شهدت السوق خلال الفترة الأخيرةتوجهًا متزايدًا نحو إطلاق صناديق دولارية، مما يعكس تغييرات فى استراتيجية الاستثمار والبحث عن أصول أكثر استقراراً.
وتهدف هذه الصناديق إلى جذب الذين يسعون إلى الحفاظ على قيمة استثماراتهم بالعملات الأجنبية فى ظل التقلبات الاقتصادية المحلية والعالمية.
ومع تزايد اهتمام المستثمرون بالتحوط من التقلبات الاقتصادية، توفر الصناديق الدولارية فرصة للمشاركة فى الأسواق بطريقة منظمة وآمنة، كما تعكس أيضاً محاولة للابتعاد عن المخاطر المحلية المرتبطة بالعملة المحلية وتعزز من استقرار العوائد.
وكانت أزيموت قد أطلقت فى 2022 و2023 صندوقينبالدولار وهما “استحقاق - AZ 25” وكانت سعر الوثيقة 10.6 دولار و“استحقاق - AZ 29” 10 بحد أدنى 100 وثيقة.
وأطلقت ألفا لإدارة الاستثمارات المالية مؤخرا بالتعاون مع زالدى كابيتال صندوق «مكسب -OZ» والذى جمع ما يقرب من 2.1 مليون جنيه خلال عملية الاكتتاب، وكان السعر المعلَن للوثيقة؛ هو دولار واحد، مع حد أدنى لعملية الشراء 100 وثيقة، وتتم عمليات الشراء، يوم الاثنين من كل أسبوع، فى حين يتم الاسترداد شهريًّا فى أول يوم اثنين من كل شهر، بعد تقديم طلب الاسترداد فى يوم 20.
ويرى الخبراء أن الصناديق الدولارية بدأت تحقق نجاحات فى السوق المصرية، مشيرين إلى أنها تلبى احتياجات ملحة للمستثمرين الذين يبحثون عن أدوات مالية تحفظ مدخراتهم وتوفر عوائد جيدة.
وشهدت السوق المصرية مؤخراً إطلاق عدة صناديق دولارية، مما يعكس إقبالاً متزايداً من قبل الأفراد على هذه الأوعية، فى ظل الحاجة إلى تنويع أدوات الاستثمار وتعزيز الحماية من تقلبات العملة المحلية.
ورغم التحديات التى تواجه هذه الصناديق، مثل تقلبات أسعار الصرف ومستوى الوعى المالى المحدود، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الصناديق الدولارية قد تلعب دوراً بارزاً فى جذب الاستثمارات وتعزيز الثقة فى السوق.
قال أحمد مرشد رئيس قطاع الاستشارات المالية بشركة أزيموت لإدارة الأصول أن الأخيرة كانت الرائدة فى إدخال فكرة صناديق الاستثمار بالدولار إلى السوق المصرية، حيث قامت أزيموت بإطلاق صندوقين فى عامى 2022 و2023، وتبعتها شركة زالدى بإنشاء صندوق “مكسب” فى 2024،موضحا أنه تبحث حاليًا تأسيس آخر جديد.
وأشار مرشد إلى أن السوق المصرية تحتاج حاليًا إلى صناديق متعددة العملات، سواء بالدولار أو اليورو، لأن هناك حاجة ملحة للأدوات المالية التى تحفظ المدخرات، نظراً لاحتفاظ الأفراد بكميات كبيرة من العملة دون وجود خيارات استثمارية مناسبة.
وأضاف أن هناك إقبالاً كبيراً من المستثمرين على الصناديق الدولارية التى تستقطب عدداً كبيراً من الأفراد، مؤكدًاأن مصر بحاجة إلى آخر خاص بالأسهم الدولارية، إذ يمكن أن يسهم فى جذب المستثمرين الأجانب ويضيف قيمة للسوق.
وقال إن الحاجة إلى الصناديق الدولارية أصبحت أكثر وضوحاً بعد انخفاض قيمة الجنيه، كما أن السوق المصرية كونها ناشئة، تتطلب تنوعاً فى أدوات الاستثمار لتلبية احتياجات جميع المتعاملين، مضيفًا أنها بحاجة أيضا إلى «عقارية».
أشار مرشد إلى أن أبرز التحديات تتعلق بعدم انتشار الثقافة المالية بشكل كاف، حيث يعتبر هذا الأمر عائقاً رئيسياً فى صناعة صناديق الاستثمار.
وأكد أن التوظيف الأمثل للاستثمارات يكون فى السندات الدولية (اليوروبوند) أو بعض الأسهم الدولارية المتاحة فى السوق المحلية.
وقال محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية أن السوق ستشهد زخما فى الصناديق الدولارية خلال الفترة المقبلة، متوقعًا حدوث إقبالًا من قبل المستثمرين الذين لديهم مدخرات دولاريةو ليس لديهم أوعية جيدة سوى الشهادات والودائع البنكية، موضحا حدوث تواصل مع عدد كبير من المستثمرين بعد طرح صندوق مكسب.
وأضاف حسن أن الصناديق الدولارية تعد استثمارًا جيدًا، كما يمكن الخروج منها بسهولة بخلاف الاستثمارات الأخرى، كما أن مخاطرها ضعيفة.
وأكد أن السبب وراء تأسيس الصناديق الدولارية، السيولة المتوافرة فى الأسواق، ورغبة من يمتلكون الدولار الاستثمار فى أوعية غير البنوك لأن عوائدها قليلة.
وأضاف أن أحد أهم التحديات التى تواجهها الصناديق هى المعرفة والوعى، وتعريفهم أنها آمنة، كما أن الأوعية الاستثمارية الخاصة بالدولار غير متواجدة بصورة كبيرة.
وأوضح أن الصناديق الدولارية توظف استثماراتها فى سندات سيادية أو ودائع، أو صكوك وسندات شركات يكون تصنيفها الائتمانيBBB.
قال ياسر المصرى نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية إن الفترة القادمة ستشهد زيادة كبيرة فى الصناديق الدولارية، متوقعًا أن تشهد إقبالًا كبيرًا من المستثمرين.
وأضاف المصرى أن فكرة الصناديق الدولارية فكرة ممتازة للاستثمار بعيدة عن الأوعية الادخارية التقليدية، كما أنها تعطى عائدًا مرتفعًا نسبيًا.
وأوضح أن السبب الحقيقى وراء اللجوء فى الوقت الحالى لمثل هذه الصناديق ارتفاع العائد بصفة خاصة للمؤسسات، مضيفًا أن أكبر التحديات التى تواجهها تتمثل فى أسعار الفائدة والصرف.
وأكد أن التوظيف الأمثل لمثل هذه الاستثمارات هى السندات الدولارية و(اليوروبوند).
قال إيهاب رشادنائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية إن الوضع الاقتصادى العام فى مصر والعالم يؤثر بدوره على رغبة المستثمرين فى التوجه نحو الصناديق الدولارية، كما أن تذبذب العملات العالمية بما فى ذلك الدولار الأمريكي، يمكن أن يؤثر سلباً على أدائها.
ومع ذلك أشار رشاد إلى أن هناك عدة عوامل قد تدفع المستثمرين نحو الصناديق الدولارية، مثل رغبتهم فى تنويع محافظهم بعيداً عن العملة المحلية، والاستقرار النسبى لمصر مقارنة ببعض الأسواق الناشئة الأخرى، بالإضافة إلى الحماية من التضخم الذى قد يقلل من القوة الشرائية للأموال.
أكد رشاد أن الصناديق الدولارية فى مصر قد تكون خياراً جيداً للاستثمار، إذ توفر حماية من تقلبات العملة المحلية من خلال إدارة محترفة، ولكنه حذر من المخاطر المحتملة، مثل تقلبات أسعار الصرف والائتمان، فضلاً عن الرسوم الإدارية التى قد تؤثر على العائد الإجمالي.
أوضح أن الإقبال الحالى على الصناديق الدولارية يعود بشكل رئيسى إلى تذبذب الجنيه، ولكنه أشار أيضاً إلى أسباب أخرى مثل ارتفاع معدلات التضخم، التغيرات فى السياسات الاقتصادية الحكومية، والأحداث الجيوسياسية التى قد تؤثر على ثقة المستثمرين.
وأشار إلى أن أبرز التحديات التى تواجه الصناديق الدولارية تشمل تقلبات أسعار الصرف، التغيرات فى السياسات النقدية، الوضع الاقتصادى العام، ومستوى الوعى المالى المحدود لدى المستثمرين المصريين بشأن هذه النوعية.
