أكد خبراء على ضرورة إدراك الأجيال الجديدة لأهمية التأمين، خاصة مع تحمله للمسئوليات المالية، مثل امتلاك المنازل وتكوين الأسر أو إطلاق الأعمال التجارية.
وبيّن الخبراء أن شركات التأمين لا بد أن تقوم بعرض منتجات وخدمات تلبى تفضيلات واحتياجات الأجيال الأصغر سنا، عبر توفير منصات رقمية لشراء وثائق التأمين وتقديم تغطيات للمخاطر الناشئة، مثل المخاطر الإلكترونية أو العمل فى اقتصاد العمل الحر.
وبيّنوا أن المؤسسات التأمينية تجد نفسها فى حيرة تامة فى كثير من الأحيان بسبب الطبيعة الفريدة لجيل زد (المواليد بين 1996 و2016)، خاصة وأن سوء فهم هذه الفئة المحيرة يمكن أن يكون مكلفا للغاية، حيث أن مواقفه تجاه المال وشئونه تتوافق أحيانا مع الأكبر سنا، لكنها فى أحيان أخرى تختلف جذريا، إذ إن جيل زد مواطنون رقميون بالكامل، يبحثون عن المنتجات والخدمات التى يحتاجونها عبر الإنترنت، ما يجعل العالم الافتراضى قناة فعالة للتواصل معهم.
راحة البال
وقالت غادة الحريرى مدير وكالات البيع المباشر بشركة ثروة لتأمينات الحياة إن مع دخول جيل (Z) إلى سوق العمل تدريجيا بعد الانتهاء من دراستهم سيزداد تأثيرهم، مما يؤدى إلى قفزات متناسبة فى الإنفاق وقوة الاستثمار، خاصة مع وصولها إلى سن العمل وكسب دخولهم الأولى، ومن ثم، لا بد من اكتساب اهتمام هذه الفئة وزيادة مجموعة الأموال المستثمرة فى استحداث منتجات تأمينية لهم، بينما تحتاج الشركات والمؤسسات إلى فهم ما الذى يجعلهم يتبنون علاماتها التجارية.
وأكدت على أهمية سد الفجوة بين العالمين الواقعى والافتراضى للوصول إلى تلك الفئات، باستخدام التقنيات الحديثة، مما يساعد الشركات على القضاء على فجوات التواصل مع عملائها، لا سيما وأن جيل زد ربما نشأ فى عالم رقمى خالص، إلا أن هناك العديد من المزايا التى يفضلونها فى المنتجات التقليدية، إحداها ثقتهم بأن التقليدية ستحمى بياناتهم أكثر من ثقتهم بالعالم الافتراضى.
وبيّنت أن استطلاعا لشركة أوليفر وايمان العالمية (Oliver Wyman) للاستشارات الإدارية، أكد أن %43 من أفراد جيل زد يولون فروع البنوك التقليدية أهمية كبيرة بشكل عام، لأنها توفر لهم راحة البال، إلا أن بناء علاقات دائمة مع هذا الجيل تحتاج إلى الجمع بين حضور شركات التأمين المادى وعروضها الرقمية التنافسية، بما فى ذلك الميتافيرس، حيث يمضى العديد من أفراد هذا الجيل وقتهم.
ولفتت إلى أن مؤسسات التأمين عليها تقديم خدمات تلبى رغبة هذا الجيل فى الراحة والاختيار والقيمة المضافة والاستدامة والخصوصية، مع الحرص أن يكون جزءا من خدماتها عبر الإنترنت، ولكن الكفاءة وحدها لن تكون كافية لجيل نشأ وهو يحمل الهواتف الذكية بين يديه .
وذكرت أن استطلاعا أجرته شركة أوليفر وايمان (Oliver Wyman) أكد أن %73 من ذلك الجيل أكد أن تجربة العميل تلعب دورا رئيسا فى تحديد علامتهم التجارية المفضلة، حيث يتطلعون إلى امتلاك الأدوات التى تساعدهم على إدارة أموالهم والتعلم من أقرانهم وتوفير شعور بالراحة.
وأفادت بأن هذا الجيل يتبنى أدوات ابتكار رقمى متعددة، حسب (Oliver Wyman)، حيث أكدت استطلاعات الشركة أن %72 منهم يستخدمون تطبيقات رقمية مصرفية، من البنوك المباشرة التى تعمل حصريا باستخدام خدمات مصرفية عبر الإنترنت دون شبكات فروع مادية تقليدية، لأنه يقدم تجربة سلسة مع رسومات جذابة ومعلومات حول إجراء المعاملات أو اختيار مكان الاستثمار.
تفعيل منصات التواصل الاجتماعى
وقالت أمانى الماحى رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو اتحاد التحكيم الأفرو آسيوى إن اقتصاد العمل الحر يشير إلى سوق عمل يتميز بالوظائف قصيرة الأجل أو المستقلة أو المؤقتة، التى يتم دفع أجورها فى كثير من الأحيان من خلال منصات أو تطبيقات رقمية، بينما يعمل المعروفون باسم “المستقلون” على أساس المشروع أو المهمة بدلا من الدوام الكامل التقليدى، وتشمل الأمثلة على ذلك خدمات العمل بالرحلات التشاركية مثل Uberومنصات توصيل الطعام مثل DoorDash و Deliveroo و Upwork وFiverr وإيجارات الإقامة قصيرة الأجل مثل Airbnb.
وبيّنت أن من يمتهنون اقتصاد العمل الحر يتمتعون بالمرونة فى جداول عملهم، إلا أنهم غالبا يفتقرون إلى المزايا والحماية المرتبطة بالتقليدى، مثل الرعاية الصحية وخطط التقاعد والأمن الوظيفى.
وأوضحت أن استهداف جيل Z بمحتوى تأمينى رقمى يومى يعد تحديا بسبب كمية المعلومات الهائلة التى يواجهونها، علاوة على ذلك، يشعر العديد من الشباب بالتشكك تجاه المؤسسات التقليدية، بما فى ذلك شركات التأمين، وقد يترددون فى شراء منتجاتها، إضافة إلى ذلك، غالبا ما تواجه الأجيال الأصغر قيودا مالية، ما يجعلها أكثر حساسية للأسعار، ويستلزم ذلك حلول تأمين فعالة من حيث التكلفة.
وذكرت أن جيل الألفية والجيل Z يطمح إلى الراحة والتجارب السلسة، وهو ما قد يتطلب من شركات التأمين تكييف عملياتها وعروضها وفقا لذلك، ومن ثم لا بد من الاستفادة من منصات وسائل التواصل الاجتماعى والإعلانات المستهدفة عبر الإنترنت والشراكات مع المؤثرين للوصول إلى جمهور الشباب فى الأماكن التى يقضون فيها معظم أوقاتهم.
وذهبت إلى أن تقديم معلومات واضحة شفافة حول منتجات التأمين وفوائدها يعد أمرا ضروريا لبناء الثقة ومعالجة الشكوك بين الأجيال الأصغر سنا، كما أن تقديم خطط مرنة وقابلة للتخصيص تلبى احتياجات وتفضيلات المستهلكين الشباب المختلفة أمرًا ضروريًا أيضا.
وأشارت إلى أن الاستثمار فى منصات رقمية وتطبيقات موبايل سهلة الاستخدام تؤدى إلى تبسيط عملية شراء التأمين وتحسين تجربة العملاء، مع تسليط الضوء على أهمية تصميم المنتجات بما يتماشى مع أنماط الحياة وتفضيلات المستهلكين الشباب الفريدة، مثل تأمين سيارات قائم على الاستخدام أو خيارات تغطية قابلة للتخصيص، بما يعنى اختيار أجزاء فى المركبة و استصدار تأمين لها.
وأفادت بأن شركات التأمين يمكنها جعل منتجاتها أكثر جاذبية لأجيال الألفية والجيل Z من خلال دمج ميزات تتوافق مع قيمهم، مثل الوعى البيئى والمسئولية الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدى تقديم مزايا إضافية، مثل الخصومات على منتجات “الحياة”، إلى تعزيز القيمة المتصورة للعروض .
الجيل زد سيتحكم قريبا فى السوق
وقالت داليا مصطفى مدير حسابات الشركات بشركة مصر لتأمينات الحياة، إن المؤسسات المالية يجب أن تتماشى قيمها مع الجيل زد، الذين يهتمون بالاستدامة والمسئولية الاجتماعية والتعليم المالى، ولا بد من تخصيص المنتجات والخدمات لتلبية الاحتياجات والتفضيلات الفريدة لهم، وإنشاء مجتمعات عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع ، حيث يمكنهم التواصل ومشاركة الخبرات والتعلم من بعضهم البعض، وتقديم معلومات واضحة وشفافة حول المنتجات والخدمات، بما يمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة.
وأضافت أن الشركات عليها عبء الترويج على تلك الفئة من العملاء المستهدف، مع تخليصهم من المفاهيم الخاطئة عن القطاع، ليصبح من الأسهل تأمين مستقبلهم المالى، حيث إنهم عازمون على السيطرة على أموالهم، لكنهم يتوقون للمعلومات والتوجيه، فضلا عن استعدادهم للمخاطرة فى العملات المشفرة والأصول الافتراضية الأخرى، مع تخصيص المدخرات للأسهم والسندات والأصول التقليدية الأخرى أيضا.
وأكدت على أنهم لا يقبلون بخدمات أقل من الدرجة الأولى واتصال رقمى على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مما يعنى أعباء جديدة لإرضائهم، وكذلك يعنى أن عددا متزايدا من أفراد الجيل زد ستتحكم قريبا فى السوق، لذلك تحتاج المؤسسات التى تريد جذب هذه الفئة إلى فهم قيمهم واعتمادها.
واستطردت أن القطاع لا بد أن يقدم منصات رقمية سهلة الاستخدام مصممة لتتناسب مع تفضيلات الجيل زد المتميزة بالبراعة التكنولوجية، مما يتيح الاستثمار السلس وإدارة المحافظ الاستثمارية، وتقديم نصائح وتوصيات مالية شخصية تتوافق مع تحمل المخاطر الفريد لهم وأهداف الاستثمار وظروفهم المالية، وإظهار الالتزام بالمسئولية الاجتماعية والاستدامة البيئية تجاههم، وهى قيم يتردد صداها عندهم.
الحريرى: أهمية سد الفجوة بين العالمين الواقعى والافتراضى
الماحى: تقديم محتوى رقمي يومي يعد تحدياً كبيراً
مصطفى: يجب طرح منصات رقمية سهلة الاستخدام
