Ad

ضخت 4 شركات تكنولوجيا عالمية هى جوجل، ومايكروسوفت، وأمازون، وهواوى، استثمارات ضخمة فى أسواق دول جنوب شرق آسيا، من أجل تحسين مهارات الذكاء الاصطناعى والبنية التحتية الرقمية، وذلك بحسب موقع جفانسايدر.

ورغم طرح دول جنوب شرق آسيا خططها الرئيسية حول استخدام الذكاء الاصطناعى وإدارته، فإنها تواجه تحديات مثل فجوة المواهب الرقمية والبنية التحتية القديمة التى تحتاج إلى إزالتها من الطريق حتى تتمكن شعوبها من جنى أقصى استفادة من التقنيات الناشئة.

وعلى مدار عامى 2022 و2023، تم إبرام شراكات بين شركات التكنولوجيا الكبرى مع الحكومات فى جنوب شرق آسيا لبناء قدرات المنطقة على احتضان التكنولوجيا الناشئة، بما فى ذلك الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية وتكنولوجيا 5G.

ولمعالجة فجوة المواهب الرقمية التى تواجهها بلدان المنطقة، تعتمد شركات التكنولوجيا الكبرى على أذرعها الأكاديمية والتدريبية.

على سبيل المثال، تستهدف مايكروسوفت تدريب 10000 مطور إندونيسى ليصبحوا خبراء فى مجال الذكاء الاصطناعى، من خلال برنامج أيه آل أوديسى الخاص بها، والذى سيسمح للمطورين بالحصول على أوراق اعتماد مايكروسوفت.

وتعد جهود الشركة فى مجال تحسين المهارات جزءًا من استثمار بقيمة 1.7 مليار دولار على مدى 4 سنوات فى البنية التحتية الجديدة للسحابة والذكاء الاصطناعى فى إندونيسيا، وبالنسبة لماليزيا، فقد استثمرت 2.2 مليار دولار فى جهود مماثلة.

ومن ناحية أخرى، تتعاون أكاديمية هواوى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع مؤسسات التعليم العالى فى جميع أنحاء العالم لتزويد المتعلمين بدورات تدريبية حول تقنياتها.

وفى أعقاب النجاحات التى حققتها مشروعات الذكاء الاصطناعى التوليدى الخاصة بها مع حكومة سنغافورة، قامت “أمازون ويب سيرفيسز” و”جوجل كلاود” أيضًا بتعزيز شراكاتها واستثماراتها حول بيئات اختبار الابتكار ومبادرات تحسين المهارات.

وفى ماليزيا، دخلت وزارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار فى شراكة مع نيفيديا لإطلاق صندوق حماية للذكاء الاصطناعى وتحقيق 209 ملايين دولار بحلول عام 2030.

كما تم التأكيد على أهمية الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين، بحسب تصريحات منسوبة إلى ناراريا إس سويرابتو، نائب الأمين العام لرابطة أمم جنوب شرق آسيا لشئون المجتمع والشركات، فى مؤتمر هواوى الرقمى والذكى لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ 2024.

وتحدث عن الدور الحاسم الذى تلعبه الجهات الفاعلة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مساعدة الدول الأعضاء فى رابطة أمم جنوب شرق آسيا على تحقيق أهدافها فى مجال الاقتصاد الرقمى.

وحصلت سنغافورة - كونها الأكثر استعدادًا للذكاء الاصطناعى فى جنوب شرق آسيا - على 81.97 من أصل 100، وهو ما يختلف بشكل كبير عن متوسط الدرجات الإقليمية البالغ 55.49.

وبما أنها فى طليعة قيادة مشاريع الذكاء الاصطناعى الرائدة، فإن الشراكة مع شركات التكنولوجيا الكبرى -بدلًا من المؤسسات الأكاديمية- هى المسار الأكثر منطقية بالنسبة للبلدان التى تتطلع إلى رعاية قطاعات الذكاء الاصطناعى لديها.

تشجيع الابتكار فى القطاع الخاص

وفى حالة تنمية المواهب، هناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة بين القطاعين العام والخاص لرعاية المهارات اللازمة لتلبية طموحات الاقتصاد الرقمى.

وعلى عكس نظيرتها فى الاتحاد الأوروبى، التى أطلقت أول تنظيم ملزم قانونا للذكاء الاصطناعى فى العالم فى عام 2023، اتبعت جنوب شرق آسيا نهجًا صديقًا للأعمال وأكثر استشارية مع شركات التكنولوجيا الكبرى فى إدارة الذكاء الاصطناعى لتشجيع الابتكار فى القطاع الخاص.

على سبيل المثال، تتعاون مؤسسة أيه آل فيرفاى فاونديشن فى سنغافورة مع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل وآى بى إم ومايكروسوفت وريد هات وأمازون ويب سيرفس من أجل التعهيد الجماعى لأفضل ممارسات الذكاء الاصطناعى الأخلاقى من المجتمع العالمى مفتوح المصدر.

وذكرت رويترز سابقًا أنه تمت استشارة شركات التكنولوجيا الكبرى، بما فى ذلك ميتا وآى بى إم وجوجل، للحصول على تعليقات حول صياغة دليل أخلاقيات الذكاء الاصطناعى وإدارته فى رابطة دول جنوب شرق آسيا قبل عامين.