Ad

أوصت دراسة حديثة بتنفيذ حزمة من القرارات لدعم قطاع السياحة فى الإسكندرية، لا سيما وأن هناك 3 معوقات كبرى تواجه القطاع فى الفترة الحالية، رغم أن المحافظة وجهة سياحية دائمة وليست موسمية مثل بعض المناطق الأخرى بمصر.

اقترحت الدراسة 8 توصيات لمواجهة تلك التحديات، أولها ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية للمزارات والطرق المؤدية إليها لتسهيل حركة دخول وخروج السائحين وتنشيط السياحة الداخلية، إضافة إلى الاهتمام بأماكن رسو البواخر واليخوت فى الموانئ وتسهيل الإجراءات، وإعادة النظر فى الرسوم المفروضة عليها.

وطالبت الدراسة - التى أعدها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، واطلعت عليها “لـ المال”، فى توصياتها - رفع كفاءة مطار برج العرب وزيادة طاقة النقل الجوى على الخطوط الدولية وتغيير اسمه لـ”مطار الإسكندرية”، إضافة إلى رفع كفاءة النقل الداخلى فى المدينة وتفعيل مشروعات تطوير السكة الحديد والترام والمترو الجارى تنفيذه من هيئة مترو الأنفاق، لتخفيف الزحام الشديد بالمحافظة خاصة فى فصل الصيف.

كما شملت التوصيات، إنشاء كيان جديد تحت إشراف وزارة السياحة ويكلف بتنمية القطاع السياحى من خلال إستراتيجية تنموية متكاملة، وآليات تنفيذ واضحة، وسلطة تنفيذية فعالة على أرض الواقع، مع ضمان وجود موارد مالية كافية، وتمثيل من القطاعين العام والخاص على حد سواء، لإعادة إحياء مفهوم المدينة القديمة OLD CITY على غرار دولة ألمانيا.

وضمت التوصيات أيضا، استغلال الموقع المتميز للمحافظة ووفرة المناطق البحرية لتكون مقر رياضات بحرية مثل “التجديف وركوب الأمواج” وغيرها من الأنشطة، والتى من الممكن أن تتم فى منطقة السلسلة أمام مكتبة الإسكندرية، مع التسويق لها عالميا لإقامة البطولات والفعاليات الدولية.

وشملت المقترحات، ضرورة تحقيق تكامل قوى وارتباط بين الإسكندرية ومدينة العلمين الجديدة، مع زيادة شبكة المواصلات الحديثة والسريعة بين المدينتين، ودراسة إمكانية ضم مدينة العلمين تحت تبعية المحافظة.

كما ضمت وضع إستراتيجية واضحة ومتنوعة لتنمية المنطقة الساحلية الممتدة من الكيلو 21 حتى حدود محافظة مطروح - بالساحل القديم – لاحتوائها على العديد من القرى السياحية والشواطئ المتميزة، ومن الممكن أن تكون وجهة للسياح خلال موسم الشتاء.

فى سياق متصل، أشارت الدراسة إلى أن السياحة بمحافظة الإسكندرية تواجهة 3 تحديات، تتمثل فى الاختناقات بالطرق الداخلية، وعدم وجود أماكن كافية لانتظار السيارات، والازدحام الذى تشهده خلال موسم الصيف بشكل عام، فضلا عن انتشار المقاهى التى تحجب رؤية البحر بطول كورنيش الإسكندرية، وتحول بعض الشواطئ إلى مدن سكنية وإهمال الكبائن القائمة بشواطئ متميزة وراقية، وتغيير أسمائها القديمة التى أظهرت هوية المحافظة إلى أسماء غير لائقة.

ولفتت إلى أن هناك فرص لتوسعة المجالات المرتبطة بالنشاط السياحى فى المحافظة، خاصة وأنها تعد إحدى الوجهات السياحية العالمية، وتستقبل نحو 35% من إجمالى عدد السائحين.

وأوضحت أن النسبة المذكورة سابقا قليلة ويجب أن تزيد تدريجيا، لا سيما وأنها قريبة من حركة السياحة العالمية، إذ أن الرحلة الزمنية من الإسكندرية إلى تركيا وقبرص واليونان لا تتجاوز ساعتين تقريبا، كما أنها تمتلك مواقع أثرية وتراثية عديدة تجمع بين التاريخ والحضارة مع الحداثة والترفيه والثقافة.

وبحسب الدراسة فإن الإسكندرية تمتلك 61 شاطئا متميزا على البحر المتوسط، بالإضافة إلى 43 قرية سياحية ممتدة على طريق الساحل الشمالى الغربى للمدينة.. كما تمتلك العديد من المراكز الحضارية والثقافية منها مكتبة الإسكندرية، والمتحف اليونانى الروماني، ومتحف الفنون الجميلة، وقصور الثقافة، ودار الأوبرا، وغيرها من المراكز والمناطق الجاذبة للسياح، والداعمة لسياحة المعارض والمؤتمرات والمهرجانات العالمية.

ولفتت الدراسة إلى تدهور المستوى الحضارى الذى تتميز به المحافظة نتيجة تراكم عدة ممارسات، أهمها ضعف خبرة وثقافة المستأجرين لمعظم الشواطئ، الذين ينصب هدفهم الأول على جمع الإيرادات فقط، بعد ما تم طرحها للإيجار من قبل المحافظة بأسعار مبالغ فيها.

وأشارت إلى أن تحليل اتجاهات الطلب السياحى على الإسكندرية مقارنة بالطلب السياحى فى مصر والمدن الأخرى، أشار إلى أن نصيب المدنية ضئيل من إجمالى حركة السياحة الخارجية الوافدة إلى مصر مقارنة بالمحافظات الأخرى، إذ لا يتعدى نسبة 3 %.

وأكدت أن هذه النسبة الضئيلة فى تراجع وتذبذب مستمر رغم التحسن النسبى فى نسب النمو المحققة فى أعداد السياح الوافدين إلى مصر خلال فترة ما قبل جائحة كورونا، والتى بلغت أكثر من 15 % عام 2018 /2019، إلا أن معدل السياحة بالمحافظة سالب خلال نفس الفترة بانخفاض يقدر بنحو 12 % فى نفس العام.

كما بلغت نسبة التراجع فى الإسكندرية خلال عام الجائحة 2019 / 2020 ما يقرب من 200 % وهو ما يشير بشكل واضح إلى كونها أولى المدن المستبعدة من تفضيلات السياح وضعف ميزتها التنافسية مقارنة حتى بغيرها من المحافظات المصرية.

واستقبلت المواقع المصرية حوالى 14.9 مليون سائح بنهاية 2023، بزيادة سنوية أكثر من 27 %، مسجلة أعلى مستوى فى تاريخ السياحة المحلية، رغم الاضطرابات التى تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب فى غزة 7 أكتوبر الماضي، ووفقا لبيان مجلس الوزراء.

وشهد الربع الأخير من العام الماضي، إقبالا كبيرا فى حركة السياحة، إذ سجل 3.6 مليون سائح وافد إلى مصر، والذى يعد ثانى أعلى معدل فصلي، بزيادة 8 % مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، بحسب ما ذكره البيان.

ووفقا لبيانات المسح الاقتصادى بمحافظة الإسكندرية التى اعتمدت عليها دراسة المركز، يبلغ متوسط عدد أيام الإقامة فى الإسكندرية للسياح الوافدين من أوروبا نحو 1.4 يوم، والأفارقة 1.6 يوم، وهى الأضعف مقارنة بالمدن السياحية المحلية الأخرى والتى يتراوح متوسط الإقامة فيها بين أسبوع إلى 10 أيام.

وأشارت الدراسة إلى أنه منذ نهاية التسعينات التراجع كان واضحا فى نسب الإشغال الفندقى بالإسكندرية، واتسعت الفجوة بشكل ملحوظ، ثم عادت مرة أخرى للزيادة والنمو بعد 2003 وهى الفترة التى شهدت زيادة نسب الإقبال على المدينة بسبب افتتاح مكتبة الإسكندرية أواخر 2002.

وتابعت: منذ 2007 شهدت الإسكندرية تراجعا شديدا فى نسب الإشغال الفندقي، نتيجة تراجع العديد من الخدمات والمزايا السياحية بالمحافظة وفقدان هويتها التراثية والتاريخية.

وتطرقت الدراسة إلى تطور الطلب السياحى على الإسكندرية سواء كان خارجياً أو داخلياً، ووصول عدد السائحين إلى ما يقرب من 630 ألف سائح عام 2021 ، شكل المصريون منهم ما يقرب من 79 %، بينما شكل الأجانب نحو 11 %، والسياح العرب ما يقرب من 10 %.

وأوضحت الدراسة أن هناك اتجاه لتراجع السياحة الخارجية فى مدينة الإسكندرية منذ 2019، مرورا بـ 2020 ة تحت تأثير جائحة كورونا، لترتفع السياحة مرة أخرى 2021 إلا إنها لم تعد إلى سابق مستوياتها قبل الجائحة، إذ بلغ عدد السياح الأجانب فى 2021 نحو 68 ألفا، بينما بلغ عدد السياح العرب حوالى 67 ألفا.

وأفاد المركز المصرى للدراسات الاقتصادية بناء على بيانات وزارة التنمية المحلية والمسح الاقتصادى لمحافظة الإسكندرية 2023 بوجود تراجع واضح فى نسب الإشغال بالمدينة بشكل عام خلال العشرين سنة الماضية بنحو 21 نقطة مئوية.

أما على صعيد السياحة الداخلية فقد أظهرت الدراسة أن حجم الطلب يشكل النسبة الأكبر من السياحة فى الإسكندرية، إذ بلغت أعداد المصريين عام 2021 ما يقرب من نصف مليون سائح، إلا أن الأرقام المتاحة للسياح المصريين لا تعكس بدقة العدد الفعلى لهم.

وأشارت إلى أن الأرقام للسائحين المقيمين فى الفنادق، ولا تتضمن الأعداد المتواجدين فى الوحدات الإيجارية الخاصة خلال فصل الصيف، والذين يشكلون النسبة الأكبر من حجم السائحين الذى يتوقع أن يكون فى حدود مليون ونصف.

ووفقا للدراسة فقد تلاحظ تغيير طبيعة السياحة الداخلية فى الإسكندرية منذ التسعينات، إذ كانت الأغلبية العظمى من السائحين تأتى من القاهرة والجيزة، لكن الآن أصبحت النسبة الأكبر من محافظات الدلتا والمناطق الريفية، وبخاصة كفر الشيخ والبحيرة.

وأوضحت أنه وفقا لوزارة السياحة، فإن الإسكندرية ليست وجهة سياحية موسمية، بل تستقبل الزوار على مدار العام، لأن نمط المدينة يدعم فكرة أنها وجهة دائمة، على الرغم أن أعلى الأرقام تُسجل فى فصل الصيف، بحسب الإحصاءات الرسمية.

وكشفت الدراسة - على صعيد القطاع السياحى بالإسكندرية - وصول عدد الفنادق إلى 41 منها 3 تحت التصنيف و3 بيوت شباب، بعدد غرف 4693، وبطاقة 9286 سريرا، بينما بلغت نسبة الفنادق الخمس والأربع نجوم حوالى 39 % من الإجمالي.

وأظهرت أن غالبية فنادق الإسكندرية غير تابعة لوزارة السياحة، إذ يتم إصدار تراخيص لها من قبل المحافظة، ومعظمها معفى من الضرائب، مما يجعلها غير ملتزمة باشتراطات وزارة السياحة من حيث جودة الخدمات المقدمة المرتبطة بالسياحة على مستوى العالم، ومن ثم تتسم بتدنى مستوى الخدمات وعدد السائحين بها.

إنشاء كيان جديد تحت إشراف الوزارة يعمل لتنفيذ استراتيجية متكاملة

تغيير اسم مطار برج العرب.. وتبعية مدينة العلمين للمحافظة

نسبة كبيرة للزوار المحليين من كفر الشيخ