قال خبيران مصرفيان إن القطاع المصرفى شهد فى الآونة الأخيرة تسابقًا بين البنوك لجذب العملاء والحفاظ على استقرارها المالي، وذلك من خلال طرح شهادات إدخار ذات عائدات مرتفعة، مشيرين إلى أنها تتّبع استراتيجيات مُحكمة فى إدارة الأموال المُستثمرة فى الشهادات والأوعية الادخارية.
وأضافا أن هذه الاستراتيجيات تُركّز على توظيف الأموال فى استثمارات آمنة وعالية العائد، مثل أذون الخزانة، مع التركيز على تمويل الشركات الكبرى التى تُقدم ضمانات أفضل، مشيرين إلى أن البنوك تُدرك أهمية الحفاظ على العملاء من خلال تقديم عائدات مرتفعة؛ ما يُساعد على ضمان استقرارها المالى على المدى الطويل.
وأصدر عدد من البنوك العاملة بالقطاع المصرفي، مؤخرًا شهادات ادخارية، تزامنًا مع اتجاهات رفع الفائدة على مختلف منتجات الأوعية الادخارية البنكية والمنافسة على جذب معدلات أكبر من السيولة.
فهمي: المصارف تركز على أذون الخزانة وتمويل الشركات الكبرى
من جانبه؛ قال ماجد فهمي، الخبير المصرفي، إن البنوك تسعى للاستفادة من الأموال المستثمرة فى الشهادات والأوعية الادخارية؛ لتحقيق أقصى استفادة من هذه الأموال مع الحفاظ على علاقات قوية مع العملاء.
استخدامات أموال الشهادات والأوعية الادخارية
وأفاد أن البنوك تُوظّف جزءًا كبيرًا من أموال الشهادات والأوعية الادخارية ذات العائد المرتفع فى أذون الخزانة.
وباع البنك المركزي، خلال أحدث عطاءاته، أذون خزانة بقيمة 55.51 مليار جنيه لأجل 91 و273 يومًا، وتقدمت المؤسسات أيضًا بعدد 77 عرضًا لأجل 273 يومًا بقيمة 11.405 مليار جنيه، طالبة معدل فائدة بلغ %27.11 وبعدد 710 عروض لأجل 91 يومًا بقيمة 78.77 مليار جنيه، طالبة معدل فائدة سجل نحو %25.951.
وتُعدّ أذون الخزانة من أكثر الاستثمارات أمانًا وقلة فى المخاطر؛ ما يضمن استقرار الأموال المُستثمرة.
تركيز البنوك على تمويل الشركات الكبرى
وأوضح أن محفظة ائتمان الشركات الكبرى تُشكل جزءًا كبيرًا من أصول البنوك، مشيرًا إلى أن الشركات الكبرى تُقدم ضمانات أفضل من الشركات الصغيرة والمتوسطة والأفراد؛ ما يُقلّل من مخاطر التخلّف عن السداد.
وكشف البنك المركزى المصرى فى وقت سابق فى تقرير صادر عنه أن أرصدة التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك لعملائها ارتفعت إلى 5.462 تريليون جنيه بنهاية ديسمبر 2023، مقابل 4.093 تريليون جنيه بنهاية نفس الفترة من العام السابق عليه، بزيادة قدرها نحو 1.368 تريليون جنيه.
وأضاف أنه على الرغم من ارتفاع تكلفة تمويل الشركات الكبرى، فإنّها تُدرّ أرباحًا أكبر للبنوك.
الحفاظ على العملاء من خلال عائدات مرتفعة
وتابع أن البنوك تُدرك أهمية جذب العملاء من خلال تقديم عائدات مرتفعة على الشهادات والأوعية الادخارية، مشيرًا إلى أن هذه العوائد تُساعد على الحفاظ على استمرار العملاء فى التعامل مع البنك؛ ما يُعزّز استقرارها المالي.
الشوربجي: الأوعية الادخارية تساعد على جذب عملاء جدد ممّا يُسهم فى تحقيق «الشمول»
أدوات التحكم النقدى والتمويل
قال الدكتور محمد الشوربجى إن البنك المركزى يلجأ إلى سحب السيولة من البنوك من خلال أدوات مثل رفع أسعار الفائدة أو بيع الأوراق المالية.
وأوضح أن البنوك تُقدم منتجات مثل الشهادات الادخارية ذات العائد المرتفع لجذب الأموال من العملاء.
أهداف سحب السيولة
وأفاد أن سحب السيولة يُساعد على التحكم فى كمية النقود المتداولة فى الاقتصاد؛ مّا يُساعد على الحفاظ على استقراره.
وكان البنك المركزى المصرى سحب سيولة بنحو 4.54 تريليون جنيه عبر آلية السوق المفتوحة، من خلال 6 عطاءات.
وأضاف أنه يُمكن استخدام الأموال المُسحوبة لتمويل عجز الموازنة أو تمويل مشاريع قومية، مشيرًا إلى أن سحب السيولة يُساعد على خفض معدلات التضخم عن طريق تقليل كمية النقود المتاحة.
وسجل الرقم القياسى الأساسى لأسعار المستهلكين، المعد من قبل البنك المركزي، معدلًا شهريًا بلغ %0.3 فى أبريل 2024 مقابل معدلًا شهريًا بلغ %1.7 فى ذات الشهر من العام السابق ومعدلًا شهريًا بلغ %1.4 فى مارس 2024. كما سجل المعدل السنوى للتضخم الأساسى تراجعًا عند مستوى %31.8 فى أبريل 2024 مقابل %33.7 فى مارس 2024.
ولفت الشوربجى إلى أن المنتجات الجديدة مثل الشهادات الادخارية تُساعد على جذب عملاء جدد؛ مّا يُسهم فى تحقيق الشمول المالي.
ووفقًا لتقرير صادر عن البنك المركزي، بلغت معدلات الشمول المالى فى مصر تقدمًا ملحوظًا؛ إذ بلغ عدد المواطنين (فى الفئة العمرية 16 سنة فأكثر) الذين يمتلكون حسابات تمكنهم من إجراء معاملات مالية – سواء فى البنوك، البريد المصري، محافظ الهاتف المحمول، البطاقات مسبقة الدفع) نحو 46.9 مليون مواطن من إجمالى 66.4 مليون، وذلك بنسبة بلغت %70.7 فى نهاية 2023 مقارنة بـ %64.8 فى ديسمبر 2022، وبمعدل نمو بلغ %174 خلال الفترة من 2016 حتى 2023.
تأثير سحب السيولة على المستهلكين
وتابع أنه قد تُقدّم المنتجات الجديدة مثل الشهادات الادخارية فرص استثمارية جديدة للمستهلكين.
كما تابع أن العوائد المرتفعة التى تُقدمها الشهادات الادخارية تُعدّ أحد أهمّ العوامل التى تجذب المُستثمرين إليها، خاصةً فى ظلّ ارتفاع معدلات التضخم فى مصر.
وتُقدم البنوك المصرية حاليًا مجموعة متنوعة من الشهادات الادخارية بمُختلف المدد والعوائد، تلبى احتياجات مختلف المستثمرين. وتتراوح مدد هذه الشهادات بين سنة واحدة وحتى 10 سنوات.
