قال الدكتور سعيد البطوطى المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، وعضو مفوضية السفر الأوروبية، إن المؤشرات واستطلاعات الرأى تشير إلى استقرار حجم الطلب فى السوق المصرية.
وأضاف البطوطى فى تصريحات لـ”المال” أن مصر استقبلت نحو 7.1 مليون سائح خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيرا إلى أن حجم التدفق السياحى للمدن السياحية المصرية والتى تضم البحر الأحمر من الجونة حتى مرسى علم وشرم الشيخ بالإضافة إلى السياحة النيلية تسير بشكل طبيعى ومتوسط نسب الإشغال حوالى %79.
وأشار البطوطى إلى أن معدل الحجوزات السياحية لموسم شتاء 2025-2024 يسير بمعدل طبيعي، ومن المتوقع مع نهاية العام الحالى أن يصل عدد السائحين إلى حوالى نفس معدلات العام الماضي.
و استقبلت مصر حوالى 14.9 مليون سائح خلال عام 2023، بزيادة سنوية أكثر من 27%، مسجلة بذلك أعلى مستوى فى تاريخ السياحة المصرية، على الرغم من الاضطرابات التى تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب فى غزة فى السابع من أكتوبر من العام الماضي.
السياحة الدولية
ولفت البطوطى إلى أنه بالرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، فإن حركة السياحة الدولية خلال الـ 7 أشهر الأولى من العام الحالى سجلت نحو 790 مليون سائح، لتصل إلى %96 من أرقام 2019 (قبل وباء كوفيد_19).
وتابع أنه وفقا لآخر إحصائية صادرة عن منظمة السياحة العالمية فمن المتوقع بنهاية العام الجارى أن تتجاوز حركة السياحة الدولية أرقام عام 2019 بنسبة %2.
وأضاف أن البيانات أظهرت بداية قوية للحركة السياحية خلال الربع الأول من العام الحالي، يليها نموًا متواضعًا خلال الربع الثاني، وهو ما يتماشى مع توقعات منظمة الأمم المتحدة للسياحة بالتعافى الكامل للحركة الدولية فى عام 2024 مدفوعة بالطلب القوى فى أوروبا وإعادة فتح الأسواق فى آسيا والمحيط الهادئ.
وأشار إلى أنه بالرغم من الصراع الدائر فى الشرق الأوسط، إلا أن المنطقة ظلت تقود التعافى على مستوى العالم وهى الأكثر نموا نسبيا، لافتا إلى ارتفاع عدد السائحين الدوليين بنسبة 26% فوق مستويات عام 2019 فى الـ 7 أشهر الأولى من عام 2024.
ونوه البطوطى بأن هناك 67 وجهة سياحية من أصل 120 حول العالم تمكنت من استعادة أعداد السائحين الدوليين الوافدين إليها لتصل إلى معدلات عام 2019 وذلك خلال الـ 7 أشهر الأولى من العام الجاري.
وتابع أن هناك بعض الوجهات التى كان أداؤها قويًا بشكل ملحوظ خلال السبعة أشهر الأولى من 2024، منها قطر بزيادة %147 مقارنة بعام 2019، وألبانيا %93 والسلفادور %81 والمملكة العربية السعودية %73 بالإضافة إلى جمهورية مولدوفا بارتفاع %50 وتنزانيا %49.
الإيرادات السياحية
وعن إيرادات السياحة الدولية، قال البطوطى إن 47 دولة من أصل 63 دولة استعادت إيرادات ما قبل الجائحة فى الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، فيما أبلغ العديد منها عن نمو قوى مزدوج الرقم مقارنة بعام 2019.
وأشار إلى أنه من بين أفضل الدول أداءً خلال يوليو الماضى كانت ألبانيا بزيادة %128 وصربيا %126 حيث تضاعفت الإيرادات بأكثر من الضعف (مقارنة بنفس الفترة من عام 2019)، تليها طاجيكستان بارتفاع نسبته %85 وباكستان %76 والجبل الأسود %70 ومقدونيا الشمالية %60 والبرتغال %57.
وأضاف أنه وفقًا لإحصائيات الربع الأول من العام الحالي، فقد حققت المملكة العربية السعودية خلالها نموًا غير عادى فى الإيرادات السياحية بلغ %207 زيادة عن نفس الفترة من عام 2019، وأيضا السلفادور التى حققت %168 ارتفاعًا.
الإنفاق السياحي
ولفت البطوطى إلى أن الاحصائيات المتعلقة بالإنفاق السياحى الدولى تكشف عن الطلب القوى على السفر الخارجى فى الفترة من يناير إلى يوليو 2024، وخاصة من الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة بنسبة %32 وألمانيا %38 والمملكة المتحدة %40 حتى مارس، وذلك مقارنة بنفس الفترة من عام 2019،كما تم الإبلاغ عن إنفاق خارجى قوى من قبل أستراليا %34 وكندا %28 وإيطاليا %26 طوال شهر يونيو 2024.
وأشار عضو مفوضية السفر، إلى أن آخر إحصائية صادرة عن منظمة السياحة العالمية أظهرت زيادة كبرى فى الإنفاق الخارجى للهند، بنمو نسبته %86 فى الربع الأول من عام 2024،مقارنة بالربع الأول من عام 2019.
وقال البطوطى إن عائدات التصدير من السياحة الدولية بلغت 1.8 تريليون دولار (بما فى ذلك الإيرادات ونقل الركاب)، وهو نفس معدلات قبل جائحة كورونا تقريبا.
وأشار إلى تعافى الناتج المحلى الإجمالى المباشر للسياحة من مستويات ما قبل الجائحة فى عام 2023، ليصل إلى ما يقدر بنحو 3.4 تريليون دولار، أى ما يعادل %3 من الناتج المحلى الإجمالى العالمي، مع العلم أنه فى عام 2019 ساهمت السياحة بشكل مباشر بنسبة %4 من الناتج المحلى الإجمالى العالمي.
وفى سياق متصل، قال البطوطى إن مؤشر ثقة السياحة التابع للأمم المتحدة يُظهر توقعات إيجابية للربع الأخير من العام الجارى عند 120 نقطة لشهر سبتمبر وديسمبر 2024، وأن كان أقل من توقعات شهر مايو وأغسطس، والتى بلغت 130 نقطة.
ونوه البطوطى بأن %47 من خبراء السياحة المشاركين فى استطلاع الثقة يتوقعون أداء أفضل للقطاع فى الأشهر الـ 4 الأخيرة من العام الجاري، فى حين يتوقع %41 أداء مماثلا و%11 أداء أسوأ.
وأشار إلى أن بعض خبراء منظمة الأمم المتحدة للسياحة يعربون عن تخوفهم بخصوص الوضع الاقتصادى العالمى والتضخم وارتفاع أسعار النقل والإقامة والأحداث الجوية المتطرفة، بالإضافة إلى احتمالية تطور النزاعات الإقليمية والتى قد تكون تحديات كبيرة أمام صناعة السياحة العالمية.
790مليون وافد دولى سافروا خلال الفترة من يناير إلى يوليو
تعاف كامل للحركة العالمية بحلول ديسمبر القادم
الشرق الأوسط الأكثر صعوداً فى الـ7 أشهر الأولى من 2024
احتمال تطور النزاعات بالمنطقة التحدى الأكبر
توقعات إيجابية للربع الأخير
