Ad

أكد عدد من مسئولى وخبراء قطاع تكنولوجيا المعلومات أن المنافسة بين عمالقة الصناعة، خاصة بين “مايكروسوفت» و”إنفيديا» على صدارة قائمة الشركات الأعلى قيمة سوقية أكثر من مجرد لعبة تجارية، ولكنها انعكاس للتحولات الجذرية على خريطة القطاع عالميا.

وقالوا إن الابتكار فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى ومعالجات الرسوميات سيلعبان دورًا فى تبادل المراكز والأدوار بين شركات التكنولوجيا خلال المرحلة المقبلة.

وأجمعوا أنه على الرغم من تقدم “إنفيديا» بخطى ثابتة نحو الصدارة بفضل معالجاتها الرسومية المبتكرة، فإن “مايكروسوفت» مستمرة فى تعزيز استثماراتها الضخمة فى مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى.

وكانت “إنفيديا» قد احتلت المركز الأول من حيث القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الأمريكية خلال يونيو الماضى، لتسجل 3.34 تريليون دولار متجاوزة بذلك “مايكروسوفت» التى بلغت 3.33 تريليون.

قال أحمد طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن التركيز على الابتكار ودمج أدوات الذكاء الاصطناعى فى نماذج أعمالها سيلعبان دورا رئيسيا فى تحديد القيم السوقية لشركات التكنولوجيا فى القريب العاجل.

وأوضح طارق أن المستقبل يتجه لصالح شركات ناشئة جديدة تعتمد كلياً على أنظمة الذكاء الاصطناعى، ما يمنحها إمكانيات وفرصًا هائلة للتفوق على نظيراتها العملاقة مثل مايكروسوفت، آبل، وجوجل، مستشهدًا بقصة نجاح شركة “إنفيديا» فى انتزاع صدارة المركز الأول من حيث القيمة السوقية من “مايكروسوفت» بفضل ابتكاراتها فى مجال الذكاء الاصطناعى، بعد سنوات طويلة من عدم الظهور الإعلامى .

كما سلط الضوء أيضًا شركة “أوبن إيه آي”، والتى ابتكرت تطبيق الدردشة الشهير “شات جى بى تي”، وأحدثت نقلة نوعية فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى التوليدى، كما طورت كذلك أداة “سورا» (Sora) لتحويل الأوامر النصية إلى مقاطع فيديو قصيرة، والتى ستمثل عنصراً مهماً للغاية فى رفع قيمتها السوقية.

بينما أكد الدكتور محمد عزام، المدير التنفيذى للشعبة العامة للاقتصاد الرقمى، أن جميع الشركات التى تجاوزت قيمتها السوقية حاليًا تريليون دولار تنتمى إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات، مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل.

وأضاف أن الاستثمار فى التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعى التوليدى وتطوير الأجيال الجديدة من الإنترنت والشبكات، مثل الجيل السادس للاتصالات “6G » ستكون عوامل حاسمة فى تحديد القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا.

وتوقع تراجع شركات مثل “جوجل» و”أمازون» خلال الفترة القادمة إذا لم تطور أدواتها وتبتكر تقنيات جديدة، بينما ستبرز “هواوي» كقوة صاعدة.

وأشار إلى أن المنافسة على صدارة قائمة شركات التكنولوجيا الأعلى فى القيمة السوقية مثل آبل ومايكروسوفت وإنفيديا هو أمر طبيعى بسبب المضاربات على أسهمها، كما يعد أيضًا دلالة قوية على المنافسة الشرسة الغير محسومة بين هذه الكيانات الكبرى خاصة أن كل واحدة منها تمتلك ميزة تنافسية عن الأخرى تتمثل فى حجم الاستثمارات المخصصة لمشروعات البحث والتطوير.

وعزا نجاح “إنفيديا» فى الفترة الأخيرة إلى قدرتها على ابتكار معالجات رسومية أحدثت نقلة نوعية فى كفاءة وسرعة معالجة البيانات، ما جعلها تصبح صانع الرقائق الإلكترونية الأعلى قيمة سوقية فى العالم، متجاوزة بذلك عمالقة حلول تكنولوجيا الحوسبة السحابية ومن بينهم “مايكروسوفت”.

واستشهد بنموذج “نوكيا» التى كانت رائدة فى سوق أجهزة الهواتف المحمولة ولكنها تراجعت بشكل كبير أمام العلامات التجارية الأحدث بسبب عدم مواكبتها للتطورات التكنولوجية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن أى شركة لا تطور من أساليبها التقنية، وتعتمد أجيالاً جديدة من التكنولوجيا، ستواجه خطر الاندثار خلال الأعوام القليلة المقبلة.

ولفت الدكتور مراد كواشى، الخبير الاقتصادى والأستاذ الجامعى الجزائرى، إلى إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد العالمى منذ حوالى 3 سنوات، مؤكدا أن شركات التكنولوجيا تتصدر حاليا الساحة، بدلًا من نظيراتها العاملة فى قطاع الطاقة.

واعتبر أن المنافسة الشديدة بين إنفيديا، ومايكروسوفت، وآبل يعكس تحول الصراع من الأنشطة التقليدية مثل الطاقة، والصناعة، وصناعة السيارات، إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى.

ولفت إلى أن الفارق فى القيمة السوقية بين إنفيديا ومايكروسوفت ضئيل للغاية، متوقعًا أن يستمر تبادل المراكز بينهما لفترة طويلة.

ورأى أن الشركات التى ستتربع على القمة خلال السنوات القادمة ستكون المتخصصة فى مجالات الذكاء الاصطناعى، وقادرة على ضخ استثمارات كبيرة فى البحث والتطوير لخدمة أكبر شريحة من جمهور المستخدمين.

بينما توقع محمد نبيل، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذى لشركة “وايد بوت”، أن تظل الشركات الكبرى مثل آبل، مايكروسوفت، إنفيديا، وجوجل مسيطرة على السوق العالمية وفى حالة تنافس محتدم، موضحا أن هذه الكيانات العملاقة تلجأ للاستحواذ على الشركات الناشئة ذات الإمكانيات للوصول إلى قيم سوقية تريليونية قبل أن تنمو لمنافستها.

وأضاف أن العديد من شركات التكنولوجيا فى مصر والسعودية، خاصة المعتمدة منها على الذكاء الاصطناعى، أصبحت قادرة على الانضمام بسهولة إلى نادى المليار دولار أكثر من ذى قبل تزامنًا مع موجة التحول الرقمى التى تشهدها مختلف القطاعات الاقتصادية.

وأكد نبيل أن الشركات التى لن تواكب التطور وتدمج أدوات الذكاء الاصطناعى فى عملياتها ستواجه صعوبة كبيرة فى البقاء، مشيرًا إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعى توفر الوقت والجهد على العاملين وتستخلص البيانات بكفاءة ودقة عالية.

وتوقع استمرار شركات الذكاء الاصطناعى فى النمو المضطرد عالميا خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

ورأى كريم غنيم، رئيس شركة KMG للاستيراد والتصدير وكيل أكثر من علامة تجارية فى سوق المحمول أن الساحة العالمية تشهد حاليًا مرحلة انتقالية مع بداية عصر الاعتماد على الذكاء الاصطناعى، على غرار ما حدث عند ظهور “واتس آب» الذى تحول بسرعة من شركة ناشئة إلى كيان قوى تجاوزت قيمته السوقية “نوكيا”، التى كانت تتربع على عرش شركات الهواتف المحمولة فى ذلك الوقت.

وأكد غنيم أن الشركات الصينية المتخصصة فى مجالات الذكاء الاصطناعى ستصبح لاعبا رئيسيا على الساحة العالمية فى الفترة المقبلة، معتبرا أن أن تصدر “إنفيديا» قائمة شركات التكنولوجيا من حيث القيمة السوقية على حساب “مايكروسوفت» ليس أمرًا مفاجئًا، نظراً لما تقدمه من معالجات قوية تتفوق على منافسيها.

وأشار إلى أن دخول الذكاء الاصطناعى فى المعادلة السوقية سيقلب موازين القوى التقليدية، مبيناً أن الشركات التى تستثمر فى البحث والتطوير فى هذه التقنيات وتتخذ خطوات جريئة وسريعة ستكون لها الغلبة فى هذا السباق.

كما لفت إلى ضرورة أن تتكيف الشركات مع احتياجات السوق ومقتضيات العصر، مشيراً إلى أن حجم ومكانة أى شركة لا يؤهلها بالضرورة للبقاء دائما فى المقدمة.

طارق: الابتكار والذكاء الاصطناعى سيحسمان المنافسة

عزام: «هواوى» قوة صاعدة.. و«جوجل» و«أمازون» مهددتان بالخروج من القائمة

كواشى: مشروعات البحث والتطوير كلمة السر

غنيم: تاريخ وحجم أى كيان لا يؤهله بالضرورة للصدارة