Ad

طالت التداعيات السلبية للتوترات الجيوسياسية الواقعة فى منطقة البحر الأحمر، خدمات تموين السفن التى بدأت فى عملها العام الماضي، فى مناطق انتظار السفن شمال وجنوب قناة السويس.

وتراجع حجم الطلب على خدمات تموين السفن بالمدخل الجنوبى لقناة السويس، مقارنة مع المدخل الشماليببورسعيد بسبب توترات البحر الأحمر، وتهديد الحوثيين للسفن العابرة وهو ما تسبب فى قيام إحدى الشركات العاملة بالجنوب بسحب وحداتها البحرية إلى أحد الموانئ العربية الأخرى، لتلبية خدمات التموين مؤقتا ولحين عودة حركة السفن لطبيعتها بقناة السويس، حسبما أكدت مصادر مطلعة.

وأوضحت أن الشركات مازالت تترقب الموقف السياسى للتوترات الحالية بالمنطقة حتى نهاية عام 2024 للنظر فى استمرارها فى تقديم الخدمة من عدمه وقياس حجم التكلفة مقارنة مع حجم العمل وخاصة وأن تلك الشركات مرتبطة بتعاقد مع الجهات الحكومية المصرية.

وتصل القيمة الإيجارية لوحدة تموين السفن إلى 120 ألف دولار يوميا، وتقوم الشركات المنفذة للخدمة بتدبير الوقود وتنفيذ عمليات التموين وتسعى لتحقيق حجم أعمال يتناسب مع تكاليف التشغيل.

ومنحت الحكومة المصرية، شركتى “مينرفا” و”بنينسولا” العالميتين تراخيص نشاط تموين السفن بالوقود بالموانئ المصرية، وفقا لشروط وضوابط لتنظيم ممارسة هذا النشاط بجميع الموانئ التجارية ومناطق انتظار السفن شمال وجنوب قناة السويس .

وكشف مصدر مطلع بشركة “بنينسولا” أن الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويستتقاضى مبلغ مالى ثابت من تلك الشركات سنويا “حق انتفاع “ مقابل منحها رخصة لتموين السفن وفقا للضوابط التى أقرتها اللجنة الوزارية.

وتحصلالهيئة الاقتصادية لقناة السويس على مقابلتداول لتموين السفن داخل حوض الميناء على الأرصفة، فيما تقوم الشركات المقدمة للنشاط بتموين السفن حاليا داخل مناطق الانتظار التى يتم فيها القيام بالعديد من الخدمات اللوجستية مثل تغيير البحارة وتموين السفن باحتياجاتها.

وطالب مصدر بشركة “بنينسولا “بمنح حوافز تشجيعية لتلك الشركات للحفاظ على تواجد الخدمة، خاصة وأن مصر وضعت لأول مرة على خارطة تموين السفن بالوقود بأسعار تنافسية وجودة عالمية.

واستشهد بقرار منح هيئة قناة السويس تخفيضات للسفن العابرة بالممر الملاحي، لافتا إلى أن إعفاء تلك الشركات والتيسير عليهم لضمان بقائهم لحين استقرار الأوضاع فى منطقة البحر الأحمر.

وقال أحمد جابر مدير مساعد بإدارة مبيعات تموين السفن بشركة التعاون للبترول بالسويس إن خدمة تموين السفن، من أكثر الخدمات البحرية التى تتميز بها منطقة جنوب قناة السويس لتواجد مناطق انتظار السفن بغاطس السويس.

وأوضح “جابر” أن أزمة البحر الأحمر هبطت بحجم الأعمال إلى %80 تزامنا مع تطوير شركة التعاون لأسطولها وإمكانياتها ووحدتها مؤخرا لتقديم خدمة التموين.

وأكد أن حجم الطلب على تموين السفن فى المعدلات الطبيعية وصل إلى 30 ألف طن شهريا بينما حاليا تراجعت إلى 2000 طن بسبب استمرار هجمات الحوثيين على السفن.

وقال مصدر مطلع بالهيئة الاقتصادية لقناة السويس، إن القطاع الجنوبى أكثر تضررا بسبب توترات البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الهيئة فى مرحلة ترقب -على حد وصفه- حتى انتهاء الأزمة،لافتا إلى أن التوجه الحالى لمشروعات تموين السفن بالمنطقة الشمالية لما تشهده من رواج فى حركة السفن.

وكشف المصدر عن تموين 1491 سفينة بالوقود الأحفورى والأخضر بإجمالى 949 ألف طن فى الفترة من مايو 2023 وحتى يوليو 2024، فى ظل توقعات بتراجع خدمات التموين خلال العام الجارى بعد زيادة التوترات فى البحر الأحمر، وانخفاض أعداد السفن العابرة للقناة حيث تعتمد الشركات التى تقوم بتقديم خدمات تموين السفن بالوقود على السفن العابرة للمجرى الملاحى لقناة السويس.

من ناحيته، كشفاللواء عصام بدوى الأمين العام لاتحاد الموانئ البحرية العربية،أن شركة “بنينسولا” العالمية جددت رخصتها لتموين السفن بالوقود بمنطقة البحر المتوسط فى يونيو2024 لمدة عام آخر.

وأوضح أن الشركة حصلت على تراخيص نشاط تموين السفن بالوقود ولديها ما بين ثلاث إلى أربع بارجات بغاطس بورسعيد شمال قناة السويس.

وقال “بدوى “ إنمنطقة البحر المتوسط حاليا هى منطقة حيوية جذابة لذلك النشاط رغم أنها تأثرت بشكل طفيف بتراجع أعداد السفن المارة بقناة السويس بنسبة لاتتعدى الـ25 % مقابل منطقة السويس التى شهدت تجميد نشاط لإحدى الشركات التى حصلت على رخصة تموين للسفن، وسحبت وحداتها إلى البحر المتوسط والتى تترقب الأوضاع بشأن أزمة البحر الأحمر وموعد انتهاء الأزمة.

من جانبه، يرى مدحت السيسى مدير شركة “أبو يوسف مارين”أن حجم أعمال الشركة تراجعت بنحو %75 بسبب أزمة البحر الأحمر،مشيرا إليأنه قبيل الأزمة كان يتم تقديم خدمة تموين السفن لنحو 15 مركبا شهريا وحاليا أصبحت وحدتين فقط كل شهر.

وتابع “السيسي” إن تراجع حجم الأعمال يمثل عبئا كبيرا على الشركات وما تحمله من مصروفات وتكاليف، موضحا أن الشركات تقوم حاليا بتقليل أسعار التموين حتى تجذب أى من السفن القليلة العابرة .

وأضافحامد النجار رئيس مجلس إدارة شركة “شالنجر” البحرية، أن جميع خدمات السفن تراجعت بموانئ السويس بنحو %80 موضحا أن نشاط تموين السفن يتضمنالوقود والمياه لذلك اتجهت الشركات إلى مشاركة الكيانات العاملة بموانئ البحر المتوسط فى تقديم الخدمة من خلال الاتصال بالتوكيلات الملاحية وعرض أسعارأقل للخدمة.

وطالب “النجار”الأجهزة المعنية بوقف أى زيادة فى رسوم الإجراءات مؤقتا، بسبب الأحداث الواقعة حاليا، و ألقت بتداعياتها السلبية على جميع أنشطة القطاع البحري.

وأكد مصدر بإحدى شركات التوكيلات الملاحية التى تعد وكيلا ملاحيا لشركتى “منيرفا”، و”بنينسولا” الحاصلتين على رخص تموين السفن بالوقود شمال القناة، استمرار تقديم الشركات لخدمات التموين بالقطاع الشمالى وكذلك استقبال طلبات الشركات الراغبة فى تموين سفن على وكالتها بالموانئ المصرية، مثل الإسكندرية ودمياط.

وقال إن السفن القادمة من جنوب البحر الأحمر تحصل حاليا على خدمات التموين من الموانئ المجاورة، مثل قبرص واليونان وتركيا.

وأكد محمد مصلح رئيس شعبة تموين السفن بالغرفة التجارية ببورسعيد، أن شركات التوريدات البحرية تقوم بتوفير جزء بسيط من احتياجات وحداتها البحرية من اللنشات من “البانكر” عن طريق حصة مخصصة لها من شركات الهيئة العامة للبترول، أما سفن أعالى البحار فتحصل حاليا على مستلزماتها من الشركات الأجنبية المقدمة للخدمة بغاطس بورسعيد.

وأشار إلى أن المنظومة جيدة والأسعار تنافسية والشركات، قادرة على جلب الوقود وتلبية احتياجات جميع طلبات السفن من التموين وخاصة العابرة للقناة وقد وضعت الخدمة مصر على خارطة خدمات تموين السفن، إلا أن معدلات التموين تراجعت بعد هجمات الحوثيين وتراجع أعدادها وخاصة سفن الحاوياتالكبيرة التى كانت تحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود، و يقتصر الأمر الآن على أعداد قليلة ومعظمها سفن صغيرة.

بدوي: «بنينسولا» العالمية جددت ترخيص العمل بالوقود عاما رغم انخفاض أعمالها %25

مصدر بالهيئة الاقتصادية: المنطقة الجنوبية تأثرت بشكل كبير .. والمدخل الشمالى بلا مشكلات