أكد خبراء مصرفيون أن قطاع النقل الذكى فى السوق المحلية، أصبح من أهم القطاعات الجاذبة للاستثمار، لا سيما أن وزارة النقل تنفذ شبكة مواصلات متكاملة لربط المدن العمرانية الجديدة والعاصمة الإدارية بقلب القاهر، مضيفين أن التمويلات البنكية تدعم الشركات نحو التوسع.
واتفق الخبراء على أن مشاريع النقل الذكي، التى تتضمن الأتوبيسات المتطورة، تُمثل فرصة استثمارية واعدة، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة وإجراء دراسات جدوى دقيقة لتقييم جدوى كل مشروع على حدة.
وأفاد بأن من مميزات تمويل مشاريع النقل الذكي، الاعتماد على القنوات الإلكترونية للتحصيل، والتى تتيح سهولة التحصيل وشفافية العمليات المالية، إضافة إلى خلق فرص عمل للشباب، والمساهمة فى حل مشكلة الزحام من خلال تقديمها بدائل فعالة خاصة فى المدن الكبرى، فضلًا عن تعزيز الشمول المالى عبر تشجيعها لاستخدام الخدمات المالية الإلكترونية.
وتمثل شركات النقل الذكى نقلة نوعية فى صناعة النقل، إذ تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والابتكار لتحسين تجربتها وتعزيز الاستدامة البيئية، ومن خلال دعم البنوك وتمويلها لهذه الشركات، يمكن تعزيز الابتكار وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه التطورات.
بداية، قال هانى حافظ، الخبير المصرفي، إن تمويل البنوك لشركات النقل الذكى يمكن أن يكون استثمارًا جاذبًا، خاصة مع تقدم التكنولوجيا وتزايد الطلب على الحلول الذكية للنقل.
وأضاف أن من الجوانب الإيجابية لتلك النوعية من الاستثمارات التمويلية المصرفية تعزيز التطور التكنولوجى للمساهمة فى تحسين البنية التحتية وتجربة النقل للمستخدمين عبر إتاحة التمويل لدعم الشركات الناشئة والمبتكرة فى مجال النقل الذكي.
وأكد أن ضخ تلك النوعية من الاستثمارات فى النقل الذكى يساعد فى تحسين خدمات النقل العامة، ما يؤدى إلى تقليل الازدحام والاختناقات المرورية وتحسين الكفاءة والاستدامة، فضلًا عن قيام التقنيات الذكية مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى تحقيق وفر كبير فى تكاليف النقل، ما يزيد من جاذبية الاستثمار فى هذا القطاع، ومن ثم ارتفاع العوائد والتدفقات النقدية المتولدة من نشاط التشغيل.
وأشار إلى أن كل أنواع الاستثمارات بها مخاطر محتملة مصاحبة لها، وبالنسبة لشركات النقل الذكى تتمثل فى التغيرات التكنولوجية بشكل سريع، ما يعرض الاستثمارات فى النقل الذكى لمخاطر التقنية، إذ قد تصبح التكنولوجيا الحالية قديمة بسرعة وتفقد قيمتها، فضلا عن احتمالية تأثرها بالتغيرات فى التشريعات واللوائح، مثل قوانين الخصوصية والسلامة، ما قد يؤدى إلى تكاليف إضافية وتعقيدات فى العمليات التشغيلية.
وأفاد بأن احتمالية ظهور معدلات اقتصادية تشير إلى تباطؤ اقتصادي، قد تتراجع الاستثمارات فى مجالات الابتكار والتكنولوجيا مثل النقل الذكي، ما يعرض الشركات الممولة البنوك لمخاطر مالية.
وأكد ضرورة مراعاة تنفيذ إستراتيجية المخاطر واستخدام أدوات للحد منها، والتى تتمثل فى إجراء البنوك تقييما دقيقا للموقف المالى الحالي، والمتوقع للشركات المراد تمويلها وكذلك التدفقات النقدية لمشاريعها، ويشمل ذلك قوة الفريق الإدارى والتشغيلى للشركة، استراتيجية النمو وتقييم الأثر الاقتصادى لتقنيات النقل الذكى المعتمدة، مشيرًا إلى قيام البنوك وجهات التمويل بتنويع المحفظة الائتمانية عبر توزيع التمويل على مجموعة متنوعة من الشركات والمشاريع.
وتابع الخبير المصرفي، أن إحدى أدوات المخاطر تنطوى على التحقق من الامتثال والتنظيم بشأن الشركات الممولة والتى يجب أن تكون ملتزمة بجميع اللوائح والتشريعات المتعلقة بالنقل الذكي، بما فى ذلك الخصوصية، والأمن والسلامة، كما يمكن للبنوك تقليل المخاطر عن طريق التعاون مع شركاء استراتيجيين، مثل الشركات التقنية الرائدة فى مجال النقل الذكي، لتقديم الدعم والخبرة الفنية والتكنولوجية للحد من التقادم التكنولوجي.
وأكد أن القطاع المصرفى المصرى حجر الأساس فى مقومات تطوير وهيكلة الاقتصاد الوطني، وتهدف البنوك إلى المشاركة فى خطط الدولة التنموية فى مجال وسائل النقل الذكي، والذى يعد من القطاعات الحيوية التى تمس الحياة اليومية للمواطنين.
من جانبه، أكد تامر عبد الحميد، الخبير المصرفي، أهمية التدفقات النقدية المستدامة كعامل رئيسى فى تقييم تمويل مشاريع النقل الذكي.
ورأى أن نجاح شركات النقل الذكى فى تحقيق عوائد ضخمة وتدفقات نقدية منتظمة خلال السنوات الماضية يُشكل مؤشرًا إيجابيًا على جدوى الاستثمار فى هذا القطاع.
وأفاد بأن قنوات الدفع الإلكترونية، مثل البطاقات الائتمانية والمحافظ الإلكترونية والتطبيقات المختلفة، تُتيح سهولة التحصيل وشفافية العمليات المالية، ما يُعزز من جاذبية مشاريع النقل الذكى للممولين.
وأكد أن مشاريع النقل الذكى تسهم فى توفير فرص عمل جديدة للشباب، خاصة فى مجال التكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
وأشار إلى أن حلول النقل الذكى تُقدم بدائل فعالة للتخفيف من حدة الازدحام المروري، خاصة فى المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندري، وتُشجع مشاريع النقل الذكى على استخدام الخدمات المالية الإلكترونية، ما يُسهم فى نشر ثقافة الشمول المالى بين مختلف فئات المجتمع، وفقا للخبير المصرفي.
وأفاد بأنه على الرغم من المخاطر المحتملة، فإنه يعتقد أن السوق المصرية، خاصة فى المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية، لا تزال قادرة على استيعاب المزيد من مشاريع النقل الذكي.
«حافظ»: تحسين الخدمات وخفض التكاليف يدعمان عوائد التشغيل
«عبد الحميد»: ضرورة تشجيع كل الأطراف على الانتشار فى القنوات المالية الإلكترونية
