سوق التأمين تحتاج إلى تسعير الوثائق «معياريا» لجذب عملاء جدد

Ad

طالب عدد من الخبراء بدعم وتطوير السوق المصرية عبر الأخذ بالتأمين المعيارى أو البارامتري، لجذب بعض أنواع العملاء وانطلاقا من إيمان بعض الشركات بوجوب الاستجابة للجمهور وموافاتهم بالتغطيات التى تلائم احتياجاتهم التى تختلف عن التقليدية، لا سيما فى «الزراعى» منها.

وقال الخبراء إن «التأمين المعيارى» أو البارامتري، المعروف بالتغطيات القائمة على المؤشرات، ظهر كآلية تمويل بديلة للمخاطر، واكتسب قوة جذب كبيرة فى السنوات الأخيرة، وعلى عكس الوثائق التقليدية التى تعتمد على المطالبات والتقييمات، فإن المعيارى يفعّل عمليات الصرف بناء على عوامل محددة مسبقا، مثل طقس معين أو بلوغ قيمة مؤشر محدد.

وأوضحوا أن تلك الطريقة المبتكرة لإدارة المخاطر تقدم العديد من المزايا لشركات التأمين والعملاء، ما يجعلها خيارا جذابا.

وقبل الخوض فى عرض آراء الخبراء عن التأمين على أساس المعيار، لا بد من التعرف على التغطيات الباراميترية، وهى نوع من نقل المخاطر من العميل إلى شركة التأمين، بينما يعتمد الدفع على مؤشر محدد مسبقا (وغالبا ما يكون على أساس المناخ أو الطقس)، بدلا من الخسائر الفعلية التى يتكبدها الطرف المؤمن عليه، إذ إنه شكل للتأمين الفورى الذى يمكّن الشركات من الاستجابة بسرعة ودقة للأحداث الكارثية.

بينما يعتمد التأمين البارامترى على مؤشر محدد، مثل سرعة الرياح أو هطول الأمطار أو شدة الزلازل، حيث إذا وصل إلى حد معروف مسبقا، فسوف تقوم شركة التأمين بدفع المبلغ المتفق عليه قبل ذلك للعميل، بينما يختلف عن التقليدى، المعتمد على تعويض الخسائر الفعلية التى يتكبدها العملاء، ويسمح باستخدام مؤشر محدد مسبقا بعمليات مطالبات أسرع، ويقلل الحاجة إلى تقييمات مطولة للمطالبات.

يُخصص وفقا لاحتياجات محددة

وقالت باسمة مندور نائب رئيس قطاع القناة بشركة ثروة للتأمين إن من أهم سمات التأمين المعيارى قدرته على تسريع عملية المطالبات، وبما أن عمليات الصرف تعتمد على محفزات موضوعية، فلا حاجة إلى تحقيقات أو مفاوضات تستغرق وقتا طويلا.

وأضافت أنه عند التأمين على المحاصيل، يمكن للمزارع الحصول على تعويض فورا عند انخفاض هطول الأمطار عن مستوى محدد مسبقا، دون الحاجة إلى تقديم مطالبات أو انتظار تقييم من خبير المعاينة، وتعمل تلك العملية المبسطة على تقليل التكاليف الإدارية وتوفر للعملاء وصولا سريعا إلى الأموال.

وطالبت بتصميم وثائق بارامترية بمعايير واضحة ومحددة مسبقا، بما لا يترك مجالا للغموض أو النزاعات، حينها يدرك العميل تماما الظروف التى ستؤدى إلى عمليات الصرف، ويزيل عدم اليقين المرتبط بتغطية التأمين التقليدية.

وأضافت أن هذه الشفافية تعزز راحة البال لدى الشركات والأفراد الذين يعتمدون على التأمين لإدارة مخاطرهم، علاوة على ذلك، يضمن استخدام البيانات والمؤشرات الموضوعية تقييما عادلا ومتسقا للخسائر، ويعزز الثقة بين جميع أصحاب المصلحة.

وأوضحت أن التأمين المعيارى إنما يُخصص وفقا لاحتياجات محددة، فعلى عكس «التقليدية» التى غالبا ما تأتى بشروط وأحكام موحدة، يسمح لأصحاب الوثائق باختيار المحفزات ومبالغ التغطية التى تتوافق مع مخاطرهم الفريدة، ومن ثم يكتسب زخما فى قطاعات مختلفة بسبب قدرته على معالجة الثغرات ، وتوفير حماية فعالة ضد مجموعة واسعة.

وتابعت أن أهم التطبيقات الشائعة للتأمين المعيارى تكمن فى حماية المحاصيل من خسائر الإنتاج بسبب الجفاف أو الأمطار الغزيرة أو غيرها من الظواهر الجوية، وصون أصول البنية التحتية من التلف الناجم عن الزلازل أو الفيضانات أو الأعاصير، و ضد الاضطرابات فى سلاسل التوريد بسبب الكوارث الطبيعية أو تأخيرات النقل أو عدم الاستقرار السياسى، والحماية من الخسائر المالية الناجمة عن الأحداث التى تعطل عملياتها، والتحوط ضد تقلبات أسعار الفائدة أو الصرف أو السلع الأساسية.

وبيّنت أن التأمين البارامترى أداة قيمة لتنويع محافظ المخاطر، ، بينما يمكن لذلك النوع من التغطيات توفير تغطية قد تكون غير قابلة للتقليدية أو يصعب قياسها.

وأكدت أنه يمكن لمشروع طاقة متجددة، مثلا، الاستفادة من التأمين البارامترى للحماية من خسائر الإيرادات الناجمة عن انخفاض سرعة الرياح، ويمكن للشركات تحسين نهج الإدارة الشاملة لديها وتحقيق محفظة أكثر توازنا.

يقدم حلا أسرع وأكثر كفاءة للمزارعين

وقال إيهاب خضر عضو مجلس الإدارة المعتمد ووسيط التأمين، إن سرعة ودقة مدفوعات التأمين البارامترى تسهم بشكل كبير فى تعزيز قدرة صمود الشركات والمجتمعات.

وأضاف خضر أنه يمكن للتأمين البارامترى توفير أموال فورية لدعم جهود التعافى من الكوارث الطبيعية، بما يمكن الأطراف المتضررة من إعادة البناء واستعادة العمليات بسرعة.

وأشار إلى أنه يمكن أن تساعد الاستجابة السريعة فى تقليل التأثير الاقتصادى والاجتماعى للأحداث الكارثية، وتعزيز التعافى الأسرع وتخفيف العبء عن موارد الحكومة، فالقدرة على الصمود التى يوفرها التأمين البارامترى تجعله أداة قيمة لإدارة المخاطر فى مواجهة الأحداث المناخية المتكررة والقاسية بشكل متزايد.

وأضاف أن التأمين البارامترى يلعب دورا واسعا فى قطاع الزراعة لحماية الفلاحين من المخاطر المرتبطة بالطقس، وغالبا ما تتطلب الوثائق التقليدية عمليات مطالبات طويلة، ما يجعل من الصعب تعويض الخسائر فى الوقت المناسب.

وأوضح أن التأمين البارامترى يقدم حلا أسرع وأكثر كفاءة، إذ يمكن أن يؤدى المخصص ضد الجفاف إلى صرف تعويضات عند انخفاض مستويات هطول الأمطار عن حد محدد مسبقا، ويضمن هذا حصول المزارعين على تعويض سريع، مما يسمح لهم بتخفيف التأثير المالى.

وبيّن أن التأمين البارامترى برز كآلية تمويل بديلة ومقنعة، حيث يقدم مجموعة من الفوائد للشركات والعملاء على حد سواء، حيث إن قدرته على معالجة ثغرات المخاطر وتوفير حماية فعالة وتعزيز القدرة على الصمود يجعله أداة قيمة لإدارة مخاطر متنوعة عبر مختلف الصناعات، ومع استمرار تطور التكنولوجيا وتحليل البيانات، من المقرر أن يلعب دورا مهما بشكل متزايد الفترة المقبلة.

وأوضح أن التأمين البارامترى أثبت فعاليته فى توفير تغطيات الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير والزلازل والفيضانات، فبدلا من الاعتماد على تقييمات الأضرار المعقدة، تستخدم وثائقه كمحفزات موضوعية، مثل سرعة الرياح أو النشاط الزلزالى، لتحديد عمليات الصرف، ما يسهل تسوية المطالبات بشكل أسرع ويقلل العبء الإدارى على الشركات والعملاء.

وبينّت أن التأمين البارامترى كوسيلة لإدارة المخاطر المرتبطة يغطى تقلبات إنتاج الطاقة المتجددة، بينما يمكن لمحطة شمسية شراء بوالص يتم صرف التعويض بموجبها إذا انخفض الإشعاع عن مستوى معين لفترة محددة.

وأضاف أن هذه التغطية تساعد على حماية مصدر الدخل للمحطة، خاصة خلال الفترات الطويلة من انخفاض ضوء الشمس، ومن خلال استخدام محفزات موضوعة وقابلة للقياس، يوفر التأمين البارامترى حلا شفافا ويمكن التنبؤ به لمنتجى الطاقة المتجددة، ما يسمح لهم بالتحوط ضد عدم اليقين المرتبط بالطقس.

فرص تفوق «التقليدى»

وقال الدكتور محمد جودة أستاذ ورئيس قسم التأمين والعلوم الاكتوراية بكلية التجارة بجامعة القاهرة، إن البارامترى يوفر العديد من المزايا، لتقييم الخيارات المختلفة بعناية وتحديد الخيار الأنسب للاحتياجات المحددة.

وأضاف أنه قد تكون وثائق التأمين التقليدية أكثر ملاءمة للمخاطر التى يصعب تحديدها كميا أو التى تتضمن تقييمات ذاتية، ومع ذلك، يتفوق البارامترى فى المواقف التى يمكن تحديد محفزات موضوعية فيها، مما يسمح بتسوية المطالبات بشكل أسرع وتقليل التكاليف الإدارية، وفى نهاية المطاف، يعتمد أفضل خيار على طبيعة المخاطر ومستوى التغطية المطلوب.

وأضاف أن التأمين البارامترى يكتسب زخما كبيرا، كآلية تمويل بديلة للمخاطر، وله فرص عديدة تفوق التقليدى، بينما من الضرورى الاعتراف بالتحديات والقيود المرتبطة به، لضمان التطبيق الفعال واتخاذ قرارات مستنيرة.

وأوضح أن تعقيد تحليل البيانات أحد التحديات الرئيسة، حيث يعتمد ذلك النوع من التأمين بشكل كبير على البيانات التاريخية والنماذج الإحصائية لتحديد عمليات الصرف، ومع ذلك، يمكن أن يكون تحليل وتفسير كميات كبيرة من المعلومات بدقة مهمة شاقة، ويتطلب الأمر خوارزميات متطورة وتقنيات إحصائية متقدمة لتحديد الأنماط والعلاقات ذات الصلة، بينما يمكن أن تختلف جودة البيانات وتوافرها عبر المناطق والقطاعات، ما يزيد من تعقيد تطوير نماذج بارامترية دقيقة.

وأشار إلى أن وثائق التأمين البارامترى تتوافر لتغطية حدث خطر معين، مثل الكوارث الطبيعية أو تقلبات أسعار السلع، فى حين إنها تقدم عملية مطالبات مبسطة وفعالة، إلا أنها تفتقر إلى المرونة اللازمة لمعالجة الظروف الفريدة أو الاحتياجات الفردية، وعلى عكس التقليدية التى تأخذ بعين الاعتبار تقييمات الخسائر الفردية، بينما يعتمد البارامترى على محفزات وهياكل صرف محددة مسبقا.

مندور: أداة لتنويع محافظ المخاطر

جودة: تعقيد تحليل البيانات ونماذج الإحصاء تحدٍ رئيس

خضر: يلعب دورا كبيراً للحماية من أضرار الطقس السيء