يراهن عدد من المستثمرين الزراعيين على نجاح خطة وزارة الزراعة، ممثلة فى مركز بحوث الصحراء، فى توطين محصول “الكسافا” الذى يمكن من خلاله إنتاج الخبز، وتعتمد عليه عدة دول أبرزها منطقة أمريكا اللاتينية، باعتباره مكملا لمحصول القمح عبر آلية الخلط، وبديلًا مثاليًا للذرة والشعير.
ويمكن زراعة هذا المحصول فى مناطق امتداد الظهير الصحراوي، ويمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدقيق والخبز.
كان الدكتور حسام شوقى، رئيس مركز بحوث الصحراء، قد أعلن مؤخرا عن نجاح المركز بعد عامين من العمل فى زراعة محصول الكاسافا لخفض الفجوة الحالية فيما يخص توفير دقيق القمح، حيث أطلق عليه محصول القرن الواحد والعشرين بسبب قدرته العالية على تحمل الحرارة المرتفعة، فضلا عن كونه ذا احتياجات سمادية منخفضة مما يجعله جذاباً لدى المزارعين والمستثمرين.
من جانبه، قال حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين ومستثمر زراعي، إن الكسافا نبات ذو جدوى لمصر فى ظل مزاياه العديدة التى تظهر فى قلة احتياجه للمياه وتحمله للملوحة والحرارة الشديدة حيث يدخل فى تصنيع الخبز، لأنه يحتوى على النشا بتركيزات عالية كما يتم استخدام أوراقه فى الطعام، كما يمكن استغلال الدرنات كعلف حيواني.
وطالب عبد الرحمن، وزارة الزراعة -ممثلة فى مركز بحوث الصحراء- بنشر ثقافة زراعة محصول الكسافا من خلال توفير الدعم الإرشادى والشتلات والتوسع فى زراعة الحقول الإرشادية والترويج له كغذاء للإنسان والحيوان .
وأوضح عبد الرحمن أن محصول الكسافا محصول معمر يمكن خلال أول 5 شهور استخدام أوراقه ويستطيع النبات خلال مدة مماثلة إنتاج الدرنات التى يمكن أن يعتمد عليها كعلف بديل للذرة ولشعير الماشية والطيور.
وأكد مركز بحوث الصحراء أن الكسافا من الشجيرات المعمرة المستديمة الخضرة، والتى تتميز باحتواء جذورها على النشاء والدقيق ويزرع على أيدى صغار الفلاحين حاليا فى أكثر من 100 بلد.
وتوقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” بأن يكون هذا النبات “محصول القرن الحادى والعشرين”، فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار الحبوب خاصة القمح، وإمكانية تحويله لدقيق عالى الجودة.
وفى سياق متصل، أكد محمد محمود، مستثمر زراعى من البحيرة، أن مصر لديها اكتفاء ذاتى من القمح بنسبة 50% فقط حاليا، لذلك تسلك الحكومة مسارات أخرى لتوفير بدائل لخلطها بالقمح مثل التوسع فى زراعة الذرة والشعير، إلا أن هذين المحصولين ينافسان القمح فى توقيت الزراعة وطبيعة الأرض المطلوبة.
وتابع: محصول الكسافا لا ينافس القمح أو أى محصول إستراتيجى آخر لأنه يمكن زراعته فى الأراضى الضعيفة.
وأضاف محمود أن الفترة المقبلة ستشهد توسعات فى محصول الكسافا فى الأراضى المستصلحة حديثا فى الوادى الجديد والظهير الصحراوى والمنيا الجديدة، مطالبا وزارة الزراعة بتنظيم دورات تدريبية لشرح كيفية زراعة المحصول، لاسيما أن المعلومات المتعلقة به لا تزال محدودة وضمن نطاق التجربة.
من جانبه، أكد مصدر مسئول بالوزارة أن زراعة محصول الكسافا يساهم فى تحقيق الفجوة الغذائية فى الدقيق والقمح الذى يتم استيراد نصف استهلاك مصر منه، حيث يتم جلب 10 ملايين طن من الخارج، تضاف إلى مثلها منتجة محليا لتكفى الاستهلاك الإجمالى البالغ 20 مليون طن .
وأضاف المصدر أن وزارة الزراعة تعمل على تنفيذ خطة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستراتيجية وأهمها القمح والذرة من خلال المشروعات التى تقوم بها الدولة على مستوى التوسع الأفقى وكذلك استنباط أصناف جديدة من القمح وكذلك المحاصيل غير التقليدية مثل الكينوا والكسافا والجتروفا التى تنتج منها الزيوت .
كان الدكتور محمد عزت، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للمشروعات والمحطات البحثية، قد أكد بأن الكاسافا يعتبر محصولا غير تقليدي، ومن الممكن أن يلعب دورا مهما فى توفير الأمن الغذائى فى مصر فى ظل التغيرات المناخية الحالية، وبالتالى يمكن زراعته بالأراضى المستصلحة والهامشية بحيث لا ينافس القمح كمحصول غذائى إستراتيجى.
جدير بالذكر أن البرنامج البحثى تناول الاهتمام بهذا المحصول من عدة اتجاهات، ومنها توفير الشتلات وزراعتها، وعقد ندوات إرشادية للتعريف به وباحتياجاته البيئية والسمادية المختلفة.
كما تناول البرنامج عملية الإكثار سواء الخضرى بالعقلة أو من خلال زراعة الأنسجة للوصول إلى أفضل الطرق التى تضمن الحصول على أعلى إنتاجية ممكنة وأعلى صفات جودة للدقيق المستخرج والمنتجات الثانوية الأخرى والتى من أهمها النشا.
