خبراء: ارتفاع الأسعار ونقص المعروض وراء انكماش حصة الطرازات «الأوروبية»

Ad

تراجعت حصة العلامات الأوروبية من مبيعات السيارات فى السوق المحلية خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجارى إلى %8.5 مقابل %17.4 فى الفترة ذاتها من عام 2023.

هبطت مبيعات السيارات الأوروبية فى مصر خلال تلك الفترة ، بنسبة %39.6 لتسجل 3347 مركبة، مقارنة بنحو 5 آلاف و541 وحدة فى الفترة المقابلة من عام 2023.

واستطلعت «المال» آراء عدد من مسئولى شركات السيارات والتجار حول أسباب تراجع مبيعات الطرازات الأوروبية فى مصر خلال الفترة الماضية، إذ أكدوا أن نقص المعروض الناجم عن تفاقم صعوبات الاستيراد وعدم تمكين الوكلاء والمستوردين من جلب أى مركبات من الخارج قد أدى إلى ذلك التراجع، مشيرين إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق وبالتالى التراجع الشديد فى الطلب من قبل المستهلكين.

وأوضحوا أن صعوبات استيراد السيارات ومنها “الأوروبية” جاء بعد تعطل إجراءات التسجيل المسبق للشحنات الواردة على النافذة الجمركية الموحدة ««ACI منذ مايو الماضى، وعدم حصول الشركات والأفراد على الرقم التعريفى للشحنات الواردة المعروف باسم “acid number” الخاص بإتمام عمليات الاستيراد والشحن الدولى.

قال خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات ورئيس شركة “جينباى إيجيبت” إن الفترة الماضية شهدت صعوبة فى عملية استيراد المركبات بشكل عام، خاصة بعد تعطل إجراءات تسجيل الشحنات على النافذة الجمركية الموحدة “ACI” لفترة تصل إلى 4 أشهر.

وأضاف «سعد» أن بعض شركات السيارات اضطرت إلى تحويل حصة مصر من المركبات إلى الأسواق المجاورة فى ظل عدم قدرتها على إتمام عمليات الاستيراد أو الشحن من الخارج، موضحا أن الكيانات المحلية ملتزمة باستلام الكميات المتعاقد عليهامع المصانع العالمية، وتسديد قيمتها فى الفترات المحددة.

وأشار إلى أن تعطل الاستيراد أدى لانكماش حجم الواردات وانخفاض المخزون لدى شركات السيارات، وبالتالى تسبب فى تراجع المعروض منها داخل السوق فضلا عن محدودية مبيعاتها خلال الفترة الماضية.

و أكد مصدر فى مجموعة «ستيلانتس مصر» أن السيارات الأوروبية تعتبر المتأثر الأكبر من أزمات القطاع خاصة القيود المفروضة على عمليات الاستيراد منذ عامين، بعد توقف البنوك عن فتح الاعتمادات المستندية وإصدار الموافقات اللازمة لتمويل الشحنات.

وأوضح أن العديد من شركات السيارات اضطرت للبحث عن بدائل يمكن من خلالها استيراد الطرازات المتعاقد عليها من الخارج خلال العامين الماضيين ،والتى كان من بينها جلب المركبات عبر المناطق الحرة والإفراج الجمركى عنها بأسماء “أفراد”، بهدف تفادى القيود المفروضة على التجاري.

وأكد أنه بالتزامن مع تعطل منظومة التسجيل المسبق للشحنات على النافذة الجمركية توقفت آلية الاستيراد بشكل كامل، ولم تتمكن الشركات من التعاقد على جلب أى شحنات جديدة من الخارج منذ مايو الماضى.

وتابع أن حجم الطلب على شراء الطرازات الأوروبية شهد تراجعا أيضًا على خلفية الزيادات السعرية التى أقرها العديد من وكلاء السيارات الأوروبية فى ضوء مواجهة ارتفاع التكاليف لديها، والحفاظ على إيراداتها خاصة مع انخفاض المخزون الموجود لديهم وعدم القدرة على جلب أى شحنات جديدة.

وكشف عن قيام مجموعة «ستيلانتس» خلال الفترة الماضية بتحويل الحصص المخصصة لوكلائها فى مصر إلى بعض الأسواق المجاورة مع استمرار تعطل إجراءات التسجيل على النافذة الجمركية، وعدم وضوح الرؤية بشأن موعد استئناف الاستيراد مرة أخرى.

وتطرق بالحديث إلى أن شركته وباقى الكيانات التابعة لمجموعة «ستيلانتس» تشكو من نقص المخزون لديها من السيارات وتحديدًا “الأوروبية” جراء توقف الاستيراد، وعدم الحصول على أى موافقات حكومية بجلب أى شحنات جديدة.

فى سياق متصل أكد محمود حماد نائب رئيس رابطة تجار السيارات أن الفترة الماضية شهدت انخفاض مبيعات الطرازات الأوروبية فى مصر ،نتيجة تفاقم أزمات الاستيراد وعدم قدرة الشركات أو المستوردين على جلب أى شحنات جديدة من الخارج منذ 4 أشهر؛ الأمر الذى تسبب فى نقص الكميات المعروضة منها داخل السوق، فضلا عن ارتفاع أسعارها.

وذكر أن أحد الأسباب التى أدت لتراجع مبيعات السيارات الأوروبية فى مصر تتمثل فى مغالاة الشركات والتجار فى تسعير قطع الغيار الخاصة بها والتى أدت إلى ارتفاع تكاليف الصيانة بشكل غير مسبوق، قائلا: “العميل أصبح غير قادر على استيعاب أى أعباء مالية تتعلق بتكاليف تشغيل المركبات خاصة بعد زيادة أسعار الوقود”.

وتوقع أن تستمر مبيعات السيارات الأوروبية فى التراجع بالتزامن مع استمرار الجهات الحكومية بتضييق الخناق على الاستيراد، وعدم السماح لهم بجلب الكميات المطلوبة لسد احتياجات السوق المحلية.

ورصدت «المال» قائمة العلامات الأوروبية الأكثر مبيعًا للسيارات فى مصر خلال الفترة من يناير حتى يوليو الماضى؛ استنادًا إلى التقرير الصادر عن مجلس معلومات سوق السيارات «أميك».

«رينو» فى الصدارة

تصدرت «رينو» مبيعات السيارات الأوروبية بالسوق المحلية خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، بعدما تمكنت من بيع 999 مركبة، أعقبتها «أوبل» فى المركز الثانى، بإجمالى 651 وحدة.

وجاءت «بيجو» فى المرتبة الثالثة بعدما حققت بيع 636 سيارة، تلتها «ستروين» فى المركز الرابع بواقع 512 مركبة.

وحلت «فيات» فى المركز الخامس بعد ما باعت 272 سيارة، أعقبتها «ألفا روميو» سادسًا بواقع 133 وحدة.

يذكر أن ما يقرب من 13 علامة أوروبية مطروحة داخل السوق المحلية هى «مرسيدس، وبى إم دابليو، وأودى، وسكودا، وسيات، وفولكس فاجن، وفولفو، وDS، وأستون مارتن، وبورش، وبنتلى، ومازيراتى، ومينى» لم تفصح عن حجم مبيعاتها لمجلس معلومات سوق السيارات «أميك».

«أوسترال» الأكثر مبيعا

انتزعت «رينو أوسترال» صدارة مبيعات السيارات الأوروبية فى مصر خلال الفترة من يناير حتى يوليو الماضى، بعدما تمكنت من تسويق 396 مركبة، أعقبتها «أوبل جراند لاند» فى المركز الثانى بإجمالى 372 وحدة.

وجاءت «رينو تاليانت» فى المرتبة الثالثة مسجلة بيع 304 سيارات، أعقبتها «بيجو 408» فى المركز الرابع بواقع 279 وحدة.

واحتلت «فيات تيبو» المركز الخامس بإجمالى 257 سيارة، تلتها «ستروين C5 إير كروس» سادسًا بنحو 246 مركبة، ثم «رينو ميجان» بإجمالى 232 وحدة.

وحصدت «بيجو 3008» المرتبة الثامنة مسجلة بيع 158 سيارة، أعقبتها «ستروين C4X» تاسعًا بواقع 156 مركبة.

وتمركزت «نيسان جوك» فى المرتبة العاشرة مسجلة بيع 144 سيارة، تلتها «أوبل موكا» فى المركز الحادى عشر بنحو 129 وحدة.

وحصدت «بيجو 5008» المركز الثانى عشر بقائمة السيارات الأوروبية الأكثر مبيعًا فى مصر مسجلة نحو 110 مركبات خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري.