للعام الرابع على التوالى تواصل محافظة الإسكندرية فعاليات تنظيف الشواطئ بالتزامن مع اليوم العالمى للبيئة، ففى أعقاب عيد الأضحى شهدت المحافظة انطلاق الفاعلية، والتى ركزت هذا العام على المخلفات البلاستيكية لما لها من تأثير سلبى شديد على البيئة البحرية، وفقاً لتصريحات الدكتور سامح رياض، رئيس جهاز شئون البيئة بالثغر.
أضاف «رياض» فى تصريحات لـ«المال» على هامش الفعاليات، بأنه من المستهدف إعلان أول شاطئ بالثغر «صديق للبيئة» بالتعاون مع الوزارة المعنية ومحافظة الإسكندرية وذلك خلال الموسم الصيفى الجاري.
أشار إلى أن الشاطئ سيتضمن إجراءات على أرض الواقع لكل ما له علاقة بالاشتراطات البيئية، تتضمن منع تواجد الأكياس البلاستيكية، و تقليل استخدامات أحادى الإستخدام، وفرز المخلفات،، مؤكداً بأنه بمجرد الانتهاء من هذه الإجراءات سيتم الإعلان عن اسم الشاطئ.
وأكد رئيس جهاز شئون البيئة أيضاً، الاستعداد لإطلاق فاعلية تنظيف «قاع البحر» والتى تستهدف إزالة المخلفات البيئية المتواجدة أسفل المياه منذ مئات السنين من مادة البلاستيك، والتى لا تتحلل بشكل سهل.
وقال إن المخلفات البلاستيكية التى تم إلقائها منذ 100 عام لاتزال موجودة أسفل قاع البحر وتضر بالبيئة حتى الآن، وسيتم العمل على إزالتها.
ولفت «رياض» إلى إعلان محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف عن دعم ذلك الملف من خلال اتخاذ إجراءات تنفيذية لتقليل الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وذلك ضمن منظومة الاستراتيجية الوطنية التى أعلنها رئيس مجلس الوزراء.
ولفت رئيس جهاز شئون البيئة إلى قانون 202 الصادر عام 2020 ويتعلق بتنظيف المخلفات، والذى تضمن بندًا لمنع التوزيع المجانى للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام لما لها من تأثيرات بيئية سلبية.
وتشير إحصائيات حكومية صادرة العام الماضى إلى بلوغ حجم الاستهلاك السنوى من الزجاجات البلاستيكية ب 13 مليار زجاجة تقريبا، فيما يبلغ حجم المخلفات ككل90 مليون طن، منها 26 مليون مخلفات صلبة، يمثل البلاستيك منها %6.
ويبلغ حجم استهلاك مصر من الأكياس البلاستيكية 12 مليار كيس سنويًا.
وفى هذا الصدد، صرح محافظ الإسكندرية بأنها شهدت مؤخراً إنطلاق مبادرة «الاقتصاد الدائري»، وهى فكرة جديدة وتم طرحها من قبل القنصلية الفرنسية بمشاركة وزارة البيئة، مشيرًا إلى أنها تأتى فى إطار تنظيف شواطئ الثغر ولكن بآليات تختلف عن التى تمت خلال الأعوام السابقة.
و أضاف «الشريف» أنه يتم تحويل المواد البلاستيكية والمخلفات التى تم جمعها من خلال مبادرة تنظيف الشواطئ، والناتجة عن المواطنين والبواخر السياحية، إلى مختبر جامعة الإسكندرية لإجراء تحليل لتلك المواد و إعادة تدويرها بشكل صحى وآمن.
وبحسب تصريحات محافظ الإسكندرية تستهدف المبادرةتقليل آثار التغيرات المناخية التى يعانى منها العالم حاليًا، والاستفادة بشكل اقتصادى منها فيما بعد.
وأشار إلى أن المبادرة استهدفت بشكل مبدئى تنظيف شاطئ «سيد درويش» بمنطقة الأنفوشى، منوهًا إلى أن الاتحاد الاوروبى أعلن أيضًا دعمه، لما لها من دور هام فى نظافة شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بدء الموسم الصيفي.
وأوضحأن المحافظة تستقبل يومياً عدد زائرين يتراوح من 2 إلى 2.5 مليون، مطالباً إياهم بضرورة الالتزام بعدم إلقاء المخلفات على شواطئ البحر أو داخل المياه وخاصة المواد البلاستيكية خلال الفترة المقبلة، لاسيما و أنها تُعد الأكثر ضرراً على صحة المواطنين وعلى البيئة البحرية.
ومن ناحية أخرى أكد الدكتور زياد الصياد مدير المركز الهندسى بكلية الهندسة وممثل جامعة الإسكندرية بفاعلية تنظيف الشواطئ، أن دور الجامعة فى مبادرة الاقتصاد الدائرى يتمثل فى إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية من خلال التصنيع الرقمي، وذلك عبر معمل «الإيكو فاب» التابع للجامعة.
وأضاف «الصياد» أن الجامعة بصدد إنشاء مركز تميز لإدارة المخلفات يضم كافة المختصين والمهتمين بإدارة المخلفات، و بمشاركة الجهات الحكومية والتنفيذية والقطاع الخاص.
أشار إلى أن المركز يستهدف متابعة الأبحاث العلمية عن إدارة المخلفات بالجامعة للوصول لنتائج يتم تطبيقها على أرض الواقع.
تجدر الإشارة إلى أنه يتم الاحتفال باليوم العالمى للبيئة فى 5 يونيو من كل عام وذلك منذ سنة 1973، وهو بمثابة منصة عالمية للتواصل البيئى بين شعوب العالم، حيث يشهد مشاركة ملايين الأشخاص من أجل حماية كوكب الأرض.
وقال خبراء بالبنك الدولى إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد أعلى بصمة من حيث نصيب الفرد من تسريب النفايات البلاستيكية إلى البيئة البحرية، مشيرين إلىأن المواطن العادى فى المنطقة يُلقى أكثر من 6 كيلوجرامات من تلك النفايات فى المحيطات كل عام.
وأضاف الخبراء أنه من شأن القضاء على التلوث بالنفايات البلاستيكية أن يحد من المخاطر التى تهدد صحة الإنسان والبيئة، فضلاً عن انبعاثات الكربون ودفع عجلة الاقتصاد الأزرق فى المنطقة.
