قالت شارون نيشى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة جنرال موتورز مصر وشمال أفريقيا إنها ملتزمة بالاستثمار فى مصر بغض النظر عن نمو أو انكماش السوق، وسوف يستمر هذا الموقف خلال الفترة المقبلة بما يعزز نمو الإنتاج بمصنع الشركة القائم فى السادس من أكتوبر مع إضافة موديلات جديدة.
وأضافت نيشى فى حوار مع “المال» أن هذا الالتزام هو ما دفع الشركة لضخ مئات الملايين من الدولارات فى مصنعها بمصر خلال 40 سنة ماضية بما أسهم فى الوصول بحجم الإنتاج خلال المدة إلى مليون سيارة.
ولفتت إلى أن الشراكة بين جنرال موتورز والمنصور للسيارات وإيسوزو كفريق عمل واحد هى التى ساعدت فى إنجاز المليون سيارة، إذ تم إنشاء المصنع فى وقت مبكر بشكل كاف وفق رؤية طموح مكنت الشراكة من النجاح والمساعدة فى توطين تكنولوجيا التصنيع.
وأوضحت أن الشراكة انطلقت سنة 1983 معتبرة أنها تحالف من نوع خاص ولم تكن مجرد شراكة تقليدية.
وأشارت إلى أن العامل المهم الثانى فى قصة النجاح يتعلق بخبرات ومعرفة جنرال موتورز العالمية فى المجالات التصنيعية والهندسية والتصميمية والإنتاجية التى تم توطينها هنا.
وأضافت أنه بسبب بدايتنا المبكرة طورنا قدرات شبكات التوريد المحلية للمكونات فى مصر إذ يتم الذهاب لكل شركة ونتفق معها على إنتاج جزء معين مع تولى مهمة تطوير قدراتها وتدريبها لتمكينهم من التصنيع”، وهو ما أحدث طفرة فى الصناعات المغذية للسيارات لأنه لم يكن هناك إنتاج لأى أجزاء من السيارة فى البداية، وهو ما أسهم فى التطور المشترك لكافة حلقات الإنتاج.
وأشارت إلى أن ذلك جعل هذا المصنع مثل أى مصنع لشركة جنرال موتورز فى العالم.
وأكدت الدور المهم للكوادر البشرية التى تمتلكها جنرال موتورز مصر والمؤهلة من المهندسين أو العمال، فالشركة لديها التزام بتدريب أى شخص حتى لو كان يعمل مع شركات أخرى إذ أصبحت جنرال موتورز المركز الرئيسى للتدريب ورفع الوعى فى مجال صناعة السيارات مما يساهم فى نمو الناتج المحلى.
ولفتت إلى رغبة الشركة فى الاستمرار بهذه السياسة وتقديم الدعم لكل أطراف منظومة تصنيع السيارات فى مصر التى تشهد نموًا فى قيمة الاستثمارات الجديدة الموجهة إليها وبما يدعم الثقة فى الاقتصاد.
أوضحت أن الشركة انتهت من تسجيل سيارتها شيفروليه أوبترا الجديدة كليًا فى البرنامج الوطنى لصناعة السيارات على أن يبدأ الإنتاج بنهاية السنة الحالية، بأرقام تقدر بالآلاف وتستهدف تلبية الطلب فى السوق المحلية والتصدير للخارج.
أضافت أنه يجرى العمل حاليًا على وضع اللمسات النهائية لإطلاق سيارات أوبترا الجديدة وسيتبعها إضافة منتجات أخرى لأن مصنع جنرال موتورز مصر لديه القدرة الاستيعابية لذلك.
اعتبرت أن لمصر مكانة مهمة فى استراتيجية جنرال موتورز بسبب موقعها الاستراتيجى بين قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا، “وبها مصنعنا الوحيد فى القارة السمراء وهو مهم للإنتاج والشحن لأى دولة بالمنطقة”.
لفتت إلى أن جنرال موتورز مصر تولى أهمية للسيارات العاملة بالطاقة النظيفة إذ قامت بالتعاون مع “المنصور”، بإعادة طرح العلامة الأمريكية «كاديلاك» الفاخرة فى مصر، عبر سيارة طراز “ليريك» الكهربائية بالكامل.
وأضافت أن الخطط المستقبلية المتعلقة بهذه الفئات تعتمد على اتجاهات المستهلكين وحجم الطلب قائلة “حين يصبح المستهلك المصرى جاهزًا فإن الشركة ستكون جاهزة”، مع التأكيد على أن الاتجاه للسيارات الكهربائية أصبح ضرورة ومصر ستتحول إليها عاجلا أو آجلا.
وأكدت أهمية جاهزية البنية التحتية وهو ما يتطلب الاستثمار فيها بالتعاون بين القطاعين العام والخاص إذ من المهم نشر أجهزة الشحن الكهربائى مع توفيرها فى محطات البنزين، “نحتاج لجعل عمليات الشحن سهلة بشكل عام”.
لفتت إلى أن القضية لا تتعلق فقط بتوفير السيارات الكهربائية بل بتوفير فرصة للشحن.
أوضحت أن مسألة تصنيع السيارات الكهربائية محليًا مرتبطة بإنتاج البطاريات فى مصر لأن شحن البطاريات من أماكن بعيدة قضية معقدة، قائلة “لا بد من إنتاج البطاريات فى أفريقيا بتكاليف منخفضة وهو ما سيعطى دفعة لتصنيع السيارات الكهربائية”.