توقع الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) ارتفاعًا كبيرًا فى أعداد المسافرين خلال السنوات المقبلة.
وتعافت حركة الركاب فى شركات الطيران بمنطقة الشرق الأوسط بالكامل، فيما تقترب أعداد المسافرين من التعافى الكامل فى أفريقيا خلال الفترة المقبلة.
قال كامل العوضى نائب الرئيس الإقليمى للاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إن عدد الركاب جوا فى منطقة الشرق الأوسط سيتضاعف ليصل إلى 530 مليون مسافر فى عام 2043، بمعدل نمو سنوى قدره %3.9 بزيادة %0.1 عن المعدل المتوقع عالمياً.
وأضاف العوضى أنه من المتوقع وصول حركة الركاب فى القارة السمراء إلى 345 مليون مسافر فى عام 2043،بمعدل نمو سنوى قدره %3.7 وهو أقل %0.1 من النمو العالمي.
جاء ذلك خلال الاجتماع العام السنوى للاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا)، AGM فى دورته الـ 80 والقمة العالمية للطيران، والتى عقدت بدبى فى دولة الإمارات على مدار 3 أيام.
الأموال المجمدة
كشف العوضى عن انخفاض حجم الأموال المجمدة لشركات الطيران لدى الحكومات بنسبة %28 والتى وصلت إلى 1.8 مليار دولار بنهاية أبريل الماضي، موضحا انخفاض المبلغ بما يقدر بنحو 708 ملايين دولار عن القيمة المسجلة فى شهر ديسمبر الماضي.
وأشار العوضى إلى أهمية أن تقوم الحكومات بإزالة الحواجز التى تعيق شركات الطيران عن استعادة عوائدها المالية من مبيعات التذاكر والأنشطة الأخرى، وهو ما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية والمعاهدات الملزمة.
ورجح الانخفاض فى أرصدة الأموال المجمدة بشكل رئيسى إلى الإفراج عن قسم كبير منها لدى نيجيريا.
وقال ويلى والش المدير العام للاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا)، إن انخفاض أرصدة الأموال المجمدة يمثل تطوراً إيجابياً، لكن قيمة الأموال المتبقية لا تزال كبيرة جداً، وينبغى معالجتها بشكل عاجل.
وأضاف أن استرجاع شركات الطيران لإيراداتها هو أمر تكفله الاتفاقات الثنائية، كما أنه ضرورى لتمكين التى تعمل ضمن هوامش ضئيلة من مواصلة تقديم خدمات الربط الجوى ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة، مؤكدا أنه لن يكون بمقدور أى شركة مواصلة عملياتها على المدى الطويل دون الوصول إلى إيراداتها المستحقة.
التحسن فى نيجيريا
وأشار العوضى إلى أن إجمالى الأموال المجمدة فى نيجيريا سجل أعلى مستوياته فى يونيو الماضى حينما وصل إلى 850 مليون دولار، وهو ما أثر بشكل كبير على عمليات شركات الطيران وتمويلها فى الدولة.
وتابع أن شركات الطيران واجهت صعوبات فى استرجاع عوائدها بالدولار، وقد دفع الحجم الكبير للأموال المجمدة ببعضها إلى تقليص عملياتها فى نيجيريا.
وأضاف أن ذلك قاد إحدى الشركات إلى تعليق جميع عملياتها بشكل مؤقت، مما ألحق أضراراً بالغة بقطاع الطيران النيجيري.
وتابع العوضى أنه رغم ذلك تم استعادة %98 من هذه الأموال بحلول أبريل 2024، وما يزال هناك 19 مليون دولار متبقية فى انتظار انتهاء البنك المركزى النيجيرى من عمليات التحقيق الجارية فى مطالبات التسوية المقدمة من البنوك التجارية.
وأشاد ويلى والش بالجهود الكبيرة التى بذلتها الحكومة النيجيرية الجديدة لحل هذه الأزمة، موضحا أن وصول شركات الطيران إلى إيراداتها المجمدة من شأنه تعزيز الربط الجوى فى نيجيريا، بما يعود بالنفع على اقتصاد الدولة.
ونوه بأن اياتا حققت تقدماً ملموساً فى هذا الشأن، مطالبا الحكومة بإلغاء تجميد الأرصدة المتبقية ومواصلة التركيز على دعم قطاع الطيران فى الدولة.
وفى السياق ذاته، قال والش إن هناك 8 دول مسئولة عن %87 من الأموال المجمدة بما يعادل 1.6 مليار دولار.
وأضاف أن الدول تشمل باكستان بنحو 411 مليون دولار، ثم بنجلاديش 320 مليون، تليها الجزائر بواقع 286 مليون، ودول منطقة الفرنك الإفريقى 151 مليون، وإثيوبيا 149 مليون، بالإضافة إلى لبنان بقيمة 129 مليون، وإرتيريا 75 مليون، وزيمبابوى 69 مليون .
وأشار إلى تدهور الموقف فى باكستان وبنجلاديش، إذ عجزت شركات الطيران عن استعادة 731 مليون دولار من عائداتها فى كلا السوقين (411 مليون فى الأولي، و320 مليون فى الثانية).
وأضاف أنه ينبغى على باكستان وبنجلاديش الإفراج عن الأموال المجمدة بشكل فورى لضمان استمرار شركات الطيران فى توفير خدمات الربط الجوى الأساسية.
تقنية فيول آى إس
أعلن الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا)، خلال فعاليات الاجتماع عن إطلاق تقنية فيول آى إس، الحل المتقدم لتعزيز كفاءة استهلاك الوقود فى الطائرات، من خلال تحليل بيانات الوقود والطيران المجمّعة وغير محددة المصدر.
وقال نك كرين نائب الرئيس الأول لشؤون العمليات والسلامة والأمن لدى إياتا، إن توفر فيول آى إس من أياتا أداة تحليلية عالية الفعالية، تساعد شركات الطيران على اتخاذ قرارات استراتيجية وتشغيلية مدروسة، لتعزيز كفاءة استهلاك الوقود وخفض تكاليفه وتقليل البصمة البيئية.
وأضاف أن فيول آى إس تتيح لشركات الطيران تحديد الجوانب التشغيلية التى تتميز بها وتلك التى تستلزم مزيداً من التحسين، من خلال مقارنة أدائها فى استهلاك الوقود مع البيانات المجمّعة للقطاع.
ولفت إلى أن المزايا الرئيسية لأداة فيول آى إس تشمل تقييم كفاءة استهلاك الوقود فى الطائرات، إذ تتيح الأداة تحليل كفاءة استهلاك الوقود لعدة أنواع فى مختلف المناطق والأوقات، من خلال مقارنة معدل احتراق الوقود فى كل طن كيلومتر تشغيلى مع متوسط هذا المعدل فى القطاع.
وتابع أنها تساهم فى تحليل المعايير للمطارات ويمكن قياس كمية وقود الطائرة عند الهبوط، ثم مقارنتها مع إجمالى كميات الوقود المستهلكة لدى جميع شركات الطيران الأخرى التى تهبط فى المطار ذاته.
وأشار إلى أنه يمكن لمصنعى المعدات الأصلية استخدام فيول آى إس لقياس كفاءة استهلاك الوقود فى طائراتهم أو المحركات التى يصنّعونها ومقارنتها مع متوسط القطاع، مما يتيح لهم الحصول على رؤى وتحليلات قيمة حول أسواق ومناطق ودول وأنواع محددة من الطائرات بالاعتماد على بيانات تشغيلية وواقعية، وبالتالى مساعدة عملائهم على استخدام منتجاتهم بفعالية أكبر.
ونوه بأن الوقود حالياً حوالى ثلث التكاليف التشغيلية لشركات الطيران، ولذلك عمل الاتحاد الدولى للنقل الجوى منذ عام 2005 مع الخطوط الجوية على إيجاد الحلول اللازمة لترشيد الاستهلاك، مما دفعه إلى تطوير أداة فيول آى إس التى من شأنها دعم هذه الجهود.
