Ad

قال محللون و أقسام بحوثفى السوق إن انخفاض أسعار النفط قد يضغط على هوامش أرباح بعض الشركات و يحسن أخرى.

وكانت أسعار النفط سجلت أدنى مستوى لها خلال العام، حيث وصل سعر خام برنت إلى حوالى 71.5 دولار للبرميل، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس 68 دولارًا.

ويعود هذا الانخفاض لعدة أسباب رئيسية، من بينها الطلب الأقل من المتوقع من الصين، مع مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصينى، الذى يعد أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا.

من جانبه، أكد مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة «عربية أون لاين»، أن انخفاض أسعار البترول يحمل آثارًا متباينة على الشركات، حيث يؤثر إيجابيًا على بعضها وسلبيًا على أخرى.

وأوضح أن شركة «النساجون الشرقيون»، التى تعتمد فى نشاطها على صناعة السجاد، ستستفيد من انخفاض أسعار البترول نظرًا لاعتمادها على مادة «البولى بروبيلين»، المشتقة من المواد البترولية، كمكون أساسى فى تصنيع منتجاتها، وتراجع أسعار البترول يؤدى إلى انخفاض تكلفة هذه المادة الخام، مما ينعكس إيجابيا على تكاليف الإنتاج وبالتالى يعزز من موقف الشركة.

فى المقابل، أشار «شفيع» إلى أن شركات مثل «الإسكندرية للتكرير»، و»المصرية للزيوت المعدنية»، و»سيدى كرير» قد تتأثر سلبًا بانخفاض أسعار البترول، حيث تعمل هذه الشركات فى مجالات إنتاج الطاقة أو مشتقات البتروكيماويات، موضحًا أن الارتفاع القياسى فى أسعار البترول فى عام 2022 إلى مستويات تقارب 100 دولار للبرميل ساهم فى تحقيق نتائج مالية قوية لتلك الشركات، فى حين أن انخفاض الأسعار سيؤثر سلبًا على أدائها المالى فى المستقبل القريب.

وبالنسبة لشركات الأسمنت، أشار «شفيع» إلى أن تأثير أسعار البترول عليها محدود، نظرًا لاعتماد بعضها على الفحم كبديل للغاز الطبيعى، مشيرًا إلى أن المؤثر الرئيسى فى تلك الشركات هو أسعار الغاز الطبيعى أو الفحم على المستوى العالمى، والتى تحددها البورصات الدولية.

من جهتها، أوضحت شركة أسطول لتداول الأوراق المالية فى تقرير بحثى حديث أن الشركة المصرية للتكرير، التابعة لشركة القلعة القابضة، تلبى احتياجات السوق المصرية من المنتجات البترولية، وإن انخفاض أسعار البيع سيؤدى إلى تراجع هامش الربح.

وذكرت «أسطول» أن الشركة المصرية للتكرير تقوم باستلام نحو 3.5 مليون طن، مضيفة أنها تعتمد على المازوت كمادة خام أساسية لإنتاج السولار وتقوم بشرائه من شركة القاهرة لتكرير البترول، ومع انخفاض أسعار النفط، تتراجع تكاليف المواد الخام، ولكن نظرًا لأن الشركة تبيع منتجاتها البترولية المكررة للهيئة المصرية العامة للبترول وفقًا للأسعار العالمية، فان هوامش ربحيتها ستتأثر بانخفاض أسعار النفط.

وقالت إنانخفاض أسعار النفط، سيؤدى إلى تراجع أسعار بيع منتجات الإسكندرية للزيوت المعدنية مما يؤثر على هامش الربح حيث إن المنتجات التى تقوم ببيعها الشركة مرتبطة بسعر النفط، مضيفة أن تكاليف المواد الخام محددة سنويًا باتفاق مع الهيئة المصرية العامة للبترول، مما يعنى أن هذه التكاليف لا تتأثر بتقلبات أسعار النفط على مدار العام.

ولفتت «أسطول» إلى أن شركة سيدى كرير تستخدم الإيثان كمادة خام فى إنتاج البتروكيماويات، لذا فهى لا تتأثر بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط.

وأضافت أن تراجع أسعار النفط يؤدى إلى انخفاض أسعار «النفتا»، مما يساعد الشركات التى تعتمد عليها كمادة خام على المنافسة فى السوق، ويزيد من المعروض، مما قد يضغط على الأسعار ويؤثر سلبًا على أرباح سيدى كرير رغم استقرار تكاليفها.

وألمحت «أسطول» إلى أن هبوط أسعار النفط يعنى انخفاض تكلفة إنتاج البولى بروبيلين، وهو المشتق من «النفتا» والذى يمثل حوالى 30% من تكلفة المبيعات لدى النساجون الشرقيون مما يحسن هوامش الربحية للشركة.

وأشارت إلى أن العربية للأسمنت تعتمد على الفحم البترولى، وهو منتج ثانوى لعملية تكرير النفط، مضيفة أن انخفاض أسعار النفط يقلل من تكلفة إنتاج الفحم البترولى، مما يقلل من تكاليف الوقود المستخدم فى عملية تصنيع الأسمنت، ويحسن هوامش الربحية للشركة.

وأوضحت «أسطول» أن انخفاض أسعار النفط يعود إلى الطلبالأقل من المتوقع من الصين، مع مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصينى، الذى يعد أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا.

ولفتت «أسطول» إلى التوقعات بعودة صادرات النفط الليبى بعد تقارير عن اقتراب التوصل لاتفاق لحل النزاع الذى أوقف إنتاج ليبيا وصادراتها.

وتابعت: «كما أن هناك ثمانى دول فى تحالف «أوبك بلس» وافقت على تأجيل زيادة إنتاج النفط، وتمديد خفض الإنتاج الطوعى لمدة شهرين إضافيين حتى نهاية نوفمبر 2024، مؤكدة أن تراجع أسعار النفط يؤثر على العديد من القطاعات الصناعية، حيث تتأثر تكلفة المواد الخام وأسعار المنتجات النهائية».

وشهدت الشركات الكبرى فى القطاع الصناعى داخل السوق تحسنا ملحوظا فى نتائج أعمالها خلال النصف الأول من عام 2024، حيث حققت زيادات كبيرة فى الأرباح والمبيعات، مما يعكس تحسناً فى الأداء المالى لهذه الكيانات الاقتصادية.

ومن أبرز هذه الشركات النساجون الشرقيون للسجاد، التى سجلت نموا استثنائيا فى أرباحها بنسبة تجاوزت %100 محققةً صافى ربح قدره 1.47 مليار جنيه.

وفى المقابل، سجلت شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية - أموك زيادة فى أرباحها بنسبة %28 بينما شهدت، سيدى كرير للبتروكيماويات ارتفاعا طفيفا فى أرباحها بنسبة %1.6.

وعلى صعيد آخر، تمكنت «العربية للأسمنت» من زيادة أرباحها السنوية، ولكنها واجهت تراجعا ملحوظا فى نتائج الربع الأول مقارنة مع العام السابق.

وكانت شركة النساجون الشرقيون للسجاد أعلنت عن زيادة أرباحها بنسبة 100.4% خلال النصف الأول من 2024، حيث حققت صافى ربح بلغ 1.47 مليار جنيه، مقارنة مع 733.39 مليون فى الفترة نفسها من 2023، وارتفعت مبيعات الشركة إلى 10.77 مليار، من 8.39 مليار العام الماضى، كما سجلت أرباحاً مستقلة قدرها 1.73 مليار، مقابل 618.34 مليون فى النصف الأول من 2023.

أما شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية – أموك، فأعلنت عن زيادة أرباحها بنسبة %28 فى العام المالى المنتهى فى يونيو 2024، حيث سجلت أرباحا بلغت 1.75 مليار جنيه، مقارنة بـ1.37 مليار فى العام المالى السابق.

وارتفعت مبيعاتها إلى 33.76 مليار جنيه من 24.2 مليار، كما حققت أرباحا مستقلة قدرها 1.26 مليار، مقابل 1.06 مليار فى العام المالى السابق.

وفى النصف الأول من 2024، شهدت شركة سيدى كرير للبتروكيماويات زيادة هامشية فى أرباحها بنسبة %1.6 حيث بلغ صافى ربحها 1.22 مليار جنيه مقارنة مع 1.2 مليار فى نفس الفترة من 2023، كما ارتفعت مبيعاتها إلى 6.67 مليار من 6.56 مليار.

ولكن، فى الربع الأول من 2024، تراجعت مبيعات الشركة إلى 3.46 مليار جنيه مقارنة مع 3.61 مليار فى الفترة نفسها من 2023.

من ناحية أخرى، سجلت شركة العربية للأسمنت أرباحا بلغت 346.57 مليون جنيه فى النصف الأول من 2024، بزيادة 337.09 مليون عن نفس الفترة من 2023.

وارتفعت مبيعاتها إلى 3.94 مليار جنيه من 3.18 مليار ومع ذلك، تراجعت أرباح الشركة فى الربع الأول إلى 152.64مليون مقارنة مع 241.77 مليون فى نفس الفترة من 2023.