Ad

رجح عدد من خبراء ورؤساء شركات قطاع حلول التكنولوجيا المالية والمدفوعات الرقمية أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التعاون والاندماج بين البنوك الرقمية وتطبيقات التكنولوجيا المالية،خاصة بعد إطلاق “ وان بنك “ رسميا خلال الربع الأخير من 2024 عقب حصوله على موافقة البنك المركزى المصرى.

وقالوا إن «وان بنك» سيمثل علامة فارقة تجاه الشمول المالى والتحول الرقمى فى القطاع المصرفى، مرجحين أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التكامل بين الخدمات المصرفية الرقمية، وتطبيقات التكنولوجيا المالية بما يحقق التقدم الاقتصادى والاجتماعى.

يذكر أن البنك المركزى أصدر فى يوليو 2023 قواعد ترخيص وتسجيل البنوك الرقمية والرقابة والإشراف عليها، وتضمنت أن يكون المساهم الأكبر مؤسسة مالية ذات سابقة أعمال فى أنشطة مماثلة بنسبة لا تقل عن %30 من إجمالى قيمة رأس المال.

كما يجب ألا يقل رأس المال المصدر والمدفوع عن مليارى جنيه مصرى فى حالة ممارسة كافة أعمال البنوك باستثناء تمويل الشركات الكبرى، مع إمكانية تمويلها شريطة زيادة رأس المال إلى 4 مليارات جنيه.

وبحسب شريف البحيرى الرئيس التنفيذى لشركة «مصر للابتكار الرقمى» التابعة لبنك مصر، استثمرت الشركة نحو 2.5 مليار جنيه فى «وان بنك».

وأوضح أن البنك يستهدف فى أول عام من تشغيله 700 ألف عميل، ثم مليون خلال أول عامين، أغلبهم من فئة الشباب.

قالطارق ناجى الرئيس التنفيذى لشركة سوبر باى لحلول المدفوعات الرقمية إن وجود بنك رقمى فى مصر سيلعب دورًا محوريا فى تعزيز مبدأ الشمول المالى من خلال جعل الخدمات المالية أكثر توافرًا، وأقل تكلفة، وأكثر سهولة، كما أنه يسرع وتيرة التحول الرقمى الذى تنتهجه الدولة.

وأكد ناجى أن التنافس بين البنوك الرقمية وشركات التكنولوجيا المالية سيكون فى مصلحة المستخدم النهائى مع وجود منتجات وخدمات مالية متنوعة.

وأشار إلى أن إطلاق البنوك الرقمية سيضع ضغطا على شركات التكنولوجيا المالية لتقديم خدمات أفضل وأكثر ابتكارا وتميزا مع مرور الوقت.

ورأى أن انتشار البنوك الرقمية فى مصر سيسهم فى زيادة عدد المتعاملين تكنولوجيا فى القطاع المالى، حيث توفر مجموعة واسعة من الخدمات بمجرد ضغطة واحدة على أجهزة الهواتف الذكية أو الحاسبات اللوحية، لاسيما مع انتشار شبكات الإنترنت والهواتف الذكية،مما يعنى أن هناك قاعدة كبيرة من المواطنين يمكنهم الوصول إلى الخدمات عبر الإنترنت.

ألمحتوفيق محمود المدير التنفيذى لشركة الخدمات المالية العربية AFS إلى إن البنوك الرقمية تمثل جيلًا جديدًا من المؤسسات المالية التى تُقدم خدماتها عبر الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، وبفضل قدرتها على التكيف بسرعة مع التطورات التكنولوجية واحتياجات العملاء المتغيرة، يمكنها أن تلعب دورًا هامًا كجسر بين شركات التكنولوجيا المالية ونظيرتها التقليدية.

وأوضح أن البنوك الرقمية يمكنها أيضا خلق منصة تواصل آمنة وموثوقة تُتيح لشركات التكنولوجيا المالية التعاون وتبادل البيانات مع المصارف التقليدية، الأمر الذى سيساعد الأخيرة على تقديم خدمات مبتكرة تلبى احتياجات العملاء.

كما أنها قادرة على تطوير حلول دفع مبتكرة تمكن شركات التكنولوجيا المالية من دمج خدماتها بسهولة فى تطبيقاتها، مما يُساهم فى تحسين تجربة العملاء وتعزيز كفاءة العمليات.

ورأى أن البنوك الرقمية تساهم فى توسيع نطاق الخدمات المصرفية لتشمل شرائح أوسع من المجتمع، خاصةً الفئات غير المُدرجة فى القطاع المالى الرسمى، لأنها توفر خدماتها بسهولة ومرونة وبأسعار مناسبة، خاصةً للفئات المهمشة التى تُعانى من صعوبات فى الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية.

واستطرد أن التكامل بين البنوك الرقمية وتطبيقات التكنولوجيا المالية يوفر العديد من الفوائد الاقتصادية المهمة، أبرزها تحسين الكفاءة فى أداء العمليات، مما يقلل من التكاليف ويزيد معدل الإنتاجية، وبالتالى، يمكن للشركات والأفراد تحقيق مزيد من الربحية والاستدامة فى الأعمال المالية، كما أن التكامل بين الفريقين يعزز قيم الابتكار فى قطاع الخدمات، مما يساهم فى تنشيط الاقتصاد وتحقيق نمو اقتصادى مستدام.

ورأى أن زيادة الوصول إلى الخدمات المالية يؤدى إلى تحسين التخطيط، حيث أنه يساعد المستخدمين إدارة ميزانياتهم بشكل أفضل، من خلال توفير أدوات وتقارير متكاملة وسهلة الوصول.

وأكد أن الربط بين تطبيقات التكنولوجيا والبنوك الرقمية يحقق مستويات عالية من الشفافية والأمان فى العمليات، مما يساهم فى تحفيز الاستثمارات وتعزيز الثقة فى النظام المالى.

فيما قالمحمد ربيع الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لـ “باى مينت” لحلول التكنولوجيا المالية إن إنشاء بنك رقمى فى مصر له انعكاسات إيجابية على شركات الفينتك، خاصة فيما يتعلق بالقرارات المستقبلية المحتملة من قبل البنك المركزى المصرى.

وأوضح ربيع أن البنك المركزى بذلك يكون قد أعطى إشارة البدء بالموافقة على تنفيذ جميع العمليات وإتمام الصفقات أونلاين بشكل كامل.

وتوقع أن تمثل هذه الخطوة حجر الأساس فى تسهيل متطلبات الترخيص من قبل البنك المركزى، بحيث يكون أكثر مرونةً فى المتطلبات لشركات التكنولوجيا المالية، مما يُسهل عليها دخول السوق المصرية.

واختمم كلامه مؤكدا أن البنوك الرقمية فى أمريكا وأوروبا لم تؤثر على شركات الفينتك، لاسيما وأن المصارف ستظل معنية بمجموعة عمليات رئيسية منها فتح حسابات للعملاء.

وأكد أنه على الرغم من التطور الكبير الذى شهدته شركات الفينتك إلا أنها لا تزال تُقدم نطاقًا محدودًا من الخدمات المصرفية مقارنة بالبنوك التقليدية، منها على سبيل المثال لا الحصر قدرتها على تقديم خدمات القروض وإدارة المخاطر للشركات.

بينما قالفادى زكى مدير تطوير الأعمال والشراكات فى شركة فاليو لحلول الشراء الآن والدفع لاحقا، إن البنوك الرقمية ستسهم بقوة فى تمكين الشركات الناشئة من إتمام عمليات الدفع والتحصيل بسهولة كاملة.

وأضاف أن البنوك الرقمية غالبا ما تتمتع بالقدرة على تقديم خدماتها بشكل أسرع وأكثر مرونة مقارنة بالتقليدية، مما يجعلها شريكاً مالياً مثالياً للشركات الناشئة التى تحتاج إلى حلول مالية سريعة ومرنة.

وأشار إلى أن وجود بنوك رقمية سيصب فى مصلحة شركات التكنولوجيا المالية، إذ يمكن أن يكون بين الجانبين تعاونا ويستفيدا من التعاون المستقبلى وتوحيد الجهود لتقديم تجربة مالية متميزة للعملاء.

وتابع أن الفترة المقبلة قد تشهد اندماج بين البنوك الرقمية وشركات الفينتك من أجل توسيع نطاق الخدمات وتحسين كفاءة العمليات وتقليل التكاليف التشغيلية، بالإضافة إلى الوصول لفئات عملاء جديدة وتلبية احتياجاتهم المالية بشكل أفضل.

وذكرمحمد أبو خضرة الرئيس التنفيذى لشركة “ابيفاي” لحلول التكنولوجيا المالية أن البنوك الرقمية شهدت نمواً كبيراً فى جميع أنحاء العالم خلال السنوات الماضية، وبدأت مؤخرا فى اقتحام السوق المصرية،إلا أن «التقليدية» مازالت تعانى من البيروقراطية التى تؤثر سلباً على تجربة العملاء وحصولهم على خدمات مصرفية بشكل يرضيهم.

وأكد أبو خضرة أن العمليات الطويلة والمعقدة تؤدى إلى بطء فى تقديم الخدمات المصرفية، وتزيد من التكاليف وتقلل من كفاءة البنوك، كما تؤثر بالسلب أيضا على قدرتها على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة.

وشدد على ضرورة تبنى البنك الرقمى الجديد نموذج عمل مبتكر ومرن يسمح بتقديم الخدمات المصرفية بشكل فعال، مع ضمان سرعة التكيف مع متطلبات العصر الرقمى.

ولفت إلى ضرورة أن يكون لدى البنك الرقمى الجديد هيكل تنظيمى مبسط وعمليات مصرفية مبتكرة تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة،لتقديم تجربة مصرفية متميزة للعملاء.

وتابع أنه يجب أن يكون لدى البنك الرقمى الجديد رؤية واضحة تجاه التحول الرقمى، مع اختيار كوادر وإدارة ملتزمة بتغيير العادات التقليدية وتعزيز ثقافة الابتكار والتطوير داخل المؤسسة، وقدرة على التكيف مع التغييرات السريعة فى البيئة التكنولوجية والتنظيمية، وأن يكون لديه القدرة على تحسين العمليات وتقديم الحلول الرقمية المبتكرة.

وشدد على أهمية أن يكون الهدف الرئيسى للبنك الرقمى الجديد هو تحسين تجربة العملاء وتقديم خدمات مصرفية متميزة تلبى تطلعات العملاء بمختلف فئاتهم وشرائحهم فى العصر الرقمى،ليحقق النجاح ويحافظ على مكانته فى السوق المصرفية المتنامية.

وتطرق إلى التنافس بين شركات التكنولوجيا المالية والبنك الرقمى الجديد الذى وصفه بأنه سيكون لاعبًا جديدًا رئيسيًا فى السوق المصرية، مؤكدا أن المنافسة بينهما سوف تشتعل خاصة وأن كلا الجانبين سوف يسعيان إلى جذب المزيد من العملاء وتقديم خدمات مالية مبتكرة وفعالة، لكن جودة المنتجات والخدمات هى التى ستحدد شكل العلاقة بين الكيانين.

ناجى: إتاحة مجموعة واسعة من الخدمات المصرفية للعملاء

محمود : « تحسين الكفاءة» و«زيادة معدل الإنتاجية» نتائج متوقعة

ربيع : خطوة جيدة تسهل إجراءات تراخيص شركات الـ «FINTECH»

أبو خضرة: ضرورة أن يتبنى نموذج عمل مرناً

زكى: سرعة إنجاز عمليات الدفع والتحصيل محلياً