أطلقت الغرفة التجارية بالإسكندرية، فكرة سوق اليوم الواحد لبيع المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية بالإسكندرية، بهدف العمل على مواجهة التضخم.
وتقوم فلسفة المشروع على تقليص حلقات التوريد وسلاسل الإمدادات للسلع الغذائية والزراعية من الحقول إلى الأسواق، بما يدعم قدرة المزارعين وتوفير المنتجات مباشرة، إلى المستهلك لخفض الأعباء المالية على الأسر.
وفى جولة أجرتها “المال”، استطلعت خلالها آراء عدد من المشاركين بالسوق، ومعرفة متطلباتهم وتقييمهم للفكرة التى تنفذ لأول مرة.
فى البداية أوضح أيمن دردير أحد المزارعين، أن السوق يمكن أن تكون وسيلة للمزارعين لتحقيق أرباح جيدة، لاسيما وأنه يتم عرض كافة المنتجات اليومية وبأسعار أقل من نظيرتها التى تباع فى مراكز التسوق الكبرى، ومن ثم فإن حالات الإقبال ستكون فى تزايد مستمر نظرا لأن المستهلك فى النهاية يهمه سعر السلعة.
وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من التجار المشترين لمنتجات المزارعين، يفضلون الحصول على السلع من الحقول بسعر منخفض حتى يتمكنون من بيعه بقيمة عالية لتحقيق هامش ربح عال، متابعا فى حالة بيع المزارع المنتج بنفس القيمة التى يتفق بها مع التاجر إلى المستهلك مباشرة فإنه سيكون الأفضل للطرفين، ومن ثم يقضى على ظاهر احتكار السلع وزيادة أسعارها من حين لآخر دون وجه حق.
وتم تنفيذ الفكرة لأول مرة الأسبوع الماضي، تحت إشراف الغرفة التجارية بالإسكندرية، وبتعاون مع وزارات التموين والتجارة الداخلية والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والزراعة واستصلاح الأراضي، والاستثمار والتجارة الخارجية، والمحافظة، والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، وبدعم من المعونة الإيطالية والمركز الدولى للدراسات الزراعية لدول البحر الأبيض.
وقال محمد محمود صاحب شركة الجواد لإنتاج عسل النحل ومشتقاته، - أحد المشاركين فى السوق - أن التجربة حتى الآن جيدة، ومبشرة بإقبال كبير من المواطنين من مختلف أنحاء محافظة الإسكندرية، متمنيًا استمراريتها، ومعالجة أى تحديات تواجه انتشارها.
يشار إلى أن وتيرة التضخم تسارعت بنسبة طفيف خلال سبتمبر، إلى 26.4% على أساس سنوي، مقارنةً مع %26.2 فى أغسطس، رغم توقعات بنوك الاستثمار بتباطؤ وتيرته.
وارجع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء المصرى الارتفاع إلى زيادة أسعار الكهرباء والغاز %14.9، والخضراوات %12.4، وأسعار المركبات %2.3.
وأشار”محمود “ إلى أن السوق حققت استفادة جميع الأطراف، فمن ناحية العاملين بالشركات العارضة تم تدريبهم على آليات التسويق ، كما نال المستهلك سلعًا أقل سعرًا وبجودة عالية.
وأوضح أن هذه التجربة تقوم على أساس عمل يهدف لإيصال المنتجين إلى المستهلك النهائى بشكل مباشر، لافتاً إلى أن هذه المشاركة تأتى وسط آمال بتحقيق النجاح والتوفيق.
واستهدفت فكرة سوق اليوم الواحد عند إطلاقها، تقديم الدعم الفنى لتطوير المزارعين الجدد كأدوات فعالة لتنشيط المجتمعات الريفية وتحسين سبل العيش وتعزيز دور الزراعة ،و تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية، خاصة للشركات الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر .
و قال جمعة شعبان أحد المشاركين فى السوق من مربى الدواجن، إن نجاح هذه الفكرة يكمن فى أن هذه السوق قائمة على توصيل المنتج إلى المستهلك بشكل مباشر دون تدخل وسطاء، مع ضمان تحقيق هامش ربح مناسب للشركات والافراد المشاركين.
ولفت إلى أن حالة الإقبال الكبيرة التى شهدتها السوق، هى نتيجة أن هناك عدد من التجار يضيفون هامش ربح عالى ومن ثم يتضرر المستهلك عند شراء سلعهم ، لكن فى فكرة سوق اليوم الواحد تنخفض الأسعار .
ورفعت الحكومة، أسعار الوقود للمرة الثالثة هذا العام، لتشمل الزيادة جميع أنواع البنزين والسولار والمازوت الصناعي، بنسب تتراوح من %7.7 إلى %17، وهو ما تسبب فى ارتفاعات متفاوتة فى أسعار المنتجات خاصة الزراعية والغذائية بنسبة تتراوح بين 2 و%15.
