تستعد شركتا «روش» و«إيفا فارما» العاملتان فى قطاع الأدوية، لبدء مراحل التصنيع للعلاجات المتطورة للمرضى الذين يخضعون لعمليات زراعة الأعضاء فيما يعرف باسم «مثبطات المناعة»، خلال النصف الثانى من العام الحالى بحسب تأكيد الدكتور محمد سويلم المدير العام لشركة «روش مصر».
كانت «روش» و«إيفا فارما» وقعتا اتفاقية لتوطين إنتاج الأدوية المتطورة للمرضى الذين يخضعون لعمليات زراعة الأعضاء، فى يونيو 2023، تشمل توطين التصنيع فى مصر والتصدير إلى الأسواق الناشئة فى أفريقيا.
وتضمنت مذكرة التفاهم توطين التصنيع فى منشأة إيفا فارما المتخصصة والمعتمدة دوليا لتصنيع مثبطات المناعة وذلك فى مدينة العاشر من رمضان، بالإضافة إلى إمكانية التصدير إلى عدد من الأسواق الناشئة فى أفريقيا.
وأكد «سويلم» - فى تصريحات لـ «المال» خلال مشاركته فى احتفالية اليوم العالمى للكبد - مؤخرا أن مصر هى الدولة الأولى فى العالم التى تحصل على المستوى الذهبى فى مواجهة فيروس سي، مشيرا إلى أن مصر كانت تظلل باللون الأحمر على الخريطة العالمية باعتبارها منطقة موبوءة سابقا.
وأضاف، بعد الحملة القومية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لمواجهة هذا الوباء، تحول لون مصر على الخريطة للون الذهبي.
واعتبر «سويلم» أن شركة روش تعد شريكا طويل الأمد مع وزارة الصحة، مشيرا إلى أن التعاون مع الوزارة فى هذا الملف بدأ منذ عام 2009 حتى تم القضاء على هذا الوباء بشكل أصبح يلقى تقديرا وإشادة من العالم.
وأضاف: «يعد هذا الإنجاز نقطة تحول مهمة فى خطة ومسيرة الحكومة المصرية لتحسين صحة المجتمع، ونحن، كشريك فاعل، نؤكد على استمرار دعمنا لوزارة الصحة والسكان والعمل تحت مظلتها فى كل المبادرات المتعلقة بالأمراض المزمنة، وتقديم الابتكارات والتكنولوجيا لدعم جهود مصر فى تعزيز صحة مجتمعها».
وتابع: «و سنستمر فى العمل مع جميع الجهات لتوفير أفضل المستحضرات الدوائية، مما يساهم فى الوصول إلى نتائج أفضل، تعمل على تحسين حياة المرضى، وخفض معدل الوفيات فى المجتمع المصري».
ولفت إلى قيام «روش» بتنفيذ خدمة لتحسين المخرجات الصحية للمريض وخفض معدل الوفيات، بما فى ذلك إنشاء مراكز متخصصة وتمكين حملات الفحص.
واستكمل فى أوائل عام 2023، وقعت وزارة الصحة اتفاقية تفاهم مع شركة روش لتحسين وضع مرضى الكبد فى جميع أنحاء مصر، كان نتاج هذا التعاون افتتاح أول معمل متكامل للتحاليل الباثولوجية والجينية فى مصر بالشراكة مع «HVD Egypt»، الشركة العالمية الرائدة فى اختبارات التشخيص، والممثل الرسمى عن «Illumina Inc» لدعم مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية (الرئة، البروستاتا، القولون، وعنق الرحم) ورعاية المرضى بشكل أمثل.
الاحتفالية التى أقيمت مؤخرا بالمتحف المصرى الكبير شارك فيها الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والذى أكد على أن قصة القضاء على فيروس سى تدرس فى مختلف أنحاء العالم، خاصة فى الدول التى تعانى من مشكلات صحية بسبب الفيروس، وهى قصة تمتد لعشرات السنين.
وأوضح، «عبدالغفار» أن الفيروس كان لسنوات طويلة عائقا أمام أبنائنا للسفر لبعض الدول العربية وفقدان فرص العمل بالخارج، مؤكدا أن جهود القيادة السياسية فى إطلاق هذه المبادرة وتوفير كل الدعم اللازم كانت مفتاح نجاحها.
وأضاف، أننا على استعداد لمشاركة تجربتنا فى القضاء على فيروس سى مع دول أخرى من أجل تحقيق عالم خال من التهاب الكبد، وتقديم برامج تدريبية ومبادرات لتبادل المعرفة، داعيا إلى زيادة التمويل العالمى لجعل الفحص والعلاج متاحين للجميع فى كل أنحاء العالم.
وأكد على ضرورة مواصلة هذا الزخم من خلال الاستثمار فى الأبحاث والوقاية وبرامج الصحة العامة لضمان أن نظل متيقظين تجاه التهديدات الصحية المستقبلية، مشيرا إلى أن رحلتنا لا تزال بعيدة عن نهايتها، ولكن بفضل الجهود المستمرة والتضامن يمكننا تحقيق مستقبل لا يشكل فيه التهاب الكبد تهديدا للصحة العالمية.
من جانبها، قالت الدكتورة حنام بلخي، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، إن ما قامت به مصر يعد إنجازا فى عالم الصحة، مشيرة إلى أن رئيس باكستان أعلن أنه سيتم خلال الفترة المقبلة إطلاق مبادرة للقضاء على فيروس «سي» على غرار البرنامج الوطنى المصري، مؤكدة أن عددا من الدول الأخرى تستعد لإطلاق برامج مماثلة والاستفادة من تجربة مصر فى هذا المجال.
وأضافت، مصر كانت البلد الأكبر فى تحمل تكلفة علاج فيروس سي، وأصبحت الآن أول دولة فى العالم تواجه الفيروس بشكل كامل، مشيدة بدور حملة «100 مليون صحة» فى فحص أكثر من 60 مليون شخص وعلاج 4 ملايين مريض.
