وضعتشركة «بوينج» الأمريكية عملاق تصنيع الطائرات حول العالم، خطة شاملة للخروج من الأزمة التى تعرضت لها خلال الفترة الأخيرة بعد سلسلة من الحوادث أثارت المخاوف بشأن سلامة وجودة الطائرات، والتى جاءت نتيجة لمشكلات تتعلق بسلاسل التوريد، هذا بخلاف التأخر فى مواعيد تسليم الطائرات.
التقت «المال» مع عمر عريقات نائب رئيس المبيعات والتسويق بمنطقة الشرق الأوسط فى شركة بوينج، للحديث عن تفاصيل خطة الـ90 يومًا للخروج من تلك الأزمة، والصفقات المرتقبة، بالإضافة إلى التعاون المستقبلى مع شركة مصر للطيران.
الجودة والسلامة
وقال عريقات إن خطة الشركة الشاملة ترتكز على عنصرى الجودة والسلامة أولًا وأخيرًا، موضحًا أنها تضم 4 محاور من الإجراءات وهما الاستثمار فى تدريب القوى العاملة، وتبسيط الخطط والعمليات، وإزالة العيوب، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة السلامة.
وأضاف عريقات أن قادة من شركة بوينج التنفيذيون اجتمعوا مع إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية فى واشنطن فى 30 مايو الماضى، لعرض خطة الشركة الشاملة المتعلقة بالسلامة والجودة.
ولفت إلى أن الشركة اعتمدت تلك الخطة بناءً على النتائج التى توصلت إليها عمليات تدقيق إدارة الطيران الفيدرالية وتوصيات لجنة خبراء الطيران، بالإضافة إلى مقترحات صادرة عن موظفين بشركة بوينج، وجارٍ مراجعتها حاليًا من قبل إدارة (FAA).
ونوه بأن هناك 6 قياسات فى خطة السلامة والجودة وصحة الإنتاج تم الاعتماد عليها، وهم كفاءة الموظفين وقياس إعادة العمل فى مرافق التجميع النهائى للشركة لمعالجة التصاميم غير المطابقة فى قسم التصنيع والموردين فى الخارج.
وتابع أن هناك قياسًا للنقص اليومى فى قسم التصنيع بشركة بوينج ولدى الموردين فى الخارج، بالإضافة إلى قياس الوقت المستغرق فى إعادة العمل فى مرافق التجميع النهائى للشركة.
وذكر عريقات أنه يتم أيضًا قياس المهام غير المكتملة بعد الانتهاء من مرحلة التجميع النهائى، كما يتم قياس جودة إعادة العمل لكل طائرة قبل تسليمها.
ولفت إلى أن الشركة قامت بإيقاف مؤقت لكل عمليات وأنشطة الإنتاج والتسليم، وذلك لمدة يوم واحد فى كل مصنع تابع لها، والذى يتخطى عدده الـ 20 مصنعًا، وذلك للتركيز على طرق تحسين معايير السلامة والجودة لديها.
وأشار عريقات إلى أنه خلال فترة التوقف تم جمع ملاحظات الموظفين فى بوينج، إذ تعتبر الشركة آراء العاملين بها والشركاء وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين أساسًا تنطلق منه لاتخاذ الإجراءات الشاملة التى تنفّذها لتحسين إدارة السلامة وضمان الجودة.
وأكد عريقات أن الشركةقررت إبطاء عملية الإنتاج فى مصانعها، موضحًا أن هناك العديد من الإجراءات قيد التنفيذ؛ إذ يلتزم فريق بوينج بتنفيذ كل عنصر من عناصر الخطة.
وتابع أن التعلم وإجراء عمليات التحسين المستمرة جعلت صناعة الطيران وسيلة النقل الأكثر أمانًا، مضيفًا أن الإجراءات التى تم اتخاذها سوف تعزز من هذا الأساس.
وأوضح أن الشبكة العالمية للموردين تضررت بسبب وباء كوفيد-19، كما تواجه صعوبات تتعلق بالتوظيف والاضطرابات اللوجستية العالمية وأزمة الطاقة؛ ما حد من استئناف نشاطها بما يتناسب مع وتيرة العمل، وهو ما تسبب فى أزمة للشركات المصنعة للطائرات.
تسليم الطائرات
وقال عريقات إن الشركة عقدت سلسلة من الاجتماعات وتواصلت مع عملائها من شركات الطيران لتوضيح أسباب الأزمة، وكيفية الخروج منها، مؤكدًا أن هناك دعمًا قويًا وتفاهمًا كبيرًا من قبل العملاء.
وأكد أن الشركة تثق فى الخطة التى وضعتها وملتزمة بالتحسين المستمر، كما سيتم العمل تحت إشراف إدارة الطيران الفيدرالية، مشيرًا إلى أن بوينج تواصل مسئوليتها لتقديم طائرات آمنة وعالية الجودة.
وأشاد عريقات بتفهم العملاء من شركات الطيران أثناء تنفيذ مراحل تلك الخطة والعودة إلى عمليات التسليم المتوقعة.
السوق المصرية
ويرى عريقات أن السوق المصرية “واعدة”، موضحًا أن هناك شراكة استراتيجية قوية مع شركة مصر للطيران، والتى تعتبر من أوائل الشركات التى تم العمل معها.
وأضاف أن حجم السوق فى مصر أكبر من المتاح حاليًا، مشيرًا إلى اهتمام بوينج بالتعاون مع شركات الطيران المصرية لتطوير أسطولها الحالى لمواكبة المنافسة الشرسة بين شركات الطيران الكبرى فى منطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن بوينج تقوم دائمًا بدراسة احتياجات السوق المصرية، وهو إجراء متبع لكل الدول التى نتعاون مع شركات الطيران الموجودة بها، متابعًا أنه يتم أيضًا متابعة المقترحات الصادرة عن الشركة الوطنية مصر للطيران.
ونوه عريقات بأن هناك احتياجات لمصر للطيران قد تتطلب زيادة فى حجم الأسطول، مشيرًا إلى إجراء مباحثات مع الشركة الوطنية للتعرف على متطلباتهم وعقد مناقشات حول طراز 787، مؤكدًا أنه لا يوجد أى طلبات حاليًا.
ولفت إلى أن مصر للطيران تركز حاليًا على كيفية تعظيم حجم أسطولها وتوحيد الطرازات بهدف التوفير فى قطع الغيار والتشغيل بأعلى كفاءة.
وأشار إلى أن الأولوية حاليًا لشركة بوينج تتمثل فى إصلاح الوضع الحالى والالتزام بمواعيد تسليم الطائرات، وذلك قبل الاهتمام بحجم المبيعات.
طراز ماكس
وأوضح عريقات أن طراز ماكس الذى أثير حوله جدل كبير خلال الفترة الأخيرة يعتبر من أفضل طرازات الشركة إذ حقق مبيعات كبيرة للغاية، كما أنه موفر فى استهلاك الوقود لكل شركات الطيران التى قامت بشراء هذا الطراز، فضلًا عن أنه حقق أرباحًا لهم.
ولفت إلى أن هناك شركات طيران استخدمت هذا الطراز فى عمليات التشغيل لمدة 17 ساعة يوميًا، موضحًا أنه تم إجراء اختبارات السلامة والجودة له عدة مرات وأثبت كفاءته فهو من أكثر الطائرات التى يمكن الاعتماد عليها.
يشار إلى أن بوينج شركة عالمية رائدة فى مجال الطيران والفضاء، تقوم بتطوير وتصنيع وخدمة الطائرات التجارية والمنتجات الدفاعية وأنظمة الفضاء لعملائها فى أكثر من 150 دولة.
وتأسست الشركة فى عام 1916 على يد ويليام بوينج، وتعود علاقة بوينج بالشرق الأوسط إلى عام 1945، إذ أنشأت عددًا من المكاتب فى مختلف دول المنطقة.
وكانت بوينج قامت بشراء نحو 9.4 مليون جالون (35.6 مليون لتر) من وقود الطيران المستدام المخلوط لتشغيل عملياتها التجارية فى الولايات المتحدة خلال 2024، وتقليل انبعاثات الكربون، وزيادة إمدادات الوقود على مستوى العالم.
وتُعدّ هذه أكبر عملية شراء سنوية لوقود الطيران المستدام من قبل الشركة، وهى أعلى بنسبة 60% من عمليات شرائها فى عام 2023.
ويشكل %30 من الوقود المستدام المخلوط مواد مصنّعة من النفايات الثانوية مثل الدهون والزيوت والشحوم و%70 من وقود الطائرات التقليدى.
مناقشات مع الشركة الوطنية للتعرف على احتياجاتها
إصلاح الوضع الحالى والالتزام بمواعيد التسليم على رأس أولويتنا
«مصر للطيران» تركز على تعظيم أسطولها وتوحيد الطرازات
طراز ماكس الأفضل فى توفير الوقود وتحقيق الأرباح
سلاسل التوريد تأثرت بسبب الجائحة
نركز على الاستثمار فى تدريب القوى العاملة وإزالة العيوب
