أكد عدد من مسئولى شركات السيارات، أن مشروعات التجميع المحلى أنقذت مبيعات الطرازات الصينية من فخ تراجع المبيعات لأغلب الماركات التجارية المطروحة داخل السوق.
وأوضحوا أن السيارات الصينية تنافسيتها فى السوق المحلية شهدت ارتفاعًا خلال الفترة الماضية، نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنة بالماركات التجارية المستوردة وتحديدًا “الأوروبية، والأمريكية”.
وأشاروا إلى أن التسهيلات التى قدمتها الدولة لمصنعى السيارات بشأن زيادة التمويلات من العملات الأجنبية لهم بغرض جلب شحنات مكونات الإنتاج، أسهمت بشكل كبير فى استعادة الطاقات التشغيلية لعدد كبير من المصانع، وزيادة الأعداد المجمعة والمطروحة فى السوق المحلية.
وشهدت مبيعات الطرازات الصينية فى مصر، خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي، نموًا بنسبة 1.9% لتسجل 7 آلاف و175 مركبة، مقابل 7 آلاف و43 فى الفترة المقابلة من العام السابق؛ وذلك وفقًا لأحدث تقرير صادر عن مجلس معلومات سوق السيارات «أميك».
وسجلت مبيعات سيارات الركوب الخاصة “الملاكي” نحو 22 ألفًا و770 مركبة، خلال تلك الفترة، مقارنة بنحو 21 ألفًا و877 فى الفترة المقابلة من 2023، بنسب نمو %4.
وقال بيشوى عماد، مدير أعمال التطوير فى «كاما موتورز»: إن التسهيلات التى قدمتها الدولة مؤخرًا مثل إتاحة التمويلات من العملات الأجنبية لصالح المصنعين، أسهمت بشكل كبير فى تسريع جلب شحنات مكونات الإنتاج والأجزاء المستخدمة فى عمليات التصنيع، لا سيما مع استعادة الطاقات التشغيلية بالمصانع.
وأضاف أن مبيعات السيارات المجمعة محليًا ومنها “الصينية” بدأت فى الارتفاع التدريجى بعد إعادة عمليات التشغيل فى المصنع وزيادة الإنتاج مرة أخرى.
وأكد أن العامل السعرى يعزز فرص السيارات الصينية على الانتشار، خاصة بعد ارتفاع قيمة المركبات الأخرى ومن أبرزها “الأوروبية” التى وصلت لمستويات تتجاوز الملاءة المالية لنسبة كبيرة من المستهلكين.
وأكد عمرو سليمان، رئيس مجلس إدارة مجموعة “الأمل للسيارات” الوكيل المحلى لـ”بى واى دي”، أن المصانع التابعة لها كانت متوقفة لأسباب تتعلق بتآكل المخزون لديها، وتأخر وصول الشحنات المتعاقد عليها مع المصانع العالمية، جراء اضطرابات حركة النقل فى البحر الأحمر، ولجوء شركات الخطوط الملاحية إلى تحويل مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح بديلا عن قناة السويس، مما أدى إلى طول مدة الشحن.
من جانبه، أكد منتصر زيتون، عضو الشعبة العامة للسيارات بالغرفة التجارية، أن الفترة الماضية شهدت ارتفاعًا فى الطلب على شراء الطرازات الصينية وتحديدًا “المجمعة محليًا” نظرًا لارتفاع تنافسيتها وانخفاض أسعارها مقارنة بالماركات التجارية “المستوردة”.
وأوضح أن القرارات الشرائية للمستهلكين شهدت تحولا كبيرًا خلال الفترة الماضية على خلفية حالة التخبط التى شهدتها السوق من عدم استقرار الأسعار، ونقص المعروض من الطرازات وتحديدًا “المستوردة”، جراء تفاقم أزمات الاستيراد، وعدم قدرة الشركات المحلية على التعاقد على جلب أى شحنات جديدة من الخارج، جراء استمرار تعطل إجراءات التسجيل المسبق للشحنات على النافذة الجمركية “ACI” لفترة تقارب الشهرين.
وتوقع أن ترتفع حصة مبيعات السيارات الصينية خلال الفترة المقبلة خاصة بعد إعلان بعض الوكلاء بالتوسع فى مشروعات التصنيع المحلى وإدخال طرازات جديدة على خطوط الإنتاج.
وكان مصدر بمجموعة «جى بى أوتو»، الوكيل المحلى لـ«هيونداي، وشيري، وهافال، وشانجان»، أكد فى تصريحات سابقة، أن شركته تستهدف زيادة الكميات المنتجة من الطرازات المختلفة فى إطار تلبية متطلبات السوق المحلية، والعمل على تخفيض الفاتورة الاستيرادية، لاسيما مع المشاركة فى المشروعات والمبادرات التى تتبناها الدولة خلال الفترة المقبلة.
يذكر أن مجموعة «جى بى أوتو» أعلنت رسميًا عن طرح طرازى «هيونداى إلنترا AD» و«شيرى تيجو 4 برو» المجمعين محليًا مع تقديمهما فى السوق المحلية خلال الشهر الماضي.
وكشف أن «جى بى أوتو» تسعى للانتهاء من تجهيز المصنع الجديد لها فى مدينة السادات، على أن يتم التوسع فى عمليات التجميع المحلى للسيارات ودخول طرازات جديدة من «هافال» و«شانجان» خلال الفترة المقبلة.
وتوقع أن تبدأ عمليات الإنتاج الفعلى للمصنع الجديدة نهاية 2024 أو أوائل العام المقبل على أقصى تقدير.
فى سياق متصل، أوضح مصدر مسئول فى رابطة مصنعى السيارات، أن البنوك بدأت فى زيادة التمويلات الممنوحة لدى منتجى المركبات بمختلف فئاتها خلال الفترة الماضية، مما أسهم فى التعاقد على استيراد شحنات جديدة من مكونات الإنتاج والأجزاء المستخدمة فى عمليات التصنيع، فضلا عن استعادة المصانع طاقتها التشغيلة مرة أخرى.
وأكد أنه فى الفترات السابقة كان مصنعو السيارات يواجهون تحديات تتمثل فى ضعف الطاقة الإنتاجية للمركبات المنتَجة محليًّا، نتيجة نقص المكونات والمواد الخام المستخدمة فى عمليات التصنيع للمركبات بمختلف فئاتها.
وأشار إلى أن خريطة سوق السيارات قد تشهد تغيرات كبيرة خلال الفترة المقلبة، خاصة مع استمرار توقف الاستيراد ومن ثم ستنخفض الكميات المعروضة من الكميات الواردة من الخارج، موضحا أن السيارات المجمعة محليًا فرص تسويقها أعلى من أى ماركات تجارية أخرى.
فى سياق آخر، رصدت “المال” قائمة العلامات الصينية الأكثر مبيعًا فى مصر خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي، إذ جاءت «شيري» فى الصدارة بعدما تمكنت من تسويق 3343 مركبة، أعقبتها «إم جي» وصيفًا بإجمالى 1807 وحدات.
وجاءت «بى واى دي» فى المرتبة الثالثة مسجلة بيع 1064 سيارة، تلتها «جيلي» رابعًا بنحو 511، ثم «شانجان» بواقع 266.
وتمركزت «هافال» فى المرتبة السادسة بقائمة الماركات الصينية الأكثر مبيعًا فى مصر خلال الفترة من يناير حتى مايو الماضي، بعدما تمكنت من تسويق 184 مركبة.
ورصدت “المال” قائمة الطرازات الصينية الأكثر مبيعًا فى مصر خلال تلك الفترة، إذ جاءت «شيرى تيجو 7» فى الصدارة بنحو 1082 مركبة، أعقبتها «بى واى دى F3» وصيفًا بإجمالى 1064 وحدة.
وحلت «شيرى تيجو 8» فى المرتبة الثالثة بعدما تمكنت من بيع 695 سيارة، أعقبتها «إم جى ZS» رابعًا بنحو 648، ثم «شيرى أريزو 5» بواقع 599 مركبة.
وتمركزت «شيرى تيجو 3» فى المرتبة السادسة مسجلة بيع 595 سيارة، تلتها «إم جى RX5» سابعًا بإجمالى 546، أعقبتها «إم جى 5» بـ453 وحدة.
وظهرت «جيلى GX3 برو» فى المرتبة التاسعة بعدما حققت بيع 432 سيارة، تلتها «شيرى تيجو 4 برو» فى المركز العاشر بإجمالى 159، ثم «شانجان CS55 بلس» بإجمالى 139.
وحصدت «هافال H6» المرتبة الثانية عشرة مسجلة نحو 131 سيارة، أعقبتها «إم جى 6» فى المركز الثالث عشر بواقع 115، تلتها «شيرى تيجو 8 برو» بـ108 وحدات.
واقتنصت «شيرى تيجو 7 برو» المرتبة الخامسة عشرة بقائمة السيارات الصينية الأكثر مبيعًا فى مصر خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي، بعدما تمكنت من بيع 105 مركبات.
