قال خبيران مصرفيان إن تخفيض السن القانونية لفتح حسابات بنكية من 16 إلى 15عامًا، يرجع لكون الشباب يمثلون شريحة كبيرة من السكان، وبناء علاقات معهم مبكرًا يعنى ضمان قاعدة عملاء وفية للقطاع المصرفى فى المستقبل.
وأكد الخبيران أن تمكين الشباب ماليا يعنى مشاركتهم الفعالة فى الاقتصاد، سواء كأصحاب مشروعات صغيرة أو موظفين، بالإضافة إلى تشجيعهم على التعامل مع البنوك مما يساهم فى تقليل حجم الاقتصاد غير الرسمى.
وأضاف الخبيران أنه من الإجراءات المقترحة لتحقيق الشمول المالى للشباب، الحملات التوعوية والإعلانية وتسليط الضوء على فوائد الحسابات البنكية، بالإضافة إلى الأنشطة الترويجية فى المدارس والنوادى وتقديم عروض وخصومات، وتوفير خدمات مصرفية مجانية أو بأسعار مخفضة، وتصميم منتجات خصيصًا لهم مثل حسابات التوفير وبطاقات ائتمان طلابية.
وأعلن البنك المركزى فى خطاب موجه للبنوك، الإثنين الماضى، السماح بفتح الحسابات المصرفية للشباب ضمن الفئة العمرية من 15 إلى 21 عامًا، دون الحاجة إلى موافقة ولى الأمر.
من جانبه، أشار ماجد فهمى، رئيس بنك التنمية الصناعية السابق، إلى أن تخفيض السن القانونية لفتح الحسابات البنكية من 16 إلى 15 عامًا فى مصر هو قرار مترابط مع تخفيض سن الحصول على البطاقة الشخصية، مما يسهل عملية الوصول إلى الخدمات المالية.
وأضاف أن هذا التغيير يهدف بشكل أساسى إلى تحقيق الشمول المالى، أى ضمان حصول أكبر شريحة ممكنة من السكان على الخدمات المالية.
الهيكل السكاني
وأوضح "فهمي" أن التركيبة السكانية لمصر تختلف عن الدول الأوروبية، حيث يمثل الشباب نسبة كبيرة من السكان، مما يجعل من الضرورى تكييف الخدمات المالية لتلبية احتياجات هذه الفئة العمرية.
الآثار المتوقعة
ومن المتوقع أن يؤدى هذا القرار إلى زيادة عدد الشباب الذين يمتلكون حسابات بنكية، مما يساهم فى نمو القطاع المصرفى، وفقًا للخبير المصرفى.
وكان طارق الخولى، نائب محافظ البنك المركزى للاستقرار المصرفى، قال إن نسبة الشمول المالى فى مصر فى عام 2017 سجلت %33 نسبة المرأة منها %19، بينما بلغت فى نهاية يوليو الماضى %71.5 ونسبة المرأة منها %63.4.
تغيير عادات الادخار والاستثمار
وأكد "فهمى" أن قرار "المركزى" قد يشجع الشباب على الادخار والاستثمار بشكل مبكر، مما يساهم فى تعزيز ثقافة الادخار فى المجتمع، بالإضافة إلى أنه قد يدفع البنوك إلى تطوير منتجات وخدمات مصرفية مخصصة للشباب، مثل حسابات التوفير للشباب أو بطاقات الائتمان الطلابية.
التحديات والفرص
وأوضح أنه يجب على البنوك والجهات الرقابية وضع آليات لحماية الشباب من المخاطر المالية، مثل الاستدانة المفرطة أو الوقوع ضحية للاحتيال، بالإضافة إلى أن هناك حاجة إلى برامج توعية مالية مكثفة للشباب لتمكينهم من اتخاذ قرارات مالية سليمة.
وكان «المركزى» شدد على ضرورة أن تتناسب المنتجات المصرفية المقدمة لهذه الفئات العمرية، مع حدود أهليتهم وحجم المخاطر المرتبطة بهم، مع الالتزام الكامل بالضوابط والتعليمات ذات الصلة.
وأكد "فهمي" أن الشباب يمثل سوقًا واعدة للبنوك، مما يتطلب من الأخيرة تطوير إستراتيجيات تسويقية جذابة لاستقطاب هذه الفئة العمرية.
تطوير خدمات الشباب
وذكر أنه يمكن للبنوك التعاون مع المدارس والجامعات لتقديم ورش عمل وبرامج تدريبية حول التخطيط المالى وإدارة الأموال للشباب.
وأضاف أنه يمكن للبنوك تطوير تطبيقات مصرفية سهلة الاستخدام وموجهة للشباب، توفر خدمات مصرفية متنوعة بطريقة مبتكرة.
وأكمل أنه يمكن أيَضًا تقديم عروض وخصومات خاصة للشباب على المنتجات والخدمات المصرفية، مثل رسوم تحويل أقل أو فوائد أعلى على الودائع.
وأكد وليد عادل، الخبير المصرفى أهمية الشريحة العمرية بين 15 و35 عامًا فى مصر، حيث تمثل هذه الفئة النسبة الأكبر من السكان.
الكثافة السكانية
وأشار إلى أن الجهود الحكومية لتشجيع الشمول المالى تستهدف هذه الفئة بشكل خاص لأسباب عدة؛ كون الشباب هم الأكثر عددا، فإن تحقيق الشمول المالى لديهم يعنى تغطية شريحة واسعة من المجتمع.
وألمح إلى أن البنك المركزى يسعى إلى تحويل المعاملات إلى النمط الرقمى، وفتح الحسابات البنكية هو الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف.
ترسيخ الثقافة المالية
وأكد أن الهدف هو غرس ثقافة الادخار والاستثمار لدى الشباب، مما يساهم فى نمو الاقتصاد على المدى الطويل.
وأوضح أن استهداف الشباب يعنى بناء قاعدة عريضة من العملاء للقطاع المصرفى فى المستقبل، بالإضافة إلى أن تشجيعهم على التعامل مع البنوك يساعد فى تقليل الاعتماد على النقد وزيادة حجم الاقتصاد الرسمى.
كما يمكن ربط العديد من الخدمات الحكومية بالحسابات البنكية، مما يسهل على الشباب الحصول عليها، وفقًا للخبير المصرفى.
الإستراتيجيات المقترحة
وشدد على ضرورة جذب البنوك لتلك الفئة من خلال الحملات التوعوية والإعلانية، وتسليط الضوء على فوائد الحسابات البنكية، مثل سهولة الدفع والتحويل، والحماية من فقدان الأموال وتقديم الأنشطة الترويجية فى المدارس والنوادى لجذب الشباب ومساعدتهم على فتح حساباتهم الأولى، بالإضافة إلى توفير خدمات مصرفية مجانية أو بأسعار مخفضة، مثل التحويلات والرسائل النصية.
فوائد الشمول المالى للشباب
وأفاد بأن الشمول المالى يساعد الشباب على إدارة أموالهم بشكل أفضل والتخطيط لمستقبلهم، كما يمكنهم من الحصول على قروض لبدء مشروعاتهم الخاصة أو لدفع تكاليف التعليم، فضًلا عن المساهمة فى نمو الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق الاستهلاكى والاستثمار.
