قدر مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة حجم مساحة البنجر المزروعة فى موسم 2025/2024 والذى يتم حصاده فى منتصف مارس المقبل وحتى شهر أغسطس القادم، بنحو 650 ألف فدان بزيادة بنحو 50 ألف فدان عن الموسم السابق نتيجة قرارات الحكومة بزيادة سعر التوريد إلى 2400 جنيه للطن بدلًا من 2000 جنيه فى السابق.
وقال الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، فى تصريحات لـ”المال” إن المساحة الإنتاجية المذكورة من المرتقب أن تدر 13 مليون طن من البنجر فى نهاية موسم الحصاد المقبل.
ويتم زراعة محصول البنجر فى فترة الخريف والشتاء من كل عام، على أن يتم حصاده فى مارس من العام الذى يليه، ويتم الاعتماد عليه فى إنتاج السكر والعسل وغيرها .
وتزرع مصر سنويًا نحو 320 ألف فدان من قصب السكر، وأنتجت منها العام الماضى نحو 650 ألف طن فقط، وبذلك يصل إجمالى إنتاج المحاصيل السكرية فى مصر “البنجر والقصب” إلى 2.15 مليون طن، بينما يصل إجمالى الاستهلاك نحو 3.6 مليون طن.
وأعلن مجلس الوزراء فى مارس الماضى عن استيراد مليون طن من السكر لتأمين احتياجات السوق، تعاقدت وزارة التموين منها على نحو 750 ألف طن حتى الآن، منها 500 ألف طن فى مارس الماضي، و225 ألف طن فى مايو التالى له، ودخل حتى الآن منها نحو 700 ألف طن موزعة بواقع 500 ألف طن للقطاع الحكومي، والبقية للشركات الخاصة.
وأضاف عبد الجواد أنه من المرتقب أن يتم إنتاج 1.8 مليون طن من السكر من محصول البنجر الموسم المقبل بدلًا من 1.7 مليون طن خلال الموسم الماضي.
وتتفاوت أسعار السكر فى مصر بحسب المنطقة، ويبلغ متوسط سعر الكيلو 35 جنيهًا فى السوبر ماركت ومحال التجزئة، وكان قد سجل نهاية العام الماضى مستويات قياسية بلغت 55 جنيهًا فى المتوسط و60 جنيهًا فى بعض الأماكن وسط شح كبير فى المعروض وقتها.
وقال حسين عبد الرحمن أبو صدام، الخبير الزراعى ونقيب عام الفلاحين لـ”المال”، إن اهتمام وتدخل الحكومة المصرية لتحديد سعر استرشادى للمحاصيل السكرية لموسم 2025 سوف يجذب شرائح جديدة لمحصول البنجر، ويوفر منتج السكر فى الأسواق، موضحًا أن ذلك يأتى استجابة لطلباتهم، إذ إن سلعة السكر استرايتيجية، وتسعى الحكومة لتوفير مخزون دائم منها فى الأسواق.
وأوضح أبو صدام أن مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى والتصدير خلال العامين المقبلين بعد التوسع فى المشروعات الجديدة، خاصة مشروع شركة “القنال” فى غرب المنيا وغيرها.
وأكد أبو صدام أن مصر لديها إنتاج وفير من السكر والبنجر، وأن معدلات الاكتفاء الذاتى تقارب الـ80%، مشيرًا إلى أن الحكومة يجب أن تضبط سوق تداول السكر، كما أن الاختناقات فى السوق “مفتعلة”، وليست إنتاجية، نظرًا لتوافر القصب والبنجر بكثرة فى الصعيد والوجه البحرى .
وأشار إلى أن الأيام القادمة ستشهد تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر، ما سيساهم فى القضاء على أزمة ارتفاع أسعاره، وذلك بفضل الجهود المستمرة للحكومة وحرصها على تخفيف الأعباء عن المواطنين، وتقليل استنزاف العملة الصعبة فى استيراد المنتجات الغذائية التى يمكن توفيرها محليا.
