المهندسة هبة قرة في حوار مع «CEO LEVEL»: خطة توسعية طموح لـ«مجموعة قرة» بقطاعات الزراعة والطاقة والمقاولات

Ad

المهندسة هبة قرة فى حوار مع «CEO LEVEL» خطة توسعية طموح لـ«مجموعة قرة» فى قطاعات «الزراعة» و«الطاقة» و«المقاولات»

استقر قطار برنامج “CEO LEVEL” الذى يقدمه حازم شريف رئيس تحرير جريدة “المال” فى محطة جديدة ومختلفة، التقى فيها المهندسة هبة قرة، نائب الرئيس التنفيذى لمجموعة شركات “ قرة” العاملة فى عدة قطاعات أبرزها الزراعة والطاقة والمقاولات.

وانفرد” CEO LEVEL” كعادته بمجموعة من الأخبار الحصرية فى هذه الحلقة، حيث كشفت هبة قرة عن ملامح خطة المجموعة التوسعية لزيادة تعاقداتها بقطاع المقاولات، موضحة أنها تعمل على تنفيذ تعاقدات لمشروعات تحت التنفيذ تقدر قيمتها بـ6.7 مليار جنيه.

كما استعرضت خلال الحلقة خطة المجموعة التوسعية فيما يخص القطاع الزراعى، مستهدفة زيادة إنتاجيتها إلى 20 ألف طن خلال الخمس سنوات المقبلة عبر رصد استثمارات توسعية تقدر بقرابة 800 مليون جنيه.

وتسعى “قرة” للتعاقد مع كيانات عالمية كبرى لتنضم لقائمة توكيلاتها التى يتصدرها كبار اللاعبين فى هذا النشاط أمثال “ميتسوبيشى” و”إيبارا” وغيرها، والتى تشهد قيمتها الحالية نحو 900 مليون جنيه.

وإلى نص الحوار المتاح للجمهور على قناة” ALMAL TV” بمنصة “يوتيوب”.

● حازم شريف: أهلا بكم فى حلقة جديدة من” CEO Level “الموسم الثالث – حلقة اليوم مختلفة بعض الشئ، إذ تأتى بطلتها من عالم الجنس اللطيف، فى ظل انخفاض عدد الرؤساء التنفيذيين من السيدات فى مجتمع الاستثمار، لذا أرحب بالمهندسة هبة قرة نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة قرة.

هبة قرة: أهلا بك وبمشاهدى البرنامج.

● حازم شريف: من هى هبة قرة؟ وكيف تطورت مسيرتها العلمية والمهنية وصولا إلى منصبها الحالي؟.

هبة قرة : تخرجت من كلية الهندسة بتخصص الميكانيكا من الجامعة الأمريكية، ثم بدأت أولى خطواتى المهنية فى المجال الصناعى بمصنع الشركة الأولى عالميا فى تصنيع براميل الزيوت المعدنية “جرايف” الأمريكية، للتعرف على أنظمة العمل المختلفة وطرق الإدارة الحديثة على المستويين الإقليمى والدولى.

وانتقلت إلى مقر الشركة الرئيسى فى هولندا عقب التخرج عام 2009 بعد حصولى على فرصة للتدريب هناك فى جمع وتحليل البيانات وما وراء الأرقام.

ولاحقا التحقت بشركة أخرى تتبع نفس المجموعة، وحصلت على تدريب “جلوبال إكسلنس” تعلمت من خلاله كيفية تقليل الهدر والتكلفة وزيادة الجودة.

بعد ذلك توجهت أنا وأحد زملائى إلى أحد المصانع التى تم اختيارها لنا فى هولندا لتطبيق ما درسناه عمليا لمدة 3 شهور، وتم تقييم ومتابعة عملنا من خلال لجنة متخصصة، بعدها توجهت للعمل مع مجموعة أخرى تابعة لنفس الشركة لدراسة “commercial exellence “ لمعرفة كيفية الاطلاع على السوق والمنافسة وتحقيق القيمة المضافة وآليات التسعير وعدت إلى مصر فى النهاية.

● حازم شريف: كم من الوقت استغرقت تلك الرحلة التدريبية والتعليمية؟.

هبة قرة: تقريبا من عام ونصف إلى عامين، وعدت لمصر عام 2010، وسعيت لتطوير بعض الملفات فى الشركة.

وعلى المستوى التجارى بدأت العمل على التعاقدات المحلية والعالمية وتفاصيلها الفنية بالتعاون مع إدارة المصنع، وواصلت عملى فى قطاع التشغيل حتى منتصف 2011.

● حازم شريف: هبة قرة تمثل أى جيل فى المجموعة؟

هبة قرة: الجيل التانى.

● حازم شريف: كيف بدأت مجموعة قرة؟

هبة قرة: والدى بدأ العمل فى مجال استصلاح الأراضى وساهم فى إدخال تكنولوجيا الرى الحديث والأصناف الجديدة، وبدأ بجلب توكيلات للطلمبات لخدمة الزراعة مما فتح مجالات الشراكة عالميا على نوعيات أخرى.

وتأسست الشركة عام 1997 للعمل فى الزراعة والتصدير، ثم أضيف نشاط المقاولات، وتبعها الطاقة والتوكيلات التجارية تحت شركة “ قرة إنرجى” بجانب تدشين مؤسسة “آل قرة” للتنمية المجتمعية.

● حازم شريف: قبل استصلاح الأراضى، فى أى مجال عمل الوالد؟

هبة قرة: الوالد تخرج نهاية السبعينات وبدأ الاستصلاح الزراعى فى النوبارية مطلع الثمانينات حيث أسس مزارع متكاملة نموذجية، زارها الرئيسان أنور السادات عام 1981 و حسنى مبارك عام 1985.

● حازم شريف: ننتقل إلى ملف مجالات وقطاعات الشركة بداية من الزراعة، ما هى طبيعة النشاط، وكم تبلغ محفظة الأراضى؟.

هبة قرة: لدينا ميزة تنافسية، إذ تعمل الشركة فى جميع مراحل الإنتاج بدءًا من الزراعة وتدريب العمالة على الطرق الحديثة بجانب التعبئة والتجميد للمنتج الطازج والمجمد.

ونتعامل فى سوق الفراولة الطازجة لمدة 3 أشهر فقط التى تنفذ خلالها عمليات التصدير، أما باقى العام فيتم التوجه نحو سوق المجمدات.

ويعد التصديرهوالنشاط الرئيسى فى عملية بيع المحصول، مع توجيه جزء منه للسوق المحلية فى بعض الأحيان.

● حازم شريف: ما هى المساحة المزروعة بمحصول الفراولة؟ وكم بلغت الحصيلة وقيمة الصادرات؟.

هبة قرة: حاليا تبلغ استثماراتنا وتسهيلاتنا 450 مليون جنيه، وفى العام الماضى تم شراء أرض جديدة فى “بولاريس” بمساحة 17 ألف متر، للتوسع فى إنتاج الفراولة المجمدة.

ونركز على الفراولة تحديدا لأن مصر تحتل المرتبة الأولى فى إنتاجها عالميا وتشهد طلبا كبيرا، نعمل بتخصصية وخبرة كبيرة فى هذا القطاع، ونقوم بتغطية سلسلة الإنتاج والتحكم فيها من البداية حتى النهاية، وتلك الميزة لا تتوافر لدى الجميع.

ونعمل أيضا وفق نموذج جيد ونقوم بتطويره وهو الشراكات حيث نقوم بتأجير أراضٍ ونشارك صغار المزارعين بمنحهم 2.5 - 5 أفدنة، ونقوم بتدريبهم وتطوير خبراتهم ومهاراتهم، ومشاركتهم فى الأرباح بنسبة %50، وذلك النموذج يحقق مصالح متبادلة ويزيد من اهتمام وحرص المزارع على الأراضى، لا سيما وأن محصول الفراولة يتطلب معاملة خاصة.

● حازم شريف: كم عدد الأفدنة التى تعمل بها “قرة” تقريبا؟

هبة قرة : حوالى 300 فدان للفراولة ما بين امتلاك وإيجار.

● حازم شريف: هل هناك أفدنة تتم زراعتها بمحاصيل أخرى؟.

هبة قرة : فى الماضى كنا نمتلك مزارع لمحاصيل أخرى ولكن حاليا نركز على الفراولة تحديدا.

● حازم شريف: كم يبلغ هامش ربح “ الفراولة” من بداية الزراعة حتى التصدير؟.

هبة قرة: الربح يختلف من المنتج الطازج والمجمد، الطازج تكلفته أعلى حيث إن تصديره يتم عبر “الطيران”، وذلك الأمر يمثل أحد التحديات التى تصعب المنافسة مع الدول الأخرى، ولكننا نمتلك ميزة تنافسية أكبر فيما يخص “المجمد”.

● حازم شريف: كم يبلغ الإنتاج الحالى؟

هبة قرة : حوالى 8 - 9 آلاف طن، ونستهدف الزيادة إلى 20 ألف طن خلال الخمس سنوات المقبلة.

● حازم شريف: كم تبلغ قيمة المبيعات؟

هبة قرة : قيمة المبيعات تختلف باختلاف المواسم ما بين تصدير المنتج الطازج أو المجمد، تقريبا سجلت 8 - 10 ملايين دولار فى آخر موسم تصديرى.

● حازم شريف: كم يبلغ عدد مصانعكم الخاصة بالفراولة؟

هبة قرة : نمتلك مصانع للتعبئة والتجميد فى منطقة أم صابر بالقرب من مدينة السادات، والشركة حاصلة على نحو 12 شهادة معتمدة للتصدير ومنها الأيزو، والجلوبال كاب، و”BRC “ وغيرها.

شركتنا هى الوحيدة فى مصر اللى تقوم بتصدير منتج مغلف ومسعر بنفس القيمة التى سيتم طرحها فى السلاسل التجارية العالمية، دون تدخل أى طرف آخر.

● حازم شريف: هل هناك تعاقدات موقعة مع سلاسل تجارية فى أسكتلندا بسعر بيع محدد؟

هبة قرة : بالضبط ومن ضمنها “ تيسكو “، وسلاسل أخرى فى أسكتلندا، والشهادة التى تمتلكها الشركة تخول لها توجيه المنتج مباشرة للمستهلك الخارجى فى تلك السلاسل بتغليفه وسعره دون أى مسارات أخرى، وتقوم شركتنا أيضا بطرح العبوات العادية.

نحن متخصصون فى التصدير لعدة دول فى أوروبا وأمريكا وألمانيا والبرازيل بخبرات وثقة طويلة، وأى مشكلة تحدث فى المنتج التصديرى النهائى نستطيع تحديد سببها عن طريق منظومة التتبع، ومعرفة موقع الأرض التى شهدت زراعة ذلك المنتج تحديدا، وبالتالى نتمكن من معالجة المشكلة أو البحث عن أراضٍ أخرى ملائمة، ونمتلك نظام تحكم قوى.


ومحصول الفراولة يشهد توسعات، وعندما قامت الشركة بشراء الأرض الجديدة فى “بولاريس” وجدنا 10-12 مصنعا يتم إنشائه يحاولون العمل فى محصول “الفراولة”، ولكن شركتنا تمتلك التحكم فى سلسلة العرض من بدايتها لنهايتها، والتنافسية والخبرة تزيد مع الوقت.

● حازم شريف: لكى نغلق الحديث عن ملف “الزراعة”، ما هو الجديد فى ذلك النشاط؟

هبة قرة: ندرس تنفيذ مصنع جديد باستثمارات حوالى 800 مليون جنيه، على 2 - 3 مراحل، لتجميد محصول فراولة، وقد يشمل مرحلة التجميد المجفف مستويات أخرى جار دراستها حاليا.

● حازم شريف: متى سيتم بدء إنتاج أول مرحلة؟

هبة قرة: نخطط للبداية فى عام 2025.

● حازم شريف: هل التمويل ذاتى أم سيكون جزء ذاتى وآخر خارجى؟

هبة قرة: سيكون جزء منه ذاتى والآخر خارجى، لقد تم شراء الأرض العام الماضى، ولكن لم ننته من هيكل التمويل، وجار حاليا عمل التصميمات والدراسات، ومن المؤكد أن يكون جزء من تمويل تلك الاستثمارات عبر القروض.

● حازم شريف: نفضل فهم هيكل التمويلات لأى مشروع لذلك طرحت السؤال وليس المقصد تفضيل آلية تمويل على الأخرى؟

هبة قرة: أتفهم ذلك، ولكن بفوائد الاقتراض المرتفعة حاليا، نحن ندرس ونبحث دائما عن آليات تمويل أخرى، البنوك كانت شريكا أساسيا فى مشروعاتنا، ولكن الآن ومع ارتفاع الفوائد هناك مشروعات عديدة تؤجل أو تدرس آليات أخرى لتمويلها، فبقدر كبر حجم التوسعات بقدر دراستنا جميع الأمور المرتبطة بها.

● حازم شريف: هل يتبع نشاط الزراعة بأكمله المجموعة؟

هبة قرة: التصدير يقع تحت المجموعة، لكن الأراضى يتم التعامل معها بسجل تجارى آخر، ممثلا فى “ قرة لاستصلاح الأراضى”، والتصدير بالكامل يتم من خلال “قرة أجرى”.

● حازم شريف: “قرة إنرجى” تشمل أنشطة المقاولات وحلول رفع كفاءة الطاقة والتوكيلات التجارية وإدارة المرافق، أى نشاط منها ينتج أكبر الإيرادات؟

هبة قرة: المقاولات حاليا تحصد الحصة الأكبر، وبعدها رفع كفاءة الطاقة ثم التوكيلات وأخيرا إدارة المرافق.

● حازم شريف: على صعيد المقاولات، لاحظت أن “قرة” ليست شركة مقاولات كلاسيكية بل متخصصة، هل يمكن شرح رؤية الشركة ونشاطها الفعلى؟

هبة قرة: بالفعل، نحن شركة مقاولات متخصصة فى الأعمال الإلكتروميكانيكية، والتى تشمل أعمال التكييف والحريق والصرف الصحى والصناعى والكهرباء والكنترول وكل ما له علاقة بالكهرباء والميكانيكا.

وأغلب المقاولين يعملون على تنفيذ أعمال الإنشاء المدنى الأساسى، وغالبا يسندوا الأعمال الإلكتروميكانيكية لمقاولين من الباطن.

ونحن بدأنا مع توكيلات كبرى، ونسعى لطرح حلول متكاملة، وتوسعت الشركة حتى أصبحت مقاولا كاملا لتلك الأعمال وبعد ذلك توسعنا لنشمل الأعمال الإنشائية والمعمارية بشكل أكبر، ونبحث دائما عن مشروعات القيمة المضافة ونعمل عليها، مثل المستشفيات ومصانع الأغذية والأدوية والمبانى الضخمة، لكن لا نقبل على بناء الكمبوندات على سبيل المثال حيث إننا لا نملك ميزة تنافسية فى تلك النقطة.

● حازم شريف: كم يبلغ حجم أعمال الشركة فى نشاط المقاولات؟

هبة قرة: حاليا نعمل على تعاقدات لمشروعات تحت التنفيذ بقيمة 6.7 مليار جنيه ما بين العامين الجارى والمقبل.

● حازم شريف: كم بلغت إيرادات ذلك النشاط فى 2023؟

هبة قرة: نعمل تحت مجموعة متكاملة، الأمر يختلف حسب النواحى المالية لكل مشروع، فلا يمكننى تحديد إيرادات النشاط بدقة.

● حازم شريف: بخلاف المقاولات، ما المقصود بنشاط تحسين كفاءة الطاقة الذى تعمل فيه المجموعة؟
هبة قرة: بدأنا الاستثمار فى نشاط رفع كفاءة الطاقة منذ عام 2000، ويعنى إعادة تدوير أى طاقة مهدرة لإنتاج طاقة مفيدة و تعظيم استهلاك الوقود وإنتاج أكثر من منتج.

نحن مؤمنون بتوطيد التكنولوجيا فى رفع الكفاءة، من البداية وقبل بدء ترشيد الدعم، بدأنا بالتوعية كشركة وحيدة فى مصر منفذة لمشروعات هى الأولى من نوعها فى رفع كفاءة الطاقة.

● حازم شريف: نريد أمثلة على هذا النشاط؟

هبة قرة: مصانع الأسمنت كثيفة الاستهلاك على سبيل المثال تشهد هدر طاقة حرارية كبيرة يمكن إعادة تدويرها، لتنتج 30 - %50 من استهلاك المصنع كتوليد ذاتى عبر استغلال العوادم التى يتم إهدارها وإعادة تدويرها لتنتج طاقة كهربائية للمصنع وتقلل الضغط على الشبكة القومية من جانب آخر.

● حازم شريف: هل يتم ذلك من خلال مناقصات أم تعاقدات أم إسناد مباشر؟ وكم يبلغ حجم أعمال ذلك النشاط؟

هبة قرة: يتم تنفيذ أعمالنا عبر المناقصات، وهناك مشروعات أخرى كنا أصحاب الفكرة الأولى فى تنفيذها، حاليا الشهية أصبحت أكبر لمشروعات كفاءة الطاقة والشركات تقوم بطرح المناقصات لتنفيذها، ولكن فى فترة سابقة كانت شركتنا هى صاحبة المبادرة وتقوم بإقناع العميل وتوضيح أهمية تنفيذ مشروعات كفاءة الطاقة ومردودها الاقتصادى والبيئى.

والشركات التى تنفذ تلك النوعية من المشروعات تكون لها ميزة تنافسية لتصدير منتجاتها، فضلا عن تقليل انبعاثاتها و تحقيق وفر اقتصادى لها.

● حازم شريف: وماذا عن حجم أعمال هذا النشاط؟

هبة قرة: تعاقداتنا خلال الخمس سنوات الأخيرة سجلت ما بين 7 - 8 مليارات جنيه، لدينا تعاقدات لتنفيذ مشروعات بنظام وغيرها “BOO”.

شرفنا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لافتتاح المحطة الوحيدة من نوعها فى المنطقة الصناعية بأبو رواش لإنتاج الطاقة الثلاثية وترشيد استهلاك الغاز، المصانع تحتاج إلى “البخار” للتشغيل، والطريقة التقليدية لإنتاجه هى حرق الغاز، لكن من خلال المشروع الجديد تم إنتاج 28-30 ميجاوات من الكهرباء، فضلا عن البخار والمياه المثلجة المستخدمة فى تطبيقات التكييف المركزى بمصانع المنطقة.

● حازم شريف: هل هذا هو المقصود بالطاقة الثلاثية؟

هبة قرة: نعم، تنتج 3 أنواع من الطاقة.

● حازم شريف: من هو الكيان الذى تم تنفيذ هذا المشروع لصالحه؟

هبة قرة: تم التنفيذ لصالح مجمع مصانع أبو رواش، وتمت دراسة احتياجاتهم وبدأت الشركة من مرحلة التصميمات الأولى ودراسات الجدوى لتحقيق مردود على المدى البعيد حتى مرحلة التنفيذ والتشغيل والصيانة، ضمن مستهدافتها للاستدامة وتحقيق المنفعة للمستثمر.

● حازم شريف: كم بلغت تكلفة تلك المحطة؟

هبة قرة: حوالى 600 - 700 مليون جنيه، الشركة استثمرت فى المشروع وتقوم ببيع الطاقة المنتجة، بموجب ترخيصها للإنتاج والتوزيع، والمصانع تقوم بشراء الكيلووات من الكهرباء وأطنان البخار والمياه المثلجة المنتجة من المشروع على مدار 15 سنة.

● حازم شريف: وبعد تلك الفترة سيتم تسليم المشروع؟

هبة قرة: بالضبط، مشروعات الـ” BOO” تكون مدتها من 10 - 15 عاما، وبعدها نقوم بتسليمها للمجمع نفسه.

● حازم شريف: هل يتم العمل حاليا على مشروع مماثل؟

هبة قرة: حاليا نعمل عبر شراكة مع شركة رائدة فى قطاع البتروكيماويات ضمن إيماننا بمبدأ الشراكات، وذلك بهدف إنجاح مشروعات رفع كفاءة الطاقة وتعميمها فى قطاع البترول، ونستهدف منها إبرام تعاقدات بقيمة تتجاوز 600 مليون دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة، ضمن خطة طويلة المدى.

● حازم شريف: ما هى الشركة التى تمت الشراكة معها؟

هبة قرة: سيدى كرير للبتروكيماويات، والتى نستهدف من خلال شراكتنا معها الترويج والدخول فى مشروعات جديدة وسط فرص واعدة كبيرة، نتمنى أن تعود بالخير على جميع الأطراف.

● حازم شريف: ننتقل سريعا إلى التوكيلات، كم يبلغ عددها، وتخص أى قطاعات؟

هبة قرة: الشركة دائما تبحث عن الشركاء الذين يمكن من خلال عقد توكيلات لتقديم منتج مضمون ومرتفع الجودة يخدم مشروعات الطاقة والمقاولات، ضمن مبدأ تكاملية.

ونحن وكلاء لشركة “ميتسوبيشى” منذ عام 2000 فى المولدات الكهرباء ونوعيات أخرى لاستغلال العوادم، لخدمة قطاعى المقاولات والطاقة.

● حازم شريف: فى إطار التكاملية، وفى حال رغبة العملاء فى الاستعانة بمنتجات من توكيلات أخرى، أو فى حال عدم تأكدهم من جودة المولدات التى تتبع توكيلاتكم، ماذا يحدث؟

هبة قرة: هذا سؤال جيد للغاية، هناك جزء لم أتطرق إليه فى مسيرتى المهنية، الجيل الثانى من العائلة يستهدف استمرار مسيرة ونشاط المجموعة لمدة 100 عام ونقلها من شركة عائلية إلى “مؤسسية” تطبق الحوكمة، ومن هنا بدأنا نحدد فريق عمل متكامل لكل نشاط من أنشطة الشركة يتمتع باستقلالية تامة فيما يخص الإداريات والحسابات، بما يعنى أن تقديم خدماته ومنتجاته فى الأسواق يشهد نفس المنافسة الطبيعية مع باقى المقاولين، والاختيار فى النهاية يكون للمنتج الأفضل.

مشروع المحطة الثلاثية الذى قامت “قرة” بتنفيذه على سبيل المثال لم تتم خلاله الاستعانة بمولدات “ميتسوبيشى” رغم أن شركتنا الوكيل لها، وتم استخدام نوع آخر “رولز ريس” يلائم التصميمات والنظام الذى يحقق أكبر منفعة للعميل.

● حازم شريف: مبدأ الحوكمة لا يمكن تطبيقه بنسبة %100، أحيانا يشهد اختراقات فى مؤسسات كثيرة، فكيف يتم التعامل مع هذا الأمر؟

هبة قرة: فى حالة نشوء أى صدام أو تضارب يتم التصعيد والمناقشة بين جميع الأطراف ولجنة مسئولة تضم عضوين فقط من عائلة “قرة” والباقى من خارجها.

وأحيانا وفى نفس المشروع “المقاولة” نورد جزءا من منتجاتنا وجزءا آخر من منتجات أخرى منافسة، والقيام بذلك رفع مصداقية الشركة فى السوق، فهدفنا مصلحة العميل وخلق قيمة مضافة، والشركة مميزة فيما يخص جودة منتجاتها، فى الكثير من الأحيان يطلب العميل شراء معدات المشروع بنفسه، وفى النهاية نفاجأ بمنتجاتنا التى تقوم بتركيبها.

● حازم شريف: كم عدد التوكيلات التى انضمت لكم العام الماضى؟

هبة قرة : لدينا توكيلات منذ سنوات مع كبرى الشركات أبرزها “ميتسوبيشى” فى المولدات، و “إيبارا” فى الشيلرات، و “ميتوبيشى إلكتريك” فى الكهرباء، و”يورو كليما” فى حلول التكييف المتكاملة وغيرها، حوالى 5 - 6 توكيلات بمجال الطاقة.

وحاليا لدينا طلبات تحت التجهيز لمنتجات توكيلات قطاعى الطاقة والمقاولات بقيمة تبلغ حوالى 900 مليون جنيه.

● حازم شريف: مستقبل المجموعة كجيل ثانٍ يخطط للاستمرار 100 عام، وهذا غير مستبعد فهناك كيانات مثل “وولمارت” استمرت لـ200 عام وغيرها.

هبة قرة : صحيح

● حازم شريف: الجيل الثانى يكون لديه تلك الرؤى، كيف يمكن تحقيق ذلك فى المجموعة التى تنقسم لعدة أنشطة وشركات تابعة؟

هبة قرة : نمتلك ميزة فى الشركة فعندما بدأنا تطبيق “الحوكمة” حرصنا على العمل داخل منظمة كل نشاط فيها مستقل بذاته من خلال مديريه وفريقه الذى يمتلك كل الصلاحيات فى النشاط والإدارة، وفى حالة الرغبة فى فصل أى نشاط عن المجموعة لن تحدث أى مشكلة، بل سيتم تنفيذ ذلك بمنتهى السهولة.

هذا الأمر كان جزءا من رؤيتنا، حرصنا على توازن القوة بين المديرين والتأكد أن القرارات التى يتم اتخاذها موزونة ومدروسة وليست قرارات فردية.

● حازم شريف: كم يبلغ عدد الشركات أو الإدارات المؤهلة لفصلها عن المجموعة فى أى وقت؟

هبة قرة: فعليا 5 أنشطة، منها نشاطين وهما التوكيلات ورفع كفاءة الطاقة مفصولين بالفعل تحت مظلة “قرة إنرجى” ولهم مدير إدارى واحد، فضلا عن قطاعات المقاولات والمرافق والزراعة.

● حازم شريف: أعتقد أن الجزء التنظيمى له علاقة بتوسعات المجموعة، فهل هناك تعاقدات لكم خارج مصر، وما هو المستهدف فى هذا الشأن؟

هبة قرة: نركز على التوسع فى أكثر من دولة، السعودية وعمان والعراق حيث تتواجد فرص واعدة كثيرة، ندرس حاليا الدخول فى تلك الأسواق، وبالطبع سينتج عن ذلك شراكات وتكاملية لتعظيم المخرجات.

نحن نؤمن بالشراكات والتكاملية، ونختار شركائنا لتعظيم مخرجاتنا فى النهاية، ولا نمانع فى الدخول فى شراكات جديدة وانضمام شريك للمجموعة بشرط أن يقدم قيمة مضافة تمكننا من فتح آفاق جديدة، مثل التوسع فى أفريقيا على سبيل المثال واقتحام أسواق معينة، ونرحب بوجود ذلك الشريك الذى سيضيف للمجموعة ونتوسع بانضمامه إلينا.

● حازم شريف: هل هناك مفاوضات فعلية للشراكة مع أى كيان؟ إذا رغبت كصندوق استثمار مباشر أعمل فى أفريقيا على سبيل المثال فى الشراكة مع المجموعة بنسبة 20 - %25، هل تقبلون ذلك، خاصة مع التحديات الحالية للتمويل المصرفى؟

هبة قرة: نعم، مستعدون طالما أن ذلك الشريك سيقدم قيمة مضافة، نحن لا نبحث عن الاستثمار فقط، ولكن نرحب بالشركاء والكيانات التى تفتح لنا أسواق وأفاق جديدة.

● حازم شريف: فى هذا الإطار هل تعتزم المجموعة تفعيل الشركات المستقلة تحت شركة قابضة، بحيث تكون أكثر جذبا ودقة للمستثمرين والشركاء؟

هبة قرة: أتفق معك للغاية فى هذه النقطة، لكن آلية تنفيذ ذلك تحكمها أمور أخرى، نحن مستعدون فى أى وقت لتخارج أو فصل أى كيان تابع للمجموعة بشرط إيجاد المستثمر المستهدف، ولكن فى حال لم نجد ذلك الشريك فلماذا نقبل على فصل الشركات.

وأثناء ذروة أزمة الدولار الماضية كان مصدر دخل المجموعة من العملة الصعبة هو التصدير، والذى تم استغلال عوائده لخدمة باقى مشروعات الشركات واستيراد مكوناتها، وذلك الأمر نتج عن الربط والتكاملية بين جميع الأنشطة والشركات.

والمجموعة مستعدة للفصل والشراكات، واتفق معك فى أهمية التخصصية، وفى حال وجدنا المستثمر المستهدف سيتم الفصل على الفور لكن التوقيتات واختيار المستثمر وتحديد القيمة المضافة من شراكته أمورهامة لابد من تداركها أولا.

● حازم شريف: أعى تلك النقطة جيدا، خاصة أن طبيعة كل نشاط للمجموعة يختلف عن الآخر فيما يخص احتياجاته وتوسعاته وغير ذلك؟

هبة قرة: عملت فى كل نشاط على حدة فى بدايتى المهنية لأتفهم طبيعة كل منهم مع الاختلاف الكبير بينهم، ووجدت أن النشاط الواحد تختلف طبيعة كل مرحلة فيه عن الأخرى، وأؤكد كلامك فيما يخص أن الأنشطة متنوعة للغاية ومختلفة ولكن رغم ذلك هناك استقلالية كبيرة أيضا فى إدارتها.

● حازم شريف: وماذا عن نشاط إدارة المرافق؟

هبة قرة : تقديم خدمات الصيانة وخدمات ما بعد البيع من نقاط قوة المجموعة لضمان الاستدامة، حيث إن السوق يشهد طلبا كبيرا على خدمات “إدارة المرافق” خاصة فى الجزء الخاص بالصيانة والأعمال الإلكتروميكانيكية.

والمجموعة نفذت تعاقدات واستثمارات عديدة فى سوق المولدات والتكييفات بأنواعها، وتم إنشاء إدارة منفصلة لهذا النشاط تعرض خدماتها على مختلف القطاعات والمشروعات وتحدد مدى احتياجها لتلك الخدمات، كذلك أعمال الأمن والنظافة، وبخطوة تلو الأخرى تتوسع المجموعة فى تقديم الخدمات الإلكتروميكانيكية، وهى أحدث الأنشطة التى نأمل أن نتوسع فيها بشكل أكبر لا سيما مع كبر حجم الطلب عليها.

● حازم شريف: رحلتك داخل المجموعة وتنقلك من إدارة لأخرى، ألم يصادفك خلالها متاعب لكونك «ابنة صاحب» الشركة؟

هبة قرة : صراحة كان تحديا كبيرا جزئيا فى البداية، ولكن الآن أستطيع أنا أؤكد أن هذا الأمر هو أفضل شىء حدث لى على مدار مسيرتى المهنية.

وعملت فى تلك الأنشطة والمجالات وكان قبول الآخرين لى مختلفا تماما، وكنت حريصة منذ البداية على عدم الحصول على موقع أو منصب أحد باعتبارى ابنة مالك الشركة، بل على العكس حرصت على بناء علاقات جيدة مع الآخرين لاستحق أى مكانة تسند لى، وبدأت العمل معهم كفريق واحد.

على مدار تنقلى فى مختلف الأنشطة كنت أتعامل باعتبارها المرة الأولى لأكتسب خبرات جديدة وأوطد علاقاتى بالآخرين، وأحرص على خلق قيمة مضافة لى فى هذا الموقع وزيادتها مع الوقت.

فى بداية عملى لم يعلم الجميع بكونى ابنة رئيس الشركة وكنت أذهب لتسويق منتجاتها بالخارج وبالفعل قمت بتسويق العديد منها وأحياناً تقدم لى بعض العملاء بعروض عمل.

وحاليا وبعد وصولى لمنصب نائب رئيس الشركة أصبحت قادرة على فهم طبيعة جميع أنشطة المجموعة وكيفية التعامل معها، ونشأت علاقة قوية بينى وبين كافة العاملين وتوسعت المجموعة بنا كفريق واحد، لدينا لغة حوار مشتركة وتفاهم قوى يمكننا من الانطلاق والعمل لتحقيق كل مستهدفاتنا.

● حازم شريف: خلال رحلتك هل صادفتى أى نقد صارخ للوالد من قبل البعض؟ وهل هؤلاء الأشخاص لا يزالون يشغلون مناصب فى المجموعة حتى اليوم؟

هبة قرة: الحقيقة والدى يتمتع بسمعة جيدة ومخلص فى عمله ولم يضعنى القدر فى ذلك الموقف أبدا.

● حازم شريف: مهما كان رجل الأعمال تقيا وورعا، هناك أفراد دائما غير راضين عن أدائه وأحيانا يصل الأمر إلى الإساءة له؟

هبة قرة: هناك تحديات كبيرة، ونعمل بثقافة ورؤية مختلفة ونحرص على عقد جلسات نقاشية مستمرة لسماع جميع الأراء والبت فيها بمنتهى الشفافية والحيادية،ضمن قيم المجموعة الستة التى تعمل من خلالها وهى الشراكة، المسئولية المجتمعية، المصداقية والثقة والاهتمام بالأفراد والاتقان وخلق قيمة مضافة.

ونلتزم دائما وإذا قام أحد المسئولين بالفريق بالاتفاق منفردا أو الالتزام بأمور تخص العمل ندعمه ونبحث معه عن آليات التنفيذ، ونعمل ضمن فريق يهتم دائما بالتوعية والنظام والترابط و نشر تلك الثقافة والفكر على أرض الواقع.

● حازم شريف: مؤسسة قرة للتنمية المجتمعية، متى تأسست وما هو عملها؟

هبة قرة: تأسست عام 2011 بدايتها جاءت انطلاقا من إيماننا بدورنا المجتمعى والعمل التطوعى، والدى بدأ الاشتراك فى تلك الأعمال بشكل فردى، ثم قررنا تدشين مؤسسة تعمل على تأهيل الشباب وتمكينهم لسوق العمل وسد الفجوة الراهنة، وبدأنا عمل برامج مختلفة.

● حازم شريف: ما هو اسم هذه المؤسسة؟

هبة قرة : مؤسسة “آل قرة” أطلقنا برامج اعرف نفسك وانطلق، نعمل بشراكات مع مؤسسات أخرى، وهى وزارة التضامن الاجتماعى ومؤسسة “سيكو”، لتأهيل أصحاب الإعاقة السمعية لإصلاح أجهزة التليفون، وبالفعل تمكنوا من تنفيذ مشروعات صغيرة فى هذا النشاط.

نفتتح التدريب كل موسم صيفى ونقدم برامج بتخصصات مختلفة كل سنة، وعلى مدار العام نقوم بتنظيم رحلات لطلاب الجامعة لزيارة مواقع مشروعات الشركة ونقوم قبل تلك الزيارات بتوضيح كيفية تنفيذ تلك المشروعات للطلاب ومدى الاستفادة المرتقبة من الزيارة، وذلك ضمن هدفنا التنموى لتأهيلهم لسوق العمل.

● حازم شريف: سؤالى الختامى بخصوص الجيل الثالث من العائلة هل سيستكمل نفس المسيرة، أم أن الحرية متروكة له لاقتحام أى نشاط آخر؟

هبة قرة : عملنا على إعداد دستور للعائلة يوضح كيفية إدارة تلك المجموعة وتحقيق مستهدفاتها للاستمرار لسنين مقبلة، ولكن ذلك الدستور يتسم بالمرونة وليس الإجبار، ونسعى إلى تنمية ارتباط الأجيال المختلفة بالشركة ولأى فرد من أفراد العائلة الحرية فى العمل خارج تلك المؤسسة فى أى نشاط أومجال آخر.

لكن فى النهاية هدفنا رؤية جميع أجيال عائلة قرة سعداء مستقبلا، وذلك الهدف سيحقق المصالح المشتركة للجميع.
والدى كان صاحب البداية والرؤية وغرس داخلنا تلك المبادىء والقيم مع الوالدة، ونسعى بكل جهدنا وبتوفيق الله إلى السعى والحفاظ على تلك المجموعة والعمل على توسعها استثماريا لتحقيق مستهدفات البقاء والاستمرارية.

6.7 مليار جنيه مشروعات تحت التنفيذ بقطاع المقاولات
فرص واعدة لبدء باكورة العمل فى السعودية وعمان والعراق
البداية كانت بالاستصلاح الزراعى فى النوبارية وصولا لأحدث مصانعنا فى السادات باستثمارات 800 مليون جنيه
الانتهاء من إجراءات شراء أرض جديدة فى «بولاريس» على مساحة 17 ألف متر
300 فدان محفظة الأراضى بنظامى التأجير والتملك
900 مليون جنيه طلبات تحت التجهيز لمنتجات توكيلاتنا الحالية
8 - 10 ملايين دولار حصيلة صادرات الموسم المنقضى و20 ألف طن مستهدفة من الفراولة خلال 5 سنوات
600 مليون دولار تعاقدات مستهدفة لصالح الغير فى نشاط كفاءة الطاقة خلال 3 سنوات