استغلال قوة الرياح صيحة جديدة فى النقل البحرى لتوفير الوقود

Ad

تم التوصل فى أغسطس الجارى إلى اتفاقية تصنيع للمضى قدمًا فى تطوير جيل جديد من الأجنحة الهوائية (آيروينج) كجزء من المشروع الممول من الحكومة البريطانية لتوسيع الدفع بمساعدة الرياح، بحسب موقع ذا مارتيم إكزيكيوتف.

ومن ناحية أخرى، أطلقت شركة كارجيل فى مارس من العام الجارى سفينة بيكسيس أوشن، وهى أول سفينة بحرية تعمل بطاقة الرياح فى العالم، بحسب موقع أرتشبيبر.

وقالت كارجيل، التى تعد واحدة من كبرى شركات الأغذية فى العالم، إن نموذج السفينة الجديد يمكن أن يحرك صناعة الشحن العالمية نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية بفضل تقنية الدفع بمساعدة الرياح الجديدة.

وتمثل صناعة الشحن أكثر من %80 من حجم التجارة العالمية ونحو %3 من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى العالمى.

وقد ارتفعت الانبعاثات بنسبة %20 فى عقد واحد فقط، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراء.

وتدعو الأونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) إلى التحول نحو الوقود النظيف فى الشحن، بحسب موقع إترادافورال.

وستكون هناك حاجة إلى مبلغ إضافى يتراوح بين 8 مليارات دولار و28 مليارا سنويًا لإزالة الكربون من السفن بحلول عام 2050.

وستحتاج البنية الأساسية للوقود المحايد للكربون بنسبة %100 إلى استثمارات أكبر، تتراوح من 28 مليار دولار إلى 90 مليار دولار سنويًا.

ولضمان العدالة، تدعو الأونكتاد إلى إطار تنظيمى عالمى ينطبق على جميع السفن، بغض النظر عن أعلام تسجيلها أو ملكيتها أو مناطق تشغيلها.

ومن المقرر عرض النموذج الأولى الأول لتقنية آير وينج التى طورتها شركة جى تى وينجز على سفينة شحن عامة تابعة لشركة كارسبروك للشحن بدءًا من الربع الرابع من عام 2024.

وأفادت شركة كارسبروك، التى تدير سفن شحن متعددة الأغراض على هيئة صناديق بحمولة 5000 طن فى شمال أوروبا إلى المملكة المتحدة والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، أنها كانت فى مناقشات مع جى تى وينجز لأكثر من عامين بشأن التكنولوجيا.

وتحمل شركة الشحن سلعًا متعددة بما فى ذلك الحبوب والأسمدة والفحم والصلب على متن سفنها فى أوروبا كما توسعت أيضًا إلى سفن أكبر (10500 إلى 13400 طن) لخدمات المحيطات العميقة.

وتدعو الخطة إلى تركيب تقنية الدفع بالرياح على إحدى سفن الشحن السائب المسجلة فى المملكة المتحدة، وقد تم بناء السفينة فى عام 2012 فى الصين ويبلغ طولها 407 أقدام (124 مترًا).

وأفادت شركة جى تى وينجز أنها دخلت فى شراكة مع شركة إيه توينتى إم للتصنيع، وهى شركة تصميم وهندسة وتصنيع بريطانية متخصصة فى التصنيع الإضافى، ومع شركة كيه إس كومبزيتس.

وقالت شركة إيه توينتى إم إنها شاركت بشكل كبير فى تصميم التصنيع بما فى ذلك المساهمة فى التصميم النهائى للجناح الهوائى لتحسين الأداء.

وقال جورج طومسون، الرئيس التنفيذى لشركة جى تى وينجز: “إن الشراكة مع إيه توينتى إم وكيه إس كومبزيتس هى خطوة محورية فى التحقق من صحة إير وينج”، مضيفا أن خبرتهما فى المواد المركبة تكمل تمامًا تميزنا فى التصميم والهندسة، هذه الشراكة على استعداد لإحداث تأثير كبير على إزالة الكربون من أسطول الشحن العالمى.

وستكون التركيبة الأولى عبارة عن جناح هوائى بطول 66 قدمًا (20 مترًا) يتم وضعه فى مقدمة السفينة، وأفادت شركة جى تى وينجز أنها تستخدم تقنية تدفق هواء جديدة لزيادة الدفع وتوفير الوقود من وحدة صغيرة مضغوطة، وبوسع التكنولوجيا الجديدة إنتاج وفورات وقود استثنائية تصل إلى %30 فى استهلاك الوقود.

وقالت شركة كارسبروك إنها تتوقع انخفاض استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين 5 و%30 وانخفاض الانبعاثات، مشيرة إلى أن المظهر المدمج والخفيف الوزن للتكنولوجيا أمر بالغ الأهمية لسفن الشحن العامة مثل التى تعمل بها والتى لديها مساحة سطح محدودة.

وتشارك جامعة بريستون أيضًا فى المشروع وتساهم بخبرتها فى اختبار ونمذجة الهياكل المركبة.

وحصلت شركة جى تى وينجز على منحة قدرها 3.7 مليون جنيه إسترلينى (3.8 مليون دولار) من وزارة النقل بالمملكة المتحدة كجزء من الجولة الرابعة من مسابقة العرض البحرى النظيف، يوفر البرنامج الدعم الحكومى لتطوير تقنيات جديدة لإزالة الكربون من القطاع البحرى المحلى فى المملكة المتحدة.

ويُطلب من الشركات المشاركة فى البرنامج والحصول على المنح تقديم العروض التوضيحية وتجارب ما قبل التطوير ودراسات الجدوى فى الفترة ما بين أبريل 2024 ومارس 2025.

ولدى المنظمة البحرية الدولية استراتيجية جديدة للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى العالمى، وهى أن يكون ما يصل إلى %10 من الطاقة مستمدًا من مصادر منخفضة الكربون للغاية بحلول عام 2030.

ولتحقيق هذه الغاية، طورت شركة كارجيل تقنية جديدة للأشرعة يقول المسؤولون إنها تشكل علامة فارقة لمساعدة المنظمة البحرية الدولية على تحقيق أهدافها لعام 2030.

وفى شهر مارس، طرحت شركة كارجيل تقنية جديدة أطلقت عليها اسم ويند وينجز (أجنحة الرياح) بالتعاون مع شركة بار تكنولوجيز والتى يمكن ربطها بسهولة بالسفن الحالية.

وتشبه أجنحة ويند وينجز أجنحة الطائرات الكبيرة، ويبلغ ارتفاعها 120 قدمًا، ويتم تثبيتها عموديًا التقاط الرياح ودفع السفينة للأمام، مما يسمح بإيقاف تشغيل محرك السفينة.

ويتيح هذا للسفن السفر بنفس السرعة باستخدام وقود أقل بكثير، يتم التحكم فى الأجنحة بواسطة لوحة تعمل باللمس، ويخبر نظام إشارات المرور الطاقم بموعد رفع أو خفض الأشرعة.

علاوة على ذلك، فإن النظام آلى تمامًا، إذ تقيس أجهزة الاستشعار الموجودة على متن السفينة الرياح، وتضبط الأشرعة تلقائيًا ليتخذ الشكل الأمثل.

وبعد فترة تجريبية استمرت ستة أشهر، خلص المحللون فى النهاية إلى أن أنظمة ويند وينجز قادرة على تحقيق أداء جيد، إذ حققت أداءً يتوافق مع ما يعادل استخدام ثلاثة أطنان من الوقود يوميًا، أو %14 من كمية الوقود التى تستهلكها السفينة بانتظام، وهذا يعادل إزالة 480 سيارة من الطريق، ويقول الخبراء إن هذه التكنولوجيا قد تزيد من كفاءة الوقود فى السفن بنسبة تزيد عن %30.

ويأمل المسؤولون فى شركتى كارجيل وبار تكنولوجيز فى دمج تقنية ويند وينجز على نطاق أوسع فى النظام البحرى العالمى.

وقال جان ديلمان، رئيس أعمال النقل البحرى لدى كارجيل: “تبتكر كارجيل طرقًا لجميع سفن الدفع بمساعدة الرياح، وليس فقط سفينة بيكسيس أوشن للعمل على طرق التجارة العالمية، وحتى الآن تعاملنا مع أكثر من 250 ميناء لإيجاد طرق لتمكين السفن ذات الدفع بمساعدة الرياح على نطاق واسع من الرسو.

وأضاف أن هذا المجال هو المكان الذى تتفوق فيه كارجيل حقًا وتعظيم الاستفادة من دورنا الفريد فى الصناعة البحرية، نحن لسنا خائفين من أن نكون شريكًا فى التنمية والاستثمار ومشاركة المخاطر مع الشركاء وإحداث فرق فى تحويل الصناعة.

عرض التصميمات الأولية من السفن خلال الربع الأخير من العام الجارى