Ad

علمت “المال” من مصادر مطلعة فى قطاع الاتصالات أن صندوق الاستثمار الذى تخطط مجموعة “تسينغهوا يونى جروب” الصينية لإطلاقه بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” يستهدف الاستحواذ على حصص فى شركات تكنولوجيا مصرية تمتلك فرص نمو واعدة .

وقالت المصادر إن الصندوق يسعى أيضا إلى تأسيس جهات أو منشآت لتوطين صناعة أشباه الموصلات ودعم تكنولوجيا الطاقة المتجددة فى مصر عبر تعزيز عمليات البحث والتطوير المشتركة بين القاهرة وبكين.

ووقعت مصر ،الجمعة الماضية،5مذكرات تفاهم مع الصين فى قطاع الاتصالات إحداها تتعلق بإنشاء صندوق استثمار تكنولوجى بين البلدين بحجم مبدئى يصل إلي300مليون دولار من خلال التعاون بين هيئة “ إيتيدا” ومجموعة “تسينغهوا يونى جروب” للتكنولوجيا وصناعة أشباه الموصلات على أن تتولى الأخيرة وجهاتها التابعة تدبير «60 -%70» من رأسماله .

وأوضحت المصادر أن الجانب المصرى سيسهم بنحو«30 -%40» من رأسمال الصندوق المزمع تدشينه عن طريق مستثمرين محليين لم يتم الاستقرار على هويتهم حتى الآن .

وأضافت أن الصندوق سيبدأ فى دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة فى قطاع التكنولوجيا وبالأخص تصنيع أشباه الموصلات عقب انتهاء إجراءات تأسيسه.

وقالت الدكتورة عايدة الصبان، عضو مجلس إدارة شعبة الاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا بالاتحاد العام للغرف التجارية ، إن توقيع“إيتيدا” مذكرة تفاهم مع “يونى جروب” خطوة إستراتيجية تحمل آفاقًا واعدة لمصر والصين، كما تفتح باب التعاون المشترك فى التكنولوجيا المتقدمة، وتشجع بيوت التصميم المحلية على توطين الصناعة.

وأضافت “الصبان” أن التعاون بين القاهرة وبكين سيسهم أيضا فى نقل التكنولوجيا المتطورة إلى مصر وبناء قاعدة صناعية قوية فى هذا القطاع الحيوى، مشيرة إلى أن خبرات الدول العربية والأفريقية فى تصنيع أشباه الموصلات لا تزال محدودة، بينما تحتضن تايوان مثلا شركات عالمية رائدة مثل“TSMC“و”إنتل”.

وأشارت إلى أن دمج الخبرات الصينية المتقدمة فى تصنيع أشباه الموصلات مع القدرات المصرية فى مجالات التصميم والهندسة سينتج عنه إنشاء كيانات قوية، قادرة على تصدير خدماتها مستقبلاً إلى الدول المجاورة مثل السعودية والإمارات والمغرب لاسيما وأن الأخيرة شهدت تقدما ملحوظا فى تصنيع أجزاء السيارات .

وتابعت “الصبان” أن تأسيس شركات متخصصة فى إنتاج أشباه الموصلات سيسهم فى تنويع القاعدة الصناعية محليا وتقليل الاعتماد على الأنشطة التقليدية، مما يعزز مرونة وقدرة الاقتصاد على التكيف مع التحديات العالمية، مؤكدة أن مصر تمتلك خبرات تصميمية لأشباه الموصلات متميزة إلا أنها تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة للتصنيع.

وشددت على ضرورة أن تقدم الصين، فى إطار تعاونها مع الجانب المصرى المتمثل في”إيتيدا” الدعم الفنى، بجانب المالى.

وأشارت إلى أن دخول بكين السوق المصرية يمثل إضافة مهمة لها، خاصة وأن الأخيرة تتمتع بقاعدة واسعة من الأيدى العاملة الماهرة والمدربة، وبالأخص من خريجى الجامعات فى مجالات الهندسة والتكنولوجيا، كما سيستفيد الجانب الصينى من التسهيلات التى أقرتها الحكومة مؤخرًا لتعزيز الاستثمار الأجنبى، بما فى ذلك تسهيل إجراءات إنشاء المصانع.

وألمحتإلى ضرورة إجراء دراسات جدوى من جهات معترف بها دوليا تمثل خارطة الطريق لأى مشروع ضخم، فى صناعة أشباه الموصلات لتقييم المخاطر والتحديات والعقبات المحتملة، وتطوير إستراتيجيات فعالة للحد منها وتحقيق أقصى عائد على الاستثمار.