأفضل أن تضع الجزء الأكبر فى أدوات مستقرة وطويلة الأجل، حتى إن كانت العوائد بطيئة، لأنها ستنمو بمرور الوقت.

من كان فى عمر 22 عامًا ووضع مبلغًا بسيطًا نسبيًا، لنقل 15 ألفًا أو 20 ألف درهم، كان بإمكانه مضاعفة ماله خلال سنوات قليلة.

على سبيل المثال، من استثمر 20000 درهم ورأى السهم يتضاعف إلى 7 أضعاف، كانت أمواله ستصبح 140 ألف درهم، ولوكان استثماره أكبر، كأن يضع 40 ألفًا أو 100 ألف درهم، كانت النتائج ستكون مذهلة.

النقطة هنا هى أن الاستثمار الناجح يحتاج إلى صبر طويل الأمد وثقة فى إمكانيات الشركات التى تستثمر بها، إذا كانت الشركة قوية وواعدة، فإن سعر السهم سيرتفع مع الوقت، وقد يكون هناك مقولة محلية فى الإمارات تتحدث عن دورة الأسهم وتأرجح بين القاع والقمة كل 7 سنوات تقريبًا، وقد تكون صحيحة فى بعض الحالات.

● حازم شريف: تذكرنى بـالسبع العجاف.. أقدّرجميع النصائح التى قدمتها خلال الفترة الماضية، واستفدت منها كثيرًا، ولكنى ما زلت مصرًا على ترتيب الأسواق بناءً على الأولوية من وجهة نظرك ومع تقديرى لنصائحك، لدى رؤية خاصة بترتيب الأسواق.

معن البسطامى: تحتل السوق الإماراتية المرتبة الأولى، ويرجع ذلك إلى خبرته الطويلة، وجودة الشركات الكبيرة والقوية العاملة فيه، بالإضافة إلى ديناميكيته العالية، هذه العوامل تجعلها سوقًا توفر فرصًا استثمارية واعدة.

السوق السعودية، فهى سوق كبيرة بحكم حجمها الجغرافى وإمكاناتها الاقتصادية، ولكنها لا تزال تشهد تطورًا فى ديناميكيتها، ولا تزال هناك حاجة لتنظيم بعض الجوانب، مثل ظهور صانعى السوق (Market Makers).

لذلك، أرى أن فرص المستثمرين فى السوق الإماراتية قد تكون أكثر جاذبية حاليًا،وأؤكد أن هذا رأى شخصى لا يُعبّر عن رأى “BHM CAPITAL”، كما أنه ليس نصيحة استثمارية مباشرة.

ومن حيث الترتيب، فى المقدمة الإمارات، ثم السعودية، وخلفهم مصر، ووأخيرًا عمان.

● حازم شريف: هذا ترتيب الأسواق وفقًا لجدول أولوياتك فى الفترة الحالية، أرجو أن تسمح لى بإضافة بعض النقاط بخصوص السوق السعودية، إذ يبدو أنك تناولت الموضوع من زاوية “صانعى السوق” فقط، لكن الأهم بالنسبة لى هو العمق الذى يتمتع به السوق.

معن البسطامى: عندما تحدثتُ عن ديناميكية السوق الإماراتية، كنت أقصد القدرة على التفاعل السريع مع المتغيرات.

● حازم شريف: لكن هذا لا يعنى التقليل من العمق الموجود فى السوق السعودية.

معن البسطامى: بصراحة، لا يمكن مقارنة أى دولة عربية بالسعودية اليوم، السوق السعودية كانت دائمًا سوقًا كبيرة من الناحية الاقتصادية، وذلك بسبب حجم الدولة وإمكاناتها النفطية الضخمة.

ما كان ينقص السعودية فى الماضى هو الفكر التطويري، والذى أصبح حاضرًا اليوم بقوة، إذا عدنا عشر سنوات إلى الوراء، كان من الصعب تخيل أن أحدًا يستثمر فى شركة سعودية ضمن القطاع السياحي، فقد كان السوق يتركز على القطاعات الأساسية كالنقل والطاقة.

فى فريقنا، لدينا مجموعة من الشباب الموهوبين الذين يتمتعون بعقلية منفتحة ومتفانية، هؤلاء الشباب بالكاد يحصلون على قسط كافٍ من النوم بسبب تركيزهم الكامل على السوق الأمريكية.

● حازم شريف: الأشخاص الذين يضعون الساعات أمامهم لمتابعة الأسواق المختلفة.

معن البسطامى: على سبيل المثال قسم “صانع السوق” لدينا، الموظف الواحد يعمل أمام 8 شاشات يوميًا، والسبب فى ذلك هو الحاجة إلى مراقبة وتحليل بيانات السوق بشكل مستمر، هناك نقطة مهمة للغاية يجب أن يدركها الجميع أن صانع السوق لا يعمل بمفرده أو بالطرق التقليدية.

هل من المعقول أن يدير 5 موظفين استثمارات لـ150 أو حتى 200 شركة؟ بالتأكيد هذا أمر مستحيل، الحل يكمن فى الأنظمة المتطورة والخوارزميات، لدينا مثال رائع فى الفريق، شاب مصرى يحمل شهادة الدكتوراه فى الفيزياء الكمية من فرنسا، لقد تحدثت عنه فى إحدى حلقات البودكاست الخاصة بنا، والتى تحمل اسم “فنتوك” (Financial Talk).

هذا الشاب يبدأ يومه ببرمجة الأنظمة التى تحدد أهداف التعاملات على الأسهم المستهدفة، يقوم بتحديد كافة التفاصيل: أين تتجه السوق؟ ما الأهداف اليومية؟ كم سهمًا سيتم شراؤه أو بيعه؟ وما حجم الأموال التى سيتم استثمارها؟ بعد وضع هذه الإحداثيات، يبدأ النظام العمل بشكل آلي، إذ يتابع فقط تطورات السوق ويُدخل التعديلات اللازمة عند الحاجة.

مثال على ذلك: إذا كان الهدف هو شراء مليون سهم من شركة “إعمار” خلال يوم واحد، فإن النظام قد يُصدر آلاف الأوامر على نفس السهم، ويُعدل أو يُلغى الكثير منها بناءً على التغيرات فى السوق، على سبيل المثال، إذا تم تحديد سعر 6 دراهم للسهم، لكن ظهر مستثمر قوى على الطرف الآخر يعرض كميات كبيرة، قد يتغير السعر إلى 7 دراهم استجابة لذلك.

تخيل هذا التفاعل يحدث آلاف المرات خلال ساعات العمل! النظام قادر على معالجة أكثر من 10000 أمر فى يوم واحد، إذ يتم تعديلها وإلغاؤها بناءً على ديناميكيات السوق المتغيرة باستمرار، هذا النوع من التكنولوجيا التفاعلية هو ما يجعل صناع السوق قادرين على تأدية مهامهم بطريقة جيدة.

ولذلك، لدينا نظام منفصل تمامًا عن أنظمة شركات الوساطة، الوسطاء لا يمكنهم رؤية ما يتم تداوله لدينا أو حتى التدخل فيه، النظام يعمل بسرعات تصل إلى المايكروثانية، ويرتبط مباشرة بالسوق دون الحاجة للمرور عبر وسيط أو بروكر.

«Algo Trading» تغيّر قواعد اللعبة

هذا النوع من الأنظمة يجعل من لا يستخدم خوارزميات التداول (Algo Trading) وكأنه ما زال يعيش فى العصور الحجرية بالنسبة لعالم التداول الحديث، شركة الوساطة التى لا تمتلك قسمًا متخصصًا فى الخوارزميات أو على الأقل قسمين مثلًا، مثلما لدينا قسمان أحدهما للـAlgo Tradingوالآخر للـMarket Making، تعتبر متأخرة للغاية، إذا كنت لا تستخدم الخوارزميات فى التداول، فإنك فعليًا ما زلت فى فترة التسعينيات.

● حازم شريف: ماذا عن خيارات الأسهم للموظفين؟

معن البسطامى: كان هناك بالفعل.

● حازم شريف: كم حصة الموظفين فى الشركة؟

معن البسطامى: الحد الأقصى لملكية الموظفين يبلغ %10 من الشركة، حاليًا، أعتقد أن نسبة ملكيتهم تبلغ حوالى %7 أو %8.

● حازم شريف: يعنى هذا أن الموظفين يمتلكون تقريبًا %8 من الشركة؟

معن البسطامى: نعم تقريبًا.

● حازم شريف: هذا أمر جيد، فقد حققت نجاحًا، وعوضت ما ضاع من عمرك.

معن البسطامى: لقد تعبنا كثيرًا، الحمد لله، الشركة حققت نجاحات كبيرة مؤخرًا، على سبيل المثال، عندما دخلتBHM CAPITAL، كانت الشركة خاسرة لمدة ثلاث سنوات متتالية،فى عام 2019، وصلنا إلى نقطة التعادل، وفى 2020 حققنا أرباحًا بلغت 6 ملايين، رغم ظروف جائحة كورونا.

لم نقم بتسريح أى موظف خلال هذه الفترة الصعبة، فى عام 2021، ارتفع الربح إلى 12 مليون، فى عام 2022، حققنا 16 مليونًا، وفى عام 2023 تضاعف الربح إلى 32 مليونًا، بنسبة نمو %100 خلال سنة واحدة فقط.

خطة توسعات فى عدة أسواق خارجية .. و5 ملايين درهم الحد الأدنى للمحفظة المالية

● حازم شريف: ماذا عن العام الحالى؟

معن البسطامى: نتوقع إغلاق السنة الحالية بصافى أرباح بين 40 - 50 مليونًا، على الرغم من التكاليف الكبيرة مثل إنشاء أقسام متخصصة، والتى تكلفنا سنويًا ما يقارب مليون درهم، ومع ذلك، فإن هذه الاستثمارات ستعزز الأداء فى المستقبل.

● حازم شريف: هل هناك طرح قريب لاسهم الشركة، وكم حجم الأسهم الموجودة فى السوق؟

معن البسطامى: حاليًا، نحن شركة مساهمة خاصة (Private Joint Stock Company)، وكل الأسهم فى السوق، لكن ليست جميعها حرة التداول.

إذن يمكننا القول إن حوالى %70 من أسهم الشركة تملكها جهات واحدة أو مجموعات، مما يجعل نسبة التداول الحر حوالى %30.

● حازم شريف: أتمنى لكم تحقيق المزيد من الأرباح والنمو، وأن تتوسع فى مجالات وأسواق جديدة قريبًا، معن البسطامي، رئيس قطاع العمليات فى “بى إتش إم الإماراتية” شكرًا على سعة صدرك.

معن البسطامى: شكرًا جزيلًا على كلماتك الطيبة، أشكركم على هذه الاستضافة الكريمة، وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح، إن شاء الله نراكم دائمًا فى تقدم وازدهار.