يضخ مصنعو السيارات المملكة المتحدة استثمارات سنوية مقدراها 4 مليارات جنيه إسترلينى لدعم عمليات البحث والتطوير للنهوض بالصناعة، التى تحقق قيمة مضافية تقارب 22 مليارًا كل عام.
أوضح تقرير حديث لجمعية تجار ومصنعى السيارات بالمملكة المتحدة أن صناعة السيارات تشكل أهمية حيوية للاقتصاد؛ إذ تبلغ قيمة استثماراتها الإجمالية 93 مليار جنيه إسترليني، من خلال ما يجاوز 25 مصنعًا يقومون بإنتاج أكثر من 70 طرازًا، بدعم من حوالى 2500 شركة لسلسلة توريد الأجزاء والمكونات.
وأضاف أن الصناعة تساهم فى التوظيف بنحو 813 ألف فرصة عمل، منها أكثر من 198 ألف وظيفة مباشرة، وتجاوز أجورهم مستوى الدخل المتوسط فى المملكة المتحدة بنحو 13%.
أكدت جمعية المصنعين الحاجة إلى نشر حكومة حزب العمال الجديدة استراتيجية واضحة للتحول نحو السيارات الخضراء، مع تقديم حزمة من تدابير الدعم المالى والضريبى والإدارى التى تسهم فى جذب استثمارات جديدة وتضمن قدرة منتجى السيارات المحليين على المنافسة عالميًا.
وتتوقع الجمعية أنه مع ظروف استثمار مناسبة، من الممكن أن يتم إنتاج مليون سيارة عديمة الانبعاثات سنوياً بحلول عام 2035 بتغذية أسواق المملكة المتحدة والتصدير إلى مختلف أنحاء العالم بما يدفع النمو الاقتصادى المحلى بمليارات الجنيهات الإسترلينية.
وتشير الرابطة إلى أن الإحصاءات تظهر أن انبعاثات الكربون المباشرة من مصانع السيارات انخفضت إلى النصف على مدى السنوات الـ 25 الماضية؛ ما يساعد على وضع البلاد فى مقدمة الدول المرشحة لإنتاج السيارات الكهربائية.
أوضحت أن كمية ثانى أكسيد الكربون المنبعثة مباشرة من إنتاج السيارات قد انخفضت بأكثر بنسبة 54% مقارنة بمستويات عام 1999، معتبرة ذلك إنجازًا رئيسيًا تم تحقيقه من خلال الاستثمار الضخم فى الصناعة.
وتضيف أن كمية الطاقة والمياه المستخدمة لكل مركبة انخفضت أيضًا بنسبة %18 و%17.7 على التوالى فى العام الماضي، مع انخفاض الاستخدام حاليًا بنسبة %33 و%42 على التوالى مقارنة بمستويات سنة 1999.
وأشارت لأهمية تقديم الدعم والتوجيه لمساعدة وتطوير شبكات التوريد مع تعبئة القوى العاملة الماهرة والمتنوعة فى المملكة المتحدة، وتطوير نظام بيئى بالشراكة مع قطاع الأعمال يكون قابلًا للتنفيذ ومتوافقًا مع الاشتراطات العالمية، والحفاظ على إمكانية الوصول إلى المواد الخام الحيوية والتجارة عبر الحدود ودعمها بشكل أكبر.
قال مايك هاوز، الرئيس التنفيذى لجمعية تجار ومصنعى السيارات بالمملكة المتحدة إن القطاع التزم بخفض انبعاثات الكربون منذ عقود، وهو ما يسهم فى الانتقال بالبلاد إلى صفر انبعاثات.
أكد أن المصنعين يتطلعون للعمل مع الحكومة الجديدة لتنفيذ أجندة النمو الأخضر التى تضع بريطانيا فى مقدمة الدول الجاذبة للاستثمار العالمى إذ يمكن أن تكون السيارات هى القوة الدافعة وراء هذه الاستراتيجية؛ ما يؤدى إلى تقليل انبعاثات الكربون بشكل أكبر مع تنمية الاقتصاد وتحسين جودة الهواء وتوفير وظائف ومهارات جديدة للأفراد فى جميع أنحاء البلاد.