جلس سيد حسن، تاجر أسماك، فى حلقة الأنفوشى بالإسكندرية، عقب انتهائه من تناول الإفطار، ممسكا بكوب من الشاى، يتذكر لحظات قديمة مرت عليه، تزاحم فيها المواطنون على محله لشراء أنواع مختلفة من الأسماك، وهى الوجبة التى تشتهر بها عروس البحر المتوسط، إلا أنه لم يذهب بعقله بعيداً، ليعود ويعيش واقعه الحالى.
و تذكر “حسن» أنه طغى على حلقة أسماك » الأنفوشى» حالة من الركود بعد سلسلة الزيادات المستمرة لأسعار السلع الأساسية والخدمات الأساسية، التى انعكست فى النهاية على تكاليف التشغيل، مع تراجع أعداد المقبلين على الشراء، مقارنة مع الأعوام السابقة، مما أدى إلى انخفاض المبيعات.
واتفق مع “حسن» آراء أخرى من التجار، وأعضاء شعبة الأسماك بغرفة تجارة الإسكندرية، مؤكدين حدوث تراجع كبير فى حركة المبيعات، تصل إلى %40 مقارنة مع الفترة نفسها بالموسم الماضى.
وعزا أعضاء الغرفة التراجع لعدد من الأسباب منها،قلة المعروض من بعض الفئات البحرية نتيجة توقف عمل السفن التى تذهب للصيد فى السواحل المجاورة، خاصة فى ظل الأسابيع والأشهر الماضية لارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على تلف الأسماك التى يتم صيدها، خاصة فى ظل الارتفاع الكبير فى تكاليف رحلات الصيد حاليا، مما يمثل مخاطرة يفضل البعض عدم خوض غمارها.
وأكد 3 أعضاء فى إدارة شعبة الأسماك بغرفة تجارة الإسكندرية، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن الزيادات المستمرة فى الأسعارعلى كثير من السلع الغذائية،أدت إلى انخفاض مبيعات الأسماك، لافتين إلى أن أسعارالأسماك ارتفعت خلال الشهرين الماضيين فقط، بنحو 10 - %15.
وأشاروا إلى أن أسعار الجمبرى كانت قبل شهر تبدأ من 200 وتصل إلى 800 جنيه، وتتراوح حاليا ما بين 250 إلى 1000، أما الإستاكوزا فيبلغ سعر الكيلو نحو 2000 جنيه ، بعد أن كان قبل أشهر متوسط سعرها نحو 1700.
وأوضحوا أن الإقبال فى فترات سابقة كان ضعيفا ويكاد يكون منحصرا فى توفير طلبات المطاعم أو الفنادق بشكل رئيسى.
وقالوا إن السمك البلطى لا يتم تداوله كثيرا فى الحلقة للاعتماد على أسماك البحر، مشيرين إلى أن متوسط سعر كيلو السمك البلطى يتراوحبين 70 - 80 جنيها بعد أن كان قبل نحو شهرين يباع بحوالى 50 – 60.
وأكد محمد فؤاد الهمشرى نائب رئيس مجلس إدارة مجلس إدارة شعبة الأسماك بغرفة تجارة الإسكندرية أن حركة البيع فى هذه الفترة ضعيفة جدا، وذلك يظهر مع وصولسفينة أو مركب صيد وعقب تفريغ محتوياته، إذ تم بيع جزء منها فقط، خاصة أنه لا يوجد إقبال على الأسماك فى مواقع التجزئة بسبب ارتفاع الأسعار.
وشدد “الهمشرى» على أن أسماك البربون تعانى نقصا شديدا بالأسواق وغير متوفرة، مرجعا أسباب هذا النقص إلى تراجع حركة السفن التى تقوم بصيده من بعض السواحل المجاورة.
وأوضح أن بعض مراكب الصيد التى كانت تذهب إلى مالطا وليبيا وتونس لصيد سمك البربون وغيره من الأسماك توقفت حاليا عن الصيد مرجعا ذلك للارتفاع الكبير فى درجات الحرارة.
ويصل إجمالى إنتاج سمك البلطى (الشعبي)، نحو 2.2 مليون، وتعتبر مصر الأولى أفريقيا والسادسة عالميا فى الاستزراع السمكى، مما ساهم فى تحقيق قدر كبير من الاكتفاء الذاتى.
ولكن هناك أنواع يتم استيرادها من الخارج لعدم القدرة على إنتاجها محليا، وقد سجلت قيمة الواردات من الأسماك 841.9 مليون دولار خلال الـ11 شهرا الأولى من عام 2020 مقابل 905.1 مليون عن الفترة نفسها من عام 2019، وبلغت حصة المواطن من استهلاك الأسماك نحو 21 كيلو سنويا؛ وهى قريبة من الاستهلاك السنوى العالمى للفرد من الأسماك، طبقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
