تستعد السوق المحلية لاستقبال حصاد موسم البطاطس الخريفى الذى بدأت بشائره فى الوصول إلى سوق العبور بإنتاجية مرتقبة تصل لـربع مليون طن على الأقل وقيمة سوقية تتراوح بين 4 - 5 مليارات جنيه .
وكشف مصدر مسئول بجمعية منتجى البطاطس لـ”المال” أن سعر طن البطاطس حاليا يصل إلى 18000 جنيه للأصناف الجديدة والقديمة بـ 20000 ألف لدى المزارعين (على رأس الغيط) بينما تتراوح المساحات المزروعة بالبطاطس الخريفى ما بين 50 و60 ألف فدان تتركز فى محافظتى المنيا والمنوفية بالأراضى الجديدة .
وأوضح المصدر أن هذه العروة منزرعة بتقاوى الكسر المحلى الذى تم جمعه فى الصيف الماضى بعد حصاد المحصول الذى اعتمد على زراعة التقاوى الأوروبية حيث يمكن زراعة الجيل الأول منها واستخدامها كتقاوى فى وقت لاحق لمرة واحدة .
وذكر المصدر أن عددا من مزارعى البطاطس فى محافظات مثل المنيا والمنوفية لجأ للحصاد المبكر مطلع نوفمبر الجارى طمعا فى الاستفادة من مستويات الأسعار العالية حاليا والتى تسجل 18 ألف جنيه للطن وتخوفا من كثافة المعروض خلال الفترة المقبلة، كما كان يتوجب على المزارعين الانتظار لمدة 20 يوما حتى يصل عمر البطاطس إلى 90 يوما بدلا من الجنى على عمر 70 يوما وتتراوح إنتاجية الفدان بين 4 و5 أطنان فقط مقابل تضاعف هذه القيمة خلال فترة اكتمال النضج .
يذكر أن تكلفة فدان البطاطس وصلت إلى 120 ألف جنيه، بدلا من 100 ألف العام الماضى فى الفترة الخريفية نتيجة موجة التضخم العالمية وزيادة الإقبال فى الفترة المقبلة على زراعة البطاطس، كما أن هناك زيادة فى قيمة الإيجارات فوق المعدلات الطبيعية وأيضا ارتفاع تكاليف الرى والحرث والتسميد أدت إلى زيادة تكاليف البطاطس .
وكان حسين عبدالرحمن أبوصدام الخبير الزراعى ونقيب عام الفلاحين أكد أن ارتفاع أسعار البطاطس لـ25 جنيها كان متوقعا وحذرنا من ذلك فى ديسمبر الماضى، لافتاً إلى أنه أول من حذر من أن ارتفاع أسعار تقاوى البطاطس المستوردة سيؤدى إلى ارتفاع أسعار البطاطس.
وأضاف نقيب الفلاحين - فى تصريحات مؤخرا - أن مشكلة ارتفاع البطاطس بدأت من شهر ديسمبر الماضى عندما تقلصت واردات تقاوى البطاطس لمصر إلى نحو 110 آلاف طن فقط مما رفع أسعارها لأكثر من 100 ألف جنيه للطن بسبب احتكار كبار التجار إلى جانب المشكلات التى واجهت الدول الأوروبية والتى أدت قلة إنتاجها من البطاطس والتأخر عن مواعيد زراعة البطاطس فى مصر، مما قلل المساحة المنزرعة من البطاطس وقلص الإنتاج لأن بعض المزارعين زرعوا تقاوى كسر محلى والبعض عزف عن الزراعة أو قلل المساحة .
من جانبه، أكد رمضان صالح تاجر بسوق العبور لـ”المال” أن سبب ارتفاع أسعار البطاطس هو زيادة معدلات التصدير التى تخطت حاجز المليون طن منذ بداية العام وكذلك تراجع إنتاجية البطاطس الأوروبية والحروب المشتعلة فى الشرق الأوسط وإغلاق مضيق باب المندب .
وأوضح أن البطاطس التى وصلت إلى سوق العبور تم حصادها بوقت ليس كاف وغير مكتملة النضج نظرا لارتفاع أسعارها من جانب وتخوف المزارعين من كثافة المعروض خلال الفترة المقبلة .
وقال نقيب الفلاحين - فى تصريحات سابقة - إن مطالب وقف تصدير البطاطس لن يحل المشكلة وأن أضرار وقف التصدير أكثر من منافعه حاليا، حيث يفقد الدولة موردا مهما من العملات الصعبة، كما قد يؤدى إلى مشكلات مع الدول المستوردة والتى تمد مصر بالتقاوى، نظرا لأن التصدير والاستيراد يتم باتفاقات وبروتوكولات ملزمة للطرفين، بالإضافة إلى أنه سيؤدى لفقد أسواق تم فتحها بصعوبة، كما قد يؤدى لخسائر لتجار ومزارعى البطاطس.
وأكد “أبوصدام” أن مصر تنتج نحو 7 ملايين طن طوال العام من البطاطس نصدر منها نحو مليون طن سنويا تجعل البطاطس ثانى أكثر المحاصيل الزراعية تصديرا بعد الموالح.
وطالب بمزيد من الإجراءات اللازمة لمنع ارتفاع أسعار البطاطس خلال الفترة المقبلة كطرح البطاطس فى المنافذ الحكومية بأسعار تنافسية وتشديد الرقابة على أماكن حفظ البطاطس سواء نوالات أو ثلاجات وعدم السماح بتخزين البطاطس الفترة المقبلة مع مراعاة توفير التقاوى خلال الفترة المقبلة والعمل على تقليل الحلقات الوسيطة بين المستهلك والمنتج.
