تجتذب مجموعة بريكس اهتمام المزيد من الدول فى جنوب شرق آسيا، إذ أعربت تايلاند وماليزيا عن اهتمامهما بالانضمام إلى التكتل، بحسب تقرير نشرته إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله).
وقدمت تايلاند الشهر الماضى طلبا للانضمام لمجموعة بريكس، بينما صرح رئيس الوزراء الماليزى أنور إبراهيم بأن بلاده ستبدأ قريبا الإجراءات الرسمية للانضمام للتكتل.
قال بيتى سريسانجام، المدير التنفيذى لمؤسسة آسيان، لـ"دويتشه فيله": "الانضمام إلى مجموعة بريكس من شأنه أن يفتح آفاقا تجارية واستثمارية، لذا فإن السؤال الذى يطرح نفسه هو لمَ لا؟".
وأضاف: "التكتل يضم أعضاء من جميع أنحاء العالم، ولكن لا يوجد أى منهم من جنوب شرق آسيا حتى الآن".
ووفقا لجيمس تشين، أستاذ الدراسات الآسيوية فى جامعة تسمانيا، يُنظر إلى كل من تايلاند وماليزيا على أنهما قوتان متوسطتان.
وقال تشين: "من الأفضل للبلدين أن ينضما إلى تكتلات مثل بريكس حتى يكون لهما صوت أكبر على الساحة الدولية. لكن الفائدة الكبرى ستكون التجارة".
فرص اقتصادية أكبر
فى العام الماضى، قررت بريكس، وهو الاختصار الذى كان يستخدم للإشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، توسيع عضويتها، عبر دعوة مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات للانضمام إلى الكتلة.
ويمثل أعضاء بريكس مجتمعين حوالى %45 من سكان العالم (قرابة 3.5 مليار شخص).
ووفقا لبيانات البنك الدولى، تبلغ القيمة الإجمالية لاقتصادات المجموعة نحو 30 تريليون دولار (حوالى %28 من الاقتصاد العالمي).
قال راهول ميشرا، الأستاذ المشارك فى مركز دراسات المحيطين الهندى والهادئ، إن الكتلة قد تساعد الاقتصاد الرقمى فى ماليزيا على النمو بشكل أسرع عبر السماح له بالاندماج مع الدول التى لديها أسواق رقمية قوية وكذلك الاستفادة من أفضل الممارسات من الأعضاء الآخرين.
وأضاف أن تايلاند ستكون قادرة أيضًا على جذب الاستثمارات فى الصناعات المهمة بما فى ذلك الخدمات والتصنيع والزراعة.
ويرى تشين أن العلاقات التجارية التى تربط ماليزيا وتايلاند مع الصين أثرت على قراراتهما بالانضمام إلى "بريكس".
وتعد الصين أكبر شريك تجارى لماليزيا على مدى الخمسة عشر عاما الماضية وأكبر شريك تجارى لتايلاند منذ 11 عاما، وفقا للبيانات الرسمية.
وقال تشين لـ إذاعة صوت ألمانيا إن انضمام هاتين الدولتين الواقعتين فى جنوب شرق آسيا إلى عضوية "بريكس" سيعزز علاقتهما مع الصين.
عدم الانحياز
فى الشهر الماضى، أصر وزير الخارجية التايلاندى ماريس سانجيامبونسا على أن بانكوك لا تنظر إلى الانضمام إلى مجموعة بريكس باعتباره عملاً من أعمال اختيار إحدى القوتين، أو كوسيلة لموازنة أى كتلة أخرى.
وقال ماريس: "تايلاند دولة فريدة من نوعها إذ إننا أصدقاء لجميع الدول ولسنا أعداء لأحد. ويمكننا أن نكون بمثابة جسر بين الدول النامية وأعضاء بريكس".
وفى ماليزيا، أصبحت المشاعر العامة حاليا أكثر تأييدا للصين، صاحبة ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة، وفقا لدراسة حديثة أجراها معهد دراسات جنوب شرق آسيا ومعهد يوسف إسحاق، وهو مركز أبحاث سنغافورى.
وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين فى استطلاع إن دول "آسيان" يجب أن تفضل الصين على الولايات المتحدة إذا اضطرت الكتلة إلى التحالف مع إحدى القوتين العظميين.
هل ستحذو رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) حذو الدول الأخرى؟
ليست ماليزيا وتايلاند الدولتين الوحيدتين فى جنوب شرق آسيا المهتمتين بالانضمام إلى "بريكس".
وفى مايو الماضى، قال فام ثو هانج، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفيتنامية، فى مؤتمر صحفى فى هانوى: "مثل العديد من البلدان فى جميع أنحاء العالم، نراقب عن كثب عملية توسيع عضوية بريكس".
وأضاف: "بالنسبة لفيتنام، التى سجلت استثمارات كبيرة، ستكون هذه فرصة جيدة لتعزيز تجارتها بشكل أكبر خارج أسواقها التقليدية فى الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا".
وقبل قمة بريكس فى جنوب أفريقيا العام الماضى، كانت هناك تكهنات بأن إندونيسيا، وهى الدولة الوحيدة فى مجموعة العشرين فى جنوب شرق آسيا التى تأمل فى إنهاء الانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فى غضون ثلاث سنوات، قد تصبح عضوا فى بريكس.
