قال خبراء سوق “المال” إن استمرار التوترات الجيوسياسية فى المنطقة وتراجعات البورصات العالمية، حجمت استفادة السوق المصرية من زيادة سعر الدولار واقترابه من مستوى 50 جنيهًا رسميًا.
وأكدوا أن رخص أسعار الأسهم عادةً ما يجعلها جاذبة للمستثمرين الخارجين، بجانب زيادة عوائد الشركات المصدرة، واللجوء للبورصة كأداة للتحوط، موضحين أن تحسن الأوضاع محليًا مرهون بهدوء الأحداث على الساحة وتماسك الأسواق العالمية.
وفى مستهل تعاملات السوق الأمريكية أمس، هوى مؤشر “داو جونز” بنسبة %1.1 و”ناسداك” بواقع %2.4 و”ستاندرد آند بورز” بـ%1.8 أما الأسواق العربية، فأغلقت “السعودية” على هبوط %2.1 و”أبو ظبي” %3.4 و%1.9 لـ”الكويت”، و%4.5 لـ”دبي”.
فى حين تمكنت مؤشرات البورصة المصرية بنهاية تعاملات الإثنين من تحجيم خسائرها بشكل محدود.
وأنهى المؤشر الرئيسى “EGX30” على هبوط %2.3 ليغلق على 27841 نقطة، وتراجع“EGX70”بنسبة %5 إلى 6168 نقطة، و”EGX100” الأوسع نطاقًا بواقع %4.3 مسجلاً 8898.6 نقطة.
وجرى التعامل على 209 أسهم، صعد من بينها 15 فقط، وتراجع 156، وظل 38 على استقرار، وبلغت قيمة التداولات 4.1 مليار جنيه، بينما فقد رأس المال السوقى نحو 56 مليار جنيه، ليغلق عند 1.890 تريليون.
واتجهت تعاملات المصريين والعرب للبيع بصافى 47 و 31 مليون جنيه على التوالي، فيما اتجه الأجانب للشراء بصافى 78 مليونًا.
قال وائل زيادة، الرئيس التنفيذى لشركة “زيلا كابيتال”، إن البورصة المصرية تعيش تبعات هبوط السوق الأمريكية، موضحًا أن الأخيرة كانت قد شهدت حالة من الصعود الواضح الفترة الماضية.
وأوضح أن هذه الحالة تكررت فى وقت سابق فى عدد من الأسواق، مشيرًا إلى أن الوضع الاقتصادى قد يشهد حالة محدودة من التباطؤ.
ونوه بأن ما حدث فى البورصة المصرية جاء نتيجة التأثير النفسى اللحظى على المستثمرين الأفراد، مرجحًا التعافى فى وقت سريع.
وقال محمد فتح الله، خبير أسواق المال، إن تأثيرات زيادة سعر الدولار عادة ما تكون إيجابية على البورصة المصرية، موضحًا أن التوترات الجيوسياسية التى تشهدها المنطقة خلال الوقت الحالى وتراجعات الأسواق العالمية حالت دون ذلك.
وأضاف أن مؤشرات البورصة المصرية تمكنت بنهاية تعاملات الإثنين من تحجيم خسائرها، لافتًا إلى أن استفادة سوق الأسهم من زيادة الدولار كانت تأتى نتيجة رخص الأصول ما يجعلها جاذبة لأنظار المستثمرين العرب والأجانب، هذا إلى جانب اعتبارها من البعض الآخر أداة للتحوط.
وشدد فتح الله على صعوبة التكهن بتحركات المؤشرات المحلية خلال الفترة المقبلة نظرًا لأنها مرهونة بمدى تطور الأحداث المحيطة فى المنطقة، وسعر الدولار أيضًا.
ونصح المستثمرين بضرورة التريث حاليًا فى القرارات الاستثمارية لحين وضوح الرؤية، والبعد عن التعامل بالشراء الهامشي، لافتًا إلى أن جلسة الإثنين شهدت العديد من عمليات “المارجن كول”.
وفى سياق متصل، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى لشركة “نعيم القابضة”، إن مخاوف الأسواق العالمية من الركود إلى جانب التوترات الجيوسياسية فى المنطقة، أثرت نفسيًا على تحركات البورصات وأدت لظهور حالة من البيع.
ولفت إلى زيادة سعر الدولار أمس دعمت وضع السوق قليلاً، إذ عوضت جانبًا من الخسائر، موضحًا أن ثبات “EGX30” على مستوى 27100 نقطة سيكون إيجابيًا، أما فى حالة كسرها لأدنى فسينذر ذلك بمزيد من التراجعات.
ونوه النمر بأن جانبًا من زيادة سعر الدولار، حال استمرارها، يؤثر إيجابيًا على الشركات المصدرة، وسلبًا على نظيرتها المستوردة.
وقال مهاب عجينة، رئيس قسم التحليل الفنى لشركة “بلتون المالية القابضة”، إن البورصة المصرية تتحرك بشكل عرضى مائل للهبوط على المدى القريب، فيما يمثل مستوى 26700 نقطة دعم للمؤشر الرئيسي. وشدد على ضرورة إغلاق مراكز “المارجن”، موضحًا أن انتهاء عملية التصحيح الحالية مرهون بوضع الأحداث الخارجية.
