تسعى شركة «إيكومايلز» التى تأسست فى أكتوبر الماضى، لتقديم حلول ذكية لنقل البضائع بين المحافظات المصرية، من خلال منصة إلكترونية وشبكة نقل واسعة، وتهدف إلى تلبية احتياجات شركات الشحن وتوفير ما يصل إلى %40 من تكلفة النقل، مع التركيز على الاستدامة البيئية باستخدام وسائل نقل نظيفة.
وتستهدف «إيكومايلز» زيادة أسطولها من السيارات ليصل إلى 100 سيارة بحلول 2025، والتوسع فى الأسواق الإقليمية والدولية، بما فى ذلك السعودية والإمارات، مع تحقيق إيرادات تصل إلى 10 ملايين جنيه فى عام 2025، كما تركز الشركة على الابتكار التقني، مثل استخدام الذكاء الاصطناعى وتقنية ثلاثى الأبعاد لتحسين كفاءة العمليات وتقديم خدمات لوجستية متميزة.
فى بداية الحديث سرد محمد إسماعيل فكرة إنشاء شركة «إيكومايلز»، ذات المسئولية المحدودة، والتى تأسست فى أكتوبر الماضى وتعمل فى مجال نقل البضائع الذكى بين المحافظات فى مصر، وتأسست الشركة برأس مال قدره 50 ألف جنيه بواسطة محمد إسماعيل وعدة مساهمين جدد، من بينهم أحمد عبد الهادى كشريك تقني،«Vhubs Limitedأبوظبي»، التى قدمت خدمات لشركة «إيكومايلز» فى مصر بما يعادل 2 مليون جنيه.
وقال «إسماعيل» أن رؤية إيكومايلز تتمثل فى إيجاد حل للمشكلات التى تواجهها شركات الشحن التى تمتلك فروعًا فى محافظات مختلفة وتحتاج إلى نقل شحناتها بين هذه الفروع، وهو ما يُعرف بخطوط الرحلات أو (line haul)، متابعا إن الحلول التقليدية لهذه المشكلة كانت مكلفة وغير فعالة، لذا نجحت «إيكومايلز» فى تحقيق المعادلة الصعبة لتسهيل وإزالة جميع العقبات التى تعترض تقديم حلول ذكية لنقل البضائع.
وأضاف، نقدم فى «إيكومايلز» منصة إلكترونية ذكية وشبكة نقل واسعة تغطى المحافظات، مما يتيح للشركات تلبية احتياجاتها دون تكاليف إضافية، مع توفير يتراوح بين 30 إلى %40 من تكلفة النقل، كما نطرح حلولًا لمساعدة الشركات فى توسعاتها، مع الالتزام بأهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة من خلال تقليل استخدام وسائل النقل التى تعمل بالسولار والتوجه نحو وسائل النقل النظيفة.
وقال «إسماعيل» إن شركته استثمرت 7 ملايين جنيه فى السوق المصرية خلال العام الجاري، مشيرًا إلى أن هذا الاستثمار يأتى فى إطار خطة الشركة الطموح لتوسيع نطاق خدماتها وزيادة قدرتها التشغيلية خلال عام 2024.
وأوضح أن «إيكومايلز» تهدف إلى توصيل المنتجات للعملاء فى غضون 6 ساعات فقط من وقت الطلب، بغض النظر عن موقع العميل فى أى محافظة، وهذا التحدى يتطلب تخطيطا دقيقا وتطويرا مستمرا للبنية التحتية اللوجستية.
وأشار «إسماعيل» إلى أن الشركة تستهدف زيادة أسطولها من السيارات ليصل إلى 100 مركبة بحلول عام 2025، وتمتلك حاليا 30 سيارة وتغطى 16 محافظة، وتسعى إلى توسيع هذا النطاق ليشمل جميع المحافظات مستقبلاً.
وأضاف أن هذا التوسع يتطلب أيضا استثمارات كبيرة فى التدريب والتطوير للموظفين لضمان تقديم أفضل مستوى من الخدمة.
ويرى «إسماعيل» أن سوق الخدمات اللوجستية فى المنطقة ستشهد تغييرات كبيرة فى السنوات المقبلة، ويعود ذلك إلى عوامل اقتصادية ومناخية، حيث يتزايد الاتجاه نحو استخدام السيارات الكهربائية والغاز بدلاً من السيارات التقليدية، مشيرًا إلى أن زيادة عدد الشركات التى تعمل فى مجال الشحن وتغيير خريطة الاستيراد والتصدير يلعب دورا كبيرا فى هذا التحول.
وأوضح أن الدول العربية تعتبر مستهلكة، مما يعنى أن حجم السكان الكبير يؤدى إلى زيادة الضغط على خدمات الشحن والتوصيل، خصوصا مع التوسع الكبير فى التجارة الإلكترونية، مضيفًا أن هذه العوامل ستؤثر بشكل كبير على شركة «إيكومايلز»، مما يدفعها لمحاولة التوسع بشكل أكبر لتغطية عدد أكبر من المحافظات وتلبية الطلب المتزايد على خدماتها.
وأضاف «إسماعيل» أن شركته قد نفذت جولة تمويلية ناجحة بالتعاون مع«Vhubs Limited»، وتهدف الجولة التمويلية الجديدة إلى التوسع فى السوقين السعودية والإماراتية، بالإضافة إلى تطوير التكنولوجيا الخاصة بالشركة.
وأكد أن الهدف من هذه التوسعات هو زيادة عدد السيارات التى تمتلكها الشركة وجلب أيد عاملة ماهرة لتعزيز كفاءة العمليات اللوجستية والتقنيات الرئيسية التى تعتمد عليها شركة «إيكومايلز» وحجم الإيرادات.
ولفت إلى أن اختيار شركة«Vhubs Limited”كشريك مثالى فى هذا الوقت يعود إلى عدة عوامل رئيسية، منها أن خبرة الشركة تمتد لأكثر من 20 عامًا فى مجال النقل، مما يمنحها ميزة تنافسية قوية وفهما عميقا لسوق الخدمات اللوجستية.
وأكد «إسماعيل» أن الشراكة تعزز من قدرات «إيكومايلز» فى تحقيق أهدافها التوسعية لتلبية احتياجات العملاء بفعالية أكبر، مشيرا إلى أن التعاون مع شركة ذات خبرة وتكنولوجيا متقدمة سيساهم فى تحقيق رؤية الشركة للنمو المستدام والتوسع فى الأسواق المستهدفة.
وتابع إن الأسواق المستهدفة لشركة «إيكومايلز» تشمل السعودية والإمارات، بالإضافة إلى قارة أفريقيا بشكل عام، كاشفًا عن وجود مفاوضات جارية مع شركات فى أوروبا لفتح سوق جديدة هناك، مضيفًا أن هناك طموحات فى التوسع الدولى وتقديم خدماتها على نطاق أوسع.
وأضاف أن الشركة تخطط للتوسع باستخدام الحلول التكنولوجية فى قطاع الخدمات اللوجستية بطرق تتماشى مع طبيعة كل سوق على حدة.
وأشار إلى أن فكرة طرح الشركة فى البورصة موجودة، ولكنها ليست ضمن الخطط الحالية ولن يتم تفعيلها قبل مرور خمس سنوات على الأقل.
وقال «إسماعيل» إن الشركة تستهدف الوصول إلى نقطة التعادل بين المصروفات والإيرادات فى الربع الأول من عام 2025، مضيفًا أن متوسط إيرادات الشركة الشهرية حاليا يبلغ حوالى 250 ألف جنيه، ولكن تواجه الشركة تحديات تتعلق بالتكاليف المرتفعة.
وتهدف «إيكومايلز» إلى تحقيق إيرادات تصل إلى 10 ملايين جنيه خلال عام 2025، بينما من المتوقع أن تصل الإيرادات خلال العام الجارى إلى 5 ملايين فى مصر فقط.
وفيما يتعلق بالتقنيات المحورية التى يراها «إسماعيل» مهمة لتحسين عمليات الشركة وخدماتها، أكد أن العملية التشغيلية لشركة «إيكومايلز» معقدة للغاية وتحتاج إلى إدارة دقيقة للتفاصيل والتغيرات السريعة، ولذلك تركز الشركة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعى وتقنية ثلاثى الأبعاد (3d) فى تحديد الطرق والعربيات المناسبة للحمولات، وكذلك فى تحديد شكل البضائع داخل السيارات ونوع السيارات الملائمة لحجم المساحة المتاحة والمستغلة.
وأكد أن الشركة تعمل أيضا على تحسين اختيارات الطرق المناسبة لتوفير الوقت وتقليل الكربون المنبعث من السيارات، وهو ما يتماشى مع التوجه نحو الاستدامة، مضيفًا أنالشركة استطاعت تقليل وقت الخدمة وتوفير ما يصل إلى %30 من تكاليف الخدمة من خلال تنظيم العمليات بشكل فعال.
وأوضح «إسماعيل» أن شركته تقوم بتجميع الطلبات من العملاء فى وقت قصير جدا بفضل فريق متخصص يتولى هذه العملية باستخدام نظام تشغيل عبر المنصة، وهذا النظام يتيح للشركة تصور السيارات المطلوبة وتوزيع الطلبات بكفاءة.
وأضاف أن الشركة تتبع نموذجا مزدوجا فى التوصيل، حيث يتم إرسال بعض السيارات لتجهيز الطلبات وتسليمها مباشرة للعملاء، بينما تستقبل سيارات أخرى الطلبات المحملة عند نقاط معينة وتقوم بتوزيعها على العملاء فى جميع المحافظات، وهذا النهج يساعد على تقليل المساحة المطلوبة وبالتالى تخفيض التكاليف، حيث يتم الاعتماد بشكل أكبر على تأجير السيارات بدلاً من امتلاكها.
ولفت «إسماعيل» إلى أن قطاع الخدمات اللوجستية يواجه حاليا عدة تحديات كبيرة، موضحًا أن التكلفة المرتفعة بشكل عام وارتفاع أسعار السولار بشكل خاص يشكلان تحديا رئيسيا، بالإضافة إلى ذلك فإن التضخم المرتفع جدا أدى إلى زيادة الأجور للعاملين فى القطاع.
وأشارإلى أن زيادة وعى المستهلكين بالتسوق عبر الإنترنت أدت إلى زيادة فى الطلب على خدمات التوصيل، مما تسبب فى قلة التوريد اللازم لتغطية عمليات الشراء، مضيفًا أن هناك قيودا على زيادة الأسعار نظرا للمنافسة الشديدة فى السوق.
وتابع :» نرى العديد من الفرص غير المستغلة فى قطاع التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية فى مصر، حجم السوق كبير ويتزايد باستمرار، وهناك توجه واضح نحو التصنيع المحلى الذى يوفر بدائل محلية للمنتجات المستوردة، مما سيزيد من حجم الطلب على المنتجات بشكل كبير ويفتح فرصًا جديدة للتوسع».
