«التأمين ضد الحر».. بوليصة مبتكرة فى الهند للتحوط من قسوة الشمس

Ad

تواجه الهند أصعب موجة حر شهدتها البلاد والتى أودت بحياة العشرات فى مدن متفرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذى أسهم فى ظهور بوليصة فريدة من نوعها للتأمين ضد الحر، اجتذبت آلاف الفقراء.

وحسب “سى إن إن”، فإن موجة الحر القاسية، كانت وراء ظهور بوليصة تأمين غير اعتيادية فى الهند أقبلت عليها عشرات الآلاف من النساء فى مختلف المدن الهندية لمساعدتهن على مقاومة تأثيرات الحر الشديد.

وقالت كاثى بوغمان ماكليود، الرئيس التنفيذى لمنظمة Climate Resilience for Allالتى صممت بوليصة التأمين، إن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها دمج مدفوعات التأمين وبرنامج المساعدة النقدية المباشرة لتعزيز دخل النساء عندما يكون الجو حارًا بشكل خطير.

وClimate Resilience for All (المرونة المناخية للجميع) هى منظمة غير هادفة للربح، وقد صممت بوليصة التأمين هذه بالشراكة مع جمعية النساء العاملات لحسابهن الخاص فى الهند (SEWA)، وهى نقابة عمالية تضم ما يقرب من ثلاثة ملايين عضو.

من صغار المزارعين إلى العمال العاديين، يعتمد العديد من أعضاء SEWA على الزراعة فى سبل عيشهم، وهذا يجعلهم عرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ، بسبب تعرضهم المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة أثناء ساعات النهار، وعادة ما تكسب النساء الهنديات العاملات فى الزراعة حوالى 300 روبية (3.60 دولار) يوميًا.

ويمكن أن يؤدى العمل فى الهواء الطلق فى مثل هذه الحرارة الشديدة إلى طفح جلدى مزمن ودوخة وحروق والتهابات وإجهاض، وفقًا لمؤسسات مسؤلة عن تقارير المناخ.

ويمكن أن تؤدى درجات الحرارة المرتفعة هذه أيضًا إلى تدمير المحاصيل أو البضائع، مما قد يكون له تأثير منهك على الديون المعيشية للأسر ذات الدخل المنخفض.

ويتم تقديم التأمين من قبل شركة “سويس ري” ويتم توفيره محليًا من قبل شركة ICICI Lombard الهندية.

وبموجب البوليصة، تم منح أكثر من 46 ألف امرأة مدفوعات تأمين إضافية، وتلقى بعضهن ما يصل إلى 19.80 دولار لكل منهن.

وقالت منظمة “المرونة المناخية للجميع” إن المدفوعات الإجمالية عبر البرنامج بلغت أكثر من 340 ألف دولار، وقد تم إنفاقها على الاحتياجات الطبية والغذائية للمستفيدين.

ويتم تقديم خطة التأمين حاليًا لأعضاء SEWA، الذين يعملون فى جميع أنحاء القطاع غير الرسمى الواسع فى الهند. ووفقًا لماكليود، قد يتم نشر البرنامج فى المزيد من المجتمعات فى جميع أنحاء جنوب آسيا، وكذلك شرق وغرب أفريقيا فى العام المقبل.

عمال يواجهون صعوبات الحياة

وقد تصبح مبادرات التأمين من هذه النوعية بادرة يمكن تعميمها فى مختلف أنحاء العالم حيث تواجه جميع الدول مخاطر التغيرات المناخية التى تودى بأرواح الكثيرين وتتسبب فى أضرار مادية كبيرة وينتج عنها ظواهر طبيعية كارثية مثل الزلازل والبراكين وحرائق الغابات والأوبئة ونفوق الحيوانات.

وعانت الهند من صيف حار، إذ سجل جزء من عاصمة دلهى أعلى درجة حرارة على الإطلاق فى البلاد بلغت 49.9 درجة مئوية مايو الماضى.

ويقول الخبراء إن ارتفاع مستويات الزئبق فى البلاد يهدد بعكس التقدم المحرز فى التخفيف من حدة الفقر والصحة والنمو الاقتصادى.

ويُوجد الزئبق بشكل طبيعى فى قشرة الأرض، وهو يتحرّر فى البيئة بفعل الأنشطة البركانية وتعرية الصخور ونتيجة للنشاط البشرى الذى يمثل السبب الرئيسى لإطلاق الزئبق إلى البيئة، وخاصة من محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم وحرق الفحم فى المنازل لأغراض التدفئة والطبخ والأنشطة الصناعية ومحارق النفايات، ونتيجة لتعدين الزئبق والذهب والمعادن الأخرى.

وقال تقرير للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ التابعة للأمم المتحدة فى أبريل الماضى إن الهند «من المتوقع أن تفقد حوالى %5.8 من ساعات العمل اليومية بسبب الإجهاد الحرارى فى عام 2030».

وأضافت أن «المشكلة هى الأكثر خطورة بالنسبة للعمال فى الهواء الطلق، خاصة أولئك العاملين فى الزراعة والبناء، ولكنها ذات صلة أيضًا بعمال المصانع داخل المبانى».