في الجزء الثاني من الحلقة.. أحمد هيكل يكشف لـ«CEO LEVEL»:  أسرار إدارة الأزمات وسبل النمو في كواليس الرحلة من إخفاق «فنون» إلى نجاح «القلعة»

Ad

تتواصل رحلة الإثارة فى الجزء الثانى من الحلقة الأولى من برنامج «CEO Level podcast»، إذ يكشف الدكتور أحمد هيكل، رئيس شركة القلعة للاستثمارات المالية، عن كواليس ملفات مهمة، منها ما يخص الماضى وأخرى فى الحاضر والمستقبل أغلبها تُكشف للمرة الأولى.

تنتقل تلك الملفات من أسباب إخفاق شركة «فنون» ودور صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق فى ذلك، إلى أسرار صفقات ناجحة، مثل الاستحواذ على «أسيك هولدينج» و«المصرية للأسمدة»، مرورًا بكيفية تحويل الأزمات إلى فرص ذهبية، فى بيئة اقتصادية معقدة ومليئة بالتقلبات، وصولا إلى الكشف عن كواليس تدشين «راية القابضة».

وضمت الملفات المهمة رؤية د. أحمد هيكل لمستقبل «القلعة» وخطة الاستثمارات المستهدفة وسبُل التوسع عقب اتمام عملية تسوية المديونيات، بالإضافة إلى سرد كواليس بقاء حسن هيكل فى«EFG»وعدم الانتقال لـ«القلعة» يتدخل من وزير التجارة الأسبق، رشيد محمد رشيد.

وشملت أيضا طريقة «هيكل» فى التعامل مع المخاطر، وكيفية إدارة الصراعات والتحديات، ورؤيته حول المستقبل، لنكشف لكم أسرار النجاح فى عالم الاستثمار والأعمال فى مصر والمنطقة.

وإلى نص الحوار المتاح للجمهور على قناة«ALMAL TV» بموقع «يوتيوب» وجميع منصات البودكاست:

● حازم شريف: أهلاً بكم فى الجزء الثانى من الحلقة الاستثنائية مع الدكتور أحمد هيكل، مؤسس ورئيس شركة القلعة للاستثمارات المالية، ننتقل إلى ملف شركة «فنون».. أتذكر أنه كانت هناك حالة من الهجوم على «فنون» من قبل المثقفين نظرًا لطبيعة صناعة السينما والثقافة، وهناك من دافع عنها باعتبارها تسهم فى تعزيز الثقافة العربية والفن، ومع ذلك، انتهى الأمر بالفشل.

د. أحمد هيكل: نعم، فشلت الشركة فشلًا ذريعًا.

● حازم شريف: هل تمحورت أسباب الفشل حول ظروف الصناعة كما تحدثت أنت عنها، أم بسبب تركيبة المساهمين بالشركة؟

د. أحمد هيكل:هناك أشياء لا أفضل التطرق إليها، لكن ما ذكرته صحيح، الهجوم الشديد على الشركة جعل الكثيرين يخشون التعامل معها، وهذا كان بضغط أحد المسؤولين الذين كانوا موجودين فى ذلك الوقت، إذ دفع هذا الشخص آخرين لإلحاق الضرر بـ«فنون».

ولا شك أيضاً أن المناخ العام آنذاك لم يوفر الحماية المطلوبة لحقوق الملكية الفكرية مثلما هو الحال حاليًا، وهذا كان له تأثير كبير، فقد واجهنا العديد من المشكلات من اليوم الأول، وكانت هذه العوامل مجتمعة فى النهاية السبب وراء الفشل، لكن الشيء الإيجابى فى «فنون» هو أن الشركة تم بيعها بصفقة جيدة.

● حازم شريف: أودّ الاستفادة من خبرتك، متى يكون لدى الإدارة الإستراتيجية والتنفيذية الجرأة والحق أن تتوجه للمساهمين وتقول لهم «سأشترى هذه الشركة بـ20 سنتًا دولار للسهم»؟! ومتى بالطريقة نفسها تتوجه للمقترضين وتقول لهم «اشتروا الديون بـ%20 منها»؟

د. أحمد هيكل: هذا سهل جدًا، عندما تكون شركة تعمل بصورة سيئة، وكان مساهمو «فنون» يشعرون بالضيق ويرغبون فى الرحيل والتخارج، ولم أكن مدير «فنون» منذ بداية الأمر؛ اذ كانت هناك إدارة أخرى.

وقد توليت مهمة إدارة «فنون» فى 2001، وذلك بعد عامين من تأسيسها، ولكننى أدرك أننى لم أكن لأقدم أداءً أفضل من الفريق السابق، ثم قرر أحد كبار رجال الأعمال فى مصر تقديم عرض لشراء الشركة، حيث قام بتقييم السهم بـ11 سنتًا لكل دولار.

● حازم شريف: هل كان هذا الشخص مساهمًا فى الشركة؟

د. أحمد هيكل:نعم، كان يمتلك حوالى %9-8 من «فنون».

وعقب تقديمه لعرض الاستحواذ، قام باقى المساهمين بالحديث معي، لأقرر بعدها تقديم عرض منافس بـ12 سنتًا للسهم، لأفوز بالصفقة عقب قرار رجل الأعمال بعدم رفع السعر.

● حازم شريف: هل ممكن أن تخبرنا باسم المساهم صاحب العرض؟

د. أحمد هيكل: نعم، نجيب ساويرس.

● حازم شريف: هل قمت بالاستحواذ بمفردك؟

د. أحمد هيكل: قمت بالاستحواذ بمشاركة بعض المساهمين الآخرين، لم يكن لدى المبلغ الكافى حينها.

● حازم شريف: وقمت ببيع الشركة لاحقًا!

د. أحمد هيكل:نعم، قمنا بالتخارج من الشركة بطريقة جيدة لأطراف مختلفة؛ إذ حصل الأمير الوليد بن طلال على حصة، ومحسن جابر على جزء، وإبراهيم المعلم على جزء آخر.

● حازم شريف: لديّ سؤال، ولك حرية الرد من عدمه، ما حدث للشركة، هل يبرر الانتقادات التى وُجهت إليها؟

د. أحمد هيكل:على العكس، الأشخاص الذين هاجموا الشركة هم السبب فيما آلت إليه، إذا تذكرنا كان الهجوم كاسحًا، وكان مدعومًا من صفوت الشريف فى ذلك الوقت، حيث كان وزير الإعلام.

● حازم شريف: فى تقديرك، لماذا فعل ذلك؟

د. أحمد هيكل:أعتقد أنه لم يكن سعيدًا بوجود شركة تمتلك حقوق 1200 فيلم مصري، إذ قد ستؤدى إلى تقليل قيمة التلفزيون ودور الدولة فى هذا المجال، ولا أود التوسع أكثر من ذلك، لكننا فى النهاية قمنا ببيع الشركة بصفقة معقولة، وعاد المساهمون بأموالهم مع زيادة طفيفة بحوالى %15.

● حازم شريف: كيف كانت حالتك المالية فى ذلك الوقت؟

د. أحمد هيكل: كانت سيئة جدًا «زفت».

● حازم شريف: أريد أن أعود بك إلى بداياتك فى «القلعة» وفترة عملك فى «إى إف جي» فى الاكتتابات، كانت هذه من أسعد فترات حياتك المهنية، أليس كذلك؟

د. أحمد هيكل: نعم، كانت من الفترات المميزة، إذ لعبت دورا مهما فى تأسيس شركات كبيرة وتنميتها، ودعم الاقتصاد المصرى من خلال جذب استثمارات ضخمة للبلد، انظر إلى «أوراسكوم تيليكوم» و«عز» على سبيل المثال.

وأودّ الاشارة إلى أن حجم الأموال الذى أدخلناه للبلد كان كبيرًا للغاية، إذ لم نقم بكل ما فعلناه فى «إى إف جي»، لكانت هذه المؤسسة لا تزال مجرد شركة دراسات جدوى، لذا أشعر برضا كبير عن مجمل العمل، والجميع يخطئ، ولكن لا يمكننا تقييم الأشخاص على الأخطاء فقط.

● حازم شريف: عندما خرجت من «فنون» لم يكن لديك سوى القليل من المال. أليس كذلك؟

د. أحمد هيكل: نعم، كان الوضع صعبًا، ولم يكن معى سوى هشام الخازندار.

● حازم شريف: ماذا قررت فى تلك اللحظة؟

د. أحمد هيكل:كنا نعلم أننا سنؤسس شركة استثمار مباشر (private equity)، إذ كان هناك اتفاق بينا من قبل بيع «فنون».

وعندما عاد هشام الخازندار من جامعة «هارفارد» عقب استكمال دراساته العليا فى 2003، اتفقنا على إنشاء شركة استثمار مباشر خاصة، والتى كانت «Citadel Capital»، تغير اسمها لاحقاً إلى القلعة- وأسسناها رسميًا فى أبريل 2004، كنت قد قمت بتعيين «الخازندار» من قبل فى «إى أف جي» عام 1996.

تصورى قام على بناء شركة متخصصة فى الاستثمار المباشر، الهدف كان شراء شركات قائمة والعمل على تطويرها ثم بيعها، لم يكن فى تصورنا إنشاء شركات جديدة، لأن الاستثمار المباشر عادةً ما يكون له إطار زمنى محدود يتراوح بين 5 إلى 7 سنوات.

وهذا الإطار الزمنى لا يسمح بإنشاء شركة من الصفر، ثم تنميتها، ثم بيعها، لذا كانت الخطة أن تشترى «Citadel Capital» شركات قائمة، تعمل على تحسينها، ثم تُعيد بيعها.

● حازم شريف: هل صحيح أنكما لم تملكا سوى 200 ألف دولار فقط فى 2004، وأنكما خرجتما من الصفقة الأولى بدون أموال كافية؟

د. أحمد هيكل: صحيح، هذا كان كل ما لدينا فى البداية، فقط 200 ألف دولار، لكن كان لدينا خبرة واسعة وعلاقات قوية، كنا نعلم ما الذى علينا القيام به، لأننا مررنا بتجارب عديدة مع الشركات التى عملنا على بنائها فى «إى إف جي» وكذلك تجربة «فنون».

● حازم شريف: كيف جاءت صفقة «أسيك» التى أصبحت نقطة التحول بالنسبة لـ”القلعة”؟ هناك نقاش دائم حول ما إذا كانت أفضل صفقة أبرمت فى هذا السوق أم لا. حدثنا عن تفاصيل هذه الصفقة.

د. أحمد هيكل: عمر الجميعى -رحمه الله- كان شخصية لديها رؤية، إذ أنشأ «أسيك» بالشراكة مع شركة «هولدر بنك» التى أصبحت لاحقًا «هولسيم»، ودخل فى شراكات مع 5 شركات أسمنت مصرية.

«الجميعي» كان يملك فهمًا كبيرًا لقطاع الأسمنت، ويمكن القول إنه أحد مؤسسى هذه الصناعة فى مصر، ولكنه ارتكب عدة أخطاء إستراتيجية، أبرزها عندما اشترى شركة «حلوان للأسمنت» دون توفر الغطاء المالى الكافى، واضطر للاقتراض من بنك مصر مبلغ مليار جنيه.

فى تلك الفترة، كانت صناعة الأسمنت فى أزمة كبيرة؛ كان هناك فائض فى الإنتاج أدى إلى انخفاض الأسعار إلى 110 جنيهات للطن، ما زاد من تعثر «حلوان»، وبدأتُ التفاوض معه بمساعدة وزير الصناعة الاسبق، محمد عبد الوهاب، لشراء مجموعة «أسيك»، ولكن توفى الجميعى قبل اكتمال عملية الشراء.

● حازم شريف: كيف توصلت للاتفاق النهائي؟ وهل شعرت بأن هذه الصفقة كانت تحمل مخاطر؟

د. أحمد هيكل: نعم، كانت هناك بعض المخاطر، ولكن تملكنا شعور بالتأكد من قدرتنا على توفير قيمة مضافة للشركة وتحسين أدائها.

● حازم شريف: بما أنكما بدأتما بـ200 ألف دولار فقط، كيف فازت أصلاً فى التفاوض على شراء شركة أسمنت؟

د. أحمد هيكل: الوضع كان معقدًا؛ الشركة كانت تواجه تهربًا ضريبيًا ومشاكل تلاعب، وهو ما جعل الكثيرين يترددون فى الاقتراب منها.

● حازم شريف: لماذا قررت الاقتراب إذن؟

د. أحمد هيكل: الفرصة كانت مميزة؛ الحصة المعروضة للبيع بلغت %51 ومعظم المساهمات الأخرى كانت موزعة على شركات أخرى مثل «القومية» و«العامرية».

وكنت أعرف العديد من العاملين فى الشركة منذ عملى فى «إى إف جي»، وكان لديّ معرفة دقيقة بصناعة الأسمنت، تحدثت مع الادارة وطمأنتهم، وطلبت منهم أن يقدموا لى صورة واضحة عما يحدث فى الشركة، واعدًا إياهم بأننى سأعالج أى مشكلة تواجههم بعدها، ذهبنا لبنك مصر واتفقنا معهم على جدولة الديون الضخمة البالغة مليار جنيه (300 مليون دولار وقتها)، مع دفع 250 مليون جنيه مقدمًا.

واشترينا الشركة من الورثة، وبدعم من الإدارة التى كنت اعرفها جيداً، قدمنا عرضًا قويًا مقبولاً من الورثة على عكس الشركات الخارجية وكان ينبغى أن تطلب ضمانات للتقدم بعرض مثل هذه الصفقات.

● حازم شريف: هل تلقيت أى دعم إضافى لإتمام هذه الصفقة؟

د. أحمد هيكل: نعم، تلقيت دعمًا كبيرًا من رجال الأعمال يوسف علام، الذى يعمل فى سوق الورق وكان عميلًا لنا فى «إى إف جى هيرمس»، عندما شرحت له المشروع، منحنى قرضًا بقيمة 7 ملايين دولار.

● حازم شريف: هل كان هذا القرض بشروط شراكة أم قرضا مباشرا؟

د. أحمد هيكل: كان قرضًا مباشرًا كنا نمتلك 200 ألف دولار كما تعلم، و2 مليون دولار أخرى من مجموعة من المستثمرين، مثل الدكتور محمد تيمور وحسن هيكل ورمزى زكى، بالإضافة إلى قرض يوسف علام بقيمة 7 ملايين دولار، واقترضنا 35 مليون دولار من بنك «باركليز»، فى المجمل، دفعنا ما يزيد على 40 مليون دولار لإتمام الصفقة.

وكانت لدينا خطة واضحة لكنها تسارعت جدًا بسبب ارتفاع سعر الأسمنت من 110 جنيهات إلى 240 خلال 6 أشهر، شركة حلوان حققت فى أول عام 290 مليون جنيه أرباحا، وتدفقات نقدية قوية، وبعد ذلك قمنا ببيع شركة حلوان.

● حازم شريف: وماذا عن هيكل المساهمين؟

د. أحمد هيكل: أصبحت أنا فى القلعة مع هشام.

● حازم شريف: وهل قمت بإعادة الأموال إلى المساهمين؟

د. أحمد هيكل: نعم، فالدكتور تيمور ومن معه حققوا أرباحاً بنسبة %250 وآخرون حققوا أرباحًا كبيرة.

● حازم شريف: هل قمت برصد إجمالى الارباح الناجمة عن الصفقة؟

د. أحمد هيكل: نعم، أعلم بالضبط، لكنى لا أحبذ القول حاليًا، هذه الصفقة لن تتكرر مرة أخرى فى تاريخ مصر، كان هناك مخاطر كبيرة لم يرغب أحد فى التورط بها، جميع شركات الأسمنت مثل «Lafarge» و«Italcementi» كانت متاحة فى السوق المحلية لكنهم لم يتنافسوا على شراء «أسيك».

● حازم شريف: المفارقة أنك جازفت، بينما منعتهم الحوكمة هم من ذلك.

د. أحمد هيكل: نعم، لكننى أخذت المخاطرة بناءً على معلومات عن الشركة.

● حازم شريف: لو كنت تعمل بشركة خارجية (متعددة الجنسات)، هل كان يمكن تنفيذ هذه الصفقة؟

د. أحمد هيكل: لا، لقد قلت ذلك، لا توجد شركة بهذا الحجم فى ظل ما عليها من مشكلات يمكن شراؤها دون طلب ضمانات، نحن قمنا ببيع وشراء العديد من الشركات من قبل.

● حازم شريف: كان من الصعب حساب تفاصيل تلك الصفقة لأنها تضمنت عمليات بيع وتمويل متكررة.

د. أحمد هيكل: الحمد لله، حققنا أرباحًا كبيرة جدًا من هذا الاتفاق، بالإضافة إلى اتفاق الأسمدة الذى حدث لاحقًا، وضعنا 30 مليون دولار وحققنا منها 140 مليونا، وهذه قصة مختلفة.

● حازم شريف: هل تقصد اتفاق «المصرية للأسمدة» الخاص؟

د. أحمد هيكل: نعم والتى قمنا ببيعها إلى مجموعة «أبراج»، ثم تخارجت الأخيرة لصالح رجل الأعمال ناصف ساويرس.

● حازم شريف: من هنا بدأت قصة «القلعة» وفكرة الشركات المتعددة؟

د. أحمد هيكل: بعد هذين الاتفاقين، أصبحت «القلعة» ومساهموها فى وضع ممتاز، كما يجب القول إنه فى لحظة فارقة أخرى فى 2012، اضطررنا إلى ضخ هذه الأموال، وأكثر بعد الأزمة المالية العالمية فى 2008، ثم الثورة، ثم حكم الإخوان، وما واجهناه من تحديات.

● حازم شريف: ماذا عن التحديات التى واجهتموها فى تلك الفترة؟

د. أحمد هيكل: كان هناك صدام كبير جدًا مع الإخوان فى لحظة ما، ولا أريد الخوض فى تفاصيله الآن، كانت هناك خلافات شديدة معهم بسبب أسلوب تعاملهم غير اللائق معنا.

● حازم شريف: هل تمت إعادة ضخ حصيلة بيع تلك الشركات؟

د. أحمد هيكل: نعم، تمت إعادة ضخها بالكامل، بالإضافة إلى زيادات من جميع الشركاء.

وفى لحظة معينة، اضطررت إلى الاقتراض من «حسن هيكل» كى تستمر الأمور. وفى المجمل دعنا ننظر إلى عدد الشركات التى أسسناها أو كان لنا دور رئيسى فيها: «إى إف جى هيرمس»، «راية»، «سيتى جاز»، «القلعة»، «المصرية للتكرير»، «طاقة»، «تنمية مايكرو فاينانس»، «سفنكس جلاس» - وهو أهم وأفضل مصنع زجاج فى مصر، «مصنع التكامل للأسمنت فى السودان»، «أهم منجم ذهب فى إثيوبيا»، «أسكوم كربونات الكالسيوم»، وشركة لوجستيك للموانئ النهرية، لقد أسسنا عددًا كبيرًا من الشركات التى تلعب دورًا مهمًا فى الاقتصاد.

● حازم شريف: ما هو أكبر شيء تعلمته من الإخفاقات التى مررت بها؟ أو ما أهم دروس المستفادة؟

د. أحمد هيكل: أول درس تعلمته كان خلال الفترة التى قضيتها فى «إى إف جي»، وهو ألا يتمتع أى شخص بصلاحيات مطلقة، كان لديّ سلطات مطلقة فى الشركة، والدكتور تيمور، رحمه الله، قال إن اللحظة الفارقة فى حياة «إى إف جي» كانت عندما توليت المسؤولية، هذا الأمر موثق فى كتيب يتحدث عن رحلة الشركة خلال 25 عامًا، نشرته «إى إف جي».

لم أقرأ الكتاب إلا منذ أربع سنوات، وعندما فعلت، احتبست الدموع فى عينى، فكرت حينها: لو كنت قرأته وهو ما زال على قيد الحياة، ربما كان بالإمكان إحداث بعض التغييرات.

● حازم شريف: الدكتور تيمور، رحمه الله، كان رجلًا دمث الأخلاق، شديد الأدب والاحترام.

د. أحمد هيكل: نعم، وهو شخص يجب أن يتم تكريمه من قبل سوق المال فى مصر، ويُوضع فى مكانة عالية.

أودّ الإشارة إلى أننا ارتكبنا خطأً جسيمًا فى «القلعة»، ألا وهو البدء فى تأسيس شركات «Greenfield» دون وجود التمويل الكامل لها.

سأروى لك قصة ذات صلة: عندما قرر أحمد عز شراء «عز الدخيلة» كانت «الدخيلة» فى تلك الفترة على وشك إعلان الإفلاس.

فى يوم من الأيام تواصل معى أحمد عز وقال: «أحتاج مساعدتك لديّ فرصة لشراء %25 من «الدخيلة».

بدأ الدمج بامتلاك «حديد عز» لـ%25 من أسهم «الدخيلة»، ثم قام «أحمد عز» بتنظيم الأسعار معها مما منحه قوة كبيرة فى السوق.

وعقب ذلك، سعى «أحمد عز» لجمع الأموال خلال 3 أشهر، لكن الأمر لم ينجح.

وإبراهيم سالم محمدين، رحمه الله، هو من أسس «الدخيلة»، لكن أحمد عز هو من طورها بلا خلاف، وقد اتفق المهندس إبراهيم مع أحمد عز على البيع، وقال له: «يجب أن ترسل الأموال فورًا».

فى تلك اللحظة، اتصل بى أحمد عز وقال: «لقد حجزت طائرة وستهبط فى مطار إمبابة» وأصر قائلًا: «نحتاج الذهاب مباشرة إلى الدخيلة، قال إننا سنقابل إبراهيم سالم لمدة نصف ساعة، ثم نعود».

● حازم شريف: فى أى عام وقعت هذه الأحداث؟

د. أحمد هيكل:كان ذلك فى أواخر عام 1998 وبداية 1999، المهم أننا ذهبنا إلى مطار إمبابة، ومن هناك انتقلنا إلى الدخيلة، حيث كانت تنتظرنا سيارة، توجهنا لمقابلة إبراهيم بك، لكن هذه المرة لم يستقبلنا فى مكتبه، بل فى منزله، وكان هذا المنزل خلف مسجد الدخيلة، كان من الغريب أنه اختار استقبالنا فى بيته بدلاً من المكتب.

دخلت مع أحمد عز إلى المنزل، ووجدناه يصلى فى ركن من الغرفة انتظرنا حتى انتهى من الصلاة، لكنه أطال فى صلاته لأكثر من 20 دقيقة بعد انتهائه، جاء إلينا وقال لى بعصبية: «يا أحمد يا ابني، لقد ارتكبت مشكلة كبيرة، «الدخيلة» على وشك الانهيار، وأنا المسؤول عن ذلك» لأسأله بهدوء: «ما الذى حدث يا إبراهيم بك؟» فرد: «أقول لك أنا المسؤول!».

وبدأ ابراهيم بك فى شرح ما حدث، إذ كانت لديه شحنة بطانة أفران، وإذا لم يتم إدخالها فى الوقت المناسب، ستتوقف الأفران عن العمل، هذا كان الخطأ القاتل نفسه الذى وقعتُ فيه فيما بعد، فقد بدأ مشروعًا جديدًا قبل تأمين التمويل الكامل.

● حازم شريف: ماذا كان يصلى المهندس ابراهيم سالم كل هذه المدة؟

د. أحمد هيكل: صلاة استخارة.

● حازم شريف: لماذا؟

د. أحمد هيكل:لأنه كانت هناك مصيبة كبيرة، «الدخيلة» كانت على وشك التوقف عن العمل، وإعادة تشغيل شركة صناعية بهذا الحجم فى ظل الأزمات المالية ليس بالأمر السهل، ولقد قال لى إبراهيم بك: «أحمد عز يقول إنك الشخص الذى سيجلب لنا مبلغ 140 مليون دولار» وقد أجبته قائلًا: «نحن نحاول، إن شاء الله».

فى تلك اللحظة، كانت هذه أول مرة أسمع عن أزمة الدخيلة، وأخبرنى أن أحمد عز قدم عرضًا بزيادة رأس المال بمبلغ 140 مليون دولار، وهذا كان مفاجئًا لي، فقلت له: «إن شاء الله نحاول»، لكن زيادة رأس المال لم تكن ممكنة لأن سعر سهم عز كان أقل من سعر الاكتتاب الأوليّ (IPO)، كنا قد طرحنا السهم فى الاكتتاب الأوليّ بسعر 12-13 جنيهًا، لكنه كان يُتداول حينها بسعر 9 جنيهات.

لذلك لجأنا إلى إصدار سندات قابلة للتحويل (convertible bonds)، واتذكر أن خالى عماد تيمور قال لى حينها بعد فترة من اصدارها: «أنتم فى مشكلة كبيرة، وأن المساهمين بالشركة والمكتتبين بالسندات قد خسروا كل شىء لكننى رددت عليه: «أحمد عز سيصبح أكبر رجل أعمال فى مصر»، وبعد 5 أو 6 سنوات، عاد لى وقال: «أنت كنت على حق».

● حازم شريف: ما الدرس الذى تعلمته من ذلك؟

د. أحمد هيكل:تعلمت ألا تبدأ أى مشروع بدون وجود التمويل الكامل له، واجهتنا مشكلة مشابهة فى مشروع «المصرية للتكرير» إذ أنفقنا 150 مليون دولار، ثم نفذت الأموال، ووجدنا أنفسنا فى أزمة مالية فى 2008، وكان السؤال: هل سنتوقف؟ بالطبع لا، لأن هذا مشروع ضخم باستثمارات متوقعة تصل إلى 4.3 مليار دولار، فى مثل هذه المشاريع، لا يمكنك الاعتماد على جمع التمويل لاحقًا، بل يجب أن يكون لديك التمويل الكامل منذ البداية.

فى «المصرية للتكرير»، عانت شركة «القلعة» كثيرًا، وأنا شخصيًا مررت بصعوبات هائلة لضمان استمرار المشروع، خاصة بعد الأزمة المالية وهروب المستثمرين، ثم جاءت الثورة.

واكرر إذا لم يكن لديك التمويل الكامل، فلا تبدأ المشروع لذلك.

● حازم شريف: هل فكرت فى أى مرحلة من مراحل نمو «القلعة» أن يتم تدعيم الإدارة التنفيذية للشركة بطريقة ما؟

د. أحمد هيكل: كان هناك 6 شركاء، وكان أداؤنا جيدًا، لكن كان هناك تفكير بأن حسن هيكل يمكن أن ينضم إلينا.

● حازم شريف: فى أى عام فكرت فى هذا؟

د. أحمد هيكل: تقريبًا فى منتصف 2006، تفاوضت معه واتفقنا على شروط معينة، ووافق عليها الجميع، بعد ذلك ذهب حسن إلى «إى إف جي» ليخبرهم بنيته فى مغادرة الشركة، كانت مسألة شديدة الصعوبة.

● حازم شريف: هل أخبرهم إلى أين سيذهب؟

د. أحمد هيكل:نعم، فى ذلك الوقت، بعض الأشخاص المقربين من «إى إف جي» رأوا أن مغادرة حسن ستضعف الشركة، لكن حسن قال لهم: «لقد أعطيت كلمة لأحمد ويجب أن ألتزم بها» بعد ذلك، تواصل معى رشيد محمد رشيد، الذى كان حينها وزير الصناعة والتجارة، وقال لى بلطف: «من المهم أن يبقى حسن فى إى إف جي، لأن مغادرته قد تُفسر على أنها خطوة غير إيجابية منك تجاه »EFG»، أرجو منك أن تسمح له بالتراجع عن كلمته.

تحدثت مع حسن بعد ذلك، فقال لي: «الكرة فى ملعبك إذا أردتنى أن أنضم، سأفعل»، ووجدت أيضاً أنه ليس لديه مانع من الانتظار كنت أفضّل أن ينضم إلينا، لكننى لم أرغب فى خلق أى توترات مع الدولة.

يبدو أنه كان يرى من المصلحة العامة الحفاظ على قوة «إى إف جي» فى تلك الفترة لذلك قلت لحسن: «إذا أردت أن تتراجع عن قرارك، فلا مانع لديّ» وبالفعل تراجع حسن عن قراره، وتم تعويضه داخل «إى إف جي».

● حازم شريف: بالنسبة لشركة القلعة، قبل وبعد إعادة هيكلة المديونية، إذا أردنا أن نأخذ صورة مقارنة بين الفترتين، ما الذى تغير؟

د. أحمد هيكل: القصة الأساسية هى أن «القلعة» تمتلك عددًا كبيرًا من الشركات، منها «المصرية للتكرير»، ثم «طاقة»، و«الوطنية للطباعة»، و«مزارع دينا»، وشركات أخرى غير معروفة لدى الناس، القلعة الآن أصبحت كيانًا معقدًا وصعب الفهم.

● حازم شريف: لماذا طرحت «القلعة» فى البورصة وأنت تعلم أنها كيان صعب الفهم؟

د. أحمد هيكل: كنت مضطرًا لذلك، لو لم أفعل لما استطعت الوصول إلى النجاح فى«المصرية للتكرير»، و«سفنكس جلاس»، و«تنمية»، و«مايكرو فاينانس»، اليوم، ينظر الناس إلى هذه الشركات على أنها ناجحة.

● حازم شريف: إذن، كان الطرح فى البورصة ضروريًا؟

د. أحمد هيكل: بالطبع، كان أساسيًا.

● حازم شريف: ذكرت أن لديكم الكثير من الشركات، وبعضها غير معروف.

د. أحمد هيكل: هذا ما كنت أؤكد عليه فى القلعة: يجب أن تنمو الشركات، والدليل على ذلك السبب الذى جعلنا ننجح فى تسوية المديونية النهائية هو أننا قمنا بتطوير شركة «طاقة» وخلقنا لها قيمة كبيرة، مما جعلها ذات جاذبية من قبل المستثمرين.

وأودّ التأكيد إذا لم يكن لديك حق إعادة شراء الأسهم، ستضيع الفرصة، لذلك، نحتفظ بهذا الحق فى أغلب شركاتنا التى قمنا ببيعها ضمن التسوية، الفكرة الأساسية هى أن تنمو جميع الأذرع التابعة للقلعة وتزداد قيمتها.

● حازم شريف: ما أهم شيء بعد تسوية المديونيات؟

د. أحمد هيكل:الأهم هى القدرة على توسيع الشركات.

● حازم شريف: هل لديك الآن حرية أكبر لتوسيع هذه الشركات؟

د. أحمد هيكل:نعم، أتمتع بقدرة أكبر على إغلاق المديونيات، والآن لدينا مجموعة أخرى من الشركات أيضًا.

● حازم شريف: كم حجم المديونيات المتبقية؟

د. أحمد هيكل: حجمها بات قليلًا جدًا، قريبًا من الصفر، ولديّ رؤية واضحة عن مسار الشركة حتى عام 2032.

● حازم شريف: لقد مررت فى هذه الرحلة بفترات نجاح وأخرى صعبة، هل ترى هذا طبيعيًا؟

د. أحمد هيكل:بالطبع، %100 لا يوجد رجل أعمال مصرى لم يمر بمراحل عصيبة، العمل فى هذه المنطقة أمر غاية فى الصعوبة، نحن نعيش فى منطقة مليئة بالحروب، ونتأثر بالظروف الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، هذه بيئة معقدة، وعندما تنجح فى بناء شركة فى مثل هذه الظروف، فهذا يعنى أنك خضت مغامرات محسوبة، ما ليس طبيعيًا هو أن شركات نمت بهذه السرعة فى مثل هذه المنطقة خلال هذا الإطار الزمنى القصير.

وكل رجال الأعمال المصريين الذين بنوا شركات كبيرة واجهوا أزمات عميقة، وقد تعرضوا لأزمة واحدة أو أكثر، رؤوف غبور، الذى كان صديقًا عزيزًا عليّ، واجه أزمات كبيرة، نجيب ساويرس تحدث بنفسه عن مروره بأزمة أو اثنتين، سميح ساويرس مر بأزمة فى التسعينيات، أى رجل أعمال بنى شركة ناجحة فى هذه المنطقة كان عليه أن يتحمل المخاطر، وإلا لما تمكن من تحقيق النمو فى هذا المناخ.

ذات مرة كنت أتناول العشاء مع رئيس مجلس إدارة شركة «ميتسوبي» اليابانية التى قامت بتمويل بناء معمل مسطرد، دار بيننا حديث ودّيّ، فسألني: «كم جيلًا استغرق بناء شركة بحجم القلعة؟» أجبته: «12 عامًا فقط» كان مذهولًا من أن شركة بهذا الحجم بُنيت فى مثل هذا الوقت القصير، هذا هو معنى المخاطرة.

فى بعض الأحيان، تتخذ مخاطرة كبيرة، لكن الظروف تتغير فجأة وتجد نفسك فى أزمة، وفى المقابل، قد تكون فى خضم أزمة وفجأة يحدث تغيير إيجابى غير متوقع، مثل انخفاض أسعار الفائدة عالميًا، فينقلب الوضع لصالحك.

أتذكر حديثا مع والدى عن أمور تركت أثرًا فى حياته منذ الطفولة كان جدى تاجر غلال وقطن فى الحسين، وخلال الحرب العالمية الأولى، ارتفعت أسعار القطن بشكل كبير، ظن جدى أن الأسعار ستواصل الصعود، فاقترض المال لشراء القطن، لكن الأسعار انهارت فجأة، قال لى والدى إنه لن ينسى أبدًا تلك اللحظة التى دخلت فيها جدتى وقدمت له ذهبها، قائلة: «إذا كان هذا سيساعد فى حل الأزمة، خذه» هذه التحولات الكبيرة فى الأسواق أو فى الظروف العالمية تخلق أزمات عميقة.

يجب أن ندرك أن أسعار الفائدة الأمريكية تلعب دورًا حاسمًا فى تحديد قيم الشركات عالميًا إذا نظرت إلى أبرز صفقات البيع فى السوق المصرية، ستجد أنها تمت عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة جدًا هناك من حقق صفقات ممتازة خلال تلك الفترات، وآخرون أضاعوا فرصًا ثمينة.

● حازم شريف: هل تعتقد أن مستوى المخاطر فى المنطقة استثنائي؟

د. أحمد هيكل: بلا شك، نحن نعيش فى بيئة شديدة الاضطراب، حتى بين الأسواق الناشئة مثل الفلبين، إندونيسيا، وبنجلاديش، نجد اختلافًا فى مستوى المخاطر، هذه الدول شهدت استقرارًا نسبيًا لفترة طويلة، رغم تغير الظروف مؤخرًا بسبب التوترات بين الولايات المتحدة والصين، لكن منطقتنا تعانى من تحديات ومخاطر معقدة تجعل إدارة الأعمال أكثر صعوبة.

● حازم شريف: دعنا ننتقل إلى جانب آخر.. كيف تخوض الصراعات؟ وهل يمكنك أن تتشاجر أم لا؟.. إلى أى مدى أنت متسامح؟

أحمد هيكل: أنا لا أحب الشجار، بطبيعتى أميل إلى التوافق، هذا لا يعنى أننى غير قادر على الدخول فى صراعات، بل دائمًا ما آخذ حقى كاملًا، يُعرف عنى أننى لا أتنازل عن حقي، ولو بعد حين، أتعامل وكأنى لاعب على رقعة شطرنج؛ والملعب أمامى مفتوح لفترة قد تمتد إلى 10 أو 15 عامًا.

هذا لا يعنى أننى أحب الصراع، لكنه أمر أستطيع القيام به، على سبيل المثال، الحكومة الجزائرية ظلمتنا بشكل بين فى «جيلفا»، ومنذ 2007، رفعت قضية تحكيم، هذا حقى وحق المساهمين فى شركة القلعة، وإذا تركته أكون قد قصرت، ومع توسع الشركات ونموها فى مجالات متعددة، تظهر أنواع من التنافس وأحيانًا عداوات، يجب أن يكون لديك من الحكمة ما يكفى لتخفيف حدة هذه العداوات.

وكانت هناك عداوات معروفة، على سبيل المثال، كانت لدينا مشكلة كبيرة مع السيد طارق عامر عندما كان نائب محافظ البنك المركزي، واستمرت بعد أن أصبح محافظًا، بعض العداءات كان فى الحكومة خلال فترة الرئيس مبارك، مثل عاطف عبيد، رحمه الله، كانت علاقتى به سيئة جدًا.

● حازم شريف: ما العناصر الرئيسية والضرورية لنجاح أى مشروع؟

أحمد هيكل: هناك 4 عناصر أساسية يجب مراعاتها فى أى صفقة:

1. مصلحة الدولة: الصفقة التى تقوم بها الشركة يجب أن تعود بالنفع على الدولة من خلال توفير فرص عمل، دفع التأمينات، وزيادة الصادرات وخلافه.

2. مصلحة المساهمين: يجب أن تحقق الصفقة أرباحًا للمساهمين، إن لم تكن مربحة لهم، فلا فائدة من إتمامها.

3. مصلحة العاملين: نحن فى شركاتنا نهتم بتمكين العاملين، فى شركة مثل «إى إف جى هيرمس»، كان العاملون يمتلكون جزءًا كبيرًا من الشركة، عندما يشعر العاملون بالملكية، يتحسن الأداء وتتوازن الحوافز.

4. مصلحة المجتمع: يجب أن يشعر المجتمع المحيط بأى مشروع بالفائدة، نحن فى شركة القلعة نحرص على تقديم مساهمات مجتمعية، على سبيل المثال، معمل التكرير فى مسطرد يخصص سنويًا 3 ملايين دولار فى صورة تبرعات. كما نقدم 20-25 منحة دراسية للطلاب المتفوقين للدراسة فى جامعات مصرية مرموقة.

هذه العناصر هى الأساس الذى نبنى عليه قراراتنا، لضمان استمرارية ونجاح المشروعات على المدى الطويل.

● حازم شريف: هذا فيما يتعلق بمعمل التكرير فى مسطرد، فهل الأمر مشابه فى المؤسسات الأخرى؟

أحمد هيكل: نعم، «القلعة» وشركاتها تحتفل هذا العام بأن إجمالى تبرعاتها وصل إلى مليار جنيه منذ 2004 وحتى الآن.

تبرعاتنا تتضمن منحًا للطلاب المتميزين للدراسة فى جامعات مرموقة، وتدريب المعلمين من المدارس الحكومية فى الجامعة الأمريكية لمدة عام، بالإضافة إلى برامج

تدريب فني، حيث نرسل 40-30 طالبًا وطالبة لتلقى تدريب متخصص.

هذا كله بالإضافة إلى دعمنا للمستشفيات؛ على سبيل المثال، نقدم تبرعات تتراوح بين 5.5 و6 ملايين جنيه سنويًا لمستشفيات 57357، مستشفى الناس، ومستشفى أبو الريش، هذه التبرعات جزء من مساهمتنا فى المجتمع المحيط بنا.

● حازم شريف: هل يمكننى أن أسألك سؤالًا «غلس”؟ أنت تتحدث عن التبرعات، وفى الوقت نفسه هناك أزمات قد تؤثر على رواتب الموظفين، ماذا لو كنتُ موظفًا فى إحدى الشركات التابعة لكم وأرى أنكم تحتفلون بالتبرعات، بينما راتبى يعانى بسبب الأزمة؟

أحمد هيكل: يجب الحفاظ على كل نظام بمعزل عن الآخر فى النهاية، يجب أن يستفيد الجميع، إذا لم نفعل ذلك، ستواجه مشكلة فى أحد الجوانب الأخرى.

خذ مثلًا مؤسسة القلعة للمنح الدراسية، حيث ساعدنا 210-215 طالبًا وطالبة للحصول على الماجستير فى الخارج، أنت لا تتخيل حجم الفائدة التى تعود من ذلك، تجربتى الشخصية وتجربة هشام الخازندار خير دليل؛ عندما قمنا بصفقة «أسيك»، خصصنا 10 ملايين دولار لهذا الغرض تعتزم زيادة المبلغ لاحقًا لضمان الاستمرارية، هذه الأموال ليست مرتبطة بنا بشكل مباشر؛ إذ أنشأنا مؤسسة مستقلة لضمان استمراريتها، إذا تركت الأمر للصدفة أو الظروف، فلن تكون قادرًا على الاستمرار.

● حازم شريف: ما الدور الذى لعبته «إى إف جى هيرمس» فى دعم الشركات الكبرى؟

أحمد هيكل: «إى إف جى هيرمس» كان لها دور كبير فى تأسيس وتطوير عدد من الشركات الكبرى التى نراها اليوم، على سبيل المثال، كانت تربطنى علاقة طيبة جدًا مع «برهان إسماعيل»، الذى كان حينها رئيس مجلس إدارة شركة «إيبيكو» للأدوية، هذه العلاقة نشأت عندما كنت أقوم بإعداد أبحاث، وكنت أزوره فى الشركة باستمرار.

فى أحد الأيام، اتصل بى برهان إسماعيل وأخبرنى أن «حسن عباس حلمي» يريد مقابلتي، لم أكن أعرف حسن بك حينها، رحمه الله، لكننى ذهبت إلى لقائه فى مصنعه عند مدخل العامرية، خلال الاجتماع، قال لى د.حسن عباس إن «البنك التجارى الدولي» و«سى آى كابيتال» يحاولان شراء حصة حاكمة فى شركة «فاركو».

● حازم شريف: فى أى عام حدثت هذه القصة؟

د.أحمد هيكل: تقريبًا فى عام 1996. خلال هذا الوقت، كنت قد التقيت بـ«حسن عباس حلمي»، وكان رجلًا ذا علم غزير ويحظى باحترام كبير، لكنه لم يكن ملمًّا بتفاصيل سوق الأسهم وصراعات السيطرة، فى ذلك الوقت، كانت «سى آى كابيتال» قد عرضت شراء الأسهم المتبقية من المساهمين الآخرين، الذين كانوا يمتلكون تقريبًا ما بين 56 إلى %58 من الشركة، وكانوا على وشك الموافقة والتوقيع على البيع.

● حازم شريف: ما الذى كان بيده لكى يمنع هذا البيع؟

أحمد هيكل: سألنى حسن بك نفس السؤال، فأخبرته بأن ما يمكنه فعله هو «رفع السعر» الذى بعرض مقابل، لكنه قال لى إنه لا يمتلك السيولة الكافية للقيام بذلك فاقترحت عليه خيارًا آخر عقب التأكد من وجود سيولة لدى الشركة.

وأقنعته بالحصول على قرض شخصى للاستحواذ على %100 من الشركة بضمان اسهمه بها، على أن يتم سداد القرض من أموال الشركة.

● حازم شريف: إذن هو اقترض بضمان أسهمه؟

أحمد هيكل: نعم، فى البداية فعل ذلك.

● حازم شريف: كم كانت حصته فى الشركة قبل الاستحواذ الكامل؟

أحمد هيكل: كانت حصته حوالى 44 إلى %45 وجاء اقتراحى هذا بناءً على تأكدى من أن «البنك التجارى الدولي» لن يدخل فى صراع من هذا النوع؛ فالبنوك التجارية عمومًا لا ترغب فى الدخول فى معارك مع عملائها المهمين.

● حازم شريف: وماذا حدث بعد ذلك؟

أحمد هيكل: بعد تنفيذ الخطة، استطاع حسن عباس حلمى السيطرة على %100 تقريبًا من أسهم شركة «فاركو» وبعد حوالى عام، اتصل بى وقال: «أحمد، أفكر فى طرح الشركة فى البورصة، وكنت قد أخبرتنى من قبل أنه يمكننا القيام بذلك».

تحدثنا مطولًا حول هذا الموضوع، لكنه فى النهاية قرر عدم طرح الشركة فى البورصة.

● حازم شريف: كان هناك تجربة مهمة فى شركة «راية» والتى أصبحت شركة قابضة بمعرفتك عندما كنت فى «إى إف جي»، ودائمًا تقوم بعزل تجربة «راية» عن باقى الأحداث وتقدمها بشكل منفصل لماذا؟! .

د. أحمد هيكل: فى عام 1997، كانت شركات التكنولوجيا مثل «ياهو» و«جوجل» وغيرها فى بداياتها، مما جعلنى أتساءل عن عدم وجود شركة تكنولوجيا مصرية مماثلة، كان يعمل معنا فى «إى إف جي» شخص يدعى محمد منصور، وكان من المساهمين ومسؤولاً عن تكنولوجيا المعلومات فى EFG سألته عن الشركات التى يمكن دمجها وزيادة رأسمالها فى قطاع التكنولوجيا، كان هناك مدحت خليل، العضو المنتدب لشركة يساهم فيها بنسبة بسيطة، وعائلة الطويل (على وأحمد الطويل) وأيضًا شخص يدعى محمد عفيفي، طلبت من محمد أن يرتب لى لقاءً مع مدحت خليل، وبالفعل تم الأمر بسهولة.

عندما التقيت بمدحت خليل، طرحت عليه فكرة إنشاء شركة تدمج عدة شركات تكنولوجيا تحت مظلة واحدة، مع إطلاق صندوق رأسماله 50 مليون جنيه.

سمع مدحت ما قلته له، كان الاجتماع الأول فى إحدى غرف «إى إف جى هيرمس»، حيث كان هناك 3 غرف: الخضراء، الزرقاء، والحمراء.

● حازم شريف (ضاحكًا): الحمراء؟ يبدو اسمها مشبوهًا بعض الشيء، هل كانت مخصصة للصفقات؟

أحمد هيكل (ضاحكًا): لا، هذا كان جزءًا من ديكور المكان، كنا جالسين فى الغرفة الزرقاء وتحدثنا هناك.

عقب هذا الاجتماع، خرج مدحت قائلاً لمنصور: «50 مليون جنيه تكفى لشراء كل شركات تكنولوجيا المعلوماتITفى مصر» الذى رد عليه قائلاً: «إذا قال إنه سيأتى بالمبلغ، فسيفعل».

وبالفعل، تابع مدحت الأمر على مضض، لكن سرعان ما تسارعت الأحداث اندمجت 3 شركات معًا، وأتذكر أننى بالكاد نمت فى الأيام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة قبل الاندماج أثناء وجودى فى مقر «إى إف جي»، فى النهاية، أتممنا الصفقة، وشارك فيها أيضًا رجال أعمال من الخليج كمساهمين، وتم بالفعل جمع مبلغ الـ50 مليون جنيه.

● حازم شريف: إذن، الفكرة كانت إنشاء شركة قابضة يضخ فيها أموالًا للاستحواذ على الشركات الثلاث؟

د. أحمد هيكل: لا، الأمر لم يكن بهذه البساطة، كان الهدف تحويل ملكية الشركات القائمة إلى أسهم فى الشركة القابضة، بالإضافة إلى 50 مليون جنيه من مساهمين آخرين.

● حازم شريف: هل تم ضخ الـ 50 مليون جنيه نقدًا بهدف توسيع الأعمال؟ وهل تحولت الأسهم الخاصة بأصحاب الشركات إلى القابضة، مع شرط عدم بيعها لمدة معينة؟

د. أحمد هيكل: لا أتذكر بالتحديد، لكن من المؤكد أن هذا كان أحد الشروط.

وعملية الاندماج كانت صعبة للغاية، والخلافات الشخصية بين الأطراف ظهرت على السطح، فى المرحلة الأولى من تأسيس «راية»، لعبت دورًا رئيسيًا لحل النزاعات، حيث كانت هناك خلافات بين أحمد وعمرو ومدحت وآخرين، وكانوا يجتمعون فى منزلى لحل المشاكل، كانت فترة مليئة بالصعوبات.

● حازم شريف: ماذا كانت نتيجة هذه الخلافات فى النهاية؟

د. أحمد هيكل: انتهت بأن مدحت خليل أصبح العضو المنتدب والمسؤول عن الإدارة، بينما الآخرون بقوا كمساهمين دون دور فى الإدارة.

● حازم شريف: هل كان هذا قرارك؟

د. أحمد هيكل: بالتأكيد، وبالنسبة لاسم «راية»، اخترته فى منزلى بعدما انتهت المناقشات للمفاضلة بين اسمين: «رنين» و«راية»، فى النهاية، فاخترت «راية»، وحققت الشركة نجاحًا كبيرًا، ويعود الفضل لمدحت خليل فى ذلك، وهذا لا شك فيه.

● حازم شريف: بالتأكيد الفضل يعود لمدحت، لكن سؤالى هو: عندما جمعت الفريق كنت تطمح لإنشاء شركة تكنولوجيا مصرية تحاكى نموذج «دوت كوم»، ومع ذلك، يبدو أن الشركة قد حادت عن الفكرة الأصلية، وأصبحت ليست متخصصة تمامًا فى التكنولوجيا.

د. أحمد هيكل: لا، هذا غير صحيح. «راية» تفرع عنها عددًا من الشركات المهمة فى قطاع التكنولوجيا، مثل «فوري» و«إى فاينانس» و«أمان»، وهذه الشركات هى وليدة «راية».

● حازم شريف: نعم، لكننى أتحدث هنا عن الشركة القابضة نفسها.

د. أحمد هيكل: بالطبع، الشركة لديها عدة شركات متخصصة فى مجال التكنولوجيا، مثل شركة لخدمات «الكول سنتر» وأخرى لدمج الأنظمة «system integration»، بجانب أقسام أخرى اتجهت نحو مجالات مختلفة.

● حازم شريف: هل فكرت فى التقاعد؟

د. أحمد هيكل: أنت تعلم أننى متفائل جدًا بالشركات التى نمتلكها، وأرى قدرتها الكبيرة على النمو، نحن نستثمر بشكل متزايد ولكن بأحجام صغيرة خلال هذه الفترة، وأتخيل أنه فى الخمس سنوات القادمة سنضخ استثمارات تتجاوز مليار دولار فى الشركات الحالية أو التوسع فيها.

● حازم شريف: فى فترة سابقة قلت لى إنك ترى نفسك فى النهاية تجلس على مقعد رئاسة مجموعة تمتلك 5 شركات بعدها تقوم بتوزيع أرباحها على المجموعة الأم «القلعة».

د. أحمد هيكل:نعم، لدينا عدد من الشركات التى توزع أرباحًا على «القلعة»، و«القلعة» بدورها توزع على المساهمين، لكننى أستمتع الآن كما استمتعت عندما كنت أعمل على توسيع «إى إف جي» من رأسمال مليون جنيه حتى آخر فترة لى فيها، وكذلك كما استمتعت بتوسيع «القلعة» من مكان لآخر، أنا حقًا مستمتع.

● حازم شريف: لا أريد أن أثقل عليك فى موضوع «القلعة» أكثر من ذلك، ولكننى أريد أن أعرف الوضع قبل وبعد إعادة هيكلة المديونية كنت قد أعطيتنى لمحات فقط.

د. أحمد هيكل: هناك نقطة مهمة، وأنت أكثر شخص يعرفها لأنك كنت تتابع معى منذ فترة طويلة، وتعلم أننى كنت أرى أن الأزمة القادمة هى أزمة طاقة، وأشرت لك وللآخرين إلى هذه النقطة منذ حوالى 25 عامًا، وكنت واضحًا بأننا سنواجه هذا التحدي.

● حازم شريف: نعم وأعلم أنك قد تحدثت مع مسؤولين أيضًا حول ذلك.

د. أحمد هيكل: نعم، أشرت للعديد من الأشخاص والمسؤولين بأن هذا سيحدث، وأزمة الدولار التى نعيشها اليوم ليست جديدة، بل هى نتيجة تراكمات بدأت منذ عام 2000 على الأقل، وكنت قد تحدثت عن هذا الموضوع بوضوح فى 2005، دون الدخول فى أسماء أو تفاصيل.

هذه أزمة كانت تتزايد يومًا بعد يوم، ولا أريد الدخول فى تفاصيل أو سرد المزيد من القصص لأن لديّ احترامًا كبيرًا للمسؤولين الذين تحدثت معهم، ليس من العدل أن أقول إن الأزمة حدثت بهذه الطريقة، وأنا أشرت لها منذ عام 2000، آخر تقرير بحثى كتبته فى «إى إف جي» عام 2000 كان يحذر من هذه الأزمة، وها هى قد كبرت منذ ذلك الحين.

● حازم شريف: أشكرك جدًا، وأتمنى ألا أكون أرهقتك بكثرة الأسئلة، ولم أرد التعمق فى تفاصيل «القلعة» حتى لا أضعك فى مأزق بخصوص الإفصاحات.

د. أحمد هيكل: ليست المسألة مسألة إفصاحات فقط، ولكن هناك جزء مهم تطرقت إليه بوجه عام وسأوضحه، نحن كنا مدركين للأزمة القادمة، ولذلك أنشأنا شركات تستطيع التعامل مع الأزمات بشكل أفضل.

● حازم شريف: تستفيد منها، ربما؟

د. أحمد هيكل: ليست الصورة كاملة، ولكن لكى أكون واضحًا، إذا نظرت إلى أداء شركات القلعة فى الفترة الماضية والحالية، ستجدها تنمو بشكل قوى جدًا، السبب فى ذلك أننا استثمرنا فى قطاعات لا تتأثر بتقلبات الدولار.

أتذكر زيارتى الأولى إلى إندونيسيا عام 1997 خلال أزمة العملة، فى ذلك الوقت، كان سعر الدولار حوالى 1700 روبية، ذهبت إلى هناك برفقة فيصل الشعبي، مستثمر مغربى كبير، وقابلت عددًا من الشركات، بعد أسبوع، عدت إلى مصر ثم توجهت إلى إندونيسيا مجددًا بعد ثلاثة أسابيع، ووجدت الدولار قد وصل إلى 5000 روبية، زرت الشركات نفسها التى قابلتها فى المرة الأولى وتحدثت معها عن خططها الجديدة لمواجهة الأزمة، إحدى شركات التطوير العقارى هناك كانت لديها قروض بالدولار، سألت مديرها إذا كان قلقًا بسبب أزمة العملة، فأجاب بثقة أن وحداته مؤجرة بالدولار، لذا لم يكن قلقًا حينها.

لكن عند عودتى إلى مصر، ارتفع الدولار إلى 8000 روبية، ثم وصل إلى 14000 بعد ثلاثة أشهر، عندما عدت مجددًا إلى إندونيسيا، قابلت المدير نفسه، ولكن هذه المرة كان الوضع مختلفًا تمامًا، المستأجرون المحليون والأجانب كانوا يحصلون على دخلهم بالروبية ولم يعد باستطاعتهم دفع الإيجار بالدولار، فاضطروا إلى فسخ العقود، المدير، الذى كان يمتلك عقارات كثيرة جدًا وممولة بقروض بالدولار، وجد نفسه فى أزمة كبيرة، إذ لم تعد عقاراته مؤجرة، وواجه مشاكل مالية ضخمة.

التقيت هذا المدير فى دافوس منذ أربع سنوات، وكان يروى كيف أثرت الأزمة على شركته، النقطة الأساسية هنا هى أنك إذا كنت تمتلك أصولًا، فإن هذه الأصول تظل ذات قيمة ويمكن أن تعود لتعمل بكفاءة لكن التحدى الأكبر هو امتلاك السيولة التى تتيح لك تخطى فترات الأزمات المالية.

● حازم شريف: ماذا حدث مع هذا الرجل لاحقًا؟

د. أحمد هيكل: قابلته فيما بعد، وأخبرنى أن أسعار العقارات ارتفعت لاحقًا، وتمكن من بيع البعض وتأجير البعض الآخر.

● حازم شريف: هل تتوقع أن يحدث هذا فى مصر؟

د. أحمد هيكل:نعم، متوقع أن يحدث فى كل البلاد. هناك قطاعات معينة قد تتأثر بصورة أسرع وقطاعات أخرى بصورة أقل، لكن فى النهاية، إذا كان لديك أصل جيد، لا تبِعه، بل حاول أن تنميه وتكبره.

● حازم شريف: هل تشعر بالقلق من هجرة الأيدى العاملة الماهرة من شركاتك أو أى أماكن أخرى؟

د. أحمد هيكل: لو سألتنى هذا السؤال قبل ثلاثة أشهر، لقلت لك نعم، لكن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، تغيرت الأوضاع الاقتصادية العالمية بشكل كبير، وأصبحت أسعار البترول والغاز فى انخفاض، ما أدى إلى زيادة الحذر لدى الدول التى كانت تجذب العمالة المصرية من قبل.

● حازم شريف: إذن، هل هذا يعنى أنك غير قلق؟

د. أحمد هيكل: لن أقول إنى لست قلقًا، ولكن مستوى القلق أصبح أقل.

● حازم شريف: يعتمد هذا أيضًا على الوقت، ففى حال ارتفعت أسعار البترول، قد تتغير وجهة النظر.

د. أحمد هيكل: لا أتصور أن أسعار البترول سترتفع فى الفترة القادمة، مما يمثل فرصة تاريخية لمصر لتعديل نظام المدفوعات الخاص بها والاستفادة من الانخفاضات الكبيرة فى أسعار البترول السابقة والمرتقبة.

● حازم شريف: هل لديك أى نصيحة للتأثير فى القرار الاقتصادي؟

د. أحمد هيكل: لا، أنا لا أقدم نصائح؛ هم يعرفون كل شيء.

● حازم شريف: كان حوارًا ممتعًا جدًا، وأتمنى أن نتحدث مرة أخرى ونتعمق أكثر فى المواضيع، ولكن لا أريد أن أطيل عليك.

د. أحمد هيكل: شكرًا جزيلاً، حازم.

«الوليد بن طلال» و«إبراهيم المعلم» و«محسن جابر» استحوذوا على أًصول «فنون»

صفوت الشريف قاد هجوماً كاسحاً ضدنا

110 ملايين دولار أرباح صفقة بيع «المصرية للأسمدة» لـ«مجموعة أبراج»

دخلنا فى خلاف شديد مع جماعة الإخوان

أدير خلافاتى بالقانون وأنتظر الوقت المناسب للرد

تعظيم توابع «القلعة» الأهم بعد تسوية المديونيات.. وبدأنا بـ200 ألف دولار فقط

«يوسف علام» أقرضنى 7 ملايين دولار لدعم الاستحواذ على «أسيك»

الصفقات القوية تأتى مع انخفاض سعر الفائدة الامريكية .. وحققنا %15 أرباحاً من بيع «فنون»

الاحتفاظ بالأصول القوية هو سر النجاح طويل الأجل

اقترضنا 35 مليون دولار من بنك «باركليز».. وصفقة «MEET» تتجاوز 40 مليونا

جمعنا 50 مليون جنيه لتأسيس «راية»