كشفت مصادر مطلعة لـ «المال» عن القصة الكاملة لصندوق «لايتهاوس» للاستثمار فى التعليم الذى يتجه حاليا نحو التصفية فى غضون الأسابيع المقبلة.
يذكر أن تحالفًا يضم صندوق مصر السیادى وبنك مصر والقابضة للتأمين والمصرف المتحد وشركة الراجحى للاستثمار كان قد أطلق منصة «لايتهاوس» للاستثمارات التعليمية برأسمال مستهدف 1.75 مليار جنيه فى عام 2021، وتم جمع أكثر من 500 مليون جنيه للإغلاق الأول، إلا أنه تم تداول أنباء مؤخرا عن اتجاهه نحو التصفية دون تنفيذ أية صفقات.
وأوضحت المصادر ان الصندوق بدأ رحلته برأس مال فى حدود 553 مليون جنيه، وتم مبدئيا سحب 138 مليونًا، والتى جرى توظيف جزء منها بمصروفات التأسيس واستثمار أغلبها فى أدوات دخل ثابت لحين تنفيذ عمليات الاستحواذ.
و تابعت المصادر أن الصندوق حاول الاستثمار فى فترة صعبة جدا على السوق بسبب تذبذب سعر الصرف خلال عامى 2022 و2023، وبالفعل درس ملفات ونفذ عمليات فحص نافى للجهالة لعدد 170 مدرسة قائمة.
وأضافت أن تذبذب سعر الصرف حال دون الاتفاق مع أصحاب المدارس على قيم الصفقات إذ كانوا يفضلون فى الأغلب الانتظار وعدم المضى قدما بالتنفيذ أو التوقيع أملا فى ارتفاع التقييم مع هبوط الجنيه.
و كشفت المصادر أنه عندما طالت مدة عدم تنفيذ صفقات، تم فى مطلع العام الجارى بحث الأمر، وعرضت إدارة الصندوق على المساهمين إمكانية الاستثمار فى أنشطة مكملة للخدمات التعليمية مثل النقل والزى المدرسى والكتب، إلا إنهم رفضوا مفضلين الاتجاه نحو التصفية.
و أوضحت المصادر أن هيكل المساهمين تضمن مستثمرًا أجنبيًا وحيدًا -الراجحى للاستثمار-و الذى قام بتحويل أمواله فى شهر يناير من عام 2022، عندما كان الدولار بـ 15.7 جنيه، ومن ثم فعندما أصبح بـ 48 جنيهًا اضمحلت قيمة استثماراته بأكثر من %70.
واستكملت المصادر قائلة: « لذا تم الاتفاق فى اجتماع مجلس إدارة فى أغسطس الماضى على الاتجاه نحو التصفية ومن المنتظر عقد جمعية عمومية قريبا عقب صدور قوائم المركز المالى عن العام المالى المنتهى – يبدأ فى 1 سبتمبر وينتهى فى 31 اغسطس من كل عام - للمضى قدما بالتنفيذ.
وكشفت أن العائد الاستثمارى الذى سيتخارج به المساهمون بالجنيه سيكون محدودًا، وذلك نتيجة استثمار جزء من الأموال فى أدوات الدخل الثابت.
و ذكرت أن صندوق «لايتهاوس» كان قد وضع سياسة استثمارية عند التأسيس بالاستحواذ على مدارس تتراوح مصاريفها بين 20 و80 ألف جنيه - تمثل المدارس الناشونال وبعض الإنترناشونال- والتى تخدم الفئات المتوسطة، إلا أنه بعد ارتفاع سعر الدولار تغير شكل السوق بشكل كبير.
ولفتت إلى أنه من خلال رحلة صندوق لايت هاوس يمكن استنباط أن ملاك المدارس فى السوق ينقسمون إلى 3 أنواع، الأول يتخذ الطابع العائلى (بما يعنى أن الأب أسس مدرسة ثم توفى فأراد الورثة البيع)، والثانى فهو المقاول (الذى يقوم بتسعير المدرسة كمبنى عقاري)، والثالث عبارة عن نموذج «الشركاء»- (الذين اختلفوا فيما بينهم ثم فضلوا الاتجاه للبيع)-.
وتابعت المصادر أنه وبناء على ما سبق فإن القطاع به بعض العقبات التى تحول دون الاستحواذ المباشر على المدارس وفقا لسياسة صندوق «لايتهاوس»، وذلك بخلاف عمليات التأسيس أو المشاركة أو غيره.
و تعليقا على بعض الصفقات التى تم تنفيذها فى السوق خلال العامين الماضيين قالت المصادر إن منفذى تلك العمليات كانت لديهم حرية حركة أكثر، فعلى سبيل المثال كان متاحًا لهم تدبير دولار بأى سعر من السوق الموازية، وسداد القيمة بالعملة الخضراء لأصحاب المدارس، فى حين لم يكن هذا الأمر متاحا لصندوق لايت هاوس المملوك بنسبة أكثر من %50 لجهات حكومية.
وأضافت المصادر أن بعض الصفقات التى تم تنفيذها فى السوق تمت بتقييمات مبالغ فيها نسبيا مما قد يؤثر على العائد الاستثمارى المنتظر – من وجهة نظر الصندوق- . و تابعت المصادر أن ارتفاع سعر الفائدة أيضا يعتبر من العوامل التى زادت من صعوبة عمل الصندوق إذ فرضت عليه ضرورة أن يحقق عوائد مرتفعة جداَ للمساهمين، وهو الأمر الذى قد يصعب جدا تحقيقه وفقا لمعطيات السوق.
