كشف أعضاء لجان تنظيمية وأصحاب شركات سياحة دينيةعن الكواليس التى أدت الى زيادة حالات الوفيات فى موسم الحج خلال العام الجارى ، مطالبين بضرورة تشكيل لجنة استقصائيةتتولى عمليةالبحث والاستفسار من الحجاج العائدين عن الكيانات و السماسرةالذين تولوا سفرهم بصورة غير نظامية.
وشهد موسم حج 2024، أزمة كبرى بعد ارتفاع عدد الوفيات لأكثر من 600 بين صفوف الحجاج المصريين فى المملكة العربية السعودية، بسبب سفر الغالبية منهمبعيدا عن الأطر النظامية ،وبالتالى لم يتم توفير الخدمات اللوجيستية اللازمة لهم، مما ترتب عليه سحب تراخيص نحو 16 شركة.
وقالباسل السيسى عضو اللجنة الفنية للحج بوزارة السياحة والآثار و رئيس شركة سيسى ترافيل إنه يجب تشكيل لجنة استقصائية تتولى الاستفسار من الحجاج العائدين من السعودية الذين حصلوا على تأشيرة زيارة، عن الكيانات التى قامت بتسفيرهم وذلك للتحقيق معها ومحاسبتها.
وأضاف السيسى فى تصريحات لـ«المال» أن الـ 16 شركة الذين صدر قرار بسحب رخصهم لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية كانت الوزارة قد أوقفتهم منذ شهرين بسبب إصدارهم لـ«باركود» بأعداد كبيرة.
وأشار إلى أن قانون بوابة الحج والعمرة يتيح للشركات السياحية إصدار الباركود للمسافر دون تنظيم برنامج له، وهو أمر يمكن أن يستغله البعض.
وتابع أن غرفة الشركات السياحية تقدمت بمقترح للوزارة خلال شهر فبرايرالماضى ينص على ضرورة تنظيم عملية إصدار الباركود ،ومعرفة الغرض من سفر المواطن وموعد عودته ،وتقديم الضمانات اللازمة لعدم حدوث أى أزمة.
وأكد أن شركات السياحة المصريةالمنظمة لرحلات الحج لا علاقة لها بالمواطنين الذين سافروا لأداء المناسك هذا العام من خلال تأشيرات الزيارة،إلا باستثناء حالات فردية.
ولفت إلى أن هناك كيانات وهمية وسماسرة يتحملون مسئولية حدوث هذه الأزمة.
وقالياسر سلطان عضو غرفة شركات السياحة إن تكلفة الحج عند السماسرة والكيانات الوهمية تبدأ من 120 ألف جنيه، بينما الجهات الرسمية تبدأ بسعر191 ألفا للبرى ، بينما يصل الاقتصادى من خلال الطيران إلى 260 ألفاً ،مؤكدا أن السمسار لا يقدم أى خدمات ولا مخيمات للحجاج، ونتيجة لذلك ارتفعت أعداد الوفيات.
وأكد سلطان أن شركات السياحة المصرية تقوم بدفع مبلغ 80 ألف جنيه لخدمات الإعاشة عن كل حاج لتوفير الخيام والوجبات والأتوبيسات فى المقاصد المقدسة بكل من عرفات ومنى، فيما لا يقدم السمسار أى خدمات لوجيستية للمسافرين.
وتابع أن انخفاض المعروض مقارنة بحجم الطلب على رحلات الحج من ضمن أسباب حدوث تلك الأزمة، خاصة أن مصر لا تحصل على حصتها كاملة من السعودية بما يتناسب مع عدد السكان.
وأضاف أن الكيانات الوهمية وغير المرخصة والسماسرة تغازل المواطنين الراغبين فى أداء مناسك الحج، من خلال الأسعار الزهيدة دون تقديم خدمات لهم.
ولفت إلى أن هناك سيطرة من السماسرة فى القرى وتصل أعدادهم إلى أضعاف شركات السياحة والعاملين بها، مطالبا بضرورة القضاء على تلك الكيانات الوهمية.
واقترح سلطان ضرورة وقف إصدار الباركود بمجرد بدء موسم الحج، بالإضافة إلى استحداث برنامج يتناسب مع هؤلاء المواطنين.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بتشكيل خلية أزمة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين.
وأفاد التقرير الصادر عن الأمانة الفنية لخلية إدارة الأزمة، أنه تم رصد 16 شركة سياحة ـ بصورة مبدئية ـ قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم أى خدمات.
وكلف رئيس الوزراء بسرعة سحب رخص هذه الشركات، وإحالة المسئولين إلى النيابة العامة، مع تغريمها لصالح أسر الحجاج الذين تسببوا فى وفاتهم.
