خبراء: عرض استحواذ «أرلا فودز» على «دومتي» يعيد تقييم قطاع الأغذية في مصر

Ad

فى ظل الاهتمام المتزايد بالاستحواذات الأجنبية على الشركات المصرية، أعلنت شركة “دومتي” للصناعات الغذائية عن موافقتها على بدء الفحص النافى للجهالة من قبل شركة “أرلا فودز” الدنماركية، تمهيدًا لإتمام صفقة استحواذ محتملة.

وشهد قطاع الأغذية تحركات كبيرة بعد الإعلان عن صفقة بيع شركة دومتى إلى شركة أرلا فودز الدنماركية، مما أدى إلى إعادة تقييم القطاع بأكمله.

أعلنت شركة الصناعات الغذائية العربية “دومتي” عن موافقتها على السماح لشركة “أرلا فودز” الدنماركية ببدء عملية الفحص النافى للجهالة، ومن المقرر أن تقوم “أرلا فودز” بدراسة قيمة الصفقة وتقييم المشروع لتحديد القيمة الفعلية لشركة “دومتي”.

وأفادت “دومتي” فى بيان للبورصة أن هذا القرار جاء بعد توضيح بعض النقاط المتعلقة بعرض الشراء المبدئى المقدم للاستحواذ على الشركة.

وتلقت شركة الصناعات الغذائية العربية “دومتي” الأسبوع الماضى عرضًا غير ملزم من شركة “أرلا فودز” الدنماركية، المالكة لعلامة الزبدة الشهيرة “لورباك”، للاستحواذ على غالبية أسهمها وفى حال تم الاستحواذ، ستقوم “أرلا فودز” بشطب “دومتي” من البورصة المصرية.

وقال محمد الدماطى، رئيس شركة “دومتي”، عبر منشور على “فيسبوك”، إن مجلس الإدارة سيناقش العرض فى اجتماعه القادم، وإذا تمت الموافقة عليه، سيتم البدء فى عملية الفحص المالى والقانونى، وأكد أن العرض غير ملزم للطرفين.

وأشار الدماطى إلى أن عائلة الدماطى ستظل مستمرة فى الشركة بغض النظر عن نتيجة الصفقة، وأن الخطط التوسعية للشركة ستتواصل، بما فى ذلك زيادة خطوط الإنتاج وشراء أراضٍ جديدة، موضحًا أن العرض يعكس عدم العدالة فى تقييم سهم “دومتي” الذى ظل منخفضًا منذ طرحه قبل 8 سنوات.

عكست الصفقة أن الأصول المصرية لا تزال جذابة للمستثمرين الأجانب رغم ارتفاع أسعارها، إذ تم عرض سعر السهم بنسبة 74% أعلى من قيمته السوقية.

قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا للاستثمارات المالية، إن قطاع الأغذية سيتأثر بشكل كبير بعد صفقة بيع دومتى، مشيرًا إلى أنه سيشهد إعادة تقييم.

وأوضح أن قيمة الصفقة تعد أعلى من سعر السوق بنسبة 74%، لافتًا إلى أن السهم كان قد تلقى عرض شراء فى سبتمبر 2022 بسعر 5.50 جنيه، عندما كان سعر الدولار حوالى 30 جنيه، ما يعنى أن السهم كان يُباع بما يعادل 17 سنتًا فى ذلك الوقت، واليوم يتم بيعه وتقييمه بما يتراوح بين 48 و65 سنتًا.

وأضاف حسن أن المستثمر الذى اشترى السهم بسعر 5.50 جنيه حصل عليه بما يعادل 17 سنتًا، واليوم يبيعه بسعر يتراوح بين 48 و65 سنتًا، وهى زيادة مذهلة تعكس نموًا لم تشهده أى أصول أخرى فى تلك الفترة.

وأكد أن المستثمرين الدنماركيين الذين قدموا عرضًا أعلى بنسبة %74 من سعر السوق يدل على أن السهم يستحق أكثر من قيمته الحالية، مما يشير إلى مستقبل واعد لهذا السهم.

وأوضح حسن أن المستثمرين الأجانب فى الفترات السابقة كانوا يشترون بأسعار أعلى من سعر السوق بنحو %20 إلى %25، ومع ذلك تضاعف سعر السهم بنسبة %100 بعد البيع، مما يوضح أن الشركات والأسهم المصرية ما زالت تُباع بأسعار منخفضة مقارنة بتقييماتها الحقيقية.

وأضاف أن قطاع الأغذية والعقارات يشهدان تحركات كبيرة نتيجة لصفقة دومتى، مؤكدًا أن بعض المستثمرين الرئيسيين أعلنوا نيتهم البيع، وهو حقهم الطبيعى، خصوصًا بعد تحقيق نمو بنسبة %600 خلال سنتين، وهو أمر نادر الحدوث.

كما أوضح أن قطاع الأغذية يعد من أهم القطاعات عالميًا، وليس فقط فى مصر، نظرًا لزيادة السكان والاستهلاك المتزايد، مما سينعكس بشكل إيجابى على أرباح الشركات، وبالتالى سيشهد القطاع إعادة تقييم شامل مع ظهور أرقام وقيم جديدة للشركات.

واختتم حسن حديثه بتأكيده أن مَن يرفضون صفقة دومتى لأسباب نفسية أو ثقافية نتيجة بيعها لشركة دنماركية قد يكون لديهم تحفظات، إلا أن الصفقة قوية جدًا من الناحية الاقتصادية.

قال محمد منصور، المحلل المالى بشركة ثمار لتداول الأوراق المالية، إن عرض الاستحواذ على شركة دومتى من قبل إحدى أكبر شركات قطاع الأغذية فى العالم يعكس أن الأصول المصرية، رغم ارتفاع أسعارها، لا تزال جذابة للمستثمرين، مضيفًا أن سعر الاستحواذ المرتفع نسبياً يعيد تقييم القطاع ككل.

وأوضح منصور أن شركة عبور لاند، التى تعتبر مثيلة ومطابقة لدومتى، والأفضل تشغيليًا، مؤهلة للتداول عند نفس المستويات السعرية لدومتى أو أعلى، نظرًا لأنها تحت التقييم حاليًا، مشيرًا إلى أن هناك منتجًا آخر فى قطاع الأجبان وهو أراب ديرى، الذى يشهد تحسنًا فى الأداء المالى، إلا أن حصته السوقية ومنتجاته لا تنافس عبور لاند أو دومتى، ولكن يتم إعادة تقييمه وهو مرشح للارتفاع.

وأشار منصور إلى أن شركة جهينه، وهى من كبار شركات قطاع الأغذية، تُعد أكثر الشركات استعدادًا لصفقة مشابهة، مؤكدًا أن مضاعفات قيمتها ومضاعفات صفقة دومتى تعزز من أهمية عبور لاند بشكل كبير.

واختتم منصور بأن أحد المستفيدين غير المباشرين من الصفقة هو الملتقى العربى للاستثمار، والذى يمتلك حصة تقدر بـ %4.6 من خلال تحالف استحوذ على دومتى بسعر 5.5 جنيه.

وأوضح أن سهم الملتقى العربى للاستثمار يتداول بخصم كبير من قيمته العادلة، وأن الصفقة حال تنفيذها ستضيف له سيولة تزيد عن 65 قرشًا لكل سهم.

من جهته، قال حسام عيد إن الإعلان عن تنفيذ صفقة استحواذ شركة أرلا فودز على شركة دومتى للصناعات الغذائية بقيمة 31.48 جنيه للسهم، بإجمالى 8.9 مليار جنيه (ما يعادل 183 مليون دولار)، كان له أثر إيجابى على أداء قطاع المواد الغذائية، وأدى ذلك إلى ارتفاع سهم شركة دومتى بنسبة %20.

وأضاف أن هذه الصفقة تؤكد أن القيمة السوقية لمعظم الشركات المدرجة فى البورصة المصرية أقل بكثير من قيمتها العادلة، مما يجعل المستويات السعرية الحالية فرصة قوية لتحقيق أرباح كبيرة على الأموال المستثمرة.

وأوضح عيد أن استمرار صفقات الاستحواذ على الشركات المدرجة يعكس جاذبية الاقتصاد المصرى لرؤوس الأموال، ويؤكد قدرته على تحقيق معدلات نمو مرتفعة، كما يضمن استمرار الأداء الإيجابى وارتفاع مؤشرات البورصة المصرية فى الفترة المقبلة.

محمد حسن: الشركات والأسهم المصرية ما زالت تُباع بأسعار منخفضة

حسام عيد: دليل على قدرة الاقتصاد فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة

محمد منصور: الأصول المحلية مازالت جاذبة.. وعبور لاند مؤهلة للتداول بذات المستويات