أجمع عدد من العاملين فى قطاع التكنولوجيا على ضرورة تركيز وزارة الاتصالات خلال الفترة المقبلة على أسواق دول أوروبا وأفريقيا خاصة فى صناعة التعهيد وتكنولوجيا المعلومات وتصدير العمالة، فى ظل الأسعار التنافسية التى تتمتع بها السوق المحلية وامتلاكها لكوادر بشرية هائلة.
ورصدت “المال” عدد الاتفاقيات والزيارات الخارجية التى قام بهاالدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال النصف الأول من العام الجارى، لبحث ضخ استثمارات جديدة فى القطاع، وتشجيع التعاون فى مجال تطبيقات التكنولوجيا الرقمية، ومشروعات البحث والتطوير، بالإضافة إلى بناء القدرات الرقمية، وتحفيز الابتكار.
وزار “طلعت” نحو 5 دول عربية وأجنبية خلال الفترة من يناير إلى يونيو الماضى وهى المجر والإمارات وإسبانيا وسنغافورة وكوريا.
المجر
قام وزير الاتصالات بزيارة المجر خلال يناير الماضى، والتقى خلالها مع عدد من المسئولين الحكوميين وممثلى الشركات المجرية لبحث ضخ استثمارات جديدة إلى القطاع، وتشجيع اتفاقيات الشراكة والتعاون بين القاهرة وبودابست فى مجال تطبيقات التكنولوجيا الرقمية، ومشروعات البحث والتطوير،و بناء القدرات الرقمية، وتحفيز الابتكار.
وشهد الوزير على هامش الزيارة، توقيع اتفاقية بين المصرية للاتصالات ومجموعة” 4IG“ لإنشاء أول كابل بحرى يربط مصر بألبانيا، من أجل استيعاب النمو الكبير فى حجم الطلب على حركة البيانات الدولية من الشرق إلى الغرب.
كما اجتمع أيضا مع وزيرة الابتكار والنمو ببلغاريا لبحث سبل تعزيز الاستثمار المشترك خاصة فى مجالات صناعة الإلكترونيات، وتطوير البرمجيات المدمجة للسيارات.
الإمارات
وخلال فبراير الماضى، شارك وزير الاتصالات بفعاليات القمة العالمية للحكومات بدبى فى الإمارات العربية المتحدة، إذ عرض تجربة مصر فى تبنى التكنولوجيا لتحقيق التحول الرقمى.
وعلى هامش فعاليات القمة التقى الوزير مع نائب رئيس شركة جوجل للأبحاث ومدير الشئون الحكومية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى جوجل لبحث أوجه التعاون وتسليط الضوء على الخطط الاستثمارية للشركة خلال الفترة المقبلة.
والتقى الوزير مع نظيره الصربى، لبحث تعزيز التعاون فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعهيد، كما تم الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين فى هذا القطاع من خلال مذكرة تفاهم يتم توقيعها لاحقا.
إسبانيا
وشهد شهر فبراير الماضى أيضًا زيارة لوزير الاتصالات إلى إسبانيا، للمشاركة فى فعاليات المعرض والمؤتمر الدولى للهواتف المحمولة”MWC 2024”.
والتقى الوزير مع عدد من مسئولى كبرى الشركات العالمية العاملة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبحث فرص التعاون والاستثمار فى هذا المجال.
وعلى هامش المعرض الدولى بحث الوزير مع نظيره البحرينى سبل التعاون فى مجالات التحول الرقمى والتطوير المؤسسى، ومراكز البيانات، وبناء القدرات الرقمية، والابتكار وريادة الأعمال، والبحوث التطبيقية فى مجال الذكاء الاصطناعى، وغيرها، كما اتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين
واتفق الوزيران على تعزير التعاون بين مصر والبحرين فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مذكرة تفاهم يتم توقيعها لاحقا.
وعقد لقاء أيضًا مع وزير التجارة الخارجية بالسويد؛ لتشجيع الاستثمارات السويدية فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، فضلا عن التعاون فى مجالات بناء القدرات الرقمية والأمن السيبرانى.
سنغافورة
وشارك وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال شهر مايو الماضى، فى فعاليات افتتاح قمة آسيا تك“Asia Tech Summit” فى سنغافورة.
وعلى هامش القمة التقى الوزير مع نظيرته السنغافورية لبحث دفع سبل التعاون بين البلدين فى عدد من المجالات من أبرزها: الذكاء الاصطناعى، والتعهيد، والابتكار التكنولوجى، ودعم الشركات التكنولوجية الناشئة.
كوريا
وعلى هامش فعاليات المنتدى العالمى العاشر لقادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذى انطلق فى شهر يونيو الماضى فى كوريا، بحث وزير الاتصالات مع وزير العلوم والتكنولوجيا الكورى، فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين فى مجالات الرقائق الإلكترونية، والذكاء الاصطناعى.
وخلال اللقاء، تم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم لاحقًا بين مصر وجمهورية كوريا تتضمن مجالات التعاون التى تم مناقشتها خلال الاجتماع.
وقال الدكتور حسن على الرئيس التنفيذى لشركة «UCC» العالمية لأنظمة التكويد والترميز، إنه من الضرورى استقطاب جميع الأفكار والتكنولوجيا الجديدة التى تطرحها كبرى الشركات العالمية خاصة الأمريكية سواء المعلن منها أو الذى سيتم الكشف عنه وظهوره للواقع بعد عدة أعوام.
وأضاف :” يجب أيضا متابعة أحدث الصيحات فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى على الساحة العالمية وبالأخص المطروحة من الدول المتقدمة، على أن يتم توطين هذه الأفكار تباعا فى تطوير وميكنة مختلفة القطاعات الاقتصادية فى المجتمع المصرى مثل الصحة والزراعة والتعليم والصناعة بما يسهم فى حل مختلف التحديات”.
ورأى أن مصر أمامها فرصة سانحة لتصدير هذه التكنولوجيات بعد تطويعها وجعلها ملائمة لاحتياجات المجتمع إلى أسواق أخرى أو تجمعات اقتصادية كبرى مثل “الكوميسا” على سبيل المثال والتى تتكون من 21 دولة أفريقية خاصة وأن القاهرة تمتلك إمكانيات فنية وكوادر بشرية مؤهلة على أعلى مستوى.
وأشار إلى أن مصر لديها مشروعات فى الدول الأفريقية ويمكن تصدير تلك الخدمات التكنولوجية إليهم فى جميع القطاعات خاصة الزراعة والتعدين.
ونوه بأن هناك عدة دول أفريقية تطلب من مصر مساعدتها فى البنية التحتية التكنولوجية سواء إنشاء خطوط المحمول أو الكابلات المخصصة للشبكات وغيرها.
بينما شدد أحمد فايد المدير الإقليمى لشركة “أفايا” للحلول فى مصر وليبيا، على أهمية تركيز الوزارة وذراعها التنموية “ إيتيدا “ على استقطاب استثمارات جديدة من السوق الأوروبية فى صناعة خدمات التعهيد لمصر، نظرا لقربها الجغرافى ووجود فوارق بسيطة فى التوقيت الزمنى مع السوق المحلية بخلاف دول أمريكا والشرق الأقصى مثل الصين وغيرها.
وأضاف أن هناك العديد من الدول التى انتهجت هذه الطريق وعلى رأسها المغرب إذ أصبحت من أكبر المنافسين واستحوذت على نصيب كبير من صناعة التعهيد فى دول أوروبا خاصة وأنهم يتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة.
وقال إن صناعة خدمات التعهيد فى مصر تساعد على توظيف الشباب المصريين بشكل أكبر، بالإضافة إلى تقديمنا لأسعار تنافسية ودخول العملة الصعبة للبلاد خاصة بعد التعويم.
فى سياق متصل، رأى الدكتور سيد عبد الواحد استشارى التحول الرقمى، أنه لابد من التوجه والتركيز على دول أفريقيا بحيث يكون لمصر دور ريادى بها فى تكنولوجيا المعلومات، موضحا أن القارة السمراء تغير مفهومها عن الماضى إذ أصبحت تنمو وتضخ استثمارات بشكل أكبر.
وأضاف أن هناك دولا أفريقية تحتاج إلى تبادل الخبرات الفنية مع مصر، مشيرا إلى أن السوق المحلية لديها خبرات كبرى فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والحلول التكنولوجية وأنظمة “السوفت وير”.
وأشار إلى أن مصر تتعاون بشكل كبير سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات مع دول الخليج فى قطاع تكنولوجيا المعلومات من خلال تصدير الكوادر البشرية المؤهلة لها، معتبرا أن المصريين يمثلون العمود الفقرى للصناعة دول الخليج.
وطالب الوزارة بأهمية التركيز على أسواق أوروبا وأفريقيا فى صناعة تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تصدير العمالة والتى تعتبر ركيزة أساسية – على حد قوله فى بناء اقتصادات الدول على غرار تجربة نجاح الهند.
وتابع “عبد الواحد” أن هبوط سعر العملة المحلية جعل مصر تنافس مثل الهند فى سوق “الأوت سورس” وتصدير العمالة أو العمل عن طريق الأون لاين وهو ما استفادت منه دول أوروبية.
وكشف عن قيام شركات أوروبية كبرى خلال الفترة الماضية بافتتاح فروع لها فى مصر وأصبحت تتخذ القاهرة مركزا لتطوير برامجها وحلولها وتصديرها بأعلى جودة وأقل تكلفة.
ولفت إلى أن مصر تسير على المسار الصحيح إذ تقوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئاتها التابعة بإطلاق برامج تدريبية على أعلى مستوى تستهدف من خلالها طلبة المدارس والجامعات والخريجين لتدريبهم وتأهليهم لسوق العمل وهو ما سيسهم فى إحداث نهضة كبرى خلال الأعوام المقبلة.
وشدد رئيس شركة حلول تكنولوجيا أجنبية على أهمية تقسيم قطاع الاتصالات والتكنولوجيا إلى مجالات فرعية والتركيز على كل منها على حدة وفق إستراتيجية وخطة معدة مسبقا، مقترحا إنشاء مراكز فى مصر لتصدير العمالة الفنية والمبرمجين إلى أسواق أوروبا والتى تعانى نقص شديدا فى هذا المجال.
ولفت إلى أن وزارة الاتصالات بحاجة إلى إنشاء قاعدة بيانات مركزية تتضمن الوجهات الاستثمارية الواعدة التى تحتاج إلى كوادر بشرية مؤهلة على أعلى مستوى مع تحديد طبيعة الخدمات القابلة للتصدير إليها، على أن يتم تزويدها بالمعلومات اللازمة من خلال أعضاء التمثيل التجارى فى سفارات مصر.
