تباينت آراء مجموعة من العاملين فى قطاع الاتصالات حول تأخر شركات المحمول (فودافون وأورنج واتصالات) فى الحصول على رخصة تشغيل وتقديم خدمات الجيل الخامس للاتصالات 5G بالسوق المحلية.
ففى حين رأى فريق أن تسارع وتيرة الرقمنة التى تتبناها الحكومة سيفرض على جميع الشركات تشغيل الخدمة عاجلا أم آجلا لمواكبة التطور التكنولوجى العالمى وعدم الخروج من دائرة المنافسة.
أكد فريق آخر أن تشغيل خدمات 5G بحاجة إلى طرح ترددات جديدة واستثمارات ضخمة لتهيئة شبكة البنية التحتية اللازمة لها.
وكانت الشركة المصرية للاتصالات we أعلنت منتصف يوليو الماضى عن دخولها فى شراكة مع نوكيا العالمية لإتاحة خدمة الموبايل إنترنت ،باستخدام تقنية الجيل الخامس فى عدد من المدن الرئيسية على مستوى الجمهورية هى الجيزة والأقصر وأسوان والإسكندرية.
قال مصدر مسؤول فى قطاع الاتصالات إن تشغيل خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس يجب أن يسبقه إجراء دراسات جدوى مستفيضة لبحث كيفية تسخيرها والاستفادة منها على المنحى المطلوب، لاسيما وأن تشغيلها يحتاج إلى استثمارات ضخمة.
ورأى أنه ينبغى التركيز خلال المرحلة المقبلة على استكمال منظومة تطوير البنية التحتية ورفع سرعات الإنترنت، إذ تحتاج مصر لسرعات عالية فى ظل اعتماد الدولة على تلك الخدمات فى العملية التعليمية وتطبيقات التحول الرقمي.
مصدر مسئول: تشغيلها يتطلب دراسات جدوى.. وكوريا الجنوبية تجربة ناجحة
وأشار إلى أن كوريا الجنوبية تعد أحد أبرز الدول التى نجحت فى تشغيل تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات بكفاءة، إذ أطلقت إشارة البداية للخدمة فى دور الألعاب الأولمبية مارس 2019.
وشدد على أهمية دراسة الجهات المعنية أيضًا مدى حاجة مصر إلى تلك الخدمة، متسائلًا: هل حققت تكنولوجيا الجيل الرابع للاتصالات المرجو منها فى مصر، من حيث زيادة سرعات الإنترنت وتطوير تطبيقات قيمة مضافة جديدة للمستخدمين.
وأكد الدكتور عمرو بدوى، الرئيس الأسبق لجهاز تنظيم الاتصالات، أن تشغيل خدمات الجيل الخامس بكفاءة مرهون بإتاحة الترددات للشركات العاملة فى القطاع، ولا سيما أن الـ4G لم يحقق التشغيل الأمثل حتى الآن.
بدوي: طرح تطبيقات صناعية بحاجة لتخصيص 100 ميجا لكل واحدة
وأوضح أن خدمات الجيل الخامس ستلقى بظلالها على تغيير جوهرى فى حياة المستهلكين فور تشغيلها بالمنحى المطلوب، لافتًا إلى أنها تحتاج إلى 100 ميجا ترددات لكل شركة ستعمل على طرح الخدمة.
وأشار إلى أن خدمات الجيل الخامس ستعمل على إحداث بعض التغيرات فى القطاع الصناعى، ولا سيما التطبيقات الطبية واستخدام الروبوتات، فضلًا عن تقليل زمن الاستجابة فى إشارات التشغيل داخل المصانع.
دنانة: العائد على الاستثمار غير واضح
ورأى الدكتور هشام دنانة، رئيس مجلس إدارة شركة العبيكان للحلول الرقمية والتكنولوجية، أن سبب تأخير تشغيل خدمات الجيل الخامس فى مصر حتى الآن يعود لأسباب اقتصادية، وعدم وضوح العائد على الاستثمار فيها، خاصة أن تكنولوجيا الجيل الرابع للاتصالات لم تحقق أهدافها المرجوة بعد.
وأشار إلى أن تشغيل خدمات الجيل الخامس يحتاج إلى استثمارات ضخمة وهو ما قد يمثل عبئًا إضافيًّا على شركات المحمول، خاصة وأنه سيتطلب زيادة أعداد محطات أبراج الخدمة على مستوى الجمهورية.
واستشهد دنانة بالتجربة الصينية والإنجليزية فى تسخير تكنولوجيا الجيل الخامس فى خدمة الثورة الصناعية الرابعة، معتبرًا أن "4G" ما زالت لم تحقق استفادة قصوى منها، إذ يتم استخدامها بشكل كبير لأغراض ترفيهية على حساب الشق الصناعي.
وشدد على أهمية استمرار وزارة الاتصالات فى استكمال خطة التحول الرقمى ورفع كفاءة البنية التحتية للقطاع، قائلًا إن خدمات الجيل الخامس آتية لا محالة.
ولفت هشام العلايلى، الرئيس الأسبق لجهاز تنظيم الاتصالات، إلى أن خدمات الجيل الخامس تستهدف تطوير تطبيقات صناعية على حساب أخرى تجارية موجهة للأفراد، مبينًا أن هناك دولًا استطاعت تسخيرها بشكل فعال لخدمة القطاع الصناعى ومنها الصين وانجلترا.
العلايلى: يجب توافر ترددات إضافية من 10 إلى 15 ميجاهرتز للعمل بكفاءة
وأشار إلى أن اللاعب الأساسى فى تشغيل خدمات الجيل الخامس هو إتاحة الحيز الترددى المناسب، موضحًا أن الترددات الحالية لا تسمح بتشغيل الخدمة بشكل فعال، ويجب إتاحة أطياف إضافية تتراوح من 10 إلى 15 ميجاهرتز.
وأوضح العلايلى أن تشغيل خدمات الجيل الخامس يحتاج إلى تقريب المسافة بين أبراج الخدمة، معتبرًا أن تفعيلها مرهون بنمو حجم الطلب عليها بالسوق المحلية، خاصة وأنها ستسهم فى ظهور تطبيقات جديدة تتعلق بالقيادة الذاتية والقطاع الصحى.
وأوضح عثمان لطفى، النائب الأسبق لرئيس جهاز تنظيم الاتصالات، أن التركيز الاكبر لتكنولوجيا الجيل الخامس تذهب لصالح تطبيقات انترنت الاشياء IOT، مبينًا أن حجم الطلب على تلك التطبيقات ما زال محدودًا مما قد يؤخر تطبيق تكنولوجيا الجيل الخامس.
وأشار إلى ان تشغيل خدمات الـ 5G يحتاج إلى طرح ترددات جديدة لتسهم فى تحقيق الاستفادة القصوى منها، مبينا أنها تكنولوجيا تحتاج إلى ضخ استثمارات كبيرة.
ولفت إلى أن خدمات الجيل الرابع ما زالت لم تصل بعد إلى الاستفادة القصوى، مبينًا أن الجيل الخامس سيحقق طفرة نوعية فى خدمات الالعاب الإلكترونية والمحتوى الترفيهي.
وأشار إلى أن هناك دولًا خاضت تجارب واعدة فى تطبيق الخدمة وعلى رأسها الصين وانجلترا والولايات المتحدة، مبينًا أن الفترة المقبلة قد تشهد ماراثونًا على تطوير التطبيقات الرقمية.
وكانت "we" قد حصلت على رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس، فى وقت سابق من العام الحالي، مقابل 150 مليون دولار لمدة 15 عاما دون الحصول على أى امتيازات إضافية.
وبحسب الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، فإن إتاحة خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات سينعكس بالإيجاب على رحلة مصر فى عملية التحول الرقمى، وتحسن ترتيب البلاد فى المؤشرات الدولية المتعلقة بالقطاع.
