مددت هيئة قناة السويس، نهاية الأسبوع الماضى العمل بالحوافز المقدمة لبعض أنواع السفن وأبرزها الحاويات والصب الجاف والسيارات والبترول الخام ومشتقاته والكيماويات، بنسب تراوحت بين 10 إلى %75 حتى نهاية ديسمبر المقبل، فى محاولة منها للاحتفاظ بعملائها من شركات الشحن، لاسيما وأنه لا توجد أى بادرة لحل أزمة البحر الأحمر فى الوقت الحالى، وفقا لخبراء السوق الملاحية.
وقال الدكتور يحيى رشدى، المستشار الاقتصادى السابق بهيئة قناة السويسإن أزمة باب المندب والبحر الأحمر لا تستدعى حاليا أى قرارات برفع رسوم أو تغيير نسب التخفيضات، لذلك كانت قرارات الهيئة صائبة بأن تحافظ على عملائها الحاليين، دون أى تغير فى النسب الحالية.
وأكد “رشدى “ أن ارتفاع أسعار البترول سيزيد من معاناة السفن التى اختارت مسارات بديلة لقناة السويس، نتيجة لارتفاع التكاليف مما يجعل القناة هى الاختيار الأفضل للخطوط الملاحية وعودة السفن مرهون بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة .
وتسعى هيئة قناة السويس إلى جذب عملاء جدد من الخطوط الملاحية خاصة العاملة بين “الخليج الأمريكي”من جهة وموانئ “الشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا الساحل الشرقى الأمريكى” من جهة أخرى.
وواصلت هيئة قناة السويس، سلسلة التراجع فى إيراداتها التى بدأت منذ بداية العام الجارى، نتيجة أزمة البحر الأحمر، وتحويل شركات الشحن مسارها للدوران حول أفريقيا بدلا من المجرى الملاحى المصرى، لتسجل حصيلة الإيرادات المجمعة خلال شهر مايو الماضى نحو 337.8 مليون دولار مقارنة مع الشهر المماثل من عام 2023، الذى سجل 648 مليونًا، بنسبة انخفاض قدرها %64.3.
وتعد قناة السويس من أهم الممرات الملاحية فى العالم، وتعتبر أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وأحد أهم مصادر العملة الأجنبية للاقتصاد المصرى، وتأثرت بشكل كبير بداية من العام الحالى بسبب شن الحوثيين منذ نوفمبر 2023، هجمات عديدة على سفن تجارية فى البحر الأحمر، مما تسبب فى تعطيل الشحن العالمى، ولجأت بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وقال اللواء عصام بدوى الأمين العام لاتحاد الموانئ البحرية العربية، إن معدلات حركة الملاحة بقناة السويس شهدت تراجعا كبيرا نتيجة أزمة البحر الأحمر مما يصعب معها تحريك نسب التخفيضات، موضحا أن القناة تسعى فى ظل تلك الظروف للحفاظ على عملائها الحاليين.
وأضاف أن تأثير تلك التخفيضات والتى تصل إلى %75 ستكون طفيفة ولكنها تجذب عملاء جدد من الخطوط الملاحيةالقادمة منشمال القناة حيث البحر المتوسط حتى ميناء السخنة والموانئ السعودية وعلى رأسها ميناء جدة وميناء بورسودان والسخنة جنوبا، والتى تعاود رحلاتها مرة أخرى بعيدا عن باب المندب متجهة إلى البحر المتوسط.
ويتوقع أن تتراجع إيرادات القناة، للعام المالى الجارى 2023/ 2024، لتسجل 7.2 مليار دولار، بنسبة تراجع %22.8 مقارنة مع العام المالى السابق 2023/2022، والذى سجل إيرادات بلغت 9.3 مليار دولار، متأثرة بهجمات الحوثيين على السفن بالبحر الأحمرحسبما أكد بيان حركة الملاحة للعام المالى 2023/ 2024 المقدم إلى مجلس النواب.