شهدت جلسات معرض سيتى سكيب تنوعاً لافتاً فى النقاشات بين مسئولى الشركات العقارية والاستشارية فى رؤيتهم للسوق فى المرحلة المقبلة، وسط إجماع على وجود تباطؤ فى بعض مبيعات الريسيل و الطروحات الاولية للمطورين، وتأكيدات على رواج المبيعات فى منطقة الساحل الشمالى.
وخلال جلسة أدارها حازم شريف رئيس تحرير جريدة المال، تحت عنوان «فرص الاستثمار فى العقارات»، أشاد إبراهيم المسيرى رئيس مجلس إدارة مجموعة سوما باى السياحية، بالموقع الجغرافى الذى تتمتع به مصر، حيث أن لكل منطقة مميزاتها، مؤكداً أن البحر الأحمر يُعتبر واحد من أهم المناطق الساحلية.
ورأى أن مدينة الغردقة، على سبيل المثال، تعد بمثابة “الإسكندرية الجديدة”، يوجد بها ثانى أكبر مطار فى مصر، وتستقبل رحلات جوية من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى وجود ثلاثة موانئ تجعل المنطقة متصلة بشكل مباشر مع السعودية، وتضم 110 آلاف غرفة سياحية، مما يعزز مكانتها كواحدة من أهم الوجهات السياحية فى مصر.
وأشار المسيرى إلى أن مناطق مثل مدينة الجونة، وسهل حشيش، وسوما باى، تم تطويرهم على مر السنين، موضحاً أن التنمية العمرانية فى مصر تتوسع بشكل دائم، وهو نفس الوضع فى البحر الأحمر.
وذكر أن سوق إعادة البيع فى الوقت الحالى يعانى من الركود بسبب وفرة المعروض، حيث يميل المستثمرون إلى الشراء بالتقسيط، مما يجعل من الصعب إعادة البيع إلا فى حالات الضرورة، كالحاجة إلى شراء عقار آخر، مؤكداً أن كثرة المعروض تؤدى إلى غياب نشاط إعادة البيع.
وفيما يخص مبيعات الساحل الشمالى، ذكر المسيرى أن المبيعات خلال هذا الموسم تجاوزت 400 مليار جنيه، وهو ما تسبب فى تحديات لعملية إعادة البيع.
ولفت إلى أن رأس الحكمة تشهد طفرة كبيرة وتحقق نقلة غير مسبوقة فى السوق، أما بالنسبة للبحر الأحمر، فرغم تواجده فى السوق، إلا أن “الموضة” الخاصة به لم تبدأ بعد، متوقعًا أن يتوجه أغلب المطورين العقاريين إلى البحر الأحمر ما لم يتم فتح المجال فى رأس الحكمة أمامهم.
وأشار إلى أن حجم السوق يصل إلى 28 ألف وحدة سنويًا، وهو ما لا يعكس الحجم الحقيقى للسوق العقارى فى مصر، وإنما الحراك الكبير فى السوق هو ما يعطى هذا الانطباع، موضحاً أن نجاح مشروعات الساحل الشمالى يتطلب إما وجود علامة تجارية مصرية قوية أو مستثمر خليجى، محذرًا من المخاطر التى تواجه الشركات المصرية التى تتبع شركات من خارج البلاد، حيث قد تكون غير قادرة على تسليم مشاريعها فى الوقت المحدد.
بينما قال طارق عبد الرحمن الرئيس التنفيذى لشركة بنيان للتنمية والتجارة إن الوحدات الإدارية والتجارية تحقق معدلات عائد مرتفعة على الاستثمار، وحجم الاستثمار العقارى على مستوى العالم يبلغ 13.5 تريليون دولار، حيث تستحوذ الصناديق الاستثمارية على %70 من السوق، بينما يمثل الأفراد %30 فقط.
وأوضح أن العقار التجارى حقق متوسط أرباح بنسبة %32، مقارنة بزيادة بنسبة %20 عند الاستثمار بالدولار، و%13 فى البورصة، مضيفاً أن الاستثمار عبر المنصات العقارية يتيح للمستثمرين فرصة بيع جزء من ممتلكاتهم بسهولة.
وأكد أن القاهرة الجديدة تحتل المركز الأول فى النشاط العقارى، تليها مدينة السادس من أكتوبر فى الثانى، ثم منطقة وسط البلد فى الثالث.
فيما قال محمد سامى نائب الرئيس للمبيعات بشركة كولدويل بانكر إن الاستثمار فى البحر الأحمر يعتبر طويل الأجل، وتصدير العقار هناك يُعد الأفضل، كما أن استغلال الوحدات يوفر فرصًا أكبر من حيث الوقت والعائد على الاستثمار.
وأشار إلى أن نسب المبيعات تتوزع بواقع %40 فى التجمع الخامس، %25 فى الساحل الشمالى، %10 فى البحر الأحمر، و%25 فى منطقتى الشيخ زايد وأكتوبر، كما أوضح أن الاستثمار فى الساحل الشمالى هو الأعلى من حيث العائد، يليه التجمع الخامس، ثم الشيخ زايد، وأخيرًا البحر الأحمر.
وأوضح أن العائد على الاستثمار فى الساحل الشمالى خلال الخمس سنوات الماضية تفوق على أى منطقة أخرى، لافتاً إلى أن السوق هناك لا تحتوى على وحدات تجارية أو إدارية، لكنه يتطلب نوعًا معينًا من المستثمرين، مشيرًا إلى أن أقل سعر للوحدة الإدارية فى بعض المناطق لا يقل عن 120 ألف جنيه للمتر نقدًا.
وأكد أن السوق العقارية لن تتوقف، نظرًا لأن الطلب يفوق العرض، حيث أن السوق بحاجة إلى حوالى مليون و500 ألف وحدة سنويًا لتلبية احتياجات المستثمرين، ومصر هى الأكثر تنافسية فى الأسعار إذا ما قورنت عالمياً.
وفى جلسة أخرى قال المهندس شادى سليم الرئيس التنفيذى لشركة سبيس تانك للاستشارات إن السوق المصرية واعدة للغاية كما أن هناك فرصًا جيدة للمستثمرين، ناصحاً أياهم بالدراسة الجيدة لسابقة أعمال المطورين لضمان شراء وحدة جيدة تدر عائد.
ورأى أن العائد الإيجارى المناسب والمجدى لأى وحدة يدور حول تأجيرها شهرياً بنحو %1 من قيمة شرائها، موضحاً ان منطقة الساحل الشمالى فى صدارة اهتمامات العملاء حالياً، تليها شرق القاهرة.
واستبعد أى مخاوف من حدوث فقاعة عقارية فى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة فى ظل تزايد الحاجة لمزيد من الوحدات فى ضوء ارتفاع الكثافة السكانية، بخلاف انخفاض قيمة التمويلات البنكية فى القطاع.
ورجح ارتفاع اسعار العقارات فى بعض المناطق بنحو %40 خلال الفترة المقبلة، فى ضوء تزايد مواد البناء ومعدلات التضخم، وذلك خلال مشاركته فى جلسة نقاشية أدارها شريف عمر رئيس قسم العقارات بجريدة المال.
وحول الابتكار واستخدام التكنولوجيا فى المجتمعات السكنية، قال عمرو القاضى المؤسس والمدير التنفيذى لشركة ADK، إن الابتكار يحمل تكلفة مرتفعة فى مراحله الأولى، ولكنه أساسى للتقدم، ومن الضرورى أن تعمل جميع الأطراف فى القطاع على البحوث والتطوير لتبنى كل ما هو جديد وتحديثه باستمرار.
وأشار بدير رزق الرئيس التنفيذى لشركة باراجون للتنمية إلى أن الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات لهما تأثير كبير على السوق، فالذكاء الاصطناعى يعتمد على التعلم من البيانات المتاحة، مثلما يتعلم الشخص بالممارسة، وهو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعى.
وأضاف أن هناك أيضاً التعليم الموجه، حيث يتم توجيه المدخلات للحصول على مخرجات محددة وتدريب العميل على الاستنتاجات المطلوبة، وهناك النوع الذى يعتمد فقط على المدخلات ومن خلال التجربة يتمكن من التوصل إلى استنتاجات.
من جهتها قالت آية أشرف الرئيس التنفيذى لشركة عقار ماب، إنه قبل 15 عامًا، كان المستهلك يلجأ إلى البحث اليدوى أو الإعلانات فى الجرائد عند شراء عقار، اليوم أصبح الوضع مختلفًا تمامًا، ويمكن الوصول إلى الوحدة العقارية بسهولة عبر الإنترنت، مما يبرز دور التكنولوجيا فى تسهيل الوصول إلى كافة المواصفات بشكل إلكترونى.
وأوضح محمد سليمان المؤسس المشارك لشركة رو مات، أن الابتكار يسهم فى تقليل تكاليف الإنشاءات مع رفع الكفاءة فى الوقت نفسه، ويوجد تحدٍ حيث أن حوالى %98 من الشركات لا تعتمد على الابتكار فى صناعة البناء، ومع ذلك، فالفرص متاحة للشركات الناشئة للاستفادة من الذكاء الاصطناعى وتبنيه لتحسين عملياتها وزيادة كفاءتها.
وشهد المعرض جلسة حول دور التكنولوجيا الذكية وتطبيقاتها فى تشكيل مستقبل مستدام فى مصر، وقال المهندس شريف نبيل مدير حساب نجاح العملاء الرئيسى فى مايكروسوفت مصر، إن الحوسبة السحابية تعتمد على مجموعة كبيرة من الأجهزة المترابطة، مما يسمح بجمع كافة المعلومات فى مكان واحد.
وأشار إلى أن العملاء الآن يطالبون بخصوصية أكبر، بينما تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى التنبيه إلى أى مواقف غير ملحوظة، من خلال التكامل مع العنصر البشرى، مؤكًدا أن الذكاء الاصطناعى لن يلغى الأعمال، ولكنه سيغير من طبيعتها.
وأضاف أن تكنولوجيا إنترنت الأشياء يمكن أن تقدم حلولاً فعالة، مثل التنبيه عند ارتفاع استهلاك المياه، واستعرض تجربة الشركة فى قطر، حيث اعتمدت تقنية “ديحيتال توين” لرسم الأماكن وتوقع التدفقات البشرية لتفادى الازدحام.
وفيما يتعلق بالبيانات، شدد على أهمية استخدامها فى التنبؤ بالمستقبل، مما يسمح لأصحاب المشاريع بالتعرف على الأعطال المحتملة واتخاذ الإجراءات الوقائية.
وتناول المهندس محمد عزمى نائب قطاع المدن الذكية بشركة أورنج مصر، دورها فى ربط المعدات والأدوات داخل المشروعات السكنية واتصالها ببعضها البعض، مشيراً إلى أن التحدى الأكبر كان هو القدرة على اتخاذ القرارات فى لحظة حدوث أى خطأ، ومن خلال البيانات المجمعة يمكن رصد أى شيء داخل المشروع وهو ما يساهم فى اتخاذ القرار وكل ذلك بغرض تحسين حياة السكان.
وأكد عزمى أن أورنج تعمل بشكل مستمر على تحديث أنظمتها من خلال الحوسبة السحابية، ما يمكنها من توفير حلول مبتكرة يمكن تطبيقها فى مشروعات أخرى.
وأشار إلى أهمية استثمار الطاقات والقدرات المتاحة فى مصر، مع التركيز على الاستثمار فى الشباب لتعزيز التطور التكنولوجى.
وأكد المهندس محمد بدران نائب الرئيس للمنتجات الكهربائية بشركة سيمنس مصر، أن تقديم الحلول الذكية فى مجال الكهرباء يتطلب مستويات متقدمة من التكنولوجيا.
وأوضح أن سيمنس أدخلت أنظمة ذكية فى توزيع الكهرباء، والتى يمكن مراقبتها وتشغيلها من خلال الشبكات الذكية، كما يمكن جمع البيانات المتعلقة بعمل الأجهزة واكتشاف الأخطاء وعدد ساعات التشغيل، مما يتيح التحكم الكامل فى تغذية الكهرباء وإجراء الصيانة قبل حدوث الأعطال كمثال.
وأشار إلى وجود تطبيقات ذكية لإدارة أنظمة الرى وتوفير الطاقة، بالإضافة إلى أنظمة مراقبة المنزل التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى، وبالتالى تساهم فى تحسين الكفاءة ويوفر راحة وأماناً أكبر للسكان، رغم ارتفاع تكلفتها الأولية.
كما تم تنظيم جلسة حول التحديات التى يفرضها تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، حيث يبحث المواطنون عن حلول مبتكرة لتبريد المبانى دون الاعتماد على أجهزة التكييف التقليدية.
وقدمت المهندسة هبة القليوبى مؤسس مكتب HK للهندسة المعمارية، رؤية شاملة حول أهمية الاستفادة من الحكمة المتوارثة فى العمارة العربية، والتى كانت تعتمد على استخدام مواد طبيعية وتصميمات ذكية لتوفير بيئة داخلية مريحة.
وتطرق الدكتور عمر الحسينى النادى محاضر الهندسة البيئية والاستدامة بجامعة أوسلو، إلى أحدث التقنيات والمواد التى يمكن استخدامها فى بناء مبانٍ صديقة للبيئة وقادرة على تنظيم درجة الحرارة بشكل طبيعى.
وأكد على أهمية الاستثمار فى البحث والتطوير لابتكار حلول متنوعة تناسب التغيرات المناخية فى مصر، لافتاً إلى أهمية التحول نحو المبانى المستدامة التى تساهم فى تقليل الانبعاثات الكربونية وتوفير الطاقة،
وقال إن العودة إلى الجذو المعمارية وتوظيف التقنيات الحديثة يمكن أن يوفر لنا حلولاً مبتكرة ومستدامة لمواجهة حرارة الصيف القاسية فى مصر.
وأكد المهندس هشام هلال استشارى التصميم المعمارى والحلول الصديقة للبيئة، على أهمية العودة إلى الحكمة المتوارثة فى العمارة العربية، والتى كانت تعتمد على استخدام مواد طبيعية مثل الطوب اللبن والظلال لتوفير بيئة مريحة، بالإضافة إلى استعراض أحدث التقنيات فى مجال العزل الحرارى والتهوية الطبيعية، والتى يمكن دمجها مع التصميمات المعمارية التقليدية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة.
وشدد على أهمية العمل على زيادة الوعى البيئى وضرورة تبنى حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة تحديات تغير المناخ فى مصر، وتعزيز التعاون بين الخبراء والمهندسين والمطورين العقاريين لتحقيق هذا الهدف.
وفى نفس السياق أكد المهندس هانى سعد استشارى الديكور، أن التصميم الداخلى الذكى هو فن تحويل المساحات الصغيرة إلى أماكن مريحة وعملية تعكس ذوق صاحبها وتلبى احتياجاته اليومية.
وقدم مجموعة من الأفكار والاقتراحات التى يمكن تطبيقها فى المنازل لتحسين جودة حياة ساكنيها، مشيراً إلى أهمية دور المصممين والمهندسين المعماريين فى القدرة على استغلال المساحات الصغيرة بداية من تصميم المبنى وحتى مرحلة الإنشاء ،موضحًا أن المطورين العقاريين الناجحين يدركون ذلك جيداً.
وقال إن الأثاث المستخدم يلعب دوراً كبيراً فى الاستغلال الأمثل للمساحات الصغيرة، ملقياً الضوء على الأثاث متعدد الاستخدامات.
وقدم سعد أمثلة على قطع الأثاث التى يمكن استخدامها لأكثر من غرض، مثل الأرائك القابلة للطى التى تتحول إلى أسرة، والطاولات القابلة للطى التى توفر مساحة أكبر عند الحاجة.
وأكد أن العملاء أصبحوا على درجة كبيرة من الوعى والنضج التى تمكنهم من تقييم المطور العقارى ويساعدهم على اتخاذ قرار الشراء السليم، لافتاً إلى أن التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى ساهما فى توسيع آفاق المصممين بما يساعدهم على استغلال أصغر المساحات بأفضل السبل لتلبى احتياجات صاحب المسكن.
المسيرى: مناطق مثل الجونة وسهل حشيش وسوما باى قد يتم تطويرها فى سنوات
عبدالرحمن: القاهرة الجديدة فى صدارة الوجهات تليها أكتوبر ثم وسط المدينة
سليم: ارتفاع الأسعار قد يصل إلى %40 مع بداية العام المقبل
سليمان: %98 من الشركات لا تعتمد على الابتكار فى صناعة البناء
عزمى: أورنج تعمل بشكل مستمر على تحديث أنظمتها وإتاحة حلول للمطورين
