في الجزء الأول من الحلقة الجديدة نيفين الطاهري تكشف لـ«CEO LEVEL»: كواليس مثيرة عن رحلة ملهمة في عالم الاستثمار

Ad

محطة مهمة توقف فيها قطار برنامج «CEO Level» فى موسمه الثالث، كشفت عن كواليس مثيرة عن رحلة ملهمة وقصة كفاح ونجاح لسيدة رائدة بكل معانى الكلمة فى مجال سوق المال، ولم لا وهى أول امرأة تحصل على رخصة شركة سمسرة بجانب كونها الأولى أيضاً فى التواجد بعضوية مجلس إدارة البورصة المصرية.

«نيفين الطاهري» أطلت على مشاهدى برنامج «CEO LevelS الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة «المال»، ويُذاع مساء كل أحد على قناة «ALMAL TVS بموقع يوتيوب، وانقسم الحوار إلى جزأين الأول منه شهد ذكريات وتفاصيل رحلتها وصولًا إلى قيادتها لشركة «دلتا شيلد للاستثمار».

رحلة «الطاهري» المثيرة جاءت كونها وضعت فى مجالات مختلفة غير مرتبطة برصيد خبراتها المصرفية الكبيرة فى بنك «الأهلى - تشيس» – البنك التجارى الدولى لاحقًا- إذ التحقت بإدارة شركة مكرونة شهيرة وهى «ريجينا» كما تولت الإدارة التنفيذية لكيان سياحى يمتلك أسطولًا من السيارات الضخمة وذلك عقب العمل فى إدارة ائتمان الشركات.

«الطاهري» سردت تفاصيل تأسيس شركة «دلتا لتداول الأوراق المالية» وكيف قادتها الصدفة للتواجد فى سوق المال، وأسباب دخولها فى شراكة مع مؤسسات مختلفة أبرزها البنك المصرى الأمريكى وأمريكان إكسبريس و«ABN AMRO»وأخيرًا دلتا القابضة.

وكشفت «الطاهري» عدم تحقيقها لثروة كبيرة نتيجة تخارجاتها الكثيرة والتى بلغت 17 عملية بيع لمساهماتها فى شركات «دلتا» المختلفة وأبرزها «السمسرة» و«إدارة الأصول»، وإلى نص الجزء الأول من الحوار المتاح على قناة «ALMAL TV» بموقع يوتيوب.

● حازم شريف: أهلاً بكم فى حلقة جديدة من حلقات برنامج «CEOLEVEL» الموسم الثالث، ضيفة اليوم شخصية كبيرة على المستوى المهني.. أرحب بسيدة الأعمال نيفين الطاهرى العضو البرلمانى المعروف، ورئيس مجلس إدارة عدة شركات، أبرزها «دلتا شيلد» و«دلتا إنسباير»، و«138 بيراميدز».

نيفين الطاهرى :أهلا بك أستاذ حازم وبمشاهدى برنامج «CEO LEVEL».

● حازم شريف: أعلم جيدًا من هى نيفين الطاهري، ولكن ضمن سياسة «CEO Level»تعريف رحلة الضيف بدقة للمشاهدين وخاصة الأجيال الجديدة التى قد لا تكون عاصرت بدايات وانطلاقة سوق المال، لذا كيف تطورت رحلتك المهنية منذ التخرج وصولًا للمنصب الحالى؟

نيفين الطاهرى:تخرجت عام 1980 من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وبدأت حياتى العملية فى القطاع المصرفى لنحو 12 عامًا، إذ التحقت ببنك الأهلى-«Chase»، والذى أصبح لاحقًا التجارى الدولى -مصر حاليًا.

وحصلت على«credit course»، ثم تدرجت فى المناصب ثم انتقلت الى «Bank of America»، لأعود مجددًا لـ (CIB)لأتولىمنصب مساعد المدير العام، وعملت فى إدارة أو قطاع ائتمان الشركات، وتحديدًا تلك العاملة فى قطاعات البترول والسياحية والإلكترونيات.

وعقب ذلك انتقلت لسوق المال عام 1994 وكان لا يزال فى البدايات.

● حازم شريف:ما سبب انتقالك للعمل فى مجال سوق رأس المال، وترك الـ«CIB»وهو الأفضل فى السوق المحلية بجانب وجودك فى منصب مهم بمجال الائتمان؟

نيفين الطاهرى:تركت عملى فى بنك التجارى الدولى فى مايو 1992، قبل قرار انتقالى لسوق المال بحوالى عام ونصف، وذلك بهدف البدء فى عملى الخاص فى مجال الاستشارات.

وأثناء تحضيرات العمل الخاص، قام الدكتور فاروق العقدة وأحد الأصدقاء بإقناعى بالعمل مع شركة المكرونة الشهيرة «ريجينا»، ثم عملت أيضًا لفترة مع الاتحاد الأوروبى مع الدكتورالراحل محمد تيمور.

ولاحقًا قام رجل الأعمال الشهير حسن هيكل وهو زميل سابق فى البنك بدعوتى لتناول وجبة الغذاء مع الدكتور يحيى طوباي، وقدما عرضًا لا يمكن رفضه وأقنعانى بإدارة شركة سياحية وهى «TAT»، وقمت بذلك الأمر لمدة عام.

ومع صدور قانون سوق المال، طلب منى أحد الأقارب مشاركته فى تأسيس شركة تداول أوراق مالية (سمسرة)، ورغم عدم تواجد أية خبرات لى فى هذا المجال إلا أنه كان مصرًا نظرًا لأننى مطابقة للمواصفات والشروط المطلوبة.

وأقنعنى بالمشاركة فى التأسيس فقط على أن يتولى هو الإدارة، وتقدمت بطلب الحصول على الرخصة وأجريت مقابلة مع الراحل عبد الحميد إبراهيم، وأحمد خيرى الدين، ضمن اللجنة المشكلة لبحث طلبات رخص نشاط تداول الأوراق المالية.

واستمرت المقابلة لمدة 3 ساعات تمت مناقشة جميع النواحى المختلفة وسؤالى أيضًا عن القانون وقواعده، واكتشفت لاحقًا أن الجلسة الطويلة جاءت نتيجة كونى السيدة الوحيدة التى تقدمت لهذا الأمر، وفى نهاية المطاف حصلت على الرخصة رقم 12 لنؤسس شركة دلتا للسمسرة فى الأوراق المالية وكان حينها يتم تنفيذ عمليات البيع والشراء بشكل تقليدى للغاية، وكان هذا فى عام 1994.

وبعد 3 شهور من بدء عمل الشركة، حدث خلاف مع شريكى على كيفية الحوكمة وتطبيقها، وتم الاستقرار على فض الشراكة وكون أن الرخصة صادرة باسمى كان يجب على الاستمرار فى هذا النشاط.

وقمت بالتركيز على عدد قليل من المستثمرين وتحديدًا المؤسسات فى بداية النشاط، بهدف التعرف على كيفية التعامل فيما يخص العمولات وغيرها، وقمت بقراءة الكثير من الكتب المتخصصة فى نشاط الأوراق المالية.

وبعد فترة من انطلاقة «دلتا لتداول الأوراق المالية» فضلت الاحتماء بشريك مؤسسى قوي، لذا قمت بعرض أمر الشراكة على البنك التجارى الدولى – مصر، الذى أبدى الرغبة فى شراء كامل أسهم الشركة، لكنى رفضت الأمر.

وبالفعل قمت بالشراكة مع البنك المصرى الأمريكى فى تلك الفترة، واستمر توسعى فى هذه الصناعة، إلى أن دخل معى البنك الهولندي(إيهبى إنأمرو)، واستمرت لأعوام عدة.

● حازم شريف : متى تمت الشراكة مع البنك المصرى الأمريكى ثم البنك الهولندي«ABN AMRO»؟

نيفين الطاهرى :فى عام 96 شاركت البنك المصرى الأمريكى، ثم فى 1997 كنت أول سيدة فى مجلس إدارة البورصة المصرية.

وفى منتصف عام 1997، استحوذ بنك«ABN AMRO» على حصة البنك المصرى الأمريكى وأمريكان إكسبريس فى «دلتا».

● حازم شريف: كم بلغت حصة «البنك المصرى الأمريكي» و«أمريكان إكسبريس» فى «دلتا» قبل عملية الاستحواذ من قبلABN AMRO؟

نيفين الطاهري:نحو %40 للطرفين، وعقب دخول «ABN AMRO» لهيكل ملكية «دلتا» تم تنفيذ عملية زيادة رأس مال، وتدشين قطاع إدارة الأصول.

وأصبح البنك الهولندى مالكًا لـ%51 من الشركة وتم الاتفاق على قيامه بزيادة حصته إلى %75 فى غضون عامين.

وبعد عام من تنفيذ صفقة الاستحواذ من قبل«ABN AMRO« قام البنك بإعادة هيكلة وقرر التخارج من شركة السمسرة لتعود ملكيتها بالكامل لشخصي، بالإضافة إلى احتفاظه بحصته فى كيان إدارة الأصول.

واستمرت عضويتى فى مجلس إدارة البورصة لمدة 6 أعوام على فترتين، بالإضافة إلى دخولى لمجالس إدارات العديد من الشركات وتحديدًا فى المراحل المبكرة من تدشينها.

وقد اتبعت نظرية عدم تأسيس شركات مثيلة لتلك التى تخارجت منها، إذ فضلت الدخول فى صناعات جديدة عقب كل عملية تخارج أنفذها والتى تكون دائمًا بهدف تعظيم حجم الكيان وليس بغرض تحقيق ثروة.

● حازم شريف: هل أستطيع القول بأن دخول نيفين الطاهرى فى صفقة«ABN AMRO»كانت بهدف التخارج؟

نيفين الطاهرى:بالفعل، وكان هناك اتفاق إدارة بينى وبين البنك الهولندي، إذ كنت سأصبح الممثل له فى السوق المصرية، وفقًا للخطة الموضوعة التى من خلالها كان يفترض أن أعود للقطاع المصرفى مرة أخرى، إذ كان «ABN AMRO»يخطط لشراء بنك فى مصر على أن يمتلك شركة استثمارات مالية متكاملة، وكانت هناك العديد من البنوك الصغيرة المتاحة للبيع فى تلك الفترة.

واستمرت رحلة تمثيلى لبنك«ABN AMRO»فى مصر حتى عام 2012، رغم تخارجهم من الشركة فى وقت سابق.

● حازم شريف: متى تخارج بنك«ABN AMRO»من شركة السمسرة؟ وهل تزامن ذلك مع مرحلة «دلتا – رسملة» ؟

نيفين الطاهري:تخارجوا من كيان السمسرة فى عام 2001، واستمر البنك فى شركة إدارة الأصول حتى 2007، ثم دانت ملكيتها بالكامل لى.

وفى عام 2008، استحوذت شركة «رسملة» على حصة من المجموعة الأم، وقدمت استقالتى فى نفس العام، وذلك لاختلاف طريقة الإدارة مع الشريك، إذ كان هناك رفض دائم لأى أفكار أقوم بطرحها على طاولة مجلس الإدارة.

وكانت أبرز الأمثلة على الاختلاف مع «رسملة»، مع بداية دخولهم لهيكل الملكية فى 2008، إذ كانت الرغبة فى التوسع والانتقال إلى المبنى فى القرية الذكية والذى يعد الأول من نوعه لشركة استثمارات مالية فى ذلك المكان.

وتلقينا فى التوقيت ذاته عرضًا من شركة «هواوي» لتأجير مبنى «دلتا» فى القرية الذكية لمدة 3 أعوام، وكنت أؤيد استغلال المبنى إيجاريًا، وعدم الانتقال إليه بداعى عدم مواءمة الظروف والتوقيت، ولكن وقع التصادم والاختلاف فى وجهات النظر.

وقد أثبت الواقع وما حدث فى الأزمة المالية العالمية فى 2008 صحة وجهة نظرى الخاصة بتأجير المبنى وعدم الانتقال إليه، وفضلت الاستقالة من الشركة فى ديسمبر 2008.

● حازم شريف: هل تخارجت نيفين الطاهرى من «دلتا رسملة» مع الاستقالة فى ديسمبر 2008؟

نيفين الطاهرى:لم أقم ببيع حصتى مع الاستقالة من الشركة، وأود أن أشير إلى أننى لم أحصل على مقابل نقدى من عملية دخول «رسملة» لهيكل ملكية «دلتا»، وانما تمت الصفقة عن طريق مبادلة أسهم، إذ تحصلت على حصة فى الكيان الأم «رسملة القابضة» فى دبى.

● حازم شريف: كان الغرض من السؤال السابق هو معرفة هل تكبدت نيفين الطاهرى لخسائر حال تنفيذ التخارج فى عام الأزمة المالية العالمية أم لا.. ولكنك لم تتعرضى لذلك الأمر.

نيفين الطاهري:بالفعل لقد تعرضت لخسائر فى فترة لاحقة، ولم أحقق الثروة الضخمة من عمليات التخارج التى نفذتها من مساهماتى فى شركات «دلتا» تحديدًا والتى بلغ عددها نحو 17 عملية.

وتمحورت عمليات التخارج التى نفذتها حول عمليات زيادة رءوس أموال الشركات ذاتها أو مبادلة أسهم والدخول لكيانات أكبر.

وقد حققت أرباحًا كبيرة فى عملية وحيدة من التخارجات الـ 17 من مساهماتى فى شركات «دلتا»، وهى صفقة بيع حصة من «السمسرة» و«إدارة الأصول» لشركة «مينا» فى عام 2006 والتى استمرت لمدة عامين قبل أن تتخارج من «دلتا» فى 2008 وقبل دخول «رسملة».

وأحد أهدافى من دخولى لكيانات أكبر فى عمليات التخارج المتعددة، هو تعظيم حجم السوق ذاته، على سبيل المثال عند دخول «فليمنجز» للسوق، وافقت على تدريب موظفيهم فى «دلتا» رغم أن البعض تساءل كيف يحدث هذا الأمر كونهم منافسين للشركة، ولكنى أؤمن بنظرية أن «السوق بها بائع ومشترٍ» ومن ثم لن يكون هناك لاعب واحد فقط فى هذا المجال أو عملية التداول ذاتها.

وأيضًا عند رغبة القائمين على إدارة السوق فى تفعيل الشراء بالهامش «المارجن» قاموا بالحصول على القواعد المطبقة فى الخارج من خلال ممثلى بنك«ABN AMRO»فى شركة «دلتا» التى كانت تطبق تلك الضوابط قبل تشريعها مثل ما يسمى الـ«compliance officer»أو مسئول الالتزام.

وعقب استقالتى من «دلتا رسملة» فى 2008، قمت بتدشين «دلتا شيلد» للاستثمار فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولم يكن هناك ظاهرة الـ«SMEs»آنذاك مثلما هو الوضع حاليًا.

● حازم شريف: قبل الانتقال إلى مرحلة «دلتا شيلد».. هل تشعر نيفين الطاهرى بأنها الأقل تحقيقًا للأموال مقارنة مع أبناء جيلها ومن الرعيل الأول فى سوق المال؟!

نيفين الطاهرى:لم أتطرق لهذا الأمر من قبل، وأرى أن الأموال تأتى إلينا ليس للشخص ذاته ولكن لسبب ما.

وأود الإشارة إلى أننى كما ذكرت حصلت على سيولة نقدية جيدة من عملية تخارج أو بيع لمساهماتى فى شركات «دلتا» فى مرة وحيدة فقط.

فاروق العقدة دفعنى للعمل مع شركة المكرونة الشهيرة «ريجينا»

حسن هيكل أقنعنى بإدارة كيان سياحى بعد عرض لا يمكن رفضه

 فضلت الاحتماء بشريك مؤسسى قوى ورفضت عرض الـ «CIB» لشراء الشركة بالكامل

أنا أول سيدة تحصل على رخصة نشاط السمسرة وعضوية مجلس إدارة البورصة

‏«ABN AMRO» كان يُخطط لتدشين بنك استثمار متكامل والاستحواذ على وحدة مصرفية فى مصر

حصلت على مقابل نقدى مرة وحيدة من 17 عملية تخارج نفذتها

قواعد «المارجن» وضعت من خلال موظفى وممثلى «دلتا»

اختلاف طرق الإدارة والرفض الدائم من «رسملة» دفعنى للاستقالة فى 2008