تسعى شركات التكنولوجيا الأمريكية للحصول على أصول الطاقة التى يحتفظ بها عمال مناجم “البيتكوين” بينما يتسابقون لتأمين إمدادات من الكهرباء لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية التى تتوسع بسرعة فى شتى المجالات.
وتقود مراكز البيانات أسرع نمو فى الطلب على الطاقة فى الولايات المتحدة منذ بداية الألفية الحالية، متجاوزة توسعات الشبكات الإلكترونية وشركات التكنولوجيا العملاقة، مثل أمازون و”Microsoft”، للبحث عن كميات هائلة من الكهرباء.
ويتطلب الذكاء الاصطناعى قدراً هائلاً من قوة الحوسبة بسبب الحاجة إلى تنفيذ خوارزميات معقدة وتخزين مجموعات بيانات كبيرة، وكلما كانت الحسابات أكبر، كانت هناك حاجة إلى المزيد من الطاقة لإكمالها.
ويعتبر الزخم والتدافع على الحصول على الطاقة وخاصة الكهرباء اللازمة لصناعة العملات المشفرة كثيفة الطاقة مصدر لعمال المناجم الذين يحققون مبالغ هائلة فى تأجير أو بيع بنيتهم التحتية ومواقعهم المتصلة بالطاقة إلى شركات التكنولوجيا، بينما يفقد آخرون الوصول إلى الكهرباء اللازمة للبقاء فى العمل، بحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”.
وتوقعت شركة إدارة الاستثمار الأمريكية “VanEck”، إمكانية تحقيق شركات تعدين بيتكوين 13.9 مليار دولار إضافية سنوياً من خلال الاستفادة من %20 من توافر الطاقة لديهم فى شراكات الذكاء الاصطناعى بحلول عام 2027.
وقال جريج بيرد، الرئيس التنفيذى لشركة“Stronghold Digital Mining“ وهى شركة تعدين بيتكوين متداولة علنًا : «معركة الذكاء الاصطناعى من أجل الهيمنة هى معركة تخوضها أكبر وأفضل الشركات فى العالم وهم يفهمون جيدا بأن حياتهم تعتمد على فوزهم»، “هل يهتمون بما يدفعونه مقابل الهيمنة ؟ على الأغلب لا.
وأكد معهد أبحاث الطاقة الكهربائية فى مايو أن مراكز البيانات يمكن أن تستهلك ما يصل إلى %9 من إجمالى الكهرباء المولدة فى الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد، أى أكثر من ضعف استهلاكها الحالى، حيث تضخ شركات التكنولوجيا الأموال لتوسيع مراكز الحوسبة الخاصة بها.
وتمثل مراكز البيانات حوالى 1 - %1.3 من الاستهلاك العالمى للكهرباء، مقابل %0.4 تقريبًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ومن المتوقع أن يزداد هذا التفاوت.
ويتوقع المحللون أن تتحول %20 من طاقة عملة البيتكوين إلى الذكاء الاصطناعى بحلول نهاية عام 2027، وقال مسئولون تنفيذيون من أكثر من ست شركات تعدين عملات مشفرة أمريكية متداولة علنًا لـ “رويترز” إنه خلال العام الماضى، تنافس عمال مناجم البيتكوين وأصحاب مراكز بيانات الذكاء الاصطناعى بشكل متزايد على نفس أصول وعقود الطاقة.
وقال مصدران إن“Marathon Digital Holdings“، أكبر شركة لتعدين البيتكوين يتم تداولها علنًا فى العالم، كانت من بين أولئك الذين يتطلعون إلى مركز بيانات يعمل بالطاقة النووية مملوك لشركة“Talen Energy”فى ولاية بنسلفانيا.
ويظهر الاهتمام المتزايد بشكل ملحوظ حيث يقوم العديد من عمال المناجم الكبار الذين يمتلكون الأراضى وروابط الطاقة بتحويل الإستراتيجيات من تعدين العملات المشفرة حصريًا إلى تسويق ممتلكاتهم وخدمات الطاقة إلى أعمال الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية.
وقال كيرى لانجليس، كبير مسئولى الإستراتيجية فى شركة مناجم البيتكوين”TeraWulf”إن الشركة التى تمتلك موقعا فى شمال ولاية نيويورك قادر على أن يصل إلى 770 ميجاوات مضيفا: «لقد حصلنا على الكثير من الاهتمام من الجميع منAmazonأوGoogle».
وبدأ جنون الهيمنة التكنولوجية لعمال المناجم فى يونيو، عندما خرجت شركة“Core Scientific”للتعدين حديثًا من الإفلاس - أصبحت أول من أعلن عن اتفاقية كبيرة لتأجير منشآتها المتصلة بالطاقة إلى“Nvidia“ قال العديد من عمال المناجم منذ ذلك الحين إنهم سيؤجرون، أو يعملون كمقاولين من الباطن لتطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعى.
ويتم بناء مراكز بيانات جديدة، والتى كانت عادةً حوالى 20 ميجاوات، حتى 1000 ميجاوات اليوم، لكن أوقات الانتظار لربط إمدادات الطاقة الجديدة فى الولايات المتحدة قد تستغرق عدة سنوات.
وأظهر بحث لمورجان ستانلى، أنه بالنسبة لعمال مناجم العملات المشفرة الذين لديهم أصول طاقة كبيرة، فإن إعادة استخدام عملياتهم للذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية يمكن أن تجعل منشآتهم أكثر قيمة بخمس مرات.
وقال تقرير بنك مورجان ستانلى إن شراء أو تأجير مساحة من عامل منجم بسعة لا تقل عن 100 ميجاوات يمكن أن يقلل من أوقات الانتظار لإطلاق مركز بيانات بنحو 3.5 سنة، مما يوفر على شركات التكنولوجيا المليارات.
