تتجه أنظار العالم نحو الصين لجلب أعداد سياحية كبيرة منها، فى ظل الطلب المتزايد من هذه السوق على السفر إلى الخارج.
وارتفعت حجوزات الصينين للسفر إلى الخارج خلال العام الماضى بنسبة %540 مقارنة بـ2022، وفقا لبيانات موقع السفر الصينيTrip.com، كما من المتوقع أن تتضاعف الأعداد فى 2024 مقارنة بـ 2023.
ويرى ممثلو القطاع السياحى أن السوق الصينية واعدة ولدى افرادها رغبة كبيرة فى زيارة المقصد المصري، لما يقدمه من تجارب ومنتجات متنوعة ومختلفة.
واقترح البعض زيادة حجم الطاقة الفندقية من فئة 4 و5 نجوم بمدن القاهرة، الأقصر وأسوان، مع تكثيف الحملات الترويجية هناك، فيما يرى آخرون أهمية توفير طيران عارض لجنوب شرق آسيا لجلب السائحين من دول كوريا الجنوبية، الصين والهند.
وفى هذا السياق قال محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن السياحة الصينية مرتبطة بالسياسة الخارجية، موضحا أنه بعد زيارة الرئيس الصينى لمدينة الأقصر خلال عام 2016 بمناسبة مرور 60 عاماً على العلاقات بين مصر والصين، ارتفع عدد الوافدين إلى 250 ألف سائح بدلاً من 85 ألفا.
وأضاف عثمان فى تصريحات لـ«المال» أن أعداد السائحين الصينين الوافدين للمقصد المصرى خلال العام الماضى وصل إلى 320 ألف سائح، مشيرا إلى أنه من الممكن مضاعفة الرقم.
وأشار إلى أن السائح الصينى من ذوى الإنفاق المرتفع والذى لا يقل عن الأوروبي، ومحب للثقافية وزيارة المناطق الأثرية، لافتا إلى طول مدة إقامته نظراً لبعد المسافة.
ولفت إلى أن لجنة تسويق السياحة الثقافية ألزمت الفنادق والمطاعم فى الأقصر بإضافة قائمة طعام باللغة الصينية، كما تم عمل 45 دورة تدريبية للعاملين فى الاستقبال لتوضيح كيفية التعامل.
وتابع أن اللجنة اتفقت مع محافظ الأقصر على وضع أسماء الشوارع الرئيسية بالمدينة باللغة الصينية، كما تم الاتفاق مع المجلس الأعلى للآثار على إضافة هذه اللغة على باب كل معبد ومقبرة مهمة.
ونوه بأنه من المتوقع أن تستقبل مصر نحو 500 ألف سائح صينى خلال عام 2026، مشيرا إلى أن اللجنة قامت بإجراء دراسة ووجدت أن 20 مليون من بكين يرغبون ويخططون لزيارة المقصد المصرى خلال الـ 5 أعوام المقبلة.
ويرى عثمان أن أبرز المعوقات التى تواجه هذه السوق، ضرورة توفير طيران عارض لجنوب شرق آسيا بهدف جلب السائحين من كوريا الجنوبية، الصين والهند إلى مصر، مؤكدا أنها ستعوضنا عن بعض الجنسيات التقليدية.
وأضاف أنه من المقرر إطلاق حدث ترويجى هام فى الأقصر بمعبد حتشبسوت، بعد أن تم الاتفاق مع الجانب الصينى ودار الأوبرا هناك وذلك خلال العام المقبل.
وقال هشام إدريس رئيس شركة الوادى للسياحة وعضو جمعية السياحة الثقافية إن السوق الصينية هامة وواعدة للمقصد المصري.
وأضاف إدريس أن زيادة حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر من هذه السوق مرهون بعدة عوامل ،منها رفع حجم الطاقة الفندقية فى مدن القاهرة، الأقصر وأسوان خاصة من فئة الـ 4 و5 نجوم، بالإضافة إلى تكثيف الحملات الترويجية فضلاً عن دعم منظومة النقل السياحى وزيادة حجم الأسطول ،لأن العدد الحالى لا يكفى استيعاب المرتقبة من كافة الجنسيات.
وتستهدف وزارة السياحة والآثار إضافة طاقة فندقية جديدة تتراوح من 240 إلى 250 ألف غرفة إلى الطاقة الحالية، لاستيعاب الزيادة المستهدفة فى أعداد الوافدين، وتنفيذاً لاستراتيجية الدولة بالعمل على جذب 30 مليون.
كما أطلقت الحكومة مبادرة لدعم القطاع بقيمة 50 مليار جنيه لتشجيع الاستثمار فى بناء الغرف الفندقية، على أن تكون الممولة فى نطاق مدن الأقصر، أسوان، القاهرة، البحر الأحمر، جنوب سيناء “شرم الشيخ، طابا، نويبع ودهب”.
وأشار إدريس إلى أهمية التركيز على الشريحة الأعلى إنفاقاً فيما يتعلق بالسائحين الصينين، خاصة فى ظل إقبال هذا السوق على زيارة مصر.
ولفت إلى ضرورة إزالة أى عراقيل تواجه السائح الصينى عند زيارته لمصر، موضحا أنه من محبى السياحة الثقافية وذوى إنفاق مرتفع.
ونوه إدريس بأن السائح الصينى يسدد نحو 300 دولار نظير زيارته للمزارات الأثرية فى مصر وذلك بمجرد دخوله للبلاد، مؤكدا أن الدولة تستفيد من نمط الثقافية أكثر من الشاطئية.
وفى سياق متصل قال عمرو القاضى رئيس هيئة تنشيط السياحة فى تصريحات سابقة لـ”المال” إن الصين تعتبر من أبرز الأسواق التى شهدت زيادة فى التدفق السياحى لمصر بنسبة 100% خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن التسهيلات فى التأشيرات ضمن أسباب ارتفاع الحركة.
ووجه شريف فتحى وزير السياحة والآثار بضرورة الترويج للمقصد السياحى المصري، وما يقدمه من تجارب ومنتجات متنوعة ومختلفة بالأسواق المستهدفة، ومنها الصينية بما يساهم فى الحصول على نصيب أكبر من حجم الحركة الوافدة منه.
وكانت منصةTrip.comالصينية، الرائدة عالمياً فى مجال السياحة والسفر، نظمت الأحد الماضي، ورشة عمل للعاملين بالقطاع السياحى فى مصر لتعريفهم بالسوق الصينية وأهم السمات والمتطلبات هناك، بما يساهم فى جذب مزيد من الحركة الوافدة منه، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار ممثلة فى الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.
وشهدت فعاليات الورشة عرض لكافة المعلومات التى تتعلق بشرائح السائحين الصينيين الذين يرغبون فى قضاء اجازاتهم بالخارج، ومتطلباتهم لزيارة المقاصد المختلفة خاصة المصرى والمدن التى يحرصون على زيارتها منها القاهرة والغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان.
وتتضمن المناطق الأكثر جذبًا المتحف المصرى بالتحرير، ومنطقة أهرامات الجيزة، وقلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة والمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، ومعبد الأقصر ووادى الملوك بالأقصر، ومعبدى أبو سمبل بأسوان.
وتطرقت فعاليات الورشة إلى التنوع السياحى الذى تتمتع به مصر من مقومات وأنماط ومنتجات متنوعة وأثرية وحضارة عريقة بما يلبى أذواق الكافة ، بالإضافة إلى التنويه عن متوسط مدة إقامة الوافد الصيني.
وأشار ممثلو الجانب الصينى إلى أهمية المقصد السياحى المصرى بالنسبة لهم، خاصة فى ظل تنوع منتجاته وأنماطه ومقوماته التى تساهم فى جذب العديد منهم.
وأعربوا عن رغبتهم فى التعاون مع الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى لجذب المزيد من المدن الصينية المختلفة لزيارة مصر من خلال تنظيم حملات ترويجية مشتركة ،وزيارات تعريفية متبادلة لممثلى وسائل الإعلام والشركات ومنظمى الرحلات والمنشآت الفندقية، بما يسهم فى التعرف على المتطلبات ، بالإضافة إلى تعريفه بالمقصد المصرى ومقوماته المتنوعة.
يشار إلى أنه يُقام حالياً بمتحف شنغهاى القومى بجمهورية الصين الشعبية المعرض المؤقت للآثار المصرية “قمة الهرم: حضارة مصر القديمة” والذى جذب ما يقرب من 70 ألف زائر خلال الأسبوع الأول من افتتاحه.
وافادت بعض التقارير الدولية بأن هناك ارتفاعًا فى طلبات السفر للسياح الصينيين إلى الدول العربية ومنها مصر بنسبة %173 منذ بداية عام 2024، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
وكانت إحدى منتجعات مجموعة بيك الباتروس للفنادق، والمملوكة لرجل الأعمال كامل أبوعلى، حصلت على جائزة أكثر المنتجعات المصرية مبيعا فى السوق الصينية وذلك خلال 2024/2023.
وقال محمد عيد سليمان مدير التسويق الإقليمى لمجموعة بيك الباتروس للفنادق والمنتجعات إن المجموعة تستهدف تنمية الأسواق الجديدة والواعدة كالصينية والتى حققت حجم توافد كبير بنهاية العام الماضى ومع بداية الحالى خاصة مدينة الغردقة.
وأضاف سليمان أنه وفقا لما صرحت به من قبل وزارة السياحة المصرية فمن المقرر أن تقوم إحدى شركات الطيران الصينية بتشغيل خط جديد من إحدى المدن هناك إلى المقصد المصرى بمعدل 3 رحلات أسبوعية.
ولفت سليمان إلى أن تلك الخطوة ستسهم فى زيادة حجم النقل الجوى بين الدولتين ومن ثم ارتفاع أعداد السائحين الوافدين من الصين والذى يعتبر من الأسواق الهامة.
يذكر أن وزارة السياحة والآثار أعلنت خلال العام الماضي، عن عدد من التسهيلات فى ملف التأشيرات السياحية، إذ أصبح هناك أكثر من 180 جنسية يمكنها الحصول على التأشيرة بمنافذ الوصول ،شريطة وجود تأشيرات سارية ومستخدمة لدول إنجلترا وأمريكا وكندا وأستراليا وتشينجن “الاتحاد الأوروبي” واليابان ونيوزيلاندا على جواز السفر.
وتضمنت تلك التسهيلات السماح للسائحين الصينيين بالحصول على تأشيرة دخول اضطرارية من المنافذ والمطارات المصريةVisa upon arrival.
