اقتربت محافظة الإسكندرية من إنهاء الأعمال الإنشائية بميدان فيكتور عمانويل بمنطقة سموحة ضمن مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار فى مرحلته الثانية، ومن المقرر تسليم أعمال الميدان وافتتاحه خلال يوليو المقبل، بحسب ما صرح به مصدر حكومى مسئول لـ”المال”.
وقال المصدر إن المرحلة الثانية من المشروع تضم إنشاء محطة رفع لمياه الأمطار بشارع النقل والهندسة بمنطقة سموحة “تم الانتهاء منها”، وأخرى بشارع محمد نجيب بمنطقة سيدى بشر “جارٍ العمل بها”، لاسيما وأن تلك المناطق كانت تتعرض للغرق سنوياً، بالتزامن مع التغيرات المناخية التى أسقطت الكثير من مياه الأمطار غير المعتادة على الإسكندرية والتى كانت تفوق استيعاب شبكات المياه القديمة.
وأضاف أنه وفقاً لآليات المشروع وهدفه الرئيسي، سيتم الاستفادة بمياه الأمطار ضمن نتائج الاستراتيجية بمنطقة سموحة على نطاق ميدان فيكتور عمانويل وشارع النقل والهندسة لصالح مشروع الدلتا الجديدة، مشيرًا إلى أنه سيتم التخلص من المياه بنقطة رفع طريق محمد نجيب بمنطقة سيدى بشر داخل البحر بشكل مؤقت لحين تحويلها لمشروع الدلتا الجديدة.
وأوضح المصدر أن ميدان فيكتور عمانويل كان عبارة عن “بيارة” للصرف الصحى خارج الخدمة، مشيرًا إلى تعديله حاليًا ليكون محطة لرفع مياه الأمطار، بالإضافة إلى إنشاء مبنى لتوليد وتوزيع التيار الكهربائى وغرفة لتشغيل المحطة، وذلك لتفادى حدوث أية مشكلات وقت انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك تجنب غرق المنطقة بسبب غزارة المياه.
وأضاف المصدر أن مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار كان يواجه مشكلة وهى عدم وجود أماكن متاحة لإنشاء محطات رفع ، لذلك تم استخدام الصرف الصحى غير المُستغلة وتحويلها لصالح المشروع القومي.
ولفت المصدر إلى أن هناك عدة عوامل أرجأت افتتاح الميدان تمثلت فى الأعمال المعمارية التى يتم تنفيذها بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري، فى ضوء الرغبة بالحفاظ على التماثيل الموجودة به بعد ترميمها من خلال كلية الفنون الجميلة، وكذلك المسطحات الخضراء، والمبانى المتعلقة بوظائف التشغيل والتى سيكون لها شكل جمالى.
وعلى صعيد ذات صلة، كشف المصدر عن بدء دراسات الجدوى للبدء فى المرحلة الثالثة لمشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار فى محاولة للعمل بها بالموسم الصيفى قبيل حلول الموسم ، والتى تضم طريق ترام الثغر “عمر لطفي” أمام نادى سبورتنج، شارع امبروزو بمحيط طريق قناة السويس بمنطقة محرم بك،ودوران الصفوانى بمنطقة الإبراهيمية.
وأشار المصدر إلى أن تلك المشروعات تأتى فى إطار استعادة الإسكندرية لجزء كبير من رونقها ، معتبراً أن استراتيجية مياه الأمطار مجرد بداية،وتندرج فى إطار خطة أكبر تستهدف حلأزمات المرور وغرق الطرق وغيرها من الأزمات التى تُلاحق الثغر.
ولفت إلى أن مشروع نفق 45 كان بمثابة الشرارة لمشروعات تحقيق السيولة المرورية عقب محور المحمودية، ومن ثم توسعة الكورنيش المُقرر الانتهاء منه بنهاية يونيو المُقبل، ومن بعده كوبرى تقاطع شارع مصطفى كامل مع شارع 45 -الجارى حالياً- والذى يُعد مشروعًا هامًا لربط محور المعمورة بالكورنيش.
تجدر الإشارة إلى أن الاستراتيجية المتكاملة تستهدف الفصل الجزئى لشبكات الأمطار والصرف الصحى فى بعض المناطق المتضررة فى موسم نوات الشتاء على أقرب مسطح مائى مباشر، و الحد من تداعيات التغيرات المناخية بمحافظة الاسكندرية والاستفادة من الأمطار بمشروع الدلتا الجديدة.
وتشمل مراحل الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار تنفيذ 9 مشروعات، تستهدف حل مشكلات تراكمها وتجمعها بمناطق ومساحات مخدومة للمشروع، وليس نقاطا ساخنة أو الكورنيش فقط.
وأظهر تحليل سابق أجراه البنك الدولى ونشره ضمن تقرير المناخ والتنمية الخاص بمصر، أن إجمالى المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها محافظة الإسكندرية بسبب الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الساحلية قد تصل إلى %10.9 من مبانيها، و ذلك بافتراض وقوع أحداث مناخية شديدة.
وقدر تحليلالبنك قيمة تكلفة استبدال مبانى المدينة نتيجة تلك الأحداث بمبلغ 46.6 مليار دولار، مشيرا إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تعطل الخدمات و سُبل النقل والمواصلات والإنتاجية الصناعية والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية وعمر المبانى التراثيةوالمدارس والمستشفياتتزيد من تكلفة الفيضانات بالإسكندرية.
وتعتبر الإسكندرية ثانى أكبر مدينة فى مصر، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 5.18 مليون نسمة، بجانب كونها مركزاً رئيسياً للنشاط السياحى والاقتصادى على ساحل البحر المتوسط.
