كشفت مصادر مطلعة فى قطاع الاتصالات عن اتجاه شركات المحمول الأربع فى مصر للحصول على تسهيلات ائتمانية من بنوك عربية أومؤسسات دولية لتدبير رسوم تراخيص خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات «5G»لاسيما مع اشتراط جهاز تنظيم الاتصالات تدبير قيمتها بالدولار من خارج البلاد .
وقالت المصادر - فى تصريحات لـ«المال» - إن «فودافون» و«أورنج» و«إى آند مصر» تدرس بشكل منفرد التفاوض مع تحالفات بنكية لتدبير كامل قيمة رخصة الـ«5G» والبالغة150مليون دولار لكل واحدة، فيما استبعدت اقتراض المشغلين من المجموعات الأم التابعة لها فى ظل زيادة تكاليف تشغيلها وانكماش حجم أرباحها مع المتغيرات الاقتصادية العالمية .
ولفتت إلى أن حصيلة رسوم تراخيص الـ «5G» ستئول إلى الخزينة العامة للدولة.
وأكد وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت أمس أن دخول خدمات الـ«5G» يمثل نقلة نوعية فى تحسين جودة الخدمة للمواطنين، وتعزيز قدرة القطاع على مساعدة مختلف الأنشطة الاقتصادية مثل المدن الذكية والخدمات اللوجستية والزراعية والصحية فى تنمية أعمالها .
واعتبر «طلعت» أن العلاقة بين الوزارة وشركات المحمول قائمة على مبدأ الشراكة والمنفعة المتبادلة لتقديم خدمات اتصالات جيدة للعملاء .
ولفت المهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذى لجهاز تنظيم الاتصالات إلى أن إجمالى قيمة رخص تكنولوجيا خدمات الـ«5G» لشركات المحمول الأربع يصل إلي675مليون دولار، منوها بأن المرفق أمهل المشغلين مدة من60-90يوما لتدبير المبالغ المطلوبة.
وألمح «شمروخ» إلى أن المشغلين ملتزمون بسداد قيمة الرخصة دفعة واحدة، منوها بأنه سيتم إطلاق الخدمة تجاريا للعملاء خلال 6 أشهر بعد انتهاء مرحلة التشغيل التجريبى لها والتى ستتم عبر مراحل على مستوى محافظات الجمهورية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده تنظيم الاتصالات أمس للإعلان عن توقيع تراخيص تكنولوجيا خدمات الجيل الخامس للاتصالات «5G» مع شركات فودافون مصر وأورنج مصر و«إى آند مصر»، فضلا عن توقيع محددات وضوابط تقديم«we»الخدمة للجمهور.
وأرجع المهندس ياسر شاكر الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة أورنج مصر، السبب وراء تأخرها فى التوقيع على تراخيص«5G»إلى انتظار استقرار الأوضاع الاقتصادية وتوافر الدولار والسماح بدخول معدات الشبكات المستوردة من الخارج، قائلا : «السوق حاليا تحسنت كثيرا عن يناير الماضى».
وأكد محمد نصر العضو المنتدب لشركة المصرية للاتصالات جاهزيتها الفنية لتشغيل خدمات الـ«5G» وفى انتظار السماح لها بإتاحتها للمستخدمين.
يشار إلى أن «المصرية للاتصالاتwe» هى أول شركة محمول وقعت على تراخيص«5G»فى يناير الماضى دون أى ترددات إضافية أو امتيازات بقيمة150مليون دولار.
ورأى المهندسهشام العلايلي، الرئيس التنفيذى السابق للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن القطاع الصناعى سيكون المستفيد الأكبر من تقنيات شبكات الـ«5G»، نظرًا لما توفره من سرعات إنترنت فائقة تدعم التطبيقات المتقدمة التى تتطلب أداءً مرتفعا.
وأضاف «العلايلى» - فى تصريحات لـ«المال» - أن معظم التطبيقات التى تحتاج«5G» ما زالت غير مستعملة فى مصر حاليا، ومنها برمجيات القيادة الذاتية وإدارة العمليات الجراحية عن بعد، والتطبيقات المنتشرة فى عدد واسع من المجالات التى تحتاج لمتابعات لحظية«Real Time»، أى تلك التى تتطلب نقل البيانات ومعالجتها فور حدوثها، مما يتيح استجابة سريعة وفعّالة.
وأشار إلى أن تحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات شبكات الـ«5G» يتطلب تخصيص نطاق ترددى أعلى مما هو مستخدم حاليًا، إذ كلما اتسع هذا النطاق، زادت القدرة على نقل كميات أكبر من البيانات بشكل متزامن، مما يتيح استيعاب عدد أكبر من الأجهزة المتصلة دون التأثير على سرعة الخدمة.
وشدد «العلايلى» على أهمية الترددات باعتبارها حجر الزاوية فى تطوير شبكات الـ«5G»، مؤكدا أن إجراء مزاد علنى لشركات الاتصالات للحصول على الترددات اللازمة سيساهم فى تخصيصها بأكبر قدر من الكفاءة والعدالة.
وأكد أن تخصيص ترددات جديدة للشركات فى وقت واحد قد يؤدى إلى توزيع محدود لكل شركة، مما قد يؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للمشتركين.
بينماقال الدكتورعمرو بدوي، الرئيس الأسبق للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن شبكات الجيل الخامس تتطلب نطاقات ترددية أعلى من الممنوحة حاليًا لشركات الاتصالات، موضحا أن التقنية الجديدة تحتاج إلى حد أدنى يبلغ 100 ميجا هرتز لضمان تحقيق الاستفادة الكاملة من إمكاناتها.
وأضاف أنشبكات الـ«5G» تمثل تطورًا ثوريًا فى عالم الاتصالات، فهى توفر إمكانات غير مسبوقة من حيث السرعة، وزمن الاستجابة، مع كفاءة أعلى فى استخدام الطيف الترددي.
وأشار إلى أن بدء تفعيل تقنيات الـ”5G” يحتاج لضخ استثمارات ضخمة من شركات الاتصالات، سواء فى بناء البنية التحتية المتقدمة أو تطوير شبكاتها القائمة لتلبية متطلبات الجيل الجديد، مرجحا أن تبدأ الكيانات فى تفعيله تدريجيا وعلى نطاق محدود فى بعض الأماكن.
سيناريو الاقتراض من المجموعات الأم أمر مستبعد
بدوى: تحتاج إلى 100 ميجاهرتز ترددات لتحقيق الاستفادة الكاملة
