المبيعات القياسية وتبعات التمويل تحكمان السـيطرة على أداء الشركات العقارية فى الربع الأول من 2024

Ad

شهد الربع الأول من العام الجارى مبيعات قياسية لشركات العقارات فى فترة تميزت يتزايد طلبات الشراء رغبة من الأفراد فى ادخار وتوظيف أموالهم فى أوعية استثمارية آمنة وتجنب التراجع المستمر حينها فى قيمة العملة؛ ولكن خبراء رجحوا هدوء وتيرة الزيادات فى الفترة القادمة من العام الجارى.

وفقًا للقوائم المالية المُعلنة من شركات التطوير العقارى تم ملاحظة ارتفاع حجم المبيعات ، وأيضًا من خلال تقرير صادر عن شركة ذا بورد كونسالتينج نجد أن الشركات فى عام 2023 حققت 800 مليار جنيه مبيعات، مقارنة بـ 476 مليار فى 2022، بنسبة نمو %68، واستمر وضع الشراء التحوطى خوفًا من حدوث تعويم طوال شهر يناير وفبراير والأول من مارس العام الحالى.

وسيطرت التكاليف والإيرادات التمويلية بشكل لافت على رسم حركة القوائم المالية لبعض الشركات العقارية بأول 3 شهور من العام الجاري؛ وهو ما جاء بسبب ارتفاع أسعار الفائدة لدى البنك المركزى.

بداية أعلنت مجموعة «طلعت مصطفى» القابضة عن زيادة أرباحها لتسجل 4.1 مليار جنيه مقارنًة بـ 700 مليون جنيه خلال نفس الفترة من السنة الماضية، لترتفع بنسبة نمو %494.

لكن فيما يخص النشاط العقارى فقط، فشهدت «طلعت مصطفى» زيادة طفيفة فى مجمل الأرباح حيث سجلت فى الربع الأول لهذا العام 923 مليون جنيه، مقارنة بمبلغ 822 مليون جنيه فى الربع الأول لعام 2023، حيث وصلت إيراداتها فى الربع الأول للعام الحالى 3.4 مليار، مقارنًة بـ 2.8 مليار.

وحققت إجمالى مبيعات بقيمة 63.5 مليار جنيه؛ مقارنة بـ 20.5 مليار بزيادة %202؛ وجاء ذلك فى تقرير الإدارة التنفيذية، والذى كشف عن تحقيق نتائج أعمال غير مسبوقة على مستوى جميع أنشطة المجموعة المختلفة.

وتضاعف المخزون العقارى لها فبلغ فى الربع الأول للعام الحالى 2.3 مليار جنيه، مقارنًة بـ 1.1 مليار فى أخر ثلاث شهور من السنة الماضية.

وتراجعت سيولة الشركة فى الربع الأول للعام الحالى لتسجل قيمة إجمالية 5.5 مليار جنيه، مقارنًة بالربع الأخير للعام الماضى فقد كانت 7.5 مليار.

وأشارت «طلعت مصطفى» إلى تنوع الإيرادات مع دخولها فى مشروعات خارج مصر، مثل مشروع مدينة بنان بالمملكة العربية السعودية، وزيادة محفظتها الفندقية، ما يترتب عليه تعظيم إيرادات المجموعة من العملات الأجنبية، ويحقق استراتيجية المجموعة، وذلك بحيث تصل نسبة الإيرادات من العملات الأجنبية إلى حوالى %60، مما ينعكس بالإيجاب على قوة المركز المالى.

أرباح «بالم هيلز»

زادت أرباح شركة بالم هيلز للتعمير، نحو 4 مرات فى الربع الأول من العام الجارى، لتصل إلى مليار جنيه، فيما كانت 252 مليون خلال نفس الفترة من السنة الماضية

وارتفعت إيرادتها لتسجل 6.2 مليار جنيه، مقابل 3.5 مليار، لكنها أيضًا شهدت زيادة بالغة فى التكاليف لتصل إلى 3.8 مليار ، مقارنًة بـ 2.3 مليار.

وسجلت إجمالى مبيعات 28.9 مليار جنيه مقابل 7 مليارات، وبالنسبة للأصول النقدية فى الصندوق أو لدى البنوك زادت بشكل طفيف، فكانت 3.1 مليار بنهاية العام الماضى لتلامس 3.5 مليار بالربع الأول من 2024.

فيما بلغت الدفعات المقدمة فى الربع الأول من العام الحالى 26.8 مليار جنيه، مقارنة بـ 20.9 مليار فى أخر ثلاث شهور من العام الماضى.

وقامت «بالم هيلز» بتحصيل إيرادات تمويلية فى أول ثلاث شهور من العام الحالى وصلت إلى 80.6 مليون جنيه، مقارنًة بنفس الفترة من السنة الماضة سجلت قيمة 55.9 مليون .

أما بالنسبة للتكاليف التمويلية فسجلت 395 مليون فى الربع الأول من عام 2024، وكانت قد بلغت 368 مليون.

وقال ياسين منصور رئيس مجلس إدارة الشركة، إن النمو الإيجابى جاء فى الظروف التى كان يمر بها الاقتصاد الكلى فى هذه الفترة، مما يعكس صمود الشركة فى القطاع العقارى المصرى، لمقاومة تحدى الزيادات السعرية الناتجة عن ارتفاع تكاليف مواد البناء .

وأكد فى بيان صحفى على أن الشركة تعمل على تنشيط وتيرة البناء والإنشاءات، إلى جانب خطة لإدارة المخزون العقارى للشركة.

وتابع أن الشركة تسعى لاستكشاف الفرص الجديدة فى السوق المصرية، وتأمين مخزون جديدة من الأراضى خلال 2024.

إيرادات «أوراسكوم للتنمية»

ارتفع إجمالى الإيرادات لـ «أوراسكوم للتنمية» بنسبة %41.4 لتصل الى 4.2 مليار جنيه خلال الربع الأول من 2024، مقارنًة بـ 2.9 مليار فى نفس الفترة من عام 2024.

وزادت صافى أرباحها بعد خصم الضرائب فسجل 984 مليون جنيه مقابل 383 مليون؛ وبلغت التكاليف 3 مليارات، بعد أن كانت 1.9 مليار.

وزادت السيولة النقدية لـ «أوراسكوم للتنمية» فى الربع الأول للعام الحالى لتسجل 7 مليارات جنيه، مقارنًا بـ 5.1 مليار فى الربع الأخير من العام الماضى، وفقًا للقوائم المالية للشركة.

وبالنسبة لدفعات مقدمات العملاء ارتفعت بشكل طفيف، فسجلت فى 31 مارس من العام الحالى 5 مليارات جنيه وكانت فى 31 ديسمبر من السنة الماضية 4.9 مليار .

وأيضًا هناك زيادة كبيرة فى القروض التى حصلت عليها «أوراسكوم» فبلغت 9.1 مليار جنيه، مقارنًة بـ 5.1 مليار فى الربع الأخير من العام الماضى.

وحصلت على تسهيلات ائتمانية وسحب على المكشوف فى الربع الأول من 2024 بقيمة 128 مليون جنيه، مقارنًة بأنها لم تحصل على أى تسهيلات ائتمانية فى الربع الأخير من عام 2023.

وبالنسبة للفوائد المالية المدفوعة فى مارس للعام الحالى سجلت 372 مليون جنيه، وفى نهاية العام الماضى كانت 182 مليون .

زيادة أرباح «مدينة مصر»

وكشفت القوائم المالية المجمعة لشركة “مدينة مصر» تحقيقها فى الربع الأول من العام الجارى صافى أرباح 1.179 مليار جنيه ،لترتفع نسبة أرباحها عن العام الماضى بنسبة %287.8 حيث سجلت 304.2 مليون .

كما بلغ صافى إيرادات الشركة 3 مليارات جنيه ليرتفع بنسبة %193، عن العام الماضى لنفس الفترة حيث حققت مليار جنيه، كما ارتفعت تكاليف إيرادات الشركة بنسبة %40 حيث سجلت 658.808 مليون مقارنة ب 469.743 مليون العام الماضى.

وانخفضت قيمة الوحدات العقارية التامة بنسبة %0.33 حسب التقرير، حيث سجلت فى الربع الأول من هذا العام 265.436 مليون، مقابل 266.327 مليون نهاية ديسمبر من العام الماضى.

وذكر عبد الله سلام أن الإدارة أكّدت فى بيان نتائجها المالية والتشغيلية عن فترة الربع تضاعف المبيعات التعاقدية، خلال فترة التقرير ثمانى مرات لتسجل 14.9 مليار جنيه، إضافةً إلى نجاح شركتى “منّك» للاستثمار العقارى و”إيجى كان» للتطوير العقارى فى تسجيل مبيعات تعاقدية بقيمة 43 مليون ، مما أثمر ذلك عن تضاعف الإيرادات ثلاث مرات.

كما أطلق ذراع الشركة للبحوث والتطوير منصة “مدينة مصر إنوفيشن لابس» نظام “ثقة» والذى يقدم أول حل ابتكارى من نوعه فى سوق العقارات، وهو عبارة عن شهادة ضمان تقدم بديلا لوديعة الصيانة التقليدية بما يتفق مع رؤيتها الهادفة إلى معالجة التحديات المرتبطة بامتلاك العقارات فى مصر عبر تعظيم القيمة للعملاء .

إعمار مصر

أما شركة “إعمار مصر» فقد بلغ صافى أرباحها فى الربع الأول من هذا العام 5.732 مليار جنيه ليرتفع بنسبة %157.5 عن العام السابق فى نفس الفترة، حيث حققت 2.226 مليار.

وانخفضت إيرادات الشركة بنسبة %18.2 لتصل 1.576 مليار جنيه، مقابل 1.863 مليار فى نفس الفترة العام الماضى، كما انخفضت التكاليف بنسبة تقارب %30 لتصل إلى 813.966 مليون ، حيث بلغت 1.056 مليار؛ لينخفض مجمل ربح الشركة بنسبة %5.8 حيث بلغ 762.125 مليون مقابل 806.704 مليون.

وتعد الإيرادات التمويلية أحد أهم مصادر الدخل التى تسد الفجوة الحاصلة بمجمل الأرباح للشركة، حيث ارتفعت بنسبة %188.6 ، وحققت للشركة ما يقارب 6.734 مليار ، مقابل 2.333 مليار خلال نفس الفترة من السنة الماضية، فى حين انخفضت المصروفات التمويلية بنسبة %61.5 لتبلغ 17.228 مليون مقابل 27.828 مليون العام الماضى.

وارتفعت النقدية بالصندوق ولدى البنوك بنسبة %67 حيث بلغت 16.021 مليار جنيه بعد أن كانت 9.590 مليار بنهاية ديسمبر من العام الماضى.

كما انخفضت التسهيلات الائتمانية بنسبة %22.7 حيث بلغت 974.092 فى الربع الأول من هذا العام، مقابل 1.196 مليار نهاية ديسمبر من العام الماضى.

وارتفعت الدفعات المقدمة بنسبة %6.3 لتصل إلى 25.307 مليار بعد أن كانت 23.794 مليار نهاية ديسمبر العام الماضى.

«سوديك»

وحققت شركة “سوديك» أرباحاً فى الربع الأول من هذا العام بقيمة 392.055 مليون جنيه، مقابل 191.022 مليون خلال نفس الفترة العام الماضى.

كما ارتفعت المبيعات العقارية بنسبة %20.5 حيث حققت 1.627 مليار جنيه، مقابل 1.350 مليار للربع الأول من العام الماضى، فى حين بلغت إجمالى إيرادات النشاط 1.839 مليار ، ليرتفع بنحو %23 مقابل 1.496 مليار.

وارتفعت الإيرادات التمويلية بنحو %60 لتحقق 292.419 مليون جنيه للربع الأول من هذا العام، مقابل 182.812 مليون فى الربع الأول من العام الماضى، كما ارتفعت التكاليف التمويلية بدورها بنسبة %42.5 لتصل 151.260 مليون للربع الأول من 2024 ،مقابل 106.131 مليون خلال نفس الفترة العام الماضى.

كما انخفضت قيمة الوحدات التامة الجاهزة للبيع بنسبة %1.8 لتصل قيمتها إلى 982.177 مليون جنيه ،مقابل مليار جنيه فى نهاية ديسمبر من العام الماضى.

وبلغت دفعات الحجز لدى الشركة 14.170 مليار بعد أن كانت 12.428 بنهاية ديسمبر من العام الماضى لترتفع بذلك بنسبة %14.

وانخفضت القروض البنكية للشركة بنحو %9 لتسجل 1.878 مليار جنية، بعد أن كانت ما يقارب 2 مليار نهاية ديسمبر العام الماضى.

وبحسب تقرير “ذا بورد كونسالتنغ» للاستشارات العقارية فقد بلغت مبيعات شركة “أورا ديفلوبرز» 29.8 مليار جنيه فى الربع الأول من 2024، مقارنة بنحو 15 مليار حنيه فى الربع المماثل من 2023 بزيادة %99.

وحققت ماونتن فيو 27.88 مليار جنيه فى الربع الأول من العام الجارى، مقابل 4.5 مليار جنيه فى الربع الأول من العام الماضى لترتفع بنسبة %520.

وبلغت مبيعات شركة “تطوير مصر» نحو 11 مليار جنيه، حيث ارتفعت بنسبة %200 مقارنة بالربع الاول من العام الماضي؛ واستطاعت شركة “نيو جيزة» تسجيل مبيعات بقيمة 13 مليار جنيه ليرتفع بنسبة %333 عن العام الماضى فى نفس الفترة حيث حققت 3 مليارات جنيه خلال نفس الفترة.

وحققت شركة «سيتى إيدج» 18.4 مليار جنيه فى الربع الأول من العام الجارى، مقارنة بـ 4.6 مليار فى الربع الأول من العام الماضى بارتفاع %300.

أما “هايد بارك» فوصل إجمالى مبيعاتها إلى 12.1 مليار جنيه ، مقابل 2.7 مليار خلال نفس الفترة العام الماضى ليرتفع بنسبة %348؛ كما حققت شركة “لافيستا» إجمالى مبيعاتها 15.3 مليار خلال الربع الأول من العام الجارى ،مقارنة بـ 0.5 مليار فى الربع الاول من العام السابق ليرتفع آداؤها بنحو %3000.

وأعلنت شركة مصر إيطاليا العقارية، تسجيل مبيعات تعاقدية بقيمة 6 مليارات جنيه خلال الربع الأول من العام الجارى، وأنها تستهدف مبيعات تعاقدية بقيمة 26 مليار بنهاية السنة الحالية، وتنوى ضخ استثمارات بقيمة 5.5 مليار فى أعمال الإنشاءات خلال العام الجارى، بزيادة %20 مقارنة باستثمارات العام الماضى.

وتعليقًا على ذلك قال المهندس “فتح الله فوزي» رئيس شركة مينا لاستشارات التطوير العقارى إنه من بداية عام 2023 حتى الربع الأول من 2024، كان هناك عدم اتزان فى سعر العملة، وخوفًا من حدوث تعويم آخر من البنك المركزى، كان الناس يسعون لوضع أموالهم فى أى وعاء ادخارى عدا تركها كما هى.

وأشار إلى أنه تحديدًا من الربع الأول من العام الماضى حتى أول ثلاث شهور من 2024، كانت ذروة شراء العقار ليس من المستثمرين فقط ولكن من الأشخاص العاديين لحفظ قيمة أموالهم، لكن مع بداية أبريل من العام الحالى انخفضت القوة الشرائية نسبيًا خصوصًا من المستثمرين، نتيجة للتعويم الأخير فى شهر مارس.

بينما عزا المهندس “محمد البستاني» رئيس جمعية مطورى القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية تحقيق المبيعات القياسية إلى ارتفاع الدولار فى السوق الموازية بوتيرة سريعة، مما أدى إلى حدوث حالة من الذعر للعميل أدت إلى التعجيل بعمليات الشراء، فتضاعف حجم المبيعات عن السنة الماضية ،إلى أن تحرر سعر صرف الجنيه فى مارس الماضي

ورجح انخفاض المبيعات بنسبة %60 عن الطبيعى هذا العام وذلك لحدوث حالة من التشبع خلال الأربعة شهور من نوفمبر الماضى إلى فبراير فى السوق العقارية.

وحذر “البستاني» من التمويل المصرفى (القروض) فى الفترة الراهنة لارتفاع سعر الفائدة مما لا يعادل تحقيق الأرباح المستهدفة من المشروع، وإحدى الحلول – من وجهة نظره - أن يطيل المطور أمد تنفيذ المشروع بما يتيح له التمويل ذاتياً.

وأوضح أنه مع تقلبات السوق خلال السنتين الماضيين اكتسب مطورو السوق العقارية بعض الخبرة، وظهر ما يسمى بسياسات التحوط وهو بيع ثلث المشروع أولاً والثلث الثانى أثناء التنفيذ والأخير بعد الإنهاء، لضمان استمرارية البيع، ومجابهة هذه التغيرات فى الأسعار.

وقال الدكتور جون سعد خبير الاستثمار العقارى إن المبيعات القياسية للشركات بالربع الأول من العام الجارى تعتبر خادعة للغاية؛ لأنها مرتبطة فى الأساس بارتفاع قيمة العقارات بشكل لافت؛ نتيجة فقرات التكاليف ومواد البناء.

وأكد أن المتابع للسوق لديه عدة ظواهر رئيسية للقطاع فى المرحلة الراهنة منها انخفاض عدد الأمتار البيعية ،وتراجع عدد الوحدات المباعة؛ مع تدهور الملاءة المالية لأغلب المطورين بما قد يهدد قدرتهم على الوفاء بالجدول الزمنى للتسليم مع العملاء.

قفزات تاريخية لمجموعة طلعت مصطفى على كافة الأصعدة والأنشطة المكملة

نمو الإيرادات التمويلية لـ «إعمار مصر» بنسبة %188.6 بفضل توافر السيولة

«بالم هيلز» تعمل على تنشيط وتيرة البناء والإنشاءات بجانب خطة لإدارة المخزون

«مدينة مصر» تبدأ جنى ثمار استراتيجية إعادة الهيكلة وإطلاق منتجات مبتكرة

محمد البستانى يدعو المطورين لإطالة أمد تنفيذ المشروعات لضمان الموارد الذاتية

جون سعد: الأرقام المعلنة «خادعة» لإرتباطها بفترة التسابق على الشراء لتخزين قيمة العملة